“طوفان الأقصى” وصمود اليمن: موقف ثابت في زمن الانبطاح العربي
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
طوي عام من عملية “طوفان الأقصى” التي مثلت محطة فارقة في تاريخ الصراع العربي، “الإسرائيلي”، وتطوراً نوعياً أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كانت أوراقاً في أرشيف المجتمع الدولي ومنظماته، يساوم بها بين الوقت والآخر لإلهاء الشعوب العربية والإسلامية.
ظلّت القضية الفلسطينية على مدى أكثر من سبعة عقود تراوح مكانها بالرغم من القرارات الدولية ذات الصلة، والمؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، إلا أن قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا، كانت وراء إحباط أي قرارات دولية معنية بحقوق الشعب الفلسطيني، مستفيدة من تماهي قيادة أنظمة عربية وإسلامية مع سياسة واشنطن ولندن في دعم الكيان الصهيوني وإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
في السابع من أكتوبر 2023م، كانت المستوطنات الصهيونية المحتلة على موعد مع عملية “طوفان الأقصى”، التي أسقطت أقنعة القوة التي لا تقهر والأسطورة العظمى التي رسمها الإعلام بشكل عام والعربي بوجه خاص في أذهان شعوب الأمة من خلال ممارسة أبشع أنواع الإرهاب الفكري والإعلامي.
استطاع رجال المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، التنكيل بعصابات العدو الصهيوني عبر خطة واستراتيجية عسكرية محكمة، أذهلت قادة العدو من خلال هجوم صاروخي واسع النطاق شنَّته فصائل المقاومة، ووجَّهت آلاف الصواريخ صوب المستوطنات الإسرائيليّة من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق.
وباعتراف إعلام العدو نجحت خطة المقاومة الفلسطينية خلال ساعات محددة في السيطرة على مراكز قيادات كيان العدو الصهيوني وتجاوز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، والأمريكية “CIA ” بما تمتلكه من إمكانات وقدرات عسكرية واستخباراتية ضخمة وقتل وإصابة وأسر العديد من الجنود الصهاينة وتدمير آليّات عسكريّة إسرائيليَّة.
الشعب اليمني، من الشعوب العربية والإسلامية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ عقود، ولم يبخل يوماً ما أو يتخلى عنها، وقدّم تضحيات جسيمة من أجلها في سبيل دحر العدو الصهيوني من الأراضي المحتلة، سواء كان في فلسطين أو جنوب لبنان.
ومنذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، ساند الشعب اليمني الأشقاء في فلسطين بالقول والفعل، بالرغم من أن اليمن يعيش منذ نحو عشر سنوات عدوان وحصار من قبل التحالف السعودي الإماراتي المدعوم أمريكياً، إلا أن القضية الفلسطينية حاضرة ومتجذرة في وجدان اليمنيين، ويعيشون آلام الفلسطينيين وأحزانهم في غزة والضفة وكل فلسطين.
وما إن أعلنت المقاومة الفلسطينية عملية السابع من أكتوبر 2023م، بادر الشعب اليمني بقيادة قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بمشاركة الشعب الفلسطيني صموده وثباته وتصديه لعصابات الكيان الصهيوني ودعم مقاومته، ليس بالقول وإنما بالفعل من خلال خطوات ومراحل مدروسة واستراتيجيات عسكرية محكمة آتت أكلها على الواقع.
خلال أكثر من عام على عملية “طوفان الأقصى” والشعب اليمني لم يكل أو يمل، في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية في غزة وكل فلسطين، بكل ما يمتلكه من إمكانيات، بما في ذلك الاحتشاد المليوني الأسبوعي، للتعبير عن استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني والتأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والمركزية للأمة.
وما زاد من إصرار اليمنيين، وصمودهم واستبسالهم في التصدي لقوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، هو التصعيد الأمريكي والبريطاني والصهيوني بشن عدوان على اليمن ولبنان وسوريا والعراق، مستهدفاً كل من يساند المقاومة الفلسطينية أو يدعمها في محاولة لتركيع الشعوب الحرة وإخضاعها للهيمنة الأمريكية والأوروبية.
واصل اليمنيون تضامنهم مع الشعبين الفلسطيني واللبناني بالأنشطة الشعبية والفعاليات التضامنية التي بلغت حسب السيد القائد حتى الأسبوع الماضي 746 ألفاً و972 نشاطاً، في حين بلغت أنشطة التعبئة على مستوى المسير العسكري والعروض والمناورات والأنشطة العسكرية ألفين و866 نشاطاً.
وجددّ السيد القائد التأكيد على “أن جبهة اليمن مستمرة في موقفها المبدئي الإنساني الأخلاقي الديني الإيماني لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه وإخوتنا في لبنان ومجاهدي حزب الله ومع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع إخوتنا في العراق ومع كل أحرار الأمة”.
ويؤكد متابعون، أن الموقف اليمني، يُعلى ولا يُعلى عليه، فاليمنيون يقدمون القضية الفلسطينية على قضيتهم أو قضاياهم وهذا ما يميزهم عن بقية الشعوب العربية والإسلامية، فاليمن الدولة العربية الوحيدة التي تتحرك نصرةً للأشقاء الفلسطينيين في زمن يوجد فيه حكام “عرب” متصهينين ومطبعين وخائنين.
ستظل عملية “طوفان الأقصى”، واحدة من أهم العمليات النضالية التي خاضها الشعب الفلسطيني منذ عقود في مواجهة الكيان الصهيوني، وإدخاله في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة وإنهاكه وداعميه على مختلف المسارات، لأول مرة في تاريخ الكيان المؤقت، وهو ما ميزها عن سابقاتها من العمليات النضالية الفلسطينية.
سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی طوفان الأقصى الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
فعالية ثقافية توعوية بذمار انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني
الثورة نت|
نظمت منظومة التوعية التعبوية بمحافظة ذمار، اليوم، فعالية ثقافية انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني وإسنادا لمقاومته، ومواجهة أي تصعيد قد يقدم عليه العدوان .
وفي الفعالية، التي أقيمت تحت شعار “لستم وحدكم” بحضور محافظ المحافظة، محمد ناصر البخيتي، وبرعاية السلطة المحلية والتعبئة العامة بالمحافظة، أكد مسئول التعبئة العامة بالمحافظة أحمد حسين الضوراني، أهمية التحرك في كل مجالات ومسارات العمل الجهادي واستنفار الطاقات لمواجهة أي تصعيد يقدم عليه العدوان.
وحث على الاستمرار في الحشد والتعبئة والإلتحاق بدورات طوفان الأقصى، والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التعبوية والمناصرة للشعب الفلسطيني، ودعم القوة الصاروخية.
واعتبر الأنشطة والفعاليات وزخم الضربات الصاروخية في البحار وفي عمق العدو الصهيوني رسالة لأئمة الكفر أننا مستمرون في خط الجهاد ومواجهة أعداء الله ونصرة إخواننا في فلسطين المحتلة، كما هي رسالة للمنافقين بأننا لهم بالمرصاد.
ولفت إلى أهمية تفعيل دور كافة الجهات والإعلام كلا من موقعه في التوعية ومواجهة مؤامرات الأعداء والحرب النفسية والمثبطين والمهزومين في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن ذمار من أوائل المحافظات في التضحية والعمل التعبوي.
وجدد الضوراني، التأكيد على ضرورة التحلي بالوعي والبصيرة، والاستعداد والجهوزية العالية واليقظة الأمنية وضرب كل من تسول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار.
ونوه بتفاعل جامعة ذمار والقطاع التربوي والمكاتب التنفيذية والأمن والمديريات والمشايخ في تدشين دورات طوفان الأقصى والذي يجسد النفير العام في أوساط المجتمع.
من جانبه، أوضح مدير مكتب هيئة الأوقاف مسئول منظومة التوعية، فيصل الهطفي، أن هذه الفعالية تأتي تدشينا لفعاليات المنظومة التوعوية التي تشمل جميع المكاتب والمديريات.
وبين، أن المرحلة الحالية تتطلب من الجميع التحرك الجاد لمواجهة الهيمنة الامريكية الصهيونية، ومن يريدون إبعادنا عن نصرة إخواننا في غزة، مؤكدا أن رسالتنا هي الثبات والصمود والاستمرار في موقفنا المبدئي الإيماني حتى النصر.
وكان عضو رابطة علماء اليمن، العلامة إسماعيل الوشلي، تطرق إلى فضل الجهاد في سبيل الله، ودور أهل اليمن منذ فجر الإسلام في مواجهة الكفر ونصرة دين الله ورسوله الكريم.
وأشار إلى أن يمن الإيمان يتحرك بوعي وبصيرة في مقارعة الظالمين والمستكبرين، أنموذجا لاستنهاض الأمة الإسلامية للقيام بدورها في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني، والدفاع عن قضايا الأمة وأراضيها ومقدراتها، والتصدي للإجرام والغطرسة الصهيوامريكية.
وحث على التحلي بالوعي والتحرك في مسار الجهاد والبذل والعطاء بالنفس والمال، والتوعية بالخطر اليهودي ومؤامرات أعداء دين الله تعالى وأمة الإسلام.
تخللت الفعالية، بحضور رئيس الجامعة الدكتور محمد الحيفي وقيادات تنفيذية ومحلية وأمنية وتعبوية وشخصيات اجتماعية، قصيدة للشاعر صالح الجوفي، وفقرة إنشادية لفرقة اتحاد الشعراء والمنشدين، وبرع شعبي، واسكتش مسرحي معبر عن المناسبة.