"أبو الغيط" يدعو للدفاع عن الأونروا .. وحملات دولية للتضامن مع "جوتيريش"
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
في ظل تصاعد الأوضاع في الشرق الأوسط، دعا أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، المجتمع الدولي للتحرك الفوري لمواجهة العمليات الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين ووكالة الأونروا. تأتي هذه الدعوة في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية، ولا سيما شمال قطاع غزة، تصعيداً عسكرياً غير مسبوق خاصة في جباليا، حيث تتعرض المجتمعات المحلية لأشد أنواع القمع والتهجير.
يتزامن هذا التصعيد مع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من انعدام الأمن الغذائي والمائي، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية. وفي الوقت الذي يركز فيه العالم على الأزمات الأخرى، خاصة الصراع في لبنان، تواصل إسرائيل تنفيذ عملياتها العسكرية في غزة، لتواصل ارتكاب المزيد من الجرائم التي تضاف الى سجلها المشين في غزة، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنسانية.
وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الامين العام إن هدف العملية الاسرائيلية هو فصل شمال غزة عن باقي القطاع وتفريغه كليا من السكان، وتنفيذ مخطط التهجير، مضيفا أن إسرائيل توظف سياسات بالغة الوحشية عبر منع المواد الضرورية، من ماء وطعام، عن السكان، فضلا عن استهداف المرافق الصحية وتسوية المباني بالأرض.
جرائم إسرائيل في لبنان وغزةوحذر أبو الغيط من تصاعد التوتر بين القوى الكبرى ودخول العالم في مرحلة جديدة من الحروب الإقليمية التي تشمل ثلاثة أطراف نووية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع، وحدد ثلاث بؤر رئيسية للصراع: أوكرانيا، وبحر الصين الجنوبي، والشرق الأوسط .
في لبنان، تسعى إسرائيل لاستغلال الدفاع المشروع للمقاومة عن أراضيها كذريعة لزيادة العمليات العسكرية، مما يهدد بتوسيع دائرة الحرب. وقد شهدت المناطق الحدودية تصعيداً ملحوظاً، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية تجمعات سكانية ومنشآت مدنية، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
تستغل إسرائيل الانشغال العالمي بالجرائم التي ترتكبها في غزة لتوسيع نطاق العمليات العسكرية في لبنان، حيث تتذرع بحماية أمنها القومي. وفي هذا السياق، اتهمت المقاومة الإسرائيلية بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة، في حين أن المعطيات تشير إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن تصعيد العنف وتوسيع نطاق الصراع.
أدان أبو الغيط، بشدة، العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في شمال قطاع غزة، مؤكداً أن هذه العمليات أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى، لافتا أن إسرائيل تستغل الانشغال الدولي بجرائمها في لبنان لاستمرار اعتداءاتها في غزة، حيث تسعى لفصل شمال القطاع عن باقي المناطق.
وقال أبو الغيط: "العملية الإسرائيلية تهدف إلى تفريغ سكان شمال غزة من خلال التهجير القسري، وتوظيف سياسات وحشية تؤثر على الحياة اليومية للسكان، بما في ذلك منع وصول المواد الغذائية والماء."
مصادرة مقر الأونرواوفي سياق متصل، استنكر أبو الغيط مصادرة إسرائيل للأرض التي يقام عليها مقر الأونروا في القدس، وتحويلها إلى بؤرة استيطانية. وأكد أن هذه الخطوة تعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تقويض دور الأونروا، التي تلعب دوراً حيوياً في دعم اللاجئين الفلسطينيين.
وقال أبو الغيط :" ان اسرائيل تباشر مخططا متواصلا للقضاء على دور الأونروا وتصفيتها"، معربا عن التضامن العربي الكامل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي تقوم بدور محوري في دعم صمود الشعب الفلسطيني على ارضه، وفي مساعدة اللاجئين في مناطق عملياتها الخمس.
وفي ردود فعل عربية ودولية، أعربت العديد من الدول عن دعمها لوكالة الأونروا. فقد صرح وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بأن "الأونروا تمثل الأمل للعديد من اللاجئين الفلسطينيين، ويجب على المجتمع الدولي دعمها وليس تصفيتها."
كما دعا المندوب الدائم لفلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور، إلى "تحرك عاجل من قبل الدول الأعضاء لحماية الأونروا من الهجمات الإسرائيلية المستمرة."
دعا أبو الغيط المجتمع الدولي للدفاع عن الأونروا في مواجهة ما وصفه بـ "أشرس حملات التصفية" التي تتعرض لها الوكالة. وشدد على ضرورة تكاتف الجهود العربية والدولية لحماية حقوق الفلسطينيين وضمان حصولهم على المساعدات الإنسانية.
وقال أبو الغيط: "لن نسمح بإسكات صوت الحق، وسنستمر في دعم الشعب الفلسطيني حتى تحقيق حقوقه المشروعة."
أصدرت فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تقارير مُفصلة تُوثق انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان في غزة، وطالبت بفتح تحقيقات دولية مستقلة في هذه الجرائم. إلا أن هذه التقارير لم تُلقَ آذاناً صاغية في العديد من الدول الغربية، التي تُفضل التغاضي عن انتهاكات إسرائيل لحماية مصالحها الاستراتيجية، لافته إن إسرائيل تسعى للقضاء على الفلسطينيين عبر التصعيد الدائم للعنف والقتل، منوهة أن ما يحدث في فلسطين لا يمكن وصفه، وهو أكثر من الإبادة الجماعية.
وأكدت إن "إسرائيل لا تريد شهودا على الإبادة الجماعية"، وذلك في تعليقها على منع سلطات الاحتلال للمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، من دخول قطاع غزة.
تضامن دولي مع "جوتيريش"
في خطوة تعكس الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، تضامنت 105 دول مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في مواجهته لإسرائيل. حيث وقعت هذه الدول على رسالة قدمتها تشيلي لدعم جوتيريش بعد وصف إسرائيل له بأنه "شخص غير مرغوب فيه" إثر إدانته المجازر في فلسطين ولبنان.
حظيت المبادرة التشيلية بدعم أولي من دول مثل البرازيل وكولومبيا وجنوب أفريقيا وأوغندا وإندونيسيا وإسبانيا وجيانا والمكسيك، ثم انضمت دول أخرى حتى بلغ عددها أكثر من 100 دولة. وقد اعتبرت الرسالة أن تلك الإجراءات "تقوض قدرة الأمم المتحدة على تنفيذ ولايتها، والتي تشمل التوسط في النزاعات وتقديم الدعم الإنساني"، مشددة على أن دور أنطونيو جوتيريش ضروري لتعزيز الحوار والسلام بين أطراف النزاع.
ومن جانبهما ، رفضت مصر والجامعة العربية هذه الحملات الإسرائيلية المُدانة، مُؤكدةً على ضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها وعدم التسامح مع أي محاولات للضغط على المنظمات الدولية أو المسؤولين الأمميين لكبح جهودهم في الكشف عن الحقيقة.
وقد أكدت مصر والجامعة العربية على دعمهما الكامل للأمين العام للأمم المتحدة في جهوده الرامية إلى تحقيق العدالة وإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية في غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانوروا أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية اللاجئین الفلسطینیین أبو الغیط فی لبنان فی غزة
إقرأ أيضاً:
تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
بعد مرور 85 يوما على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة في 17 يناير/كانون الثاني 2025، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عددا من قادة العمل الحكومي في القطاع، إثر استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس/آذار 2025، وهم رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، ووكيل وزارة العدل في قطاع غزة المستشار أحمد الحتة، ووكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة، والمدير العام لجهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان.
واستأنفت إسرائيل حربها على أنحاء عدة من قطاع غزة بعملية عسكرية سمتها "العزة والسيف" مدعيا أنها تستهدف حركة حماس، وتسبب باستشهاد 356 غزيا فضلا عن مئات الجرحى، فيما حملت حركة حماس رئيس الوزراء اللإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان على غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القوات الجوية شنّت موجة من الهجمات في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت إن نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حركة حماس في غزة.
كما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مكتب نتنياهو تأكيده أن إسرائيل استأنفت عملياتها العسكرية في غزة "بعد رفض حماس مرة تلو الأخرى إعادة مخطوفينا ورفض عروض الوسطاء".
ولد عصام الدعليس عام 1966 في مخيم جباليا الواقع شمال شرق قطاع غزة، وينحدر من عائلة هُجرت من مدينة أسدود المحتلة.
إعلاننشأ في مخيم النصيرات وسط القطاع، وهو متزوج وله 6 أبناء.
عمل الدعليس مديرا مساعدا في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وكان عضوا في اتحاد الموظفين للوكالة، ورئيسا لقطاع المعلمين فيها.
شغل منصب المستشار السياسي لرئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية في الفترة بين عامي 2012 و2014.
كما كان عضوا في الهيئة التنفيذية لحركة حماس بين عامي 2009 و2013، وترأس الدائرة المالية والاقتصادية فيها. وتولى منصب نائب رئيس الدائرة السياسية للحركة من عام 2012 حتى 2020.
في مارس/آذار 2020، انتُخب الدعليس عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، وتسلّم رئاسة الدائرة الإعلامية، إلا أنه غادرها لاحقا بعد مصادقة المجلس التشريعي الفلسطيني على قرار تعيينه رئيسا للجنة متابعة العمل الحكومي بالقطاع في يونيو/حزيران 2021.
أحد أبرز قيادات حركة حماس، والشخصية الرئيسية خلف العديد من القرارات الأمنية والسياسية فيها، وكان يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية في غزة.
أدى أبو وطفة دورا محوريا في إدارة الشؤون الأمنية للقطاع، خاصة في فترات التصعيد العسكري الإسرائيلي، وأشرف على حفظ الأمن والنظام في غزة، وأسهم في تنسيق العمليات الأمنية بين الأجنحة المختلفة التابعة للحركة، كما كان له دور بارز في ضمان استمرارية الحياة اليومية لسكان القطاع، ما جعله هدفا رئيسيا لإسرائيل.
في يناير/كانون الثاني 2025، وقبيل استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية، جال أبو وطفة في شوارع غزة، متفقدا انتشار قوات الأمن الداخلي وفق الخطة التي وضعتها وزارة الداخلية لتعزيز الأمن بعد حرب استمرت 471 يوما.
وأكد أثناءها التزام الوزارة بمواصلة خدمة المواطنين وتعزيز صمودهم، مع إصدار توجيهات لضمان استقرار الحياة اليومية في غزة.
أحمد عمر الحتة، الملقب بـ"أبو عمر"، حصل على درجة الماجستير في القانون، ثم شغل منصب عميد كلية الرباط الجامعية الشرطية في قطاع غزة. وقد عُين وكيلا لوزارة العدل بغزة في ديسمبر/كانون الأول 2021، خلفا للمستشار محمد النحال.
إعلانوأعلنت حركة حماس استشهاد الحتة إلى جانب عدد من قيادات العمل الحكومي جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي للقطاع في مارس/آذار 2025، وأوضحت مصادر أن الحتة استشهد مع زوجته فاطمة وأبنائه يسرى وعمر وهدى وهاجر وجنان وبنان.