من ينتخب رئيس أمريكا: 187 مليون ناخبا أم 538 مختارا؟.. نبسط لك القصة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
إذا كنت تعتقد أن الانتخابات في الولايات المتحدة التي يعرفها البعض بأنها البلد واحدة الديمقراطية في العالم، هي انتخابات مباشرة يختار فيها المواطنون رئيسهم، فأنت مخطئ.
فالأمريكيون الذين تجاوزا 333 مليون نسمة بينهم 187 مليون ناخب مسجل تقريبا، يدلون بأصواتهم لإقناع 538 عضوا يشكلون ما يسمى بـ"المجمع الانتخابي" لاحترام اختيارهم للمرشح الذي يرغبون بأن يرأسهم.
ولا يحتاج المرشح الرئاسي أصوات كل الأعضاء بل يكفي 270 شخصا منهم (النصف زائد واحد) ليصبح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الـ 50 لأربعة سنوات.
ما هو المجمع الانتخابي؟
المجمع هو عبارة عن 538 شخصا من المسؤولين المنتخبين في كل ولاية، وغير معروفين في غالبيتهم من الرأي العام وعامة الناس، ولا يمكن لأي مسؤول فيدرالي معين أو منتخب من الترشح ليكون عضو مجمع.
ولكل ولاية نصيب من أعضاء المجتمع يعادل عدد ممثليها في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ففي كاليفورنيا مثلا 55 عضو مجمع، وفي تكساس 33، بينما في فيرونت وآلاسكا على سبيل المثال لا الحصر، فثلاثة فقط.
ويتم اختيار أعضاء المجتمع الانتخابي في تشرين الثاني/ نوفمبر بالتصويت المباشر، ولكل ولاية الحق في ترتيب نظامها الانتخابي الخاص لإفراز أعضاء المجمع.
وأصوات ملايين الأمريكيين؟
لا يعني عدد الأصوات الأكثر للناخب (من الناخبين) أنه الفائز في الانتخابات، لأن من يحدد ذلك هو عدد الأصوات التي سيحصل عليها (من المجمع الانتخابي) الذي يفترض أن يعبر عن رأي الولاية وناخبيها، ويحترم قرارهم.
مثال: حصول المرشح الجمهوري في تكساس على أصوات 51% من سكان الولاية مقابل 49% للمرشح الديمقراطي، يعني حصوله على 33 صوتا في المجمع الانتخابي مقابل صفر أصوات في المجمع للمنافس رغم الأصوات الشعبية التي حصل عليها.
مفارقة: إذا خرج مواطن واحد فقط للتصويت في تكساس التي فيها أكثر من 30 مليون نسمة، وقرابة 18 مليون ناخب مسجل، وصوت للمرشح الديمقراطي، فسيحصل على 33 صوتا في المجمع، بينما إذا صوت كل الناخبين في ولاية ميزوري وعددهم 4.5 مليون من بين 6 ملايين نسمة تقريبا، للمرشح الجمهوري، فسيحصل على 10 أصوات فقط في المجمع الانتخابي هي حصتها في المجمع.
النتيجة: مواطن واحد قد يساوي 33 صوتا في المجمع الانتخابي، و4.5 مواطن يمكنهم منح 10 أصوات في نفس المجمع.
ورغم أن هذا مطبق في كل الولايات، إلا أن ولايتي "مين" و"نبراسكا" تعتمدان العدد النسبي أي أن كل مرشح يحصل على عدد أصوات في المجمع مساويا لنسبة الأصوات التي حصل عليها في التصويت الشعبي.
وخسر خمسة رؤساء أمريكيين التصويت الشعبي لكنهم فازوا بالانتخابات بأصوات المجمع، كان أولهم جون كوينسي في 1824 في مواجهة أندرو جاكسون.
وفاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 رغم تقدمها عليه بحوالي ثلاثة ملايين صوت، وانتخب جورج دبليو بوش في العام 2000 متغلبا على آل غور مع أن الأخير حصد نصف مليون صوت أكثر منه.
هل يلتزم أعضاء المجمع الانتخابي برأي الولاية؟
لا يلزم الدستور الأمريكي الناخبين الكبار كما يسميهم البعض، بالتصويت بطريقة أو أخرى، لكن بعض الولايات ترغم أعضاء المجمع بالالتزام بقرار الناخبين في الولاية، تحت طائلة الغرامة ليس أكثر، والخيار لعضو المجمع بين أن يكون عضوا "محترما" يعطي صوته لمن اختاره سكان الولاية، أو "خائنا" يعارض رأي الولاية ويعطي صوته لمرشح منافس.
وبين العامين 1796 و2016، صوت 180 من الناخبين الكبار خلافا للتوقعات في الانتخابات الرئاسية.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، فاز دونالد ترامب بأصوات 306 ناخبين كبار. إلا أن ناخبين كبيرين اثنين فقط في تكساس بدلا رأيهما فحصل على 304 أصوات.
هل هناك مشاهير بينهم؟
رغم أن أغلب أعضاء المجمع الانتخابي ليسوا من المعروفين للرأي العام، إلا أنهم من المقربين من الأحزاب في ولاياتهم، ومن الداعمين، وبعضهم سياسيون، ومسؤولون سابقون، على أن لا يكونوا على رأس عملهم.
كان الرئيس السابق بيل كلينتون عضوا عن ولاية نيويورك، وأعطى صوته لزوجته هيلاري في عام 2016، وكان حاكم نيويورك أندرو كومو السابق عضوا أيضا في 2016.
وفي الانتخابات التي فاز فيها ترامب، كان دونالد ترامب جونيور عضوا وأعطى صوته لوالده.
لماذا هذا التعقيد؟
يعود هذا النظام إلى دستور العام 1787 الذي يحدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر بدورة واحدة.
ورأى الآباء المؤسسون في ذلك حلا وسطا بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر وبين انتخابه من قبل الكونغرس وهو أمر اعتبر أنه لا يستوفي كل الشروط الديموقراطية.
ورفعت إلى الكونغرس مئات الاقتراحات لتعديل الهيئة الناخبة أو إلغائها على مر العقود ومع تسجيل نتائج صادمة، لكن لم يفض أي منها إلى نتيجة.
متى يجتمع المجمع؟
عمليا، لا يجتمع المجمع بشكل كامل، لكن يجتمع كبار الناخبين في ولاياتهم في منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2024 لاختيار الرئيس، ويعلن رسميا في كانون الثاني/ يناير 2025.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الانتخابات الديمقراطية ترامب امريكا انتخابات بايدن ديمقراطية ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجمع الانتخابی فی الانتخابات أعضاء المجمع فی المجمع فی تکساس
إقرأ أيضاً:
سموتريتش: نعمل مع أمريكا لتحديد البلدان التي سيهاجر إليها سكان غزة
قال وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأحد، أن إسرائيل تعمل بشكل وثيق مع الإدارة الأميركية لتحديد البلدان التي يمكن أن تستقبل سكان قطاع غزة.
وأوضح سموتريتش أن هناك استعدادات لإنشاء إدارة هجرة كبيرة جداً في وزارة الأمن، تهدف إلى تنظيم عملية الهجرة الجماعية.
وأضاف الوزير في تصريحات له أن "إذا أخرجنا 5 آلاف شخص يومياً من غزة، فإن الأمر سيستغرق حوالي عام كامل لإتمام هذه العملية"، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى إلى تسريع تنفيذ هذه الخطة في ظل الظروف الحالية.