علي يوسف السعد يكتب: «أصيلة».. جوهرة الشمال المغربي
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
تعد مدينة أصيلة -المعروفة أيضًا بأسماء زيليس وأرزيلا- واحدة من الجواهر السياحية في المملكة المغربية، تقع هذه المدينة الساحرة على الساحل الشمالي للمغرب، مطلة على الأطلسي، وتجمع بين الطابع التاريخي العريق والجمال الطبيعي الخلاب، مما يجعلها وجهة مثالية للزوار من مختلف أنحاء العالم.
أصيلة مدينة ذات تاريخ يعود للعصور القديمة، حيث كانت مركزاً تجارياً هاماً وميناءً بحرياً يربط المغرب بأوروبا، وعلى مر القرون، شهدت المدينة سيطرة العديد من الحضارات عليها من الفينيقيين والرومان إلى البرتغاليين والإسبان، لتترك كل حضارة بصمتها على المدينة، مما أدى إلى تنوعها الثقافي والمعماري.
أصيلة اليوم هي لوحة فنية يمكن للزائر أن يجد شوارعها مزينة بالجداريات الفنية والألوان الزاهية التي تعبر عن روح المدينة الإبداعية، حيث تعقد في أصيلة سنوياً مهرجانات ثقافية وفنية عدة تجذب الفنانين والمثقفين من كل حدب وصوب، ويُعتبر مهرجان أصيلة الثقافي -الذي يُعقد كل صيف- نقطة تلاقي للفنانين والمثقفين، ويشمل محاضرات، وورش عمل فنية، وعروضاً موسيقية.
من أهم معالم أصيلة القديمة، القصبة وهي حصن تاريخي بناه البرتغاليون في القرن الخامس عشر، وأسوار المدينة التي تحيط بالمدينة، وتعود للعصر البرتغالي، ويعتبر مسجد القصبة أحد المساجد القديمة والتي تبرز معمار العهد الإسلامي.
تمتد شواطئ أصيلة على طول ساحل المدينة، وتعد مثالية لمحبي الاستجمام والأنشطة البحرية، ومن أشهر شواطئها شاطئ الرميلات الذي يشتهر برماله الناعمة ومياهه الصافية، أما الثقافة في أصيلة فمزيج من التراث المغربي الأصيل والتأثيرات الخارجية، وتشتهر المدينة بحفاوة وأخلاق سكانها العالية، مما يجعل الزيارة تجربة دافئة وجذابة.
أصيلة قريبة من المدن الرئيسة في المغرب حيث تبعد عن طنجة حوالي 45 كيلومتراً شمال شرق أصيلة، وتعد واحدة من أكبر المدن المغربية الساحلية، كما تقع العرائش على بعد حوالي 50 كيلومتراً جنوب أصيلة، وتشتهر بمينائها التاريخي وأسوارها القديمة، أما تطوان فتبعد حوالي 90 كيلومتراً شرق أصيلة، وتتميز بجمالها الطبيعي وتراثها الثقافي.
أصيلة ليست مجرد مدينة تاريخية، بل هي تجربة تنبض بالحياة تستحق الاكتشاف، بين جنباتها التاريخية وشواطئها الرائعة، تقدم لزوارها مزيجاً فريداً من الثقافة، والفن، والجمال الطبيعي، مما يجعلها وجهة لا تُنسى في قلب المغرب.
لا يمكن تفويت تجربة الأطباق المحلية في أصيلة، حيث يمكن تذوق السمك الطازج، والطاجين، وأطباق الكسكس التي تعكس تنوع المطبخ المغربي.
أصيلة تجربة تنبض بالحياة تستحق الاكتشاف، لما تتمتع به من فنون وثقافة، وجمال طبيعي يأسر القلوب. أخبار ذات صلة الجزائر إلى نهائيات كأس أفريقيا الكاميرون إلى نهائيات كأس أفريقيا
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد مهرجان أصيلة المغرب فی أصیلة
إقرأ أيضاً:
التشكيل وفق القواعد القديمة.. وسلام لا يرضخ للضغوط
في الايام الاخيرة بات واضحاً ان كل الحديث الذي سوقت من خلاله قوى التغيير تحديدا بأن تسمية رئيس الحكومة المكلف نواف سلام ستشكل، بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون، نقطة تحول حقيقية في مسار الحكم في لبنان وان الأمل بات منظوراً والتغيير بات حتمياً، هو مجرد كلام مثالي تنظيمي دعائي في الحياة السياسية اللبنانية.
بالرغم من الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها رئيس الحكومة المكلف من قبل جزء من قوى المعارضة وبعض التغييريين، من النواب ومن غير النواب، من اجل تشكيل حكومته من دون التواصل الفعلي مع القوى السياسية، الا ان سلام اخذ الطريق التقليدي من خلال تأليف حكومة سياسية كاملة الاوصاف تسمي الوزراء فيها الاحزاب الممثلة في المجلس النيابي.
واذا كان الحديث عن حكومة غير حزبية مرتبطا فقط بالالتزام الرسمي للوزير بحزبه، فإن الكثيرين من المطروحين للتوزير اليوم والتي تسميهم احزابهم هم اكثر حزبية ممن يحملون بطاقات حزبية، وعليه ، وبعيدا عن كيفية تظهير المشهد، فان الحكومة التي يتم العمل على تشكيلها هي حكومة الاحزاب وحكومة حزبية.
الاهم من كل هذا، فإن الخاسر الاكبر في عملية التأليف هم من سمى سلام او من دفع بإتجاه تسميته، فالقوى الشيعية والسنية ستأخذ حصصها كاملة وعمليا هذه القوى لم تكن تريد وصول سلام وان كانت بعض الكتل قد شاركت في تسميته في اللحظة الاخيرة، لكن نواب التغيير مثلا، خسروا على كل المستويات، اولا: خسروا خطابهم السياسي فها هم يأتون بمرشحهم الا انهم يعجزون عن الخروج من أسلوب الاحزاب في التشكيل وادارة البلاد.
ثانيا، لم يستطع نواب التغيير فرض شروطهم في التأليف، اذ انهم اليوم يحاولون التشارك مع حزب من هنا واخر من هناك كي يسموا مرشحا مشتركا لتولي حقيبة ثانوية، كذلك "القوات اللبنانية" التي تجد نفسها مجبرة على الدخول الى الحكومة في الوقت الذي قد لن تحصل فيه على اي وزارة سيادية في مقابل حصولها على وزارة اساسية واحدة.
امام هذا المشهد، وامام تطور مشهد المنطقة والعالم في ظل تركيز ترامب على الداخل الاميركي وبدء انشغال اسرائيل بخلافاتها الداخلية، يبدو ان الكباش الداخلي سيستمر وان بوتيرة منخفضة بإنتطار الانتخابات النيابية المقبلة التي ستحدد وجه لبنان السياسي السنوات العشر المقبلة..