تعد مدينة أصيلة -المعروفة أيضًا بأسماء زيليس وأرزيلا- واحدة من الجواهر السياحية في المملكة المغربية، تقع هذه المدينة الساحرة على الساحل الشمالي للمغرب، مطلة على الأطلسي، وتجمع بين الطابع التاريخي العريق والجمال الطبيعي الخلاب، مما يجعلها وجهة مثالية للزوار من مختلف أنحاء العالم.
أصيلة مدينة ذات تاريخ يعود للعصور القديمة، حيث كانت مركزاً تجارياً هاماً وميناءً بحرياً يربط المغرب بأوروبا، وعلى مر القرون، شهدت المدينة سيطرة العديد من الحضارات عليها من الفينيقيين والرومان إلى البرتغاليين والإسبان، لتترك كل حضارة بصمتها على المدينة، مما أدى إلى تنوعها الثقافي والمعماري.


أصيلة اليوم هي لوحة فنية يمكن للزائر أن يجد شوارعها مزينة بالجداريات الفنية والألوان الزاهية التي تعبر عن روح المدينة الإبداعية، حيث تعقد في أصيلة سنوياً مهرجانات ثقافية وفنية عدة تجذب الفنانين والمثقفين من كل حدب وصوب، ويُعتبر مهرجان أصيلة الثقافي -الذي يُعقد كل صيف- نقطة تلاقي للفنانين والمثقفين، ويشمل محاضرات، وورش عمل فنية، وعروضاً موسيقية.
من أهم معالم أصيلة القديمة، القصبة وهي حصن تاريخي بناه البرتغاليون في القرن الخامس عشر، وأسوار المدينة التي تحيط بالمدينة، وتعود للعصر البرتغالي، ويعتبر مسجد القصبة أحد المساجد القديمة والتي تبرز معمار العهد الإسلامي.
تمتد شواطئ أصيلة على طول ساحل المدينة، وتعد مثالية لمحبي الاستجمام والأنشطة البحرية، ومن أشهر شواطئها شاطئ الرميلات الذي يشتهر برماله الناعمة ومياهه الصافية، أما الثقافة في أصيلة فمزيج من التراث المغربي الأصيل والتأثيرات الخارجية، وتشتهر المدينة بحفاوة وأخلاق سكانها العالية، مما يجعل الزيارة تجربة دافئة وجذابة.
أصيلة قريبة من المدن الرئيسة في المغرب حيث تبعد عن طنجة حوالي 45 كيلومتراً شمال شرق أصيلة، وتعد واحدة من أكبر المدن المغربية الساحلية، كما تقع العرائش على بعد حوالي 50 كيلومتراً جنوب أصيلة، وتشتهر بمينائها التاريخي وأسوارها القديمة، أما تطوان فتبعد حوالي 90 كيلومتراً شرق أصيلة، وتتميز بجمالها الطبيعي وتراثها الثقافي.
أصيلة ليست مجرد مدينة تاريخية، بل هي تجربة تنبض بالحياة تستحق الاكتشاف، بين جنباتها التاريخية وشواطئها الرائعة، تقدم لزوارها مزيجاً فريداً من الثقافة، والفن، والجمال الطبيعي، مما يجعلها وجهة لا تُنسى في قلب المغرب.
لا يمكن تفويت تجربة الأطباق المحلية في أصيلة، حيث يمكن تذوق السمك الطازج، والطاجين، وأطباق الكسكس التي تعكس تنوع المطبخ المغربي.
أصيلة تجربة تنبض بالحياة تستحق الاكتشاف، لما تتمتع به من فنون وثقافة، وجمال طبيعي يأسر القلوب.

أخبار ذات صلة الجزائر إلى نهائيات كأس أفريقيا الكاميرون إلى نهائيات كأس أفريقيا

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: علي يوسف السعد مهرجان أصيلة المغرب فی أصیلة

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: ثمن الكلام

 الكلام سعادة روحية أو شقاء روحي، فالكلمة في العلاقات العامة هي التي تدير معاني التفاعل البشري، وأصبحت الكلمة في زمن التواصل الاجتماعي ذات قدرات عالية في تمثيل القيم والمعاني البشرية، حيث اكتسبت الكلمة قوةً لم تكن لها من قبل من حيث سعة الانتشار وعبورها حدود المكان والزمان، وكل كلمة تقال في وسائل التواصل ستجد لها آذاناً سامعةً وعيوناً قارئةً في أي توقيت ظهرت، ومن أي مكان انطلقت وبسرعة هائلة وتفاعلية غير محددة، ولا أحد يسيطر عليها، وتنوعت الاستقبالات بين فهمٍ وسوء فهم وقبول وسخط، ولن يسيطر صاحب الكلمة على مصير كلمته ولا تأويلها أو فهمها. ومن ثم فكل كلمةٍ لها سعرٌ. 
 وحدث مرةً لإعلامية بريطانية أن سافرت من لندن إلى جنوب أفريقيا، وحين حطت رحلتها في جوهانسبرغ اكتشفت أن مؤسستها التي تعمل فيها قد فصلتها عن العمل، وأصبح وجودها في جوهانسبرغ غير رسمي ولم تغطِ مؤسستها تكاليف وجودها هناك، وكان السبب هو تغريدةٌ أطلقتها قبل أن تغلق هاتفها وهي تستقل الطائرة، وكانت التغريدة تسيء للدولة التي ذهبت إليها، ولم تتحمل جريدتها تلك التغريدة فأعلنت فصلها، وهذا يحيلنا للكلمة التي قيلت لطرفة بن العبد ويل لهذا من هذا وأشاروا إلى لسانه ورأسه وانتهى به الأمر أن قتل بسبب قصيدة له، وهنا طار رأسه بسبب لسانه كما طارت وظيفة الإعلامية البريطانية بسبب تغريدة، مما يعيد صياغة المقولة إلى (ويلٌ لرأسك من أصبعك)، وهو الإصبع الذي يسمى في العربية بالسبابة فأصبحت أيضاً القاتلة، وسنظل نعود للمتنبي الذي أسعفته كلماته مراراً ولكنها قتلته أخيراً، وهو الذي قال: 
    لا خيل عندك تهديها ولا مال 
                   فليسعد النطقُ إن تسعد الحال
وقد عاش ما عاشه من عمرٍ وهو يستعين بنطقه ليبني نفسه ومجده، إلى أوقعه النطق بالمآسي فخسر صحبة سيف الدولة وفر من وجه كافور وانتهى على يد فاتك الأسدي، الذي هو لصٌّ وقاطع طريق وليس له موقعٌ في التاريخ غير أنه قاتلُ أهم شعراء العرب، وفي النهاية نشير إلى الحديث الشريف (وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم) وتظل اللغة أخطر النعم، وهذا ثمن اللغة وسعرها الباهظ.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة  الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: الفكر تحت سلطة الحرف د. عبدالله الغذامي يكتب: لسان الثقافة

مقالات مشابهة

  • راشد عبد الرحيم يكتب: خطاب الهزيمة
  • مياه اللاذقية تجري صيانة وإصلاح لخطوط الشرب في قرى عدة
  • "سوق البلد الرمضاني" يعيد أهالي جازان لممارسة الألعاب الشعبية القديمة
  • إيلون ماسك يثير الجدل بقصة شعره القديمة.. صورة
  • يوضح تطور العقيدة الدينية في مصر القديمة.. تفاصيل اكتشاف مقبرة ملكية بـ أبيدوس
  • أشرف صبحي يكشف سر الصورة القديمة مع مرتضى منصور
  • بأرقام قياسية.. المغربي حمد الله يكتب التاريخ بالدوري السعودي
  • مبادرات متنوعة في شهر الخير تعين الفقراء:الأسر اليمنية… تكافل وبذل وطقوس روحانية أصيلة
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: ثمن الكلام
  • باق أسبوعين.. تحذير هام لأصحاب عدادات الكهرباء القديمة قبل العيد