ستظل اليمن مُعضلة كبرى عند الغرب
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
بلد مجهول تماما في الثقافتين الأوروبية والبيضاء، لم يكونوا يتوقعون حصوله على تلك المكانة والأهمية لينشغلوا بدراسته أو يفهموا تعقيداته..
إنهم يعلمون الكثير عن سوريا والعراق ولبنان، ويفهمون تعقيدات وتحالفات واصطفافات هذه البلاد…
مراكز الدراسات الغربية مهتمة بالعراق منذ حلف بغداد، وبسوريا منذ وحدتها مع مصر وميلها لسياسات حلف وارسو، ولمواقع الدول الثلاث جغرافيا بالنسبة لإسرائيل.
إنها بالنسبة للغرب دولة ضعيفة مفككة، وشعبها غائب عن الوعي بالقات، لا يملكون الطموح والقوة للمنافسة والحضور، وإذا كان برغبتهم شيئا من اليمن فعليهم بالعرب لتحقيقه دون بذل الجهد للتواصل مع اليمنيين..
اطلعت على الصحافة الغربية لسنوات، وعلى مجال الفكر، نسبة حضور اليمن فيهما قليلة للغاية، وتناولها محصور على أنها بلد ميلشيات متصارعة، وقبائل متناحرة أشبه بقبائل التبت وأفريقيا، وأنه لا برجى منها خطرا على المصالح الغربية بالعموم والإسرائيلية بالخصوص..
لذلك شكلوا تحالفا عسكريا في باب المندب لمنع اليمنيين من استهداف السفن الصهيونية، وكان بظنهم أن المعركة سهلة ومضمونة، وأن اليمن سيرتدع فورا …لكن ما حدث كان مختلفا.
لن أشرح أسباب عجز الغرب عن فهم اليمن، وكيف أن هذا البلد العربي سيكون مؤثرا على قضية فلسطين، فقد شرحت الكثير منه في الماضي، وسأفرد له دراسة أخرى بالمستقبل..
لكن أكتفي الآن بالقول أنه إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل يريدان السيطرة على اليمن أو ردعه، فلن يحدث ذلك بالقوة العسكرية، ولا بالدعاية والبروباجاندا عن قوة الغرب وعظمته وأسطوريته وما إلى ذلك..
اليمنيون لا يصدقون هذه الدعاية، ويتناولوها باستخفاف وسخرية، وبعقيدة قتالية مشحونة بالتحدي والأمل.
يلزم الولايات المتحدة والغرب دراسة اليمن من نواحي الثقافة المختلفة (الدين والقومية والتاريخ واللغة والاقتصاد والسلوك الاجتماعي.. إلخ) ويكونوا محيطين بالتطور السريع الذي طرأ على الثقافة العربية آخر عقدين بالخصوص.
هذه عملية شاقة جدا يلزمها أموال وزمن، فسيدفعوا المليارات لذلك، ولن يفهموا قبل 10 سنوات على الأقل، وفي اللحظة التي يظنون فيها أنهم فهموا اليمن، سيكون اليمن قد تغير، فيصبح فهمهم متأخرا عن الواقع بسنوات .
هي أزمة غربية بالتأكيد، ربما يراها البعض قضية تافهة لا تستحق، أو أن ما كتبته مجرد ثرثرة..
لكن تأكدوا أنه عندما يفشل الغرب في ردع عدو لهم أقل عسكريا واقتصاديا أو التحكم فيه، فهم لا يفهموه، وأن سبب أساسي من عجز القوى الغربية وإسرائيل في التعامل مع الملف اليمني مؤخرا يعود للغرور والاستكبار المعهود لتلك القوى في نظرتهم للعرب بالخصوص وللجنوب العالمي بشكل عام…
*كاتب مصري
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يوجه التحية لرجال الشرطة.. ويؤكد: مصر ستظل فخورة بعملكم
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الدولة تسعي بجدية لإجراء المزيد من الخطوات لتعزيز دور القطاع الخاص وتحسين مستوي معيشة المواطن المصري.
كما أكد الرئيس السيسي، خلال احتفالية عيد الشرطة المصرية، على أهمية استمرار العزيمة القوية لصنع مستقبل مشرق لمصرنا، وتوفير الحياة الكريمة من خلال الحرص على مقدرات الوطن وتنميتها والحكمة فى إتخاذ القرارات.
وأضاف الرئيس السيسي: “أتوجه إلى أعضاء الشرطة بالتهنئة وأؤكد لكم أن مصر ستظل فخورة بعملكم فى حفظ الأمن والأمان، وكل عام وحضراتكم بخير، ودائما وأبدا تحيا مصر”.