يوم ثقيل على لبنان وصواريخ تدك تل أبيب ونتنياهو: سنضرب بلا رحمة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
لا شيء يُسمع ربما، سوى الوعيد من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية، وآخرها وعيده لحزب الله بـ"الضرب بلا رحمة".
جاء ذلك خلال زيارته، اليوم الاثنين (14 تشرين الأول 2024)، للقاعدة العسكرية التي تعرضت لضربة من مسيّرة تبناها حزب الله، وأسفرت عن مقتل أربعة جنود وجرح العشرات أمس الأحد.
وقبل مرور أقل من 24 ساعة على هذه الضربة، تسارعت وتيرة التصعيد عند الحدود اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله، كما طالت غارة إسرائيلية بلدة ذات أغلبية مسيحية في شمال لبنان مما أدى إلى استشهاد 18 شخصاً، وحثت الولايات المتحدة رعاياها على مغادرة لبنان "الآن".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن في وقت مبكر الاثنين، إن إسرائيل "سترد بقوة" على حزب الله بعد استهداف قاعدة "غولاني" في بنيامينا التابعة لحيفا، شمالي إسرائيل.
"بلا رحمة"
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال زيارة للقاعدة العسكرية التي تعرضت لضربة حزب الله بطائرة من دون طيّار "نحن نخوض حملة شرسة ضد محور الشر الإيراني الذي يريد تدميرنا. لن ينجحوا في ذلك. نحن نواصل القتال. إننا ندفع ثمنا مؤلما، ولكن لدينا إنجازات هائلة، وسنواصل تحقيقها".
وأكد نتانياهو: "سنواصل ضرب حزب الله بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان - وفي بيروت أيضاً. كل ذلك وفقا لاعتبارات عملياتية. وقد أثبتنا ذلك في الآونة الأخيرة، وسنواصل إثبات ذلك في الأيام المقبلة أيضاً".
وشيّعت إسرائيل، الاثنين، الشهداء وسط حالة من الصدمة في محيط قاعدة بنيامينا، حيث تحدث السكان عن ليلة "مجنونة" ومؤلمة، بينما كانت تسُمع أصوات صافرات الإنذار التي دفعتهم إلى الاحتماء، بحسب ما ذكرت فرانس برس في تقرير لها.
أنفاق حزب الله
وكشف الناطق الإعلامي للجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الاثنين، عن عملية مداهمة لأنفاق لحزب الله في جنوب لبنان، طولها 800 متر، مرفقاً ذلك بصور وفيديوهات.
وقال أدرعي إن قوات اللواء 8 من الجيش داهمت مقر قيادة تحت الأرض لـ"قوة الرضوان" وحدث اشتباك "وجها لوجه" بينها وبين حزب الله.
وأضاف أن هذه الأنفاق كانت "مقراً لوحدة الرضوان" وتقع في "قلب حي سكني" وفق زعمه.
وفي هذا المقر، تم العثور على معدات قتالية متعددة، بما في ذلك صواريخ متقدمة للمروحيات، وقذائف صاروخية، ودراجات نارية ومعدات للإقامة لفترات طويلة تشمل طعاماً ومطبخاً استخدمه حزب الله وغرف إقامة، بحسب أدرعي.
تحذير أردني
وفي تطور آخر، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من أن استمرار الحرب وتوسعها في لبنان "سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية"، خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، الاثنين، في العاصمة عمّان.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي، نشرته وكالة فرانس برس، إن الملك حذر من "استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع" فيما تبذل بلاده "أقصى الجهود" لوقف هذه الحرب.
صواريخ حزب الله
وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين انطلاق صافرات الإنذار في وسط إسرائيل بما يشمل تل أبيب مع إطلاق مقذوفات عبر الحدود من لبنان.
وقال في بيان "سُمعت صافرات الإنذار في عدد من المناطق بوسط إسرائيل مع إطلاق مقذوفات من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية".
في بيان منفصل، قال الجيش إن 15 مقذوفا صاروخياً وصل إسرائيل اليوم، بعضها تم اعتراضه، والآخر سقط في مناطق مفتوحة. وكانت السبب في إطلاق صافرات الإنذار في مواقع عديدة قرب مدينة صفد شمال البلاد.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن 3 صواريخ من لبنان وصلت مدينة تل أبيب، الاثنين. فيما استهدف الجيش الإسرائيلي منصّات إطلاق صواريخ لحزب الله جنوب لبنان.
في المقابل، أعلن حزب الله قصفه بالصواريخ مدينة صفد، بعد ساعات من استهدافه قاعدة بحرية وثكنة عسكرية في إسرائيل.
ونقلت وكالة رويترز عن الجيش الإسرائيل قوله إن "ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ اليوم الاثنين مع انطلاق صافرات الإنذار وسط إسرائيل".
18 شهيداًشمالي لبنان
واستشهد 18 شخصاً الاثنين في غارة إسرائيلية استهدفت بلدةً قضاء زغرتا في شمال لبنان، بحسب إحصائية للصليب الأحمر اللبناني.
وطالت الغارة أحد المباني السكنية في بلدة أيتو قضاء زغرتا، ذات الغالبية المسيحية، التي تستقبل أعداداً كبيرة من النازحين منذ بداية التصعيد أواخر سبتمبر الماضي، وفق مراسلة "الحرة".
ويعدّ هذا الاستهداف الثاني لشمال لبنان منذ السبت، حين طالت غارة إسرائيلية بلدة دير بيلا، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من مدينة البترون الساحلية. واستهدفت الغارة وفق الوكالة الوطنية "منزلا لجأت إليه عائلات من الجنوب".
ومنذ تصعيد اسرائيل غاراتها الجوية اعتبارا من 23 سبتمبر الماضي، استشهد أكثر من 1300 شخص في لبنان، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس.
والاثنين أيضاً، شهدت قرية المعيصرة في جبل لبنان تشييع عدد من الشهداء الذين قضوا في غارة إسرائيلية مطلع الأسبوع الحالي. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن من بين عشرات الشهداء في الغارات كان هناك 16 شخصاً من المعيصرة.
والمعيصرة قرية شيعية تقع في منطقة ذات أغلبية مسيحية شمال بيروت، بحسب فرانس برس.
ووجهت واشنطن نداء لرعاياها في لبنان عبر السفارة الأمريكية في بيروت، ووزارة الخارجية، بأن يغادروا "الآن" عبر خطوط النقل التجاري التي وفرت آلاف المقاعد للأمريكيين أو حاملي الإقامة الأميركية المتواجدين في لبنان الذي يشهد توتراً أمنياً غير مسبوق منذ بداية الحرب في قطاع غزة قبل عام.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: غارة إسرائیلیة صافرات الإنذار فرانس برس بلا رحمة حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
عدوان ممنهج : إسرائيل تواصل «التضييق» على «حزب الله» بغارات في شمال لبنان والبقاع
بيروت - شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات على مناطق في شمال لبنان والبقاع عند الحدود السورية، ما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة عشرة آخرين، في استمرار للخروقات الإسرائيلية المتواصلة منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في مسعى من إسرائيل لمنع «حزب الله» من «إعادة التسلح»، كما يقول مسؤولون إسرائيليون، حسب الشرق الاوسط.
وللمرة الثانية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع في البقاع، حيث سقط قتيلان، وأُصيب عشرة أشخاص في قصف استهدف منطقتيْ جنتا والشعرة عند الحدود اللبنانية السورية، وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية، وذلك بعدما كان القصف الإسرائيلي قد استهدف البقاع في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وفي الوقت عينه، كانت منطقة الشمال أيضاً هدفاً للطائرات الإسرائيلية، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيران الإسرائيلي شنّ غارتين على منطقة وادي خالد، فجر الجمعة، مشيرة إلى أن الغارة الأولى استهدفت شاحنة محملة ببطاريات وخردة في منطقة الواويات، والثانية استهدفت معبر جب الورد في خراج بلدة حنيدر. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أهدافاً تابعة لـ«حزب الله» في البقاع. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»، أن «طائراتٍ حربية تابعة لسلاح الجو، وبناءً على توجيهات استخباراتية من هيئة الاستخبارات، شنّت، خلال الليلة الماضية، غاراتٍ على عدة أهدافٍ تابعة لـ(حزب الله) في منطقة البقاع». ولفت إلى أنه «من بين الأهداف التي جرى استهدافها موقع عسكري يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية، بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور إلى الحدود اللبنانية السورية، يستخدمها (حزب الله) لمحاولة تهريب الأسلحة».
وعن إطلاق مُسيّرة استطلاع تابعة لـ«حزب الله»، الخميس، قال أدرعي إن «هذا الأمر يشكّل انتهاكاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، وذلك بعدما كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الخميس، «اعتراض» مُسيّرة لـ«حزب الله» أُطلقت، وفق ما قال، باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وتعليقاً على الأحداث الدائرة الأمنية في لبنان، رأى النائب في كتلة نواب «حزب الله» إبراهيم الموسوي، أنّ «الاعتداء على البقاع هو انتهاك شديد الخطورة وعدوان فاضح يخرق إجراءات القرار». كما لفت إلى أن «هذا التصعيد المتمادي والمُمنهج يؤكد تحلل إسرائيل من أي التزامات جدية وعدم احترامها المجتمع الدولي برُمّته». وطالب الموسوي الدولة اللبنانية، مُمثّلة برئاسة الجمهورية والحكومة والجيش، بـ«التحرك الفوري وبكل الوسائل المتاحة لوقف هذه الاستباحة المستمرة لدماء اللبنانيين ولسيادة الدولة على أراضيها».
الرئاسة اللبنانية وقيادة الجيش تتباحثان الوضع في الجنوب
وكان الوضع في جنوب لبنان؛ حيث تستمر الخروقات الإسرائيلية، محور بحث بين الرئيس جوزيف عون مع قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، ومدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي. وأعلنت الرئاسة اللبنانية «أن الرئيس جوزيف عون عرض، الجمعة، التطورات في جنوب البلاد مع عودة وقهوجي، حيث جرى تكليف قائد الجيش بالإنابة بتفقُّد الجنوب والاطلاع على الوضع الميداني، وواقع انتشار الجيش اللبناني في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي».
وكشفت مصادر ميدانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش الإسرائيلي لا يزال في 9 بلدات بجنوب لبنان معظمها في القطاع الشرقي الذي يحدُّ الجليل الأعلى، وهي ميس الجبل، وكفركلا، ومركبا، ورب ثلاثين، والعديسة، وعيترون، ومحيبيب، بالإضافة إلى قسم من بلدتيْ مارون الراس ويارون (القطاع الأوسط).
«أطباء بلا حدود»: استمرار العمليات الإسرائيلية يُفاقم معاناة أهالي الجنوب
وتحدثت منظمة «أطباء بلا حدود» عن معاناة العائدين إلى قرى جنوب لبنان نتيجة مواصلة العمليات العسكرية وتدمير البنى التحتية وفقدان الرعاية الصحية، إضافة إلى عدم قدرة عدد كبير من السكان على العودة إلى منازلهم إما بسبب استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي أو بسبب تدمير بيوتهم.
ويقول منسق الطوارئ في «أطباء بلا حدود» بلبنان، فرنسوا زامباريني، في بيان صادر عن المنظمة، إنه «منذ سريان وقف إطلاق النار في شهر نوفمبر الماضي، استمرت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار وشن الغارات وهدم البنى التحتية المدنية، مخلّفةً مزيداً من الدمار والضحايا المدنيين في جنوب لبنان، كل يوم. وقد تفاقمت معاناة هذه المجتمعات بشكل كبير، ولا سيما أن الناس يُقاسون في الأساس للتعامل مع خسائرهم وتحمُّل تبِعات الحرب»، مشيراً إلى أن «المجموعات الأكثر حاجة، على غرار اللاجئين والعاملات والعمال الأجانب، تتحمّل تحديات أكبر، في هذا السياق».
وذكّر البيان بأنه وفقاً لوزارة الصحة العامة، قُتل 83 شخصاً، وأُصيب ما لا يقل عن 228 آخرين على يد القوات الإسرائيلية في لبنان، منذ إعلان وقف إطلاق النار. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تضرَّر أو دُمِّر أكثر من 90,000 مبنى، بما في ذلك المنازل والشركات والمرافق الزراعية والمدارس والبنية التحتية للمياه؛ بسبب القصف الذي طال جميع أنحاء البلاد.
Your browser does not support the video tag.