بغداد اليوم - متابعة

لا شيء يُسمع ربما، سوى الوعيد من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية، وآخرها وعيده لحزب الله بـ"الضرب بلا رحمة".

جاء ذلك خلال زيارته، اليوم الاثنين (14 تشرين الأول 2024)، للقاعدة العسكرية التي تعرضت لضربة من مسيّرة تبناها حزب الله، وأسفرت عن مقتل أربعة جنود وجرح العشرات أمس الأحد.

وقبل مرور أقل من 24 ساعة على هذه الضربة، تسارعت وتيرة التصعيد عند الحدود اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله، كما طالت غارة إسرائيلية بلدة ذات أغلبية مسيحية في شمال لبنان مما أدى إلى استشهاد 18 شخصاً، وحثت الولايات المتحدة رعاياها على مغادرة لبنان "الآن".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن في وقت مبكر الاثنين، إن إسرائيل "سترد بقوة" على حزب الله بعد استهداف قاعدة "غولاني" في بنيامينا التابعة لحيفا، شمالي إسرائيل.

"بلا رحمة"

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال زيارة للقاعدة العسكرية التي تعرضت لضربة حزب الله بطائرة من دون طيّار "نحن نخوض حملة شرسة ضد محور الشر الإيراني الذي يريد تدميرنا. لن ينجحوا في ذلك. نحن نواصل القتال. إننا ندفع ثمنا مؤلما، ولكن لدينا إنجازات هائلة، وسنواصل تحقيقها".

وأكد نتانياهو: "سنواصل ضرب حزب الله بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان - وفي بيروت أيضاً. كل ذلك وفقا لاعتبارات عملياتية. وقد أثبتنا ذلك في الآونة الأخيرة، وسنواصل إثبات ذلك في الأيام المقبلة أيضاً".

وشيّعت إسرائيل، الاثنين، الشهداء وسط حالة من الصدمة في محيط قاعدة بنيامينا، حيث تحدث السكان عن ليلة "مجنونة" ومؤلمة، بينما كانت تسُمع أصوات صافرات الإنذار التي دفعتهم إلى الاحتماء، بحسب ما ذكرت فرانس برس في تقرير لها. 

أنفاق حزب الله

وكشف الناطق الإعلامي للجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الاثنين، عن عملية مداهمة لأنفاق لحزب الله في جنوب لبنان، طولها 800 متر، مرفقاً ذلك بصور وفيديوهات.

وقال أدرعي إن قوات اللواء 8 من الجيش داهمت مقر قيادة تحت الأرض لـ"قوة الرضوان" وحدث اشتباك "وجها لوجه" بينها وبين حزب الله.

وأضاف أن هذه الأنفاق كانت "مقراً لوحدة الرضوان" وتقع في "قلب حي سكني" وفق زعمه.

وفي هذا المقر، تم العثور على معدات قتالية متعددة، بما في ذلك صواريخ متقدمة للمروحيات، وقذائف صاروخية، ودراجات نارية ومعدات للإقامة لفترات طويلة تشمل طعاماً ومطبخاً استخدمه حزب الله وغرف إقامة، بحسب أدرعي.

تحذير أردني

وفي تطور آخر، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من أن استمرار الحرب وتوسعها في لبنان "سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية"، خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، الاثنين، في العاصمة عمّان.

وقال بيان صادر عن الديوان الملكي، نشرته وكالة فرانس برس، إن الملك حذر من "استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع" فيما تبذل بلاده "أقصى الجهود" لوقف هذه الحرب.

صواريخ حزب الله

وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين انطلاق صافرات الإنذار في وسط إسرائيل بما يشمل تل أبيب مع إطلاق مقذوفات عبر الحدود من لبنان.

وقال في بيان "سُمعت صافرات الإنذار في عدد من المناطق بوسط إسرائيل مع إطلاق مقذوفات من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية".

في بيان منفصل، قال الجيش إن 15 مقذوفا صاروخياً وصل إسرائيل اليوم، بعضها تم اعتراضه، والآخر سقط في مناطق مفتوحة. وكانت السبب في إطلاق صافرات الإنذار في مواقع عديدة قرب مدينة صفد شمال البلاد. 

وقالت صحيفة "هآرتس" إن 3 صواريخ من لبنان وصلت مدينة تل أبيب، الاثنين. فيما استهدف الجيش الإسرائيلي منصّات إطلاق صواريخ لحزب الله جنوب لبنان.

في المقابل، أعلن حزب الله قصفه بالصواريخ مدينة صفد، بعد ساعات من استهدافه قاعدة بحرية وثكنة عسكرية في إسرائيل.

ونقلت وكالة رويترز عن الجيش الإسرائيل قوله إن "ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ اليوم الاثنين مع انطلاق صافرات الإنذار وسط إسرائيل".

18 شهيداًشمالي لبنان

واستشهد 18 شخصاً الاثنين في غارة إسرائيلية استهدفت بلدةً قضاء زغرتا في شمال لبنان، بحسب إحصائية للصليب الأحمر اللبناني.

وطالت الغارة أحد المباني السكنية في بلدة أيتو قضاء زغرتا، ذات الغالبية المسيحية، التي تستقبل أعداداً كبيرة من النازحين منذ بداية التصعيد أواخر سبتمبر الماضي، وفق مراسلة "الحرة".

ويعدّ هذا الاستهداف الثاني لشمال لبنان منذ السبت، حين طالت غارة إسرائيلية بلدة دير بيلا، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من مدينة البترون الساحلية. واستهدفت الغارة وفق الوكالة الوطنية "منزلا لجأت إليه عائلات من الجنوب".

ومنذ تصعيد اسرائيل غاراتها الجوية اعتبارا من 23 سبتمبر الماضي، استشهد أكثر من 1300 شخص في لبنان، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس.

والاثنين أيضاً، شهدت قرية المعيصرة في جبل لبنان تشييع عدد من الشهداء الذين قضوا في غارة إسرائيلية مطلع الأسبوع الحالي. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن من بين عشرات الشهداء في الغارات كان هناك 16 شخصاً من المعيصرة. 

والمعيصرة قرية شيعية تقع في منطقة ذات أغلبية مسيحية شمال بيروت، بحسب فرانس برس.

ووجهت واشنطن نداء لرعاياها في لبنان عبر السفارة الأمريكية في بيروت، ووزارة الخارجية، بأن يغادروا "الآن" عبر خطوط النقل التجاري التي وفرت آلاف المقاعد للأمريكيين أو حاملي الإقامة الأميركية المتواجدين في لبنان الذي يشهد توتراً أمنياً غير مسبوق منذ بداية الحرب في قطاع غزة قبل عام.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: غارة إسرائیلیة صافرات الإنذار فرانس برس بلا رحمة حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

غالانت: نتنياهو كان يخشى مواجهة حزب الله لاعتقاده أنه سيدمر تل أبيب

قال وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي المُقال، يوآف غالانت، إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان يخشى مواجهة حزب الله، ويعتقد أنها ستقود إلى تدمير تل أبيب".

كما أضاف غالانت في مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية، أنه "التقى نتنياهو عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن الأخير أبلغه بخشيته من مقتل آلاف الجنود الإسرائيليين في غزة في حال اجتياحها بريا".

وأوضح غالانت، الذي أقاله نتنياهو في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وعيّن يسرائيل كاتس خلفا له، إن نتنياهو كان يخشى من أن يدمر حزب الله تل أبيب.

وتابع: "أظهر لي رئيس الوزراء المباني من النافذة، وقال لي: هل تراها؟ كل هذا سوف يتم تدميره نتيجة لقدرات حزب الله، بعد أن نضربهم، سيدمرون كل ما تراه".

وزاد أن نتنياهو "تحدث عن كل المباني التي تراها من نافذة مكتبه في الطابق الثاني أو الثالث من المكتب في تل أبيب".



ويوم 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، بدأ في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وصلت فيها صواريخ حزب الله إلى وسط تل أبيب.

وبشأن قرار اجتياح قطاع غزة، قال غالانت: "قال لي رئيس الوزراء إننا سنشهد آلاف القتلى في المناورة في غزة (بدأت 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023). قلت له: لن نشهد آلاف القتلى. علاوة على ذلك، من أجل ماذا لدينا جيش إذا لم نقم بتفعيله، بعد أن قتلوا ألفا من مواطنينا وخطفوا العشرات؟ لم يكن النضال من أجل الدخول في المناورة سهلا". 

وأضاف: "كان مبرر نتنياهو هو أن (حركة المقاومة الإسلامية) حماس ستستخدم المختطفين دروعا بشرية، لكني قلت له: نحن نشترك مع حماس في شيء واحد فقط، وهو أننا نريد حماية المحتجزين".

ويوم 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل، تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال المرحلة الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع لحزب الله في لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف موقعين عسكريين لحزب الله داخل لبنان
  • خالد جاد الله: إمام عاشور لاعب "ثقيل".. ورشاد المتولي لا يصلح للأهلي
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين
  • غالانت: نتنياهو كان يخشى مواجهة حزب الله لاعتقاده أنه سيدمر تل أبيب
  • خبراء: أمريكا تريد تسليم غزة لـ"تل أبيب" وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى
  • خبير عسكري لبناني: شكوى بيروت ضد تل أبيب في مجلس الأمن لا جدوى منها
  • أهالي جنوب لبنان يعززون فشل العدو الإسرائيلي
  • على بعد أسبوعين.. هل تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني كما هو متفق عليه؟