كولومبيا.. لص لم تمنعه حرمة الموت من السرقة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
أثار حادث صادم في مدينة بارانكويلا الكولومبية الكثير من الجدل والغضب على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية. الحادثة بدأت عندما حاول شخصان، ستيفنسون ألبرتو أوروزكو فلوريس ولييدر دي خيسوس خيمينيز فلوريس، سرقة شاحنة من طراز تويوتا فورتشنر، وهي شاحنة بيضاء اللون، في منطقة مكتظة بالحركة، بالقرب من شارع 47B وشارع 27.
وفقًا للتقارير الأولية من السلطات الكولومبية وشهود العيان، فقد استغل اللصان لحظة توقف الشاحنة، وحاولا سرقتها باستخدام دراجة نارية للهروب بسرعة. لكن سائق الشاحنة قرر عدم الاستسلام، وقام بملاحقة اللصين. وأثناء الملاحقة، اصطدم السائق بالدراجة النارية التي كان يقودها المشتبه بهما، مما أدى إلى دهس أحدهما بشكل مميت، بينما تمكن الآخر من الفرار.
الشخص الذي تم دهسه ترك يحتضر على الأرض. وفي خضم حالة الصدمة والفوضى التي عمت المكان، ظهر رجل مجهول على مسرح الجريمة واقترب من الجثة. وعلى الرغم من وجود العديد من الشهود في المكان، بمن فيهم الشرطة والمسعفون، قام هذا الرجل بتجريد الشخص المحتضر من حذائه وقبعته. شوهد الرجل وهو يفك رباط الحذاء بهدوء ويمشي بعيدًا بعد سرقة تلك الأغراض، مبررا فعلته بالقول: "لن يحتاجهم بعد الآن. إنه لص أيضاً".
Ladron le roba los zapatos a un hombre que murio atropellado por un autobus ☠️???????? ( Que opinas de esta situacion? ???? ) pic.twitter.com/S0BEbclFtd
— La mano Con pelos 1 (@lamanoconpelos1) October 12, 2024
التصرف اللامبالي أثار استنكارا واسعا، إذ لم يتحرك المارة الذين كانوا حاضرين في المكان لمنع هذه السرقة غير المتوقعة، ولم يتدخلوا لمنع الرجل من تجريد الجثة من مقتنياتها. كما أن الواقعة تم تداولها بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث استغرب العديد من الناس التصرف الوحشي الذي أظهرته الحادثة ليس فقط في عملية السرقة الأصلية، بل أيضًا في السلوك الذي أتى بعد الحادث.
وسائل الإعلام الكولومبية مثل "إل تيمبو" و"كاراكول نيوز" غطت الحادثة بشكل مكثف، وركزت على غرابة التصرفات التي وقعت في مسرح الجريمة. ووصف كثيرون الحادثة بأنها تمثل انحدارًا في القيم الإنسانية، حيث لم يقف أحد لمحاولة منع هذه السرقة الثانية أو تقديم المساعدة.
في السياق ذاته، تواصل السلطات الكولومبية تحقيقاتها في الحادثة، لمعرفة تفاصيل أكثر حول السائق الذي دهس اللص وكذلك الرجل الذي سرق الجثة أمام الجميع. هذه القضية أثارت أيضًا نقاشا واسعا حول تزايد جرائم السرقة واللصوصية في كولومبيا، وكيف تتعامل الشرطة مع مثل هذه الأحداث.
وفي الصور التي التقطها الشهود، يظهر رجل يقترب من جثة أحد المشتبه بهم في سرقة شاحنة وهو يحتضر، وأمام أعين العديد من المارة، يجرده من قبعته ثم من حذائه، ويفك الأربطة بهدوء. وعلى الرغم من تواجد الشرطة والمسعفين في المكان، إلا أن الشخص الذي قام بالفعل برر فعلته بالقول: "إنه لص أيضاً، لن يحتاج إليهم بعد الآن"، فيما ارتكب السرقة أمام الجثث الملقاة على الأرض.
وتواصل السلطات التحقيق في القضية التي أثارت ضجة كبيرة بسبب وحشية الحادث والسرقة غير المعتادة التي أعقبته.
الحادثة تم تداولها على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي بحيث وصفوها بالغريبة خاصة أن مكان الحادثة كان يعج بالناس الذين لم يحركوا ساكنا ويوقفوا اللص.
وفي الأسبوع نفسه بمنطقة بارانكويلا، سجلت كاميرا أمنية في حي "إل سيلينسيو" حادثة سرقة دراجة نارية. تحايل اللصان على نظام أمن المنزل ودخلا في الساعة 02:32 صباحًا، وقاما بسرقة الدراجة بهدوء قبل الفرار. أثارت الحادثة قلق السكان حول تزايد الجرائم في المنطقة، وبدأت الشرطة تحقيقاتها باستخدام تسجيلات الكاميرا وشهادات الجيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
هل إخبار المستفتي للمفتي بالمعصية يُعدُّ من قبيل الجهر بها ؟ دار الإفتاء ترد
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هل إخبار المستفتي المفتي بالمعصية التي وقع فيها يُعدُّ من قبيل الجهر بالمعاصي؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إن إخبار المستفتي المفتي بما ابتُلي به من معصيةٍ لا يعدُّ من قبيل الجهر المذموم بالمعاصي، إذ ينبغي على الإنسان إذا نزلت به حادثة أن يسأل عنها حتى يعرف حكم الشرع فيها.
وذكرت دار الإفتاء، أن الإخبار بالمعصية في هذه الحالة هو من إجراءات بيان الحادثة بيانًا شافيًّا للمفتي، إذا كانت الحادثة المراد معرفة الحكم فيها متعلقة بتلك المعصية، أما الجهر المذموم شرعًا فهو الإعلان عن الوقوع في المعاصي تباهيًا واستهزاء.
وأشارت إلى أن الوقوع في المعاصي ممكن في حق جميع بني آدم إلا من عصمهم الله تعالى، ومن سواهم مُعرَّض للوقوع فيها قلَّت أو كثُرت، والإصرار على الذنوب وعدم التوبة منها مذموم شرعًا، وعواقبه وخيمة، وآثاره سيئة في الدنيا والآخرة، فيجب على الواقع فيها التوبة على الفور، مع الندم والعزم على عدم العود، فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه.
وتابعت دار الإفتاء: ممَّا يعظُم به الذنب المجاهرة به، بأن يرتكب العاصي الذنب علانية، أو يرتكبه سرًّا فيستره الله عزَّ وجلَّ لكنَّه يُخبر به بعد ذلك مستهينًا بسِتْر الله له، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ» متفق عليه.
ومن صور الضرورة والحاجة: طلب الفتوى، إذ ينبغي على الإنسان إذا نزلت به حادثة أن يسأل عنها حتى يعرف حكم الشرع فيها، وهذا يكون بإخبار المفتي بعين الحادثة التي ألمت به إخبارًا دقيقًا، إذ الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، فإذا بيَّن للمفتي ما وقع فيه من المخالفة لا يكون بيانه حينئذٍ مذمومًا إن كان على جهة السؤال والاستفتاء، وإنَّما يكون مذمومًا إن كان على جهة المجاهرة والتباهي والاستهزاء.