RNA: رسائل نصية سريعة بين خلايا الكائنات المختلفة
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
كشف علماء أن الخلايا في الكائنات الحية المختلفة – مثل النباتات، الفطريات، والبكتيريا – يمكنها تبادل رسائل جزيئية باستخدام الحمض النووي الريبي (RNA)، مما يتيح نوعاً من التواصل المشترك بين الأنواع المختلفة.
يُعتبر هذا الاكتشاف تطورًا مهمًا في فهم العلماء لدور RNA، الذي لم يعد يقتصر فقط على إنتاج البروتينات داخل الخلية، بل أصبح أداة للتواصل بين الكائنات.
كيف يحدث التواصل؟
تقوم الخلايا بإرسال RNA داخل فقاعات صغيرة (حويصلات) تحميه من التلف، حيث يمكن لهذه الرسائل الوصول إلى خلايا أخرى، حتى من أنواع أو ممالك مختلفة.
وقد أظهرت التجارب أن هذه الرسائل الجزيئية يمكنها التأثير على الخلايا المستقبِلة، مما يجعلها تُنتج بروتينات جديدة أو تُغير سلوكها.
صراعات بيولوجية بين الكائنات
كشفت إحدى الدراسات أن بعض الفطريات تستخدم هذه الرسائل الجزيئية لإضعاف دفاعات النباتات التي تصيبها. في المقابل، تستطيع النباتات إرسال رسائل مضادة عبر RNA لإضعاف الفطريات وإعاقة نموها، في نوع من الحرب البيولوجية بين الأنواع.
تأثيرات واعدة
هذا الاكتشاف يفتح المجال لفهم أعمق لكيفية تفاعل الكائنات الحية مع بعضها البعض، وقد يساعد في تطوير علاجات جديدة للأمراض أو تحسين المحاصيل الزراعية. كما يشير العلماء إلى أن RNA قد يصبح أداة قوية لتغيير سلوك الخلايا في الطب والزراعة على حد سواء.
بفضل هذه الاكتشافات، تتزايد الآمال في كشف المزيد من أسرار هذا التواصل الجزيئي بين الكائنات الحية بمختلف أنواعها.
المصدر: وكالاتالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفطريات العلماء البكتيريا النباتات
إقرأ أيضاً:
لماذا لا تستطيع مقاومة تناول السكريات رغم الشبع؟.. السر في خلايا «POMC»
الرغبة الشديدة في تناول السكريات بعد تناول الطعام على الرغم من الشعور بالشبع هي أمر شائع جدًا، وفي الوقت نفسه مُحير بالنسبة لكثيرين؛ إذ يجدون أنفسهم غير قادرين على تناول مزيدًا من الطعام بعد الشعور بالشبع، وإنما تذهب رغبتهم وشهيتهم إلى السكريات بمجرد رؤيتها أو شم رائحتها، وهو ما فسرته دراسة عملية حديثة.
سبب صعوبة مقاومة السكر رغم الشبعكشف فريق علماء من معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي السبب الذي يجعل مقاومة تناول الحلوى أمرًا صعبًا، حتى بعد تحقيق الشبع؛ فقد توصلت دراسة حديثة إلى أن الشعور بالشبع الذي يتكون في الدماغ لا يمنع الرغبة في تناول الأطعمة السكرية، بل على العكس من ذلك، قد يحفزها ويزيدها اشتهاءً.
وأجرى فريق العلماء عدة تجارب على الفئران، والتي اتضح من خلالها أن الفئران التي تناولت طعامها حتى الشبع لم تستطع تناول المزيد من الطعام نفسه عندما عُرض عليها مرة أخرى، ولكنها في المقابل استهلكت كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالسكر تفوق 6 أضعاف ما كانت ستستهلكه من الطعام العادي، حسب موقع «سبوتنيك».
نشاط الدماغ عند تناول السكركما كشفت الفحوصات العصبية التي أُجريت على الفئران أن منطقة معينة في الدماغ تُعرف باسم «المهاد البطيني» أظهرت نشاطًا ملحوظًا عند تناول السكر، ما أدى إلى إطلاق خلايا عصبية تعرف باسم خلايا «POMC»، وهذه الخلايا العصبية بدورها أطلقت إشارات حفزت إفراز «الإندورفين»، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمكافأة والسعادة، ووفقًا للعلماء، فإن هذا التفاعل المعقد يجعل تناول السكر أكثر جاذبية حتى في حالة الشبع.
ولم يقتصر الأمر على تناول السكر، بل أشارت التجربة إلى أن الفئران لم تستهلك المزيد من الطعام فقط، بل حتى مجرد رؤية أو استنشاق رائحة الأطعمة السكرية كان كافيًا لتحفيز النشاط الدماغي لديها، مما يفسر سبب الشعور المفاجئ بالرغبة في تناول الحلوى عند رؤيتها، حتى بعد تناول وجبة كبيرة.
إجراء تجارب مماثلة على البشروامتدت هذه التجارب لتشمل البشر أيضًا؛ إذ أُجريت اختبارات مماثلة عليهم باستخدام مشروبات سكرية في أثناء خضوعهم للتصوير بالرنين المغناطيسي، وأظهرت النتائج أن نشاط الدماغ لدى البشر كان مشابهًا لما لوحظ عند الفئران؛ فقد استجابت خلايا «POMC» بطريقة مماثلة، ما جعل الأشخاص يشعرون بمكافأة عند تناول السكر، على الرغم من شعورهم بالشبع مسبقًا.
وأكد الدكتور هينينج فينسلو، المعد الرئيسي للدراسة، أن هذا السلوك متجذر في التطور البشري، موضحًا أن الإنسان القديم كان يسعى لاستهلاك السكر كلما توفر، نظرًا لندرته في الطبيعة وقدرته على توفير طاقة سريعة.