أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي رئيس وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية المشارك في اجتماعات الجمعية العامة 149 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في مدينة جنيف بسويسرا، أن العلوم والتكنولوجيا والابتكار تمثل الركائز الأساسية للتنمية المستدامة ورفاهية الشعوب، وأنها الأدوات القادرة على التصدي لأكثر ما يمكن أن يهدد البشرية من عوامل طبيعية وغير طبيعية مثل التغير المناخي والأمن الغذائي، والمائي والطاقة وغيرها.

وقال معاليه في كلمة دولة الإمارات التي ألقاها أمام الجمعية العامة للاتحاد أمس والتي تناقش موضوع “تسخير العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل مستقبل أكثر سلاما : “، إننا أمام مسؤولية الاتفاق أن العلوم والتكنولوجيا والابتكار هي حق للجميع، وليس امتيازاً لأحد دون أحد، وأنها أدوات لردم الفجوات بين البدان لا توسيعها، وإنها لتأكيد القيم الأخلاقية للفرد والمجتمع والمؤسسات لا تجاوزها”.

وأضاف معالي صقر غباش ” إن التطورات التكنولوجية، وتحديداً المتمثلة بالذكاء الاصطناعي، وبمثل ما تتيح أمام شعوبنا ودولنا من فرص غير مسبوقة صوب التطور العلمي والاقتصادي والبيئي وغيرها، فإنها تفرض تحديات غير مسبوقة لا تنحصر في مواكبة هذه التطورات التقنية فقط، بل في كيفية توجيهها نحو خدمة الانسان، وضمان عدم إضرارها بسلامة المجتمعات، أو تقويض القيم الإنسانية، أو زعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدول.”

واستعرض معاليه التجربة الإماراتية في إطار الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية والذكاءِ الاصطناعي وتشريعاتها باعتبارها واحدة من التجارب الرائدة على المستويين الإقليمي والدولي، وقال : ولعلي أبدأ في هذا بما وصف به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- رئيس الدولة (حفظهُ الله) التكنولوجيا الحديثة وأهمية العمل المشترك بقوله: “إنَ التعاملَ المسؤولَ والأخلاقي مع التقنياتِ الناشئةِ يجعلُها رافداً للتنميةِ المستدامةِ والأمنِ والازدهارِ، وهذا يتطلبُ منا ترسيخَ التعاونِ الدولي لتعزيزِ الذكاءِ الاصطناعي في التعاملِ مع التحدياتِ العالميةِ المشتركة”.

وأشار معالي صقر غباش إلى أن دولة الإمارات اعتمدت السياسة العليا في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتي تتضمن مائة مبادرة وطنية في القطاعات التعليمية والصحية والطاقة والنقل والفضاء والمياه، باستثمارات تصل إلى قرابة 90 مليار دولار، واحتل قطاع الذكاء الاصطناعي قائمة القطاعات الأكثر نمواً في الدولة، وعلى نحو مواز لذلك، اعتمدت الإمارات “ميثاق تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي” الذي يهدفُ لضمان التأثير الإيجابي والدائمِ للذكاء الاصطناعي على المجتمعات، ويرسخ مبادئ ومقومات تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، وقد تضمنت مبادئ الميثاق خصوصية البيانات والشفافية والرقابة البشرية والحوكمة والمساءلة والالتزام الإنساني والتعايش السلمي مع الذكاء الاصطناعي.

وأكد معاليه أن المهام البرلمانية، تتطلب الشجاعة في التفكير لنستطيع رؤية الفرص المتاحة أمام شعوبِنا عبر منظار التحدياتِ، وأن نتمكن من العمل في خطين متوازيين ومتكاملين، أولهُما على المستوى الوطني من خلال سن أو تطوير ما يلزم من القوانين التي من شأنها تحقيق الاستثمار في العلوم والابتكار والتكنولوجيا، ووضع قواعد حوكمة الأمنِ السيبراني، وثانيهما على المستوى الدولي من خلال الاتفاق على منهج برلماني جديد ومرن، ومنظومة تشريعات دولية يمكن لها تعزيز التعاون الدولي في هذه المجالات الثلاثة، لنتمكن من أنْ نجعل من التكنولوجيا المتقدمة أداة لرفاهية الشعوب، وتحقيق السلم والتنمية، وليس مصدراً للقلق والتهديد.

وقال معاليه: إن حديثَنا عن التقنية ودورها في تحقيق المستقبل المستدام والسلام، لا يجبَ أنْ يُنسينا أولئك الذين حرموا من العيش في سلام من المدنيين في فلسطين ولبنان، أولئك الذين يُعانون منذُ زمن من ويلات الحروب والصراع الدائر في المنطقة. وعليه، فإني أود التأكيد على موقف دولة الإمارات المطالب بالوقف الفوري للحرب في غزة، وحماية أرواح المدنيين، وإيصال المساعدات العاجلة لأهل غزة، وبتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وصولا إلى حلِ الدولتين. وأود هنا أيضا التأكيدَ على موقف دولة الإمارات المطالب بوقف الحرب الدائرة الآن في لبنان وتطبيق القرار 1701 بالكامل وبما يكفل إحلال السلام والاستقرار في لبنان، بكل ما يعكسهُ ذلك من تحقيق الأمن والسلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط.

شارك في اجتماع جمعية الاتحاد، وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية، معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في الاتحاد البرلماني الدولي، وسعادة كل من: أحمد مير هاشم خوري، والدكتورة سدرة راشد المنصوري، ومروان عبيـد المهيري، والدكتورة موزه محمد الشحي، وسعيد راشد العابدي، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وسعادة الدكتور عمر عبد الرحمن النعيمي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي، وسعادة طارق أحمد المرزوقي الأمين العام المساعد لشؤون رئاسة المجلس.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدعم إنشاء مراكز للأسر الحاضنة ورعاية الأيتام في أوكرانيا

في إطار التزامها الراسخ والمستمر بدعم الجهود الإنسانية العالمية، وقّعت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية اتفاقية تعاون مع مؤسسة أولينا زيلينسكا، لتوفير مراكز إضافية للأسر الحاضنة ورعاية الأيتام، وذلك من خلال تقديم مساهمة مالية بـ4.5 ملايين دولار أمريكي.

وتأتي المبادرة ضمن المرحلة الثانية من المشروع، إذ سبق أن شيّدت دولة الإمارات عدداً من مراكز الإيواء مجهزة بالكامل للأسر الأوكرانية الحاضنة، ما أسهم في توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال الذين فقدوا رعاية ذويهم، وتهدف المرحلة الثانية لتعزيز جهود دعم الأسر الحاضنة وتوفير السكن اللائق للأطفال.
وفي هذا السياق، أكدت مريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، أن دولة الإمارات مستمرة في التزامها الإنساني تجاه الفئات الأكثر ضعفًا حول العالم، مشيرة إلى أن هذا المشروع يعكس روح التضامن الإماراتي مع الشعب الأوكراني الصديق، لاسيما النساء والأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة.
وأضافت "يأتي هذا الدعم في إطار جهود دولة الإمارات الحثيثة والمتواصلة والتي من شأنها تخفيف التداعيات الإنسانية الناجمة عن الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث أرسلت دولة الإمارات لأوكرانيا منذ بداية الأزمة طائرات إغاثية محملة بأكثر من 1,015 طنًا من المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية، وقدمت 50 سيارة إسعاف وأكثر من 4500 مولد كهربائي لمواجهة تحديات الشتاء. كما دعمت دولة الإمارات القطاع التعليمي عبر توفير 7500 جهاز كمبيوتر محمول و10 آلاف حقيبة مدرسية، وسيرت سفينتين إغاثيتين إلى رومانيا، ليصل إجمالي عدد المستفيدين من هذه الجهود إلى أكثر من 1.2 مليون شخص، من بينهم مليون امرأة وطفل.
وأشارت إلى الجهود الدبلوماسية المستمرة والوساطات الناجحة لدولة الإمارات بين روسيا وأوكرانيا، حيث نجحت الدولة في إتمام 12 وساطة، ليصل العدد الإجمالي للأسرى، الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 2,883.
وأكدت التزام دولة الإمارات بمواصلة الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، مؤكدةً موقفها المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد.
ووقع الاتفاقية من الجانب الإماراتي سلطان محمد الشامسي، نائب رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، عضو مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، خلال اجتماع جمع ريم بنت إبراهيم الهاشمي مع السيدة الأولى لأوكرانيا، أولينا زيلينسكي.

مقالات مشابهة

  • م. السواحة: المملكة شريك إستراتيجي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات: المملكة شريك إستراتيجي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي ضمن جلسات الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية بجامعة أسوان
  • الأحد.. مؤتمر "مارلوج 14" يستعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودورها بالنقل البحري والخدمات اللوجستية
  • محمد بن راشد: الهوية الإعلامية الإماراتية ترتفع إلى تريليون و223 مليار دولار في 2025
  • ندوة السيادة الرقمية تقدم مبادرات لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي
  • صقر غباش يترأس وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية لمؤتمر البرلمان العربي
  • وزيرة التخطيط: الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من أهم أولويات الدولة
  • جامعة أسوان تطلق الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية.. آفاق جديدة للرياضة والذكاء الاصطناعي
  • الإمارات تدعم إنشاء مراكز للأسر الحاضنة ورعاية الأيتام في أوكرانيا