DW عربية:
2025-02-23@12:50:27 GMT

اكتظاظ مهول.. ما أسباب ارتفاع عدد السجناء في المغرب؟

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

مئة ألف سجين في المغرب، بينما لا تتوفر السجون سوى على 64.6 ألف سرير. الصورة من أرشيف التطعيم ضد كورونا في السجون المغربية

حوالي مئة ألف سجين في المغرب، بينما لا تتوفر السجون سوى على 64.6 ألف سرير.

مختارات تقرير حقوقي: تراجع "غير مسبوق" في حرية الرأي بالمغرب "رايتس ووتش" تطالب المغرب بإطلاق سراح معتقلي الرأي

دعت منظمتا هيومن رايتس ووتش والجمعية المغربية لحقوق الإنسان السلطات المغربية الأربعاء إلى الإفراج عن معتقلين بسبب التعبير عن آراء انتقادية في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أو أغاني راب.

جدل سياسي وحقوقي حول سوء أوضاع السجون في المغرب

عشية الإعلان عن انطلاق حوار وطني حول السجون في المغرب، أثار صدور تقرير برلماني عن أوضاع السجون بالمملكة جدلا سياسيا، فيما جدد الحقوقيون مطلبهم بإبعاد المندوب العام للسجون لتوليه مسؤوليات أمنية خلال سنوات الرصاص.

هذه الأرقام لم تصدر عن منظمة غير حكومية أو جهة حقوقية، بل عن إدارة السجون المغربية (المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج) التي ذكرت أن رقم السجناء وصل حداً غير مسبوق.

والظاهرة قد ترتفع أكثر، إذ تحذر هذه الإدارة أن استمرار الاعتقال بالوتيرة الحالية من شأنه رفع نسبة العجز بين السجناء وبين عدد الأسرة. ودعت المندوبية "السلطات القضائية والإدارية إلى الإسراع بإيجاد الحلول الكفيلة لمعالجة إشكالية الاكتظاظ، لتفادي ما قد يترتب عن هذا الوضع من اختلالات أو حتى انفلاتات أمنية".

وكانت المندوبية قد أشارت في وقت سابق أنه لكل 100 ألف نسمة هناك 265 سجيناً، وهي النسبة الأعلى مقارنة بدول الجوار.

ودعا المرصد المغربي للسجون، وهو منظمة غير حكومية، إلى تأسيس "لجنة وطنية للرصد والإنقاذ" تقوم بزيارة السجون ورصد ظروفها، وتفعيل حقيقي لـ"الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، باعتبار أن الاكتظاظ هو أيضاً تعذيب حسب القرارات الأممية"، و"اتخاذ إجراءات لإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي والحركات الاجتماعية"، حسب بيان من المرصد.

احتجاجات للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الرأي

ظاهرة الاعتقال الاحتياطي

ومن أكبر الملفات التي تساهم في ظاهرة الاكتظاظ، ظاهرة الاعتقال الاحتياطي، أي وجود سجناء لم تصدر بشأنهم أحكام قضائية تدينهم بالسجن، لكن يتم اعتقالهم نظراً لخطورة الجرائم المتهمين بارتكابها، في انتظار صدور حكم قضائي حول قضاياهم.

ويشكل المعتقلون احتياطياً نحو 39 بالمئة من مجموع السجناء، بحسب رئاسة النيابة العامة التي تفاعلت في بلاغ لها مع قلق المندوبية العامة للسجون. وذكرت النيابة العامة أن هناك تراجعاً في نسبة الاعتقال الاحتياطي مقارنة بسنوات سابقة، كما أن النسبة ليست مرتفعة كثيراً مقارنة مع دول أوروبية.

نادي قضاة المغرب، أشار على لسان رئيسه عبد الرزاق الجباري إلى أن إشكالية الاعتقال الاحتياطي تعود إلى عدة أسباب منها أن السياسة الجنائية للحكومة تعتمد "على العقوبة السالبة للحرية وميلها إليها كحل سهلٍ لمواجهة الجريمة"، حتى في مواجهة جرائم غير خطيرة للغاية كخرق الطوارئ الصحية والغش في الامتحانات.

وليس الاعتقال الاحتياطي وحده هو الذي يرفع عدد السجناء، بل كذلك عدم تنفيذ أحكام قضائية تقضي بإيداع محكوم عليهم في مؤسسات العلاج، خصوصاً منهم من يعانون من المرض العقلي، وكذلك من يعانون من إدمان المخدرات، وفق ما يشير إليه الجباري.

"تطور للجريمة"

لكن النيابة العامة تتحدث عن أن السلطات الأمنية لا تلجأ إلى الاعتقال إلّا عند الضرورة، وأن نسبته لم تتجاوز 24 في المئة من نسبة من تم تقديمهم أمام النيابة العامة خلال النصف الأول من عام 2023.

كما تذكر النيابة العامة أن هناك "تطوراً نوعيا للجريمة في السنوات الأخيرة"، خصوصاً لأشخاص يرتكبون جرائم جديدة بعد خروجهم من السجن، وذكرت أنه في ستة أشهر فقط، تمّ اعتقال حوالي 309 شخص، في جرائم كالاتجار في المخدرات والشغب الرياضي وجرائم الأموال، كما أوقفت أكثر من 162 ألف شخص كانوا فارين من العدالة.

ويقول رئيس نادي قضاة المغرب في مقال نشره على صفحته على فيسبوك أن "ارتفاع نسبة الجريمة بكل أنواعها يحتم ضرورة توفير الأمن للمواطنين"، وأن ارتفاع حالة العودة لارتكاب الجرائم يبين "فشل السياسة العقابية التي تعتبر فيها العقوبة السالبة للحرية قطب رحاها".

النيابة العامة تقول إن هناك "تطوراً نوعيا للجريمة في السنوات الأخيرة"

مراجعة القانون الجنائي

من أسباب الاكتظاظ حسب عبد الرزاق الجباري هناك "عدم تفعيل مؤسسة الإفراج المقيد بشروط"، التي يمكن تبت في اقتراحات مسؤولي السجون بالإفراج عن من تحسن سلوكه، وكذلك تعثر مراجعة القوانين الجنائية، وهي مراجعة من شأنها "رفع لتجريم عن العديد من السلوكيات البسيطة" و"إقرار العقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية القصيرة المدى".

وكانت الحكومة المغربية قد صادقت يونيو/حزيران الماضي على مشروع قانون رقم  43.22 يتعلق بالعقوبات البديلة، قدمته وزارة العدل. ويتيح القانون للقاضي في إطار سلطته التقديرية تطبيق عقوبات بديلة، على الجنح التي لا تتجاوز عقوبتها 5 سنوات، لأجل المساهمة في حل مشكلة الاكتظاظ داخل السجون وترشيد التكاليف حسب ما ذكره الناطق باسم الحكومة المغربية.

ولم يتم بعد مصادقة البرلمان على القانون الذي يركز على العمل لأجل المنفعة العامة كعقوبة بديلة للسجن. كما صادقت الحكومة على مشروع قانون رقم 10.23 يخص مراجعة شاملة لقوانين السجن، ومن ذلك "حماية الفئات الهشة المحرومة من حريتها ومراعاة احتياجاتها كالنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة".

وطالب المرصد المغربي للسجون باتخاذ إجراءات مستعجلة للحد من إجراءات الاعتقال الاحتياطي، ومن ذلك "الإفراج عن السجناء والسجينات الذين ستنتهي مدة الأحكام الصادرة في حقهم في الأشهر الثلاثة القادمة، أو الذين تتعثر قضاياهم لدى مكاتب التحقيق".

وترفع عدة منظمات حقوقية دعوات بإصلاح القانون الجنائي، ومن ذلك حذف العقوبات التي تمسّ حرية المعتقد، وحقوق المجموعات الجنسية المختلفة، والحريات الفردية، وكذلك الجرائم التي تمسّ حرية التعبير.

إسماعيل عزام

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: المغرب السجون في المغرب أخبار المغرب الحكومة المغربية سيادة القانون دولة القانون القضاء المغربي الفساد حرية التعبير الحريات المغرب السجون في المغرب أخبار المغرب الحكومة المغربية سيادة القانون دولة القانون القضاء المغربي الفساد حرية التعبير الحريات النیابة العامة فی المغرب

إقرأ أيضاً:

تغريم المحكوم عليه عن رفض الاستشكال على الحكم يثير جدل بالجلسة العامة

شهدت المادة ٤٧٦ من مشروع قانون الإجراءات الجنائية، جدلا واسعا خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي. 

و شهدت الجلسة مطالبة النائبين أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، والنائب عاطف مغاوري، بحذف الفقرة الثالثة من المادة والتي تقضي يتغريم المستشكل إذا لم يقدم أسباب جدية لطلب الاستشكال، وتنص الفقرة الثالثة على: وإذا قدم المستشكل نفسه إشكالا آخر دون أسباب جدية تقضي المحكمة برفضه ولها أن تغرم المستشكل مبلغا مقداره خمسمائة جنيه. 

وأوضح النائب أيمن أبو العلا، أن حق الاستشكال يكون للمحكوم عليه إذا شعر بالظلم، لمنح العدالة الكاملة، مشيرا إلى أنه في نفس الوقت القانون منح حق القاضي في الرفض. 

وقال أبو العلا: كل مستشكل له الحق في التقديم، لاسيما وأن حق التقاضي مكفول للجميع. 

وأشار إلى أن المادة في قانون الإجراءات الجنائية تمنح الحرية للقاضي في رفض الدعوى دون غرامة من أجل تخقيق العدالة الكاملة. 

من جانبه عقب النائب إيهاب الطماوي، رئيس اللجنة الفرعية لإعداد مشروع قانون الإجراءات الجنائية، مؤكدا أن الفقرة الثالثة من المادة تشكل ضمانة. 

وقال الطماوي: الدستور يصون الحق في التقاضي، ولكن بعض المحكوم عليهم لديهم ممارسات الهدف منها تعطيل التنفيذ.

وأكد أهمية أن تكون الغرامة أكبر من 500 جنيها، حتى تحقق نوع من أنواع الردع لمنع التقدم بأي استشكال بدون أسباب حقيقية. ووافق مجلس النواب على المادة ٤٧٦ من مشروع قانون الإجراءات الجنائية كما وردت من اللجنة دون تعديل، حيث تنص على: مع عدم الإخلال بحق المحكمة في الأمر بحضور المستشكل شخصيا، يجوز حضور وكيل عن المستشكل، وفي جميع الأحوال يجوز للمحكمة أن تصدر قرارها في غيبة المستشكل. 

ولا يجوز رد المحكمة التي تنظر الإشكال. وإذا قدم المستشكل نفسه إشكالا آخر دون أسباب جدية تقضي المحكمة برفضه ولها أن تغرم المستشكل مبلغا مقداره خمسمائة جنيه. ولا يعد الإشكال من الإجراءات التي يترتب عليها وقف أو قطع مدة سقوط العقوبة.

مقالات مشابهة

  • تغريم المحكوم عليه عن رفض الاستشكال على الحكم يثير جدل بالجلسة العامة
  • كواليس المواجهة المغربية الجزائرية في القمة الإفريقية (حوار مع الموساوي العجلاوي)
  • طنجة.. حريق مهول يأتي على سوق القرب بني مكادة
  • شاهد.. حريق كبير يلتهم سوقاً في طنجة المغربية
  • أوجار يدعو إلى ترافع حزبي يعزز النجاحات الدبلوماسية للمملكة في قضية الصحراء المغربية
  • فيديو.. أول ظهور للفنانة المغربية دنيا بطمة بعد السجن
  • رداً على منع إستيراد السيارات المصنعة بالمغرب…حظر دخول السلع المصرية للأسواق المغربية
  • الخطوط الملكية المغربية تطلق أول رحلة جوية بين المغرب وأوربا خالية من الكربون
  • الإجراءات الجنائية يقر حق التعويض عن الحبس الاحتياطي في حالات محددة .. ما هي؟
  • ليس فيلم هندي.. صحفي يكشف عن أسباب مرعبة لأزمة الغاز في التي تحدث في العاصمة