والمستشارية والمدارس بمصر .. غفر الله لكم !!
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
وأخيراً، أصدرت المستشارية الثقافية في سفارة السودان بالقاهرة، بياناً أمس قالت فيه إنّ السلطات التعليمية المصرية لم توافق للمدارس السودانية بمزاولة النشاط التعليمي بعد.
المستشارية دعت أصحاب المدارس لاحترام سيادة وقرارات الدولة المضيفة، قبل أن تهددهم بوقف الدراسة فوراً أو التعرض للمساءلة وسحب الترخيص والإغلاق النهائي.
بيان المستشارية المتأخر جداً، والذي جاء بعد وقوع الفأس على رؤوس العديد من الأُسر التي ضلّلتها إعلانات المدارس وسجلت أبناءها وبناتها رغم ضيق ذات اليد، لم ينس أن ينصح أولياء الأمور بالتريُّث في عملية التسجيل للعام الدراسي الجديد، وعدم دفع الرسوم نهائياً.
شكراً للمستشارية الثقافية التي استيقظت بعد فوات الأوان، وأصدرت بياناً كسولاً لم يحمل أي جديد بشأن استئناف الدراسة، تضمن ما يحملها مسؤولية اندفاع الأسر لتسجيل أبنائها في عدد كبير من مدارس خدعتهم وقبضت مبالغ طائلة، على الرغم من عدم حصولها على تصاديق الدولة المُضيفة لاستئناف الدراسة.
البيان للأسف تأخّر كثيراً، بعد أن قبضت بعض المدارس ما لا تستحقه من رسوم تحت مرأى ومسمع مستشارية سفارة السودان، وما مطالبة البيان بالتوقف فوراً إلا اعتراف ضمني بأنها تعلم أنّهم يعملون في العلن والخفاء حتى يتحصّلوا على مبالغ مالية من أولياء الأمور دون تقديم خدمة التعليم المُنتظرة.
والمستشارية الثقافية إذ تطلق كل هذه النداءات، فهي تثبت فشلها في التعاطي والتعامل مع قضية مركزية وجوهرية ظلت تمثل الهاجس الأكبر لأولياء الأمور في مصر، ما شكّل إحباطاً كبيراً للجالية السودانية التي كانت تنتظر بياناً غير الذي قرأناه بالأمس، يوضح على الأقل ما توصّلت إليه مستشاريتنا الثقافية وسفارتها في حوارها مع الجانب المصري حول استئناف المدارس السودانية لنشاطها في القاهرة.
انتظرنا أن تُبشِّرنا السفارة أو تنعي العام الدراسي وتُوصد الباب أمام التكهنات والاحتمالات والانتظار الطويل، لا أن تتواطأ ببيان خجول مع الواقع الذي يشهد ممارسات أدت لأن يكون أولياء الأمور ضحايا لممارسات بعض المُستهبلين من أصحاب المدارس الذين قبضوا الأموال، رغم علمهم بأن السلطات المصرية لم توافق على فتح الباب لبدء العملية التعليمية.
لا أدري هل حدث ذلك من باب التواطؤ أم الإهمال وعدم تقدير المسؤولية، فالملحقية الثقافية تمارس (تحنيس) أصحاب المدارس بالكف عن تسجيل الطلاب، وتنصح أولياء الأمور بعدم تسديد الرسوم، رغم علمها بما يحدث الآن من نصب واحتيال، جعل العديد من الأسر تلهث الآن لإعادة إموالها بعد أن باعت لهم المدارس الترماي والوهم.
الملحقية الثقافية لم تحسن التعامل حينما تكاثرت المدارس دون تصاديق أو تطبيق للمواصفات المطلوبة، وها هي تفشل مرةً أخرى في التصدي لعمليات النصب الذي مارسته بعضها بحق أولياء الأمور، وهي تعلم أنهم يتعرّضون لإسوأ مما فعله الجنجويد في حربهم ضد السودانيين، وإن كانت تستطيع أن تسحب التراخيص وتحاسب فلماذا لم تفعل وماذا تنتظر؟!!.
إنّ تراخي الملحقية الثقافية وتقاعسها عن إعلام أولياء الأمور بما تحيكه المدارس من مكر و(لف ودوران)، يستهدف الجيوب الخاوية أصلاً، يجعلها شريكة في الجرم، فماذا تنتظر وهي تعلم بوجود مدارس تتحصّل على رسوم وأولياء أمور تم خداعهم حتى دفعوا (دم قلبهم) وتملّكتهم الحسرة على ما أنفقوا وباتوا يُطاردون الآن لإرجاع حقوقهم، والمستشارية كأنها جهة أجنبية (لا تهش أو تنش) مهمتها الوساطة لا غير.
إنّ البيان الذي أصدرته المستشارية بالأمس جاء ضعيفاً، ومتأخراً، ولم يحمل جديداً سوى توريط السفارة في ذات الجرم الذي اقترفته بعض المدارس بحق أولياء الأمور.
لقد فشلت المستشارية الثقافية لسفارة السودان في حل المعضلة ابتداءً، رغم الانتظار الطويل، ولم تخبرنا بما توصّلت إليه المشاورات مع الجانب المصري، حقٌ لكل سوداني أن يعلم مصير تعليم أبنائه، وهذا الأمر ليس منحة تتصدّق بها السفارة، بعد كل ذلك لم تتعامل المستشارية بما يلزم من حسم وإجراءات مع محاولة (الاستهبال والنصب) الذي تتعرّض له الأسر السودانية من قِبل بعض سماسرة التعليم ومُلّاك المدارس..
نتمنى أن ترتفع المستشارية وربانها (الملحق المشغول والمنشغل على الدوام) بأمر مستقبل تعليم أبناء السودانيين في مصر، فهذا ملفٌ مركزي وحيوي ومهمٌ، ولا أظن أن البيان الذي صدر يشير إلى أن مستشاريتنا تولي الأمر الأهمية المطلوبة.. (مشغولين بى شنو)؟!.
وإن فشلت السفارة والمستشارية في ملف المدارس، فلتواجه السودانيين وتخبرهم بالحقيقة بدلاً من جعلهم لقمة سائغة في فك سماسرة التعليم الذين لا يرحمون… فتأخر السفارة في التوضيح هو الذي أغرى أصحاب بعض المدارس لينفردوا بأولياء الأمور.
أخيراً..
نريد من المستشارية أن تعلمنا متى وكيف وأين سيقرأ إبناؤنا وبناتنا، وما هو مصيرهم، والمستقبل يزداد غموضاً في كل يوم…
وأخيراً جداً:
أزعجني خطأ لغوي في بيان المستشارية كتب (بدء)، (بدأ)، وهو خطأٌ لا يليق ببيان يُعبِّر عن مستشارية ثقافية منوط بها أمر التعليم والمدارس..!
محمد عبد القادر
محمد عبدالقادر
إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أولیاء الأمور
إقرأ أيضاً:
ائتلاف أولياء أمور مصر: والدة تلميذ دمنهور شجاعة وماخافتش من كلام الناس
أكدت داليا الحزاوي ، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر ، أنها توجه تحية إجلال وشكر لوالدة تلميذ مدرسة دمنهور "الطفل ياسين"، التي لم تخشَ المواجهة، ووقفت مدافعة عن ابنها بكل شجاعة وكانت مثالا يحتذى به في الحماية والدفاع عن حق الأبناء بكل قوة وإصرار .
و وجهت مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر رسالة للأم قالت فيها :"أنتِ قدوة لكل أم مترددة في الإبلاغ عن وقائع التحرش بخوفها من المجتمع وكلام الناس.
وأكدت مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر ، أن السكوت عن التحرش دون الإبلاغ عنه هو جريمة في حق المجتمع بأكمله، مشددة على أن:"من أمن العقاب أساء الأدب".
جدير بالذكر أنه قضت محكمة جنايات دمنهور المنعقدة بإيتاي البارود برئاسة المستشار شريف كامل عدلي، رئيس المحكمة، وأحمد حسونة عزب، رئيسا، وعضوية المستشارين أدهم محمد سعيد، ومحمد سعيد عبد الحميد، في أولى جلسات محاكمة المتهم بهتك عرض تلميذ دمنهور داخل مدرسة الكرمة، بالسجن المؤبد للمتهم.
وشهدت ساحة المحكمة وجود عشرات المواطنين أمام محكمة جنايات دمنهور، لدعم أسرة الصغير ياسين، خلال محاكمة المتهم بالتعدي على التلميذ داخل إحدى المدارس بدمنهور، قائلين: إحنا جايين ندعم الطفل ياسين، وهو ابننا كلنا.
وأضاف أحد المواطنين أن سبب الوجود هو الدعم ضد الاعتداء على الأطفال والتعدي عليهم وان الحاضرين جاءوا مساندة الصغير ياسين وأسرته خلال أولى جلسات محاكمة المتهم بالتعدي عليه، مرددين: حق ياسين لازم يرجع.
وكشف المستشار مرتضى منصور تفاصيل محاكمة اليوم في قضية الطفل ياسين في واقعة مدرسة البحيرة.
وكتب مرتضي منصور عبر فيسبوك: “الحمد لله إن في مصر قضاء، وقضاء عظيم القضاء المصري هو الذي أخذ حق الطفل ياسين”.
وتابع: “الأم العظيمة رحاب هي التي دافعت عن شرف ابنها ،حكمت منذ قليل محكمة جنايات إيتاي البارود علي المجـ رم العجوز الذي اغتـ صب طفولة الطفل ياسين بالأشغال الشاقة المؤبدة، ليكون عبرة لكل الشـ و اذ من أمثاله”.