قمر مؤقت يعبر السماء.. حدث فلكي نادر
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
في حدث فلكي نادر، سترافق الأرض خلال شهر أكتوبر وأجزاء من نوفمبر صخرة فضائية صغيرة يُطلق عليها "2024 PT5"، لتصبح "قمرًا مؤقتًا" يدور حول الأرض لفترة لا تتجاوز شهرين قبل أن يعود إلى مداره الطبيعي حول الشمس. هذا الكويكب، على الرغم من صغره وضعف لمعانه، يعدّ جزءًا من سلسلة نادرة من الأحداث التي يصفها العلماء بأنها "أقمار مؤقتة".
ما هو 2024 PT5؟
يأتي هذا الكويكب من "حزام أرجونا"، وهو مجموعة من الكويكبات الصغيرة التي تدور حول الشمس في مدارات قريبة من مدار الأرض، حيث تقع على بُعد نحو 150 مليون كيلومتر عن الشمس. غالبًا ما تقترب هذه الأجسام من الأرض بسرعات بطيئة نسبيًا تصل إلى 3540 كيلومتر/ساعة، مما يمنح الأرض فرصة لجذبها مؤقتًا ضمن مجالها الجاذبي. في هذه الحالة، سيتم أسر 2024 PT5 لفترة قصيرة قبل أن يُطلق سراحه مجددًا إلى مداره حول الشمس.
ما الذي يجعل الأقمار المؤقتة مميزة؟
أحداث الأقمار المؤقتة نوعان:
طويلة الأمد: يمكن أن تدور الأجسام حول الأرض لعدة سنوات، مثل 2006 RH120 و2020 CD3.
قصيرة الأمد: تبقى هذه الأقمار العابرة لبضعة أيام أو أسابيع فقط، مثل 1991 VG و2022 NX1، والآن 2024 PT5.
في حالة 2024 PT5، سيبقى هذا الكويكب قريبًا من الأرض لمدة شهرين فقط، دون أن يكمل دورة كاملة حولها. ومن المثير للاهتمام أن هذه الأحداث القصيرة تحدث كل بضع سنوات، لكنها لا تدوم طويلاً بسبب تأثير الجاذبية الشمسية، التي تُخرج هذه الأجسام سريعًا من مدار الأرض.
التحدي في رصد 2024 PT5
رغم أن العلماء يتابعون هذه الكويكبات باستخدام معدات متطورة، إلا أن الهواة سيواجهون صعوبة في رصده. وهو ما وضحه كارلوس دي لا فوينتي ماركوس، أستاذ بجامعة كومبلوتنسي في مدريد، أن 2024 PT5 صغير جدًا وخافت لدرجة أن التلسكوبات العادية أو المناظير غير كافية لرصده. فقط التلسكوبات المتقدمة ذات عدسات قطرها 30 بوصة على الأقل، والمجهزة بكاميرات رقمية، يمكنها اكتشاف هذا الجسم الصغير.
أقرأ أيضاً.. هل أسرت الأرض القمر؟ دراسة جديدة تكشف تفاصيل مذهلة
كيف تحدث هذا الظاهرة؟
يشير العلماء إلى أن جاذبية الأرض يمكنها أحيانًا أسر أجسام صغيرة إذا كانت الطاقة الجيو-مركزية لها سالبة، وهذا يحدث عادة عندما تكون هذه الأجسام قريبة بما يكفي (على بعد 4.5 مليون كيلومتر) وبسرعات منخفضة. في هذه الحالة، يصبح الكويكب "قمرًا مؤقتًا" للأرض، لكن تأثير الجاذبية الشمسية يطرده في النهاية بعد فترة قصيرة.
ما الذي سيحدث بعد انتهاء هذه الفترة؟
بمجرد انتهاء الشهرين، سيغادر 2024 PT5 مدار الأرض، عائدًا إلى مداره الطبيعي حول الشمس ضمن حزام أرجونا. هذا الحزام يتكون من مجموعة من الكويكبات التي تشترك مع الأرض في مسافات متشابهة من الشمس، مما يجعلها قريبة من مدار كوكبنا بشكل متكرر.
أقرأ أيضاً.. المذنب "تسوشينشان-أطلس" يبهر أنظار عشاق الفلك هذا الشهر
اهتمام العلماء بهذه الظواهر
يخطط فريق العلماء، بقيادة كارلوس دي لا فوينتي ماركوس، لإجراء دراسات طيفية وفوتومترية على 2024 PT5، بهدف معرفة المزيد عن تكوينه وطبيعته. هذه البيانات قد تساعد في فهم ديناميكيات الكويكبات القريبة من الأرض بشكل أفضل، وتوفير رؤى أعمق حول كيفية تعامل كوكبنا مع هذه الأجسام العابرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القمر ظاهرة فلكية الفلك السماء هذه الأجسام حول الشمس
إقرأ أيضاً:
طريقة بسيطة للسفر عبر الزمن!
#سواليف
كشف #علماء_الفلك عن حقيقة مذهلة مفادها أن البشر يقومون بشكل منتظم بما يمكن اعتباره شكلاً من أشكال #السفر_عبر_الزمن، وذلك بمجرد النظر إلى #النجوم في السماء ليلاً.
ووفقاً لبيان صادر عن جامعة كورنيل، فإن الضوء المنبعث من #النجوم_البعيدة يستغرق سنوات ضوئية طويلة ليصل إلى الأرض، مما يعني أن ما نراه في السماء اليوم هو في الواقع صورة من الماضي السحيق لتلك الأجرام السماوية.
وأوضح الدكتور مايكل بويل، أستاذ الفلك في جامعة كورنيل، أن “الضوء القادم من أبعد النجوم المرئية بالعين المجردة قد انطلق قبل آلاف السنين، بينما الضوء الذي تلتقطه التلسكوبات الحديثة قد يكون انطلق قبل مليارات السنين”.
مقالات ذات صلةوتشير البيانات الفلكية إلى أن نجم “ذنب الدجاجة” الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة يبعد حوالي 2600 سنة ضوئية، مما يعني أن الضوء الذي نراه اليوم غادر النجم في القرن السادس قبل الميلاد تقريباً. أما نجم “إيتا كاريناي” البعيد 7500 سنة ضوئية، فيظهر لنا كما كان في العصر الحجري الحديث.
ومن أكثر الأمثلة إثارة للدهشة مجرة أندروميدا، التي تبعد 2.5 مليون سنة ضوئية، حيث نراها اليوم كما كانت عندما كان أسلافنا من البشر الأوائل يتطورون على الأرض.
وقد أثار اكتشاف نجم “إيريندل” عام 2022 اهتماماً خاصاً بين علماء الفلك، حيث يبعد هذا النجم حوالي 28 مليار سنة ضوئية، مما يجعله نافذة نادرة على الكون المبكر جداً.
ويؤكد الخبراء أن هذه الظاهرة الفلكية توفر للبشرية وسيلة فريدة لدراسة تاريخ الكون، حيث تعمل السماء الليلية كآلة زمن طبيعية تتيح لنا رؤية الماضي البعيد دون الحاجة إلى أي تقنيات متقدمة.
ويضيف العلماء أن التطور المستمر في تقنيات الرصد الفلكي قد يمكننا في المستقبل من الحصول على صور أكثر دقة للماضي الكوني، مما قد يساعد في كشف العديد من أسرار نشأة الكون وتطوره.