عربي21:
2024-10-05@00:20:23 GMT

تزايد معدلات خروج الاستثمارات المصرية من البلاد

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

تتعدد العوامل الطارئة للاستثمار في مصر بداية من نقص الدولار، وصعوبة استيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، وصعوبات إخراج الأرباح إلى المقار الرئيسية للشركات الأجنبية، وارتفاع أسعار الفائدة بمعدلات تفوق مثيلتها في البلاد الأخرى، مما يزيد من تكلفة الإنتاج ويقلل من تنافسية منتجات الشركات المقترضة في الداخل والخارج.



كذلك ارتفاع معدلات التضخم لمعدلات غير مسبوقة منذ 37 عاما، مما قلل القوى الشرائية وأثر سلبيا على المبيعات، وانخفاض التصنيف الائتماني لمصر بما يزيد من تكلفة الاقتراض الخارجي، ويزيد من اشتراطات الموردين الخارجيين لمستلزمات الإنتاج، ووجود سوقين للصرف مما يصعّب عملية التسعير لاستقدام مستلزمات الإنتاج من الموردين، ويعطل إمكانية إبرام عقود طويلة الأجل معهم لتوريد تلك المستلزمات، إلى جانب العديد من المشاكل المزمنة؛ مثل كثرة حوادث الطرق والبيروقراطية، وصعوبات الحصول على الأراضي، وطول فترات التقاضي إلى جانب ضعف استقلالية القضاء، وعدم استقرار التشريعات وتعدد صور الجباية المستمرة بما يصعّب إجراء دراسات جدوى دقيقة لتكلفة المشروعات، وتأخر سداد مستحقات الشركات لدى الحكومة سواء الشركات المحلية أو الأجنبية خاصة العاملة بمجال النفط والغاز الطبيعي.

14 مليار دولار لخروج الاستثمارات العام الماضي

الأمر المستجد هو زيادة معدلات خروج الاستثمارات المصرية من قبل المستثمرين المحليين إلى دول أخرى خاصة السعودية في الشهور الأخيرة
والنتيجة إعلان العديد من الشركات العربية والأجنبية توقف استثماراتها بمصر مؤقتا، حتى يتم حل مشكلة ازدواجية سعر الصرف ونقص الدولار، وقيام شركات أخرى أجنبية بإخراج استثماراتها من مصر، إلا أن الأمر المستجد هو زيادة معدلات خروج الاستثمارات المصرية من قبل المستثمرين المحليين إلى دول أخرى خاصة السعودية في الشهور الأخيرة.

فقد أعلنت شركة تبريد الإماراتية الشهر الماضي تعليق استثماراتها بمصر، بسبب حالة عدم اليقين بشأن سعر صرف الجنيه المصري. وكانت الشركة المتحدة للإلكترونيات (أكسترا) السعودية قد أعلنت في أيار/ مايو الماضي عن وقف خططها التوسعية بمصر، وفي نفس الشهر أعلت شركة الدار العقارية الإماراتية تأجيل توسعاتها بمصر لحين استقرار الأوضاع.

كذلك أعلن رجل الأعمال سميح ساويرس عدم قيام شركة أوراسكوم للتنمية القابضة، باستثمارات جديدة بمصر في ظل حالة عدم اليقين بشأن سعر الصرف، كما أعلنت شركة ألكترولكس السويدية المتخصصة في صناعة الأجهزة المنزلية الشهر الماضي، بيع علامتها التجارية ومصانعها بمصر والتي يعمل فيها 2100 عامل.

وكانت بيانات البنك المركزي المصري قد أشارت إلى خروج استثمارات أجنبية مباشرة من مصر في العام الماضي، بقيمة 13 مليارا و663 مليون دولار، وكان نصيب الدول العربية من تلك الاستثمارات الخارجة 1.723 مليار دولار إلى الإمارات، و214 مليون دولار للكويت، و184 مليون دولار إلى السعودية، و121 مليون دولار لقطر، و96 مليون دولار للبحرين، و32 مليون لتونس، و12 مليون دولار للأردن.

إلا أنه خلال شهور العام الحالي قد زاد نصيب السعودية من تلك الاستثمارات المصرية الخارجة، في مجالات الدواء والعقار والخدمات المالية والصناعة والاستشارات. ففي مجال الدواء تقوم شركة فاركو بشراكة مع العجلان السعودية لإقامة مدينة الأدوية في المدينة المنورة، وتتجه شركة إيفا فارما للأدوية لإنشاء مجمع صناعي للأبحاث وإنتاج الأدوية في منطقة سدير في المملكة، وأعلنت الشركة السعودية المصرية للمختبرات الطبية (سلك) عن شراكة مع شركة سعودية، لتأسيس شركة لإنشاء سلسلة معامل للتحاليل الطبية في المملكة.

خروج شركات أدوية وعقار وصناعة

وفي مجال الصناعة بدأت شركو بيراميدز للإطارات إنشاء مجمع صناعي لصناعة الإطارات في المملكة، وأعلنت شركة السويدي إلكتريك قيامها حاليا بإنشاء مصنع لإنتاج الكابلات والأدوات الكهربائية في المملكة.

كان رد فعل الحكومة المصرية إزاء تلك التطورات بخروج رؤوس الأموال المصرية، هو الإعلان عن تفعيل ما ورد بقانون الاستثمار الصادر عام 2017، بشأن إصدار موافقة واحدة للمشروعات تحت مسمى الرخصة الذهبية، لكنه لم يصدر منها سوى 18 موافقة خلال أكثر من عام، وتفعيل بعض الحوافز التي وردت بقانون الاستثمار والتي تعطل تفعيلها طوال السنوات الماضية
وفي مجال التشييد وقّعت شركة تكوير مصر العقارية عقد شراكة مع مجموعة نايف الراجحي الاستثمارية السعودية، لإنشاء شركة مشتركة في مجال التشييد والبناء والاستثمار العقاري في المملكة. وقال رجل الأعمال سميح ساويرس إنه يخطط لإنشاء منتجع على غرار منتجع الجونة الموجود في الغردقة؛ في السعودية مع مستثمرين من القطاع الخاص السعودي، وأشارت شركة ريدكون للتعمير إلى افتتاح فرع لها في المملكة لمباشرة نفس النشاط هناك.

وفي مجال الطاقة تعتزم شركة طاقة عربية التابعة لمجموعة القلعة العمل في السعودية، من خلال شراكة مع الشركة السعودية للغاز للعمل بقطاعي توزيع الغاز الطبيعي والمقاولات.

وفي مجال الخدمات المالية تنوى شركة فوري للمدفوعات الإلكترونية التوسع في السعودية، كما جهزت شركة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية فرعا لها في السعودية، كما تجهز مجموعة راية القابضة للاستثمارات المالية لدخول مجال التمويل الاستهلاكي بالسعودية، إضافة لافتتاح راية لخدمات مراكز الاتصالات مقرها الثالث في المملكة، كما تعتزم مجموعة ثاندر القابضة والعاملة بمجال الوساطة بالأوراق المالية إنشاء شركة تابعة لها في السعودية.

وفي مجال الاستشارات تفتتح شركة معتوق بسيوني والحناوى للاستشارات القانونية مكتبا لها بالرياض، كما أعلنت شركات ناشئة بمجال الاتصالات والتكنولوجيا اتجاهها للعمل في المملكة.

العوائق أكبر من رئيس هيئة الاستثمار

ولم يقتصر الأمر على السعودية، فها هي شركة مصر المتحدة للاستزراع السمكي (إيفرجرين) تتجه لإنشاء مزرعة سمكية متكاملة في زنجبار بتنزانيا باستثمارات 90 مليون دولار، كما أعلنت شركة مباشر كابيتال هولدنج مصر عن اتجاهها للتوسع في البحرين، وذكرت شركة إيفال لصناعة الدواء ومستحضرات التجميل إنشاء مصنع جديد لها في نيجيريا، وإعلان شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة اعتزامها العمل في قطاعي الطاقة المتجددة والضيافة في أوزبكستان.

العوائق الأساسية في مناخ الاستثمار المصري أكبر مما تقوم به هيئة الاستثمار، فحالة الغموض التي لفّت القبض على عدد من رجال الأعمال واحتجازهم دون محاكمة لشهور طويلة، تخيف أي رجل أعمال من تكرار ذلك معه، حيث لا توجد أية ضمانات ولا حتى مجرد مناشدة للإفراج من قبل جمعيات رجال الأعمال أو اتحاد الصناعات، خشية أن يتكرر ذلك مع قيادات تلك المنظمات للأعمال
وكان رد فعل الحكومة المصرية إزاء تلك التطورات بخروج رؤوس الأموال المصرية، هو الإعلان عن تفعيل ما ورد بقانون الاستثمار الصادر عام 2017، بشأن إصدار موافقة واحدة للمشروعات تحت مسمى الرخصة الذهبية، لكنه لم يصدر منها سوى 18 موافقة خلال أكثر من عام، وتفعيل بعض الحوافز التي وردت بقانون الاستثمار والتي تعطل تفعيلها طوال السنوات الماضية، وقرب صدور منصة إلكترونية لتأسيس الشركات، وتقليل بعض الأوراق المطلوبة لتأسيس الشركات.

لكن العوائق الأساسية في مناخ الاستثمار المصري أكبر مما تقوم به هيئة الاستثمار، فحالة الغموض التي لفّت القبض على عدد من رجال الأعمال واحتجازهم دون محاكمة لشهور طويلة، تخيف أي رجل أعمال من تكرار ذلك معه، حيث لا توجد أية ضمانات ولا حتى مجرد مناشدة للإفراج من قبل جمعيات رجال الأعمال أو اتحاد الصناعات، خشية أن يتكرر ذلك مع قيادات تلك المنظمات للأعمال. كذلك فإن تأخر الموافقات على تأسيس الشركات بسبب تأخر الموافقة الأمنية هو أمر أكبر من رئيس هيئة الاستثمار، كما أن المشاكل تزيد ولا تتجه للتناقص، وها هي مشكلة انقطاع الكهرباء تضيف معوقا رئيسيا يؤثر على الإنتاج وعلى جهات توزيع منتجات الشركات.

وكذلك مشكلة نقص الدولار وحالة عدم اليقين بشأنها وعدم معرفة توقيت حلها كمشكلة رئيسية، تقل الآمال بحلها في ضوء تراجع الصادرات والتحويلات والاستثمار، لتصبح أكبر من إمكانات رئيس الحكومة نفسه بل ومن رئيس البلاد، في ضوء غموض الموقف من توقيت اجراء المراجعة الأولى لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي تم إبرامه مع صندوق النقد الدولي في العام الماضي، وبالتالي فإن المعوقات الأساسية للاستثمار ما زالت مهيمنة على المشهد ودافعة للاتجاه للاستثمار خارج البلاد.

twitter.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر الشركات الاستثمارات الاقتصادي مصر اقتصاد استثمار شركات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاستثمارات المصریة هیئة الاستثمار رجال الأعمال ملیون دولار فی السعودیة فی المملکة أعلنت شرکة وفی مجال فی مجال ذلک مع من قبل لها فی

إقرأ أيضاً:

وزارة الاستثمار تدعم الاستثمارات الإماراتية في مشروع رأس الحكمة بمصر

أعلنت وزارة الاستثمار أمس دعمها تطوير مشروع رأس الحكمة ومشاركة الشركات الإماراتية في تطويره، حيث يعد هذا المشروع واحداً من أكثر مشاريع المدن الساحلية طموحاً في جمهورية مصر العربية.
وحظي مشروع رأس الحكمة الذى يقع على بعد حوالي 350 كيلومتراً شمال غرب القاهرة باهتمام واسع من المستثمرين الإماراتيين في ضوء الإمكانات الكبيرة التي سيتمتع بها كمركز مالي، ومنطقة حرة، ووجهة سياحية فاخرة.
ولعبت وزارة الاستثمار دوراً أساسياً في تبسيط إجراءات وأطر الاستثمار، وتحديد الفرص الرئيسية المتاحة أمام الشركات الإماراتية للمشاركة في هذه المبادرة الاستراتيجية حيث ستتولى شركة مُدن القابضة، المطور الرئيسي لمشروع رأس الحكمة، إدارة المشروع بالتعاون مع شركاء بارزين من جمهورية مصر ودولة الإمارات والمجتمع الدولي.
ومع توقيع العديد من مذكرات التفاهم - بما في ذلك مع مطارات أبوظبي، وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، وبرجيل القابضة - ستواصل وزارة الاستثمار تسهيل التعاون في المستقبل بما يضمن بقاء الشركات الإماراتية مساهماً رئيسياً في المشروع.
وبهذه المناسبة، قال محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار: «يعكس مشروع رأس الحكمة التعاون الاقتصادي المتنامي بين الإمارات ومصر. وقد حرصت وزارة الاستثمار على خلق بيئة استثمارية مواتية لدعم مساهمة الشركات الإماراتية في تنمية مصر وحفز فرص النمو الاقتصادي طويل الأمد والازدهار المشترك».
ومن المتوقع أن يصبح مشروع رأس الحكمة محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي في مصر، حيث سيساهم بنحو 25 مليار دولار أمريكي سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي الوطني بحلول عام 2045، ومن المتوقع أن يستقطب خلال مرحلة التطوير استثمارات ضخمة تصل قيمتها إلى 110 مليارات دولارأمريكي.
ويجسّد استثمار دولة الإمارات في هذا المشروع الرؤية المشتركة بين البلدين لتعزيز التنمية الحضرية المستدامة والازدهار الإقليمي والتعاون الاقتصادي فيما يتوقع أن يصبح هذا المشروع الضخم محركاً رئيسياً لقطاع السياحة والنمو الاقتصادي في مصر، وستواصل وزارة الاستثمار في دولة الإمارات لعب دور محوري في توجيه وتعزيز الاستثمارات الإماراتية عبر مختلف القطاعات.
(وام)

مقالات مشابهة

  • عضو «المصرية للاقتصاد السياسي»: رأس الحكمة ستتحول إلى مدينة سياحية عالمية
  • وزارة الاستثمار تدعم الاستثمارات الإماراتية في مشروع رأس الحكمة بمصر
  • وزارة الاستثمار تدعم الاستثمارات الإماراتية في مشروع رأس الحكمة في مصر
  • وزارة الاستثمار تدعم مشاركة الشركات الإماراتية في مشروع رأس الحكمة بمصر
  • لماذا رفعت الحكومة المصرية مبلغ شراء القمح من المزارعين لأعلى سعر في تاريخ البلاد؟
  • هيئة الدواء تستقبل وفد مجلس التجارة والاستثمار السويدي ومجموعة من ممثلي الشركات
  • كاسبرسكي: تزايد قوائم استغلال ثغرات اليوم صفر الأمنية على الإنترنت المظلم
  • 420 مليون دولار استثمارات "شل" و"بتروناس" لتنمية حقول بغرب الدلتا المصرية
  • المستوردين: مصر تستحوذ علي 75.8% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لشمال إفريقيا
  • 24 مليار دولار حجم الاستثمارات في منطقة الكوميسا خلال عام 2024