تذبذبت الأسهم الصينية في جلسة متقلبة بعد أن خيبت إحاطة وزارة المالية في نهاية الأسبوع الآمال لدى المستثمرين، كما عزز انخفاض أسعار المنتجين المخاوف بشأن الاقتصاد.

تأرجحت الأسهم في البر الرئيسي بين المكاسب والخسائر، بينما انخفضت أسهم هونغ كونغ جنباً إلى جنب مع العقود الآجلة للأسهم الأميركية. وضعف اليوان الصيني مقابل الدولار الأميركي، وكذلك الدولار الأسترالي والنيوزيلندي.

وانخفض النفط بعد أن افتقرت إحاطة الصين إلى حوافز جديدة لتعزيز الاستهلاك في أكبر مستورد.

وفي حين تعهد وزير المالية الصيني لان فو آن بمزيد من الدعم لقطاع العقارات في إحاطة نهاية الأسبوع التي كان يترقبها السوق بشدة، إلا أنه لم يقدم رقماً رئيسياً للتحفيز النقدي، مما خيب آمال بعض المستثمرين. يتحول التركيز الآن إلى الإحاطة الرئيسية التالية في الأسابيع المقبلة من قبل البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب الشيوعي والذي يشرف على الميزانية - للحصول على تفاصيل الدعم.

وقال كارلوس كازانوفا، الخبير الاقتصادي الآسيوي الكبير في بنك "يونيون بانكير بريفيه إس إيه": "يتعين على المستثمرين بالتأكيد أن يتحلوا بقدر أعظم من الصبر عندما يتعلق الأمر بحجم حزمة التحفيز المالي. وأعتقد أننا سنحصل على بعض الأرقام ربما قبل نهاية الشهر"، ولكن من غير المرجح أن يتخذ المسؤولون في بكين كل الإجراءات اللازمة لإنقاذ الاقتصاد.

كان سوق السندات في آسيا مغلقاً بسبب عطلة في اليابان.
قبل إحاطة نهاية الأسبوع، كان مديرو الأموال ينتظرون المزيد من التدابير المالية للمساعدة في دعم الارتفاع الذي أشعلته حملة التحفيز التي أطلقتها السلطات في أواخر سبتمبر. كان المستثمرون والمحللون الذين استطلعت آراءهم بلومبرغ يتوقعون إعلان الصين لما يصل إلى تريليونَي يوان (283 مليار دولار) من التحفيز المالي الجديد يوم السبت، بما في ذلك الإعانات المحتملة وقسائم الاستهلاك والدعم المالي للأسر التي لديها أطفال.

سجل مؤشر "سي إس آي 300" (CSI 300)، وهو مؤشر مرجعي للأسهم الصينية، أكبر خسارة أسبوعية له منذ أواخر يوليو يوم الجمعة، في حين انخفض الدولار الأسترالي والنيوزيلندي - وكلاء لمشاعر الصين بين عملات الأسواق المتقدمة - لمدة أسبوعين متتاليين.

كتب إيرين شين، الخبير الاقتصادي بالشأن الصيني في "إتش إس بي سي هولدنغز" (HSBC Holdings)، في مذكرة: "أشارت بكين إلى مزيد من الإلحاح والعزم على تحقيق أهداف النمو السنوية من خلال سلسلة من التدابير السياسية في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من أنه من المرجح أن يكون هناك المزيد من الحزم المالية الأكثر واقعية.. من المرجح أن يكون هناك المزيد من الدعم المالي في الطريق، مع حزمة بتريليونات الرنمينبي، ومن المقرر عقد الاجتماعات الرئيسية المقبلة في وقت لاحق من هذا الشهر."

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العقود الآجلة البرلمان دولار الصين النفط الدولار العقارات قطاع العقارات الخبير الاقتصادي العقود بنك الدولار سوق السندات اسواق الأسهم اليوان الصيني

إقرأ أيضاً:

الانتصار العسكري .. بداية أم نهاية؟!

مناظير السبت 12 اكتوبر، 2024

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* يجب ان يفهم الجميع أن الإنتصار العسكري لأي طرف في الحرب الدائرة في السودان الآن، لا يعني نهاية الحرب وانما بدايتها، لأنها ليست حربا بين فرقتين أو جيشين عاديين يقضي المنتصر على المهزوم ويدحره الى الابد، وإنما حرب (مكونات مجتمعية) انتصار أى منهما على الآخر يعني بداية العداء الحقيقي بينهما وليس العكس، كما يفهم الذين يهللون للحرب ويُحرضون عليها.

* صحيح قد تسكت البنادق فترة من الوقت إذا انتصر طرف على الآخر عسكريا، ولكنها يمكن أن تنطلق في أي وقت من الأوقات بسبب ما يشعر به المهزوم من ظلم وعار، أو الغرور الذي يشعر به المنتصر. ويحدثنا التاريخ عن الكثير من التجارب الإنسانية التي إنتصرت فيها فئة ثم عادت وانهزمت، وحتى لو لم يحدث ذلك ستظل حالة العداء والخصومة والثأر وانعدام الأمان قائمة بين الفئتين، الى ان تحين الفرصة لاندلاع الحرب من جديد، وهكذا تستمر دوامة العنف، والحل الوحيد لكى تتوقف هو التصالح والسلام على أسس مقبولة للجميع.

* ولا يختلف الأمر كثير في الحرب الدائرة الآن في السودان التي تكاد تتحول، او تحولت بالفعل، الى حرب (مجتمعية) أو لنطلق عليها إسمها الحقيقيي (حرب أهليه) مهما أنكر البعض ذلك، أو تلاعبوا بالالفاظ والعبارات لإنكار طبيعتها، ولقد ذكرها قائد مليشيا الدعم السريع صراحة في خطابه الأخير عندما أشار الى الاصطفاف القبلي في الجانب الآخر، ووعد بدوره بتجنيد مليون جندي لخوض الحرب في المرحلة القادمة، ورغم أنه لم يذكر مصدر جنوده ومن أين سيأتي بهم، إلا أن المصدر معروف للجميع!

* كما تحدث في غبنٍ واضح عن قصف الجيش للمدنيين في مناطق معينة (دارفور) وقتلهم، بذريعة قصف قوات الدعم السريع، بينما يمتنع عن قصف مناطق أخرى رغم احتلالها بواسطة قوات الدعم السريع لانتماء سكانها مجتمعيا للجيش، قاصدا بذلك انحياز الجيش لمكونات مجتمعية معينة من الشعب مما يعني ان الحرب صارت اهلية .. وأذكر هنا فتوى الشيخ (عبدالحى يوسف) قبل بضعة أسابيع التي أجاز فيها قتل المدنيين في الحرب (حواض الدعم السريع) للقضاء على مليشيا الدعم السريع.

* باختصار شديد صارت الحرب الآن أهلية، أو دعونا نطلق عليها (مجتمعية)، وهذه لا حل لها بانتصار عسكري حتى لو كان ساحقا، كما يدعو ويحرِّض البعض، فالإنتصار الساحق قد يُسكت البندقية بعض الوقت ولكنها تظل جاهزة للإنطلاق في أي وقت ولأبسط الأسباب ما دام الظلم والحقد والإحساس بالعار مخيما في النفوس، خاصة في مجتمعات بدوية قبلية لا تقبل بالهزيمة وتعتبرها عارا لا يمحوه إلا الدم، وهى مجتمعات ضخمة يصل تعدادها الى أكثر من 6 مليون وتحتل معظم غرب السودان بما في ذلك اجزاء من كردفان كما انها تنتشر في معظم بقاع السودان، فضلا عن مثقفيهم ومتعلميهم وأفرادهم الذين اختلطوا بغيرهم من المكونات الاجتماعية الأخرى ولهم اسهامات كبيرة في تاريخ السودان لا يمكن لأحد أن يجادل أو يحاجج فيها، بالاضافة الى انهم يمثلون نسبة لا يستهان بها من السودانيين في الخارج، وينطبق نفس الشئ على المكونات المجتمعية الأخرى سواء في الوسط أو الشمال أو الشرق أو الجنوب، فكلها مكونات مجتمعية سودانية لا يمكن لإنتصار أى مكون منها عسكريا سحق ودحر الآخر، بل العكس تماما وهو إستمرار الحرب وانعدام الأمن والاستقرار والسلام والتدحرج الى الوراء!

* كما يحدثنا التاريخ السوداني القريب جدا عن عدم انتهاء أى حرب بانتصار عسكري للجيش على المتمردين في أى منطقة في السودان، مهما قلَّ عددهم وضَعُف تسليحهم، لانتمائهم لمكونات اجتماعية معينة لا يمكن التعامل معها كفرقة متمردة ودحرها ومحوها من تاريخ وجغرافيا السودان، ولا مناص سوى السلام وتحقيق العدالة الاجتماعية للوصول الى حل.  

مقالات مشابهة

  • وزيرة المالية: الأتمتة تلعب دورا حيويا في الحد من الفساد وتقليص الفاقد المالي
  • أسهم أوروبا تتأرجح وسط خيبة أمل من خطط التحفيز الصينية
  • أسواق الأسهم الآسيوية ترتفع بفضل إشارات دعم الاقتصاد الصيني
  • تأرجح الأسهم الآسيوية في التعاملات المبكرة اليوم.. السبب
  • "طيبة التكنولوجية" تُنظّم ندوات حول الشمول المالي وريادة الأعمال حتى نهاية أكتوبر
  • بالصور.. "طيبة التكنولوجية" تُنظّم ندوات حول الشمول المالي وريادة الأعمال حتى نهاية أكتوبر
  • ارتفاع الأسهم الصينية بعد عطلة الأسبوع الذهبي بفضل إجراءات التحفيز الاقتصادي
  • 50 حالة مخالفة وتلاعب فى الأسهم أمام الرقابة المالية
  • الانتصار العسكري .. بداية أم نهاية؟!