الحرة:
2024-10-14@21:21:53 GMT

بعد اتهامات حميدتي.. ما الدور المصري في السودان؟

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

بعد اتهامات حميدتي.. ما الدور المصري في السودان؟

سلطت تصريحات لقوات الدعم السريع السودانية عن مصر الضوء مجددا على الدور المصري في السودان، حيث يدور صراع بين جنرالين متحاربين منذ عام ونصف، أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين.

ووجهت قوات الدعم السريع في السودان تحذيرا شديد اللهجة إلى القاهرة، وكشفت لأول مرة عن وجود "أسرى مصريين" لديها حاليا، قالت إنهم شاركوا إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية.

خطاب "خطير" ثم بيان حاد.. لماذا انفجر غضب حميدتي من مصر فجأة؟ وجهت قوات الدعم السريع في السودان تحذيرا شديد اللهجة لمصر، وكشفت لأول مرة عن وجود أسرى مصريين لديها حاليا، قالت إنهم شاركوا إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية.

وقال البيان إن "مصر الرسمية، لم تعدّل موقفها المنحاز إلى المؤسسات والأنظمة العسكرية عموماً، وأوقعها التناقض في احتضان الجيش السوداني المختطف كلياً لجماعة "الإخوان المسلمين" في السودان".

ظلت قوات الدعم السريع، أكثر تحفظاً وصمتاً عن إبداء رأيها علانية إزاء كثير من المواقف المصرية المتصلة بالشأن السوداني منذ أوقات سابقة للحرب الحالية، وقطعاً لم يكن صمتنا إلا حرصاً منا على خصوصية العلاقة التي تربط شعبي البلدين، لكن (مصر الرسمية)، لم تعدّل موقفها المنحاز إلى المؤسسات… pic.twitter.com/4gnEhgnqoa

— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) October 11, 2024

وجاء في البيان: "لم تتوقف الحكومة المصرية أبدا عن تقديم الدعم العسكري للجيش من سلاح وذخائر وقنابل الطائرات والتدريب إلى جانب الدعم الفني والسياسي والدبلوماسي والإعلامي".

 ولدى مصر والسودان علاقات تاريخية امتدت عبر فترات مختلفة. 

وقبيل اندلاع الحرب بين قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أجرى البلدان تديبات مشتركة ونسقا مواقفها إزاء ملف سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا، المجاورة، على نهر النيل.

وفي نوفمبر 2020، أكد مصدر عسكري سوداني إجراء كل من مصر والسودان مناورات عسكرية جوية تحت اسم "أسود النيل 1". وقال المصدر لموقع الحرة، آنذاك، إن قاعدة الفريق عوض خلف الله الجوية القريبة من قاعدة مروي الجوية، ستشهد المناورات الجوية المشتركة.

وكان لدى الجيش المصري قوات في قاعدة مروي الشمالية، لدى اندلاع الحرب بين حميدتي والبرهان.

وفي مارس 2021، أعلن الجيش المصري أن قوات سودانية ومصرية نفذت سلسلة من التدريبات العسكرية، وذلك في إطار المناورات لمشتركة "نسور النيل- 2"، في وقت شهدت العلاقات بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم توترا على خلفية قضية سد النهضة.

وفي أبريل 2023، ظهرت بوادر الخلاف بين مصر وقوات الدعم السريع، عندما نشرت الأخيرة مقطع فيديو في 15 أبريل يظهر جنودا مصريين معتقلين لديها. وقالت إن "كتيبة من الجيش المصري سلمت نفسها" في مدينة مروي، وسط المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع هناك.

وفي البيان الأخير، قالت قوات الدعم السريع: "لم يكن خافيا أسر قواتنا ضباط وجنود مصريين في قاعدة مروي العسكرية، وسلمتهم لاحقاً للحكومة المصرية عبر الصليب الأحمر الدولي".

وأشار البيان إلى الدور المصري في "الانقلاب على الحكومة المدنية للفترة الانتقالية... وتجلى الموقف المصري الداعم للجيش السوداني عسكرياً في محطات معلومة وشواهد مادية... كانت مصر شريكا أساسياً للحركة الإسلامية و"الجيش المختطف" في إشعال الحرب، حيث جمعت طائراتها في مروي، وكانت ضمن الخطة العسكرية لإشعال الحرب".

واتهمت قوات حميدتي الطيران المصري بقصف معسكرات قوات الدعم السريع، ومنها "مجزرة معسكر كرري". وفي مقطع فيديو، نشر في التاسع من أكتوبر الجاري، اتهم "حميدتي"، في فيديو، الجيش المصري بقصف عناصر الدعم السريع في جبل موية بولاية سنار وسط السودان.

وقال حميدتي: "صمتنا كثيرا على مشاركة الطيران المصري في الحرب كي يتراجعوا، لكنهم تمادوا الآن".

وأشار إلى أنه خلال شهر أغسطس الماضي وصلت طائرات k-8 تابعة للجيش المصري القاعدة الجوية في بورتسودان، "وتشارك الآن في القتال، وآخرها في معركة جبل موية". واتهم الطيران المصري كذلك بـ"قتل مئات المدنيين الأبرياء في دارفور والخرطوم والجزيرة وسنار، ومليط، والكومة، ونيالا، والضعين".

ونفى الجيش السوداني، في سبتمبر الماضي، حصوله على طائرات من نوع K-8 من مصر، مؤكدا امتلاكه أسرابا من هذا الطراز من الطائرات منذ أكثر من 20 عاما.

وقال البيان الأخير لقوات الدعم: "تكشف موقف مصر بشكل أوضح في بيان وزارة خارجيتها الذي وصفت فيه قوات الدعم السريع بالمليشيا وهو دليل أخر يدعم موقفنا تجاه الحكومة المصرية التي لا تقف موقف الحياد حيث لم تستحي من إظهار نواياها الحقيقية تجاه قوات الدعم السريع".

وردا على هذا البيان، قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان إن الجيش المصري لا يشارك في المعارك الدائرة بالسودان، ودعت المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره حميدتي.

وأشارت الخارجية المصرية إلى أن هذه الاتهامات "تأتي في خضم تحركات مصرية حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب الجارية بالسودان".

وأكد البيان أن "مصر حريصة على أمن واستقرار ووحدة السودان أرضا وشعبا، وتشدد على أنها لن تألو جهدا لتوفير كل سبل الدعم للسودان لمواجهة الأضرار الجسيمة الناتجة عن تلك الحرب".

أشرف أبو الهول، مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية، قال لموقع قناة الحرة إن مصر لم تشارك في أي عمليات عسكرية، ولو كانت أرادت ذلك، لفعلته في اللحظة الأولى.

ويشير أبو الهول إلى أن حميدي أشاع أن قواته كانت في طريقها إلى مروي بزعم "وجود احتلال مصري" رغم أن القوات المصرية كانت متواجدة هناك في مهام تدريبية لمساعدة الجيش السوداني في استعادة أراضيه في الفشقة.

وقال أبو الهول: "لم يذكر حميدي الذي كان نائبا للبرهان وشاهدا على اتفاق تدريب القوات المصرية للقوات السودانية أنه سوف ينقلب على البرهان، وسوف يهاجم القوات السودانية في عدة أماكن، بل قال إنه سوف يهاجم القوات المصرية".

ومع ذلك، قال أبو الهول، إن مصر "التزمت الصمت والهدوء ولم تتدخل في هذه الأزمة".

وتقول رويترز إنه رغم قرب مصر من الجيش السوداني وقائده  البرهان، فقد انضمت البلاد إلى جهود الولايات المتحدة والسعودية للتوسط في الصراع.

وشاركت القاهرة في المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية، التي بدأت بعد وقت قصير من اندلاع الحرب، في أبريل 2023، بهدف سد الخلافات بين الطرفين وإنهاء القتال.

وأشار تقرير سابق لهيئة الاستعلامات المصرية (مؤسسة حكومية) إلى أنه في مايو 2023 أعربت مصر عن تطلعها لأن تسفر المحادثات الأولية بين ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جدة، عن وقف شامل ودائم لإطلاق النار، "يحفظ أرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وييسر وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين".

ويقول طاهر المعتصم، المحلل السياسي السوداني، في تصريحات لموقع الحرة، إن التدخل المصري لحل الأزمة بدأ في  يوليو 2023 بدعوة رؤساء دول الجوار إلى عقد قمة، ثم في يوليو 2024 بدعوة القوى المدنية والسياسية السودانية لاجتماع في القاهرة من أجل الخروج باتفاق ينهي الحرب.

وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية إن أي حل سياسي "لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، دون ضغوط خارجية"، مشدداً على أهمية " وحدة الجيش ودوره" في حماية البلاد.

وقالت صحيفة الأهرام حينها إنه "من خلال استضافة المؤتمر، تحاول مصر فتح حوار سياسي بين السودانيين مع التأكيد على أن أي حل يجب أن يكون من داخل السودان دون أي تدخل خارجي".

واستقبلت مصر عشرات آلاف السودانيين على أراضيها، وساعدت في إجلاء الآلاف.

وفي مارس 2024، استقبلت الخارجية المصرية ممثلي لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوي المعنية بالسودان بهدف تعزيز جهود التوصل لحل شامل ومستدام للأزمة في السودان.

واعتبر أبو الهول في تصريحاته لموقع الحرة اتهامات الدعم السريع بأنها تأتي في إطار مساعي حميدتي لتبرير "الإخفاقات" التي منيت بها قواته، بعد "استعادة الجيش السوداني عافيته وتوجيه ضرباته في عدة مناطق تواجد هذه القوات.

وقال أبو الهول: "مصر منذ البداية، اتخذت قرارا بعدم التدخل في الصراع رغم الادعاءات بِشأن مروي وأنها كان يمكن أن تتخذها ذريعة للتدخل بعد الخسائر التي حصلت للقوات المصرية، من بينها إتلاف ثلاث طائرات تدريب".

جوزيف سيغل، خبير الشؤون الأفريقية في "مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية"، في واشنطن، قال لموقع الحرة إن "المصريين لم يتورطوا بشكل مباشر في الحرب".

لكنه يشير إلى بعض التقارير التي تتحدث عن "بعض التمويل المصري للقوات المسلحة السودانية. وعلى وجه التحديد، تزويدها بطائرات من دون طيار للمساعدة في استعادة بعض الزخم".

ويرى سيغل، الذي يراقب التحركات المصرية في أفريقيا، أن اتهامات حميدتي تهدف إلى "تشتيت الانتباه لحصول قواته على دعم مالي ومادي، منذ بداية الصراع من روسيا، عبر تشاد، وجنوب ليبيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى".

وهذا الدعم "كان مستمرا لبعض الوقت وساعد قواته في تحقيق بعض المكاسب".

ولهذا السبب، يحاول حميدتي الآن "تحويل الانتباه عما يحدث فيما يتعلق بمؤيديه الإقليميين والدعم الإقليمي الذي تحصل عليه قواته".

ويرى طاهر المعتصم، المحلل السياسي السوداني، أن قوات الدعم السريع "تبحث عن مشروعية تدخل دول أخرى في شؤون السودان"، مشيرا إلى أنه يبحث حاليا عن دعم بعض الدول مثل إثيوبيا.

ويقول المعتصم إن قوات الدعم ليست لديها أدلة دامغة على مشاركة مصر في عمليات عسكرية لتقدمها.

واتهمت الحكومة السودانية دولة الإمارات بـ"الاستمرار في دعم" قوات الدعم السريع بالذخائر والمركبات القتالية والمسيرات وغيرها، وفق ما قاله وزير الخارجية، حسين عوض، خلال مؤتمر صحفي عقده في بورتسودان، الاثنين.

وأضاف الوزير، وفق ما نقل عنه مراسل الحرة، أن تقارير الأمم المتحدة "أثبتت هبوط 400 رحلة جوية لطائرات تنقل السلاح ومعدات عسكرية إلى مطار أم جرس في شرق تشاد، بالإضافة إلى مطار انجمينا (عاصمة تشاد)".

وسبق أن نفت الإمارات جميع الاتهامات بتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح، وقالت إنها لم ترسل دعما عسكريا لأي من الأطراف المتحاربة في السودان.

وفي يوليو الماضي، قالت البعثة الإماراتية لدى الأمم المتحدة إن الادعاءات التي تشير إلى خلاف ذلك "أكاذيب ومعلومات مضللة، ودعاية ينشرها بعض الممثلين السودانيين".

وزار قائد قوات الدعم السريع إثيوبيا، في ديسمبر الماضي، حيث قال إنه ناقش الحاجة إلى إنهاء سريع للحرب.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الخارجیة المصری الدعم السریع فی الجیش السودانی الجیش المصری لموقع الحرة فی السودان المصری فی أبو الهول فی الحرب إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما تأثيرات قرار الدعم السريع وقف صادرات السودان نحو مصر؟

الخرطوم- صعّدت قيادة قوات الدعم السريع مواقفها تجاه القاهرة، وتبنّت مقاطعة "تجارية" مع مصر، بعرقلة الصادرات السودانية إليها، في حين اعتبر مراقبون أن القرار سياسي وليس له تأثير اقتصادي كبير، وسيرتد سلبا على قطاع من المنتجين السودانيين ومزارعي ولايات غرب السودان.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان 1.4 مليار دولار خلال 2023 مقابل 1.5 مليار دولار خلال 2022، بنسبة انخفاض قدرها 6.4%.

وفي يونيو/حزيران الماضي أفادت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بارتفاع قيمة الصادرات المصرية إلى السودان، مسجلة نحو 980 مليون دولار خلال عام 2023، مقابل 954.3 مليون دولار خلال عام 2022، بنسبة ارتفاع قدرها 2.7%

فيما بلغت قيمة الواردات المصرية من السودان زهاء 387 مليون دولار خلال عام 2023، مقابل 505.4 ملايين دولار خلال عام 2022، بنسبة انخفاض قدرها 23.4%.

وتعزيزا لاتهامات قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" لمصر بقصف قواته بالطيران الحربي، الأمر الذي نفته القاهرة بشدة، حذّر المك أبو شوتال القيادي بقوات الدعم السريع من منطقة النيل الأزرق، في مقطع فيديو، التجارَ في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع من تصدير أي بضائع إلى مصر، وتوعدهم بالمحاسبة وفقا لقرار صادر مما سماه المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع.

ويصدّر السودان إلى مصر سلعا زراعية وحيوانية، تشمل الفول السوداني والسمسم والصمغ العربي والقطن والجمال والأبقار والضأن وغيرها، وهي سلع يُنتَج جزء منها في مناطق للدعم السريع بدارفور وكردفان، بجانب مواقع تعبرها الشاحنات وقوافل الإبل المتجهة إلى مصر.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أصدر المستشار العام لقوات الدعم السريع النذير يونس أحمد قرارا حظَر بموجبه عبور سلع إلى مناطق سيطرة الجيش، تشمل الصمغ، والفول السوداني، وزيت الطعام، والماشية والسمسم، والدخن والذرة، والذهب، والمعادن الأخرى، والكركديه، والأمباز (علف حيوانات)، والبامية المجففة (الويكة).

وحذّر أحمد من أن كل من يخالف ذلك سيعرّض نفسه للمساءلة والحجز ومصادرة السلع المهربة لصالح قوات الدعم السريع.

مراقبون قللوا من قرار قوات الدعم السريع لأن الصادرات السودانية ليس مصدرها مواقع هذه القوات وحدها (الجزيرة) قرار بلا تأثير

أكد مدير قطاع اللحوم بالشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة عمر عوض أن قوات الدعم السريع لا تسيطر على مناطق التصدير، مشيرا إلى أنه جرى توريد شحنة الخميس الماضي، ويجري توريد شحنات جديدة.

وأوضح عوض، في تصريح الأحد، أن المعابر الحدودية تعمل بشكل طبيعي، وتستقبل الصادرات، وليس كما يُشاع أنه تم حظر تصدير الصادرات السودانية إلى مصر.

وأشار إلى استمرار توريد اللحوم السودانية إلى السوق المحلية، وذلك عبر صنادل نهر النيل نتيجة الظروف التي تشهدها دولة السودان.

أما وزير التجارة السوداني السابق الفاتح عبد الله يوسف فقد قلل من قرار الدعم السريع، لأن الصادرات السودانية إلى مصر رغم تراجعها مصدرها ليس مواقع سيطرة الدعم السريع فحسب، بل ولايات أخرى في شرق ووسط وشمال السودان، مشيرا إلى أن حجم الصادرات تراجع بسبب الحرب.

وفي حديث للجزيرة نت يقول يوسف إن قوات الدعم السريع تفرض "إتاوات" كبيرة على أصحاب السلع والمحاصيل الزراعية في الطرق التي تنتشر فيها، خصوصا من كردفان ودارفور، مما يضاعف أسعارها، ويجعلها لا تنافس في الأسواق الخارجية في حال تصديرها، ولذلك يتم تسويق معظمها داخل البلاد.

ويوضح الوزير السابق أن الذهب والماشية هي أكثر الصادرات السودانية بعد الحرب، ويذهب غالبها نحو السعودية، في حين تستورد مصر الإبل والأبقار بجانب حبوب زيتية.

ويشير إلى أن السودان يستورد معظم السلع الغذائية من مصر بسبب تدمير 85% من القطاع الصناعي في البلاد نتيجة الحرب.

عوض:  المعابر الحدودية تعمل بشكل طبيعى وتستقبل الصادرات، وليس كما يشاع أنه تم حظر تصدير الصادرات السودانية إلى مصر

ارتباك في دارفور

وتعطلت حركة النقل والتجارة من إقليم دارفور إلى شمال السودان، الأحد، بعد حظر قوات الدعم السريع عبور بعض السلع إلى مناطق سيطرة الجيش.

فيما فرض مسلحون من قوات الدعم السريع على الطريق بين مدينة الدبة شمالي السودان وولايات دارفور "غرامات" مالية عالية على الشاحنات، مما تسبب في تعطيل حركة النقل وإرباك الأسواق في دارفور.

وتخوف تجار في سوق الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، تحدثت إليهم الجزيرة نت، من تعرضهم لخسائر وكساد السلع لتوقف تسويق المحاصيل الزراعية، التي تنقل إلى منطقة الدبة في شمال السودان قبل ترحيلها إلى ميناء بورتسودان أو إلى مصر للتصدير أو توزيعها داخل البلاد.

حركة النقل والتجارة من إقليم دارفور إلى شمال السودان تعطلت بعد حظر قوات الدعم السريع عبور بعض السلع إلى مناطق سيطرة الجيش (الجزيرة)

من جهته، يقول الخبير الاقتصادي هيثم فتحي إن السودان يصدر إلى مصر سلعا زراعية وحيوانية، أبرزها الفول السوداني، والصمغ العربي والإبل والضأن والأبقار وحب البطيخ وغيرها، وهي سلع تُنتَج في مناطق يسيطر عليها الدعم السريع في ولايات دارفور وكردفان.

وحسب حديث الخبير الاقتصادي للجزيرة نت، فإن مصر منذ إطاحة نظام الرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019، عملت على إيجاد بدائل، فهي تستورد اللحوم من دول أفريقية عدة أخرى مثل جيبوتي والصومال وتشاد، وحسب إحصائية رسمية فإن مصر تستورد من هذه الدول كميات أكبر من تلك المستورَدة من السودان.

ويُفيد الخبير أنه منذ اندلاع الحرب بالبلاد في منتصف أبريل/نيسان 2023 توقف كبار المنتجين للصمغ العربي عن العمل مع تزايد المخاطر، التي تحيط بهم ويتم تهريب المنتج إلى دول الجوار، مما أثر بشكل كبير على الصادرات السودانية وتراوحت الإيرادات بين 100 – 120 مليون دولار سنويا.

وشهدت المنتجات القادمة من غرب السودان تراجعا كبيرا بسبب تردي الأوضاع الأمنية على الطرق، مما أدى لارتفاع تكلفة نقل المواشي من ولايات دارفور وكردفان، مع نهب أعداد منها من كل شاحنة، مما يؤثر على أرباح المصدر السوداني، وفقا للخبير الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • ما تأثيرات قرار الدعم السريع وقف صادرات السودان نحو مصر؟
  • “400 رحلة جوية”.. اتهامات سودانية جديدة للإمارات
  • 400 رحلة جوية.. اتهامات سودانية جديدة للإمارات
  • المفكر والسياسي السوداني عبدالله علي إبراهيم: حميدتي أراد أن يتغدى بالثورة قبل أن تتعشى به والحديث عن دولة 56 مكاء وتصدية
  • «حميدتي» يحظر صادرات السودان إلى مصر «قوات الدعم السريع» توعدت التجار المخالفين
  • انزعاج في الأوساط المصرية من تهديدات الدعم السريع ومصادر تؤكد لـ(المحقق) لكل حادثة حديث
  • الدعم السريع تكشف عن أسرى مصريين بطرفها وتفصح عن معلومات خطيرة تجاه مصر والتسليح والقتال مع الجيش السوداني
  • قوات الدعم السريع: ضبطنا مصريين شاركوا إلى جانب الجيش في الحرب الحالية، وهم أسرى لدينا الان
  • قالت إنهم يقاتلون مع الجيش السوداني .. الدعم السريع تكشف عن أسرى مصريين بطرفها