جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@20:49:27 GMT

الإعلام وكفتا الميزان

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

الإعلام وكفتا الميزان

 

محمد بن عيسى البلوشي

في خضم الأحداث المتسارعة والمتغيرات الجارفة التي يعيشها عالم اليوم، يبرز أمامنا مشهد يتأرجح بين الجدية واللامسؤولية، بين القضايا الكبرى التي تهم مصير الشعوب ومستقبل أوطانها، والقضايا الثانوية التي لا تلامس الواقع بقدر ما تثير الضحك والسخرية والهرج والمرج.

وبينما نمر بجولاتنا الإعلامية عبر القنوات العربية المختلفة، نجد أنفسنا أحيانًا أمام مشهدٍ مؤسف؛ حيث يتحول موضوع هامشي مثل أصل اللوز (البيذام) وما إذا كان من الفواكه أو الخضراوات إلى محور حديث ونقاش مُكثف بين المستمعين لتلك البرامج، وكأنَّ هذا الموضوع يمثل جوهر الهم العربي وحقيقة تطلعات الأمة.

إنَّ هذا الإفلاس في بعض وسائلنا الإعلامية العربية يعكس أزمة أعمق، أزمة في المحتوى وأزمة في المسؤولية، حيث بات من السهل على بعض المشتغلين ملء الفراغ بموضوعات لا تحمل أي قيمة حقيقية، فقط لأنها قد تثير اهتمام الجمهور بشكل عابر أو تحقق تفاعلًا على منصات التواصل الاجتماعي. إن مثل هذه القضايا السطحية تساهم في إبعاد الإعلام العربي عن دوره الحقيقي الذي يجب أن يكون عليه في صناعة الفكر وإثراء النقاش وتقديم ما يخدم الإنسان العربي وينمي عقله ويثري ثقافته.

لا يقتصر الأمر على البرامج؛ بل يمتد إلى ما يُعرض على شاشاتنا العربية من مسلسلات وأفلام بعيدة كل البعد عن واقعنا وثقافتنا، تروج لمظاهر سطحية وكلمات بذيئة وصور غير لائقة، وكأن الإعلام قرر أن يعكس صورة مشوهة عن أنفسنا. هذا ليس الإعلام الذي نطمح إليه، وليست الرسالة التي يجب أن تصل إلى المواطن العربي الذي يتوق إلى تنمية فكرة والاستقرار الاجتماعي في ظل وطن دافء.

إن النقاش حول "اللوز" وما إذا كانت من الفواكه أو الخضراوات ليس سوى تجسيد لحالة من الهروب من الواقع، ومن القضايا الحقيقية التي يجب أن يتناولها الإعلام العربي، في مسعى لتنمية الفكر الإنساني وتعزز المواطنة.

إن المسؤولين عن الإعلام في عالمنا العربي مطالبون اليوم بإعادة النظر في سياساتهم الإعلامية، والعمل على حوكمة الأنشطة الإعلامية بمهنية عالية، وخصوصا في مجال الإعلام الإلكتروني، بحيث يتم التركيز على المحتوى الذي يخدم المواطن ويعزز وعيه وارتباطه بوطنه ومجتمعة، وأيضًا من التكامل العربي الذي تنشده الشعوب بكل محبة وتقدير.

التغيرات الكبرى التي يشهدها العالم في مجال الإعلام يجب أن تدفعنا نحو نهضة إعلامية متجددة، تقوم على أساس المحافظة على العقول العربية وتوجيهها نحو رفعة وتطور أوطانها. هذه النهضة لن تتحقق إلا بتحمل الجهات المختصة لمسؤولياتها في تمكين الرسالة الإعلامية الهادفة، رسالة تقوم على القيم والمبادئ التي تُعلي من شأن الإنسان وتدفعه نحو تقدم وازدهار وطنة ومجتمعة، وتعزز من نتاج التعاون العربي.

في الختام، علينا أن نتذكر أن الإعلام ليس مجرد أداة للتسلية أو تمرير الوقت، بل هو سلاح ذو حدين، يمكنه أن يبني أو يهدم، يمكنه أن يرتقي بالشعوب أو يغرقها في أمور لا فائدة منها. إن الرسالة الإعلامية الحقيقية هي تلك التي تلامس الواقع وتثري الفكر الإنساني، تتناول المواضيع التي تنمي الإنسان، وتساهم في بناء مستقبل أفضل لهم ولأوطانهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الاتحاد العربي للجولف يطلق سلسلة بطولات الجولف العربية (AGS)

الرياض – محمد الجليحي
أعلن الاتحاد العربي للجولف (AGF) عن إطلاق سلسلة بطولات الجولف العربية (AGS)، وهي جدول موحد للبطولات في المنطقة، يتضمن نظام تصنيف رسمي ومستقل. تهدف هذه المبادرة إلى إحداث نقلة نوعية في رياضة الجولف بالعالم العربي من خلال تعزيز المنافسة، واكتشاف ورعاية المواهب الناشئة، وتوفير مسار واضح للاعبي الجولف العرب من مختلف المستويات للوصول إلى الاحترافية.

وانطلقت سلسلة بطولات الجولف العربية (AGS) رسميًا مع أولى جولاتها في بطولة قطر المفتوحة التي أقيمت في نادي الدوحة للجولف مؤخرا، حيث تقدم جدولًا جديدًا من البطولات التي تعتمد على البطولات المفتوحة للهواة التي تنظمها الاتحادات الأعضاء في الاتحاد العربي للجولف. سيتم تنفيذ السلسلة عبر بطولات الرجال في المنطقة، ثم ستتوسع لتشمل منافسات السيدات والناشئين. ومن خلال العمل الوثيق مع 17 اتحادًا وطنيًا، سيتم تنفيذ السلسلة الجديدة خلال عام 2025 لدعم نمو رياضة الجولف في المنطقة وتعزيز حضور اللاعبين العرب على الساحة العالمية.وسيقدم نظام التصنيف الجديد ضمن هيكلًا منظمًا يكافئ الأداء ويمنح لاعبي الجولف العرب مسارًا واضحًا للتقدم إلى أعلى المستويات. من خلال كسب النقاط التصنيفية، سيتمكن اللاعبون من الاستفادة من نجاحاتهم للتأهل للبطولات الاحترافية، مما يفتح أمامهم فرصًا جديدة للمشاركة في البطولات النخبوية.

وسيتبع نظام التصنيف آلية منظمة تعتمد على النقاط وفقًا لأفضل الممارسات العالمية. وسيتم أخذ عوامل مثل قوة المنافسة، وعدد اللاعبين، ومتوسط نتائج البطولة في الاعتبار عند حساب النقاط التصنيفية لكل حدث، لضمان تقييم أداء اللاعبين بشكل عادل ومساهمتهم في ترتيبهم العام.
إلى جانب الفرص التنافسية التي سيوفرها هذا النظام، فإن زيادة مشاركة لاعبي الجولف العرب في البطولات الكبرى ستتيح لهم أيضًا فرصة الوصول إلى المنح الدراسية من خلال البرامج الموسعة للاتحاد العربي للجولف.
وكانت بطولة قطر المفتوحة، أول بطولة تم تطبيق نظام التصنيف الجديد فيها، تليها بطولة الأرز للجولف، وبطولة السيدات والناشئين العربية، وبطولة الأردن المفتوحة. سيتم تأكيد جدول إقليمي شامل لاحقًا، مما يزيد من فرص المنافسة للاعبي الجولف العرب.
ويمثل الاتحاد العربي للجولف المصالح الجماعية لـ 17 اتحادًا وطنيًا، ويهدف إلى توحيد إدارة الجولف في العالم العربي وتعزيز تطور الرياضة بشكل عام من خلال خلق فرص متطورة ومفتوحة لجميع الأعضاء. من خلال هذا الإعلان المهم، سيستفيد الاتحاد من شبكته الواسعة وخبراته في الإشراف على تنفيذ نظام التصنيف، لضمان توافقه مع الاحتياجات الفريدة والطموحات المستقبلية للاعبين العرب والنجوم الصاعدين في عالم الجولف.

وسيتم نشر جميع التحديثات والمعلومات المتعلقة بـ سلسلة بطولات الجولف العربية (AGS) ونظام التصنيف الجديد عبر الموقع الرسمي للاتحاد العربي للجولف ومنصات التواصل الاجتماعي الرسمية، لضمان سهولة الوصول إلى المعلومات لجميع اللاعبين والمسؤولين وعشاق الجولف حول العالم.

مقالات مشابهة

  • حماس: نرحب بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية
  • الديمقراطية العربية التي يجب أن نبني
  • وهدان: القمة العربية تعكس دور مصر في قيادة العمل العربي لمواجهة التحديات
  • المملكة ولبنان تؤكدان أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية
  • الاتحاد العربي للجولف يطلق سلسلة بطولات الجولف العربية (AGS)
  • المملكة ولبنان تؤكدان أهمية تعزيز العمل العربي تجاه القضايا المهمة
  • المملكة ولبنان تؤكدان في بيان مشترك أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية، وأهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة
  • ليون: بن العمري هو اللاعب العربي الوحيد الذي حمل الرقم 3
  • ليون :”بن العمري اللاعب العربي الوحيد الذي حمل رقم 3 “
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي