شارل دوبلوندان يكتب: فرانسوا إيلى رودير.. الضابط الفرنسى الذى أراد إنشاء بحر فى الصحراء!.. صديق ديليسبس كان يحلم بحفر بحر صناعى لتحسين مناخ المغرب العربى
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
كان فرانسوا إيلى رودير جنديًا وجغرافيًا فرنسيًا فى القرن التاسع عشر وهو معروف بشكل خاص بأنه كان لديه طموح لخلق بحر فى الصحراء.
وفى الحقيقة، لاشك أن إنشاء بحر صناعى ليس بالمهمة السهلة ولكن القيام بذلك فى الصحراء من أجل إصلاح مناخ المغرب العربى هوأكثر صعوبة. ومع ذلك فقد كان هذا المشروع المجنون موجودًا بالفعل وهومشروع ضابط فرنسى يدعى فرانسوا إيلى روداير وهوصديق المهندس الشهير ديليسبس الذى كان وراء إنشاء قناة السويس.
ولد فرانسوا إيلى روديير فى ٦ أغسطس ١٨٣٦ فى Guéret in the Creuse وهو من عائلة برجوازية. ونقل والده الذى كان مديرًا لمتحف التاريخ الطبيعى فى بلدته، شغفه بالعلوم والتاريخ إلى ابنه. وفى نهاية دراسته، انتقل رودير إلى الدراسات العلمية وتخرج كملازم ثان فى مدرسة Saint-Cyr العسكرية المرموقة. عين ضابطًا علميًا لجغرافيا الأرض بهيئة الأركان العامة. وكجزء من مهامه، تم إرساله إلى الجزائر عام ١٨٦٤ لرسم خريطة للمستعمرة الفرنسية الجديدة. اكتشف هناك منطقة Chotts التى قدر أن عمقها يصل إلى ٤٠ مترًا تحت مستوى سطح البحر فى بعض الأماكن. وبحسب ما اعتقده، فإن المنخفض المالح الذى يمتد إلى خليج قابس فى تونس يظهر أن البحر الذى أصبح جافًا الآن، كان موجودًا قبل ٢٥٠٠ عام تحت اسم «خليج تريتون».
بحر داخلى فى الجزائر
ومرت السنوات ويريد روداير الذى يزداد إصرارًا من يوم لآخر ويسعى جاهدًا لنقش نتائج أبحاثه على الحجر والصخور! وفى عام ١٨٧٤، نشر مقالًا فى مجلة Revue des Deux Mondes اقترح فيه اختراق الكثبان الرملية التى تفصل بين Chotts والبحر المتوسط وجعل المياه تتدفق إلى الصحراء عبر قناة. وبحسب ما قاله، فإن ميزة هذا المشروع هى تعديل مناخ المنطقة بما يسمح بالإنتاج الزراعي. سار بعض السياسيين والمثقفين والشخصيات العامة الأخرى على خطاه، بمن فيهم فردناند ديليسيبس، الذى اكتسب شهرة دولية مع افتتاح قناة السويس قبل بضع سنوات. فى نفس العام حصل على تمويل من الجمعية الوطنية وبدعم منه، انطلق رودير مرة أخرى لإجراء أبحاثه فى الجزائر ثم فى تونس. وكانت النتائج سلبية أكثر مما كان متوقعًا من الجانب التونسى: المنخفض متقطع حتى الخليج والمناطق الصحراوية المعرضة للفيضانات ليست كلها تحت مستوى سطح البحر مما سيؤدى إلى حفر قناة أطول.
وفور الإعلان عن هذا الخبر، الذى من شأنه أن يؤدى إلى ارتفاع التكاليف، تخلت الحكومة الفرنسية عن المشروع وأوقفت تمويل الأبحاث. اتجه روداير وديليسبس، المصممان على مواصلة مشروعهما إلى التمويل الخاص. فى هذا السياق، فى عام ١٨٨٢، قاما بتأسيس جمعية دراسة البحر الداخلى الأفريقى وبفضل الأموال التى تم جمعها، قاد رودير رحلة استكشافية رابعة فى عام ١٨٨٣. وانتقده المجتمع العلمى وأنهكته إقامته فى أفريقيا، ثم عاد إلى Guéret للراحة. وتوفى العقيد فرانسوا إيلى رودير فى منزله فى ١٤ يناير ١٨٨٥ عن عمر يناهز ٤٨ عامًا بسبب مرضه الشديد. وفى الحقيقة، ألهم مشروع رودير عن البحر الداخلى الكاتب جول فيرنيس فى كتابيه: هيكتور سيرفاديك (١٨٧٧) وغزوالبحر. (١٩٠٥).
معلومات عن الكاتب:
شارل دو بلوندان.. تخرج فى كلية إدارة الأعمال الكبرى، وعمل مستشارًا فى القضايا الاقتصادية.. بعد استكشاف الشرق الأوسط والعيش فى الأردن لدراسة اللغة العربية، قرر تأسيس شركة Billet de France الإعلامية فى عام 2019، والتى يرأس تحريرها. وكتب العديد من التقارير الرئيسية عن الأوضاع فى أرمينيا وموريتانيا وأوكرانيا وغيرها من الدول.. يكتب عن ضابط فرنسى يدعى فرانسوا إيلى رودير، أراد إنشاء بحر صناعى فى قلب الصحراء لكنه حلمه تبخر وتوفى عن عمر 48 عامًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فى عام
إقرأ أيضاً:
من هو صديق الشرع العلوي الذي برز اسمه بعد أحداث الساحل ؟
أصدر الرئيس السوري، أحمد الشرع، قبل يومين قرارا بتشكيل لجنة للحفاظ على السلم الأهلي مكلفة بمهام بينها التواصل مع أهالي منطقة الساحل، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدن ذات الغالبية العلوية.
وكلف الشرع كلا من حسن صوفان، وأنس عيروط، وخالد الأحمد، بعضوية اللجنة، والأخير من الأقلية العلوية، ونشرت وسائل إعلام غربية تقارير مثيرة عنه سابقا.
وبحسب ما نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، فإن الأحمد (45 عاما)، هو صديق طفولة للرئيس أحمد الشرع، وارتبط بعلاقات وطيدة مع نظام بشار الأسد، قبل أن يغادر سوريا.
وبحسب ما هو متوفر عنه من معلومات -لم تتوثق عربي21 من صحتها- فإن الأحمد التحق بالحزب القومي السوري، وليس حزب البعث، إلا أنه بعد سنوات من الثورة، أصبح من عرّابي المصالحات، حيث ساهم في تسوية أوضاع عدد من المعارضين مع النظام المخلوع.
وذكرت المجلة أن الأحمد انتقل للعب دور أكبر، إذ عقد اتصالات ولقاءات مع شخصيات أمريكية، وهو ما أغضب مسؤولي نظام الأسد الذين أبعدوه عن المشهد، ليغادر البلاد في 2018.
وذكرت المجلة أن الأحمد دخل إلى إدلب في العام 2021 عبر وساطة تركية، ليلتقي صديق الطفولة، الرئيس الحالي أحمد الشرع.
وتنامت علاقة الرجلين، بحسب المجلة، إلى حين تتويجها في معركة "ردع العدوان"، حيث كلف الشرع صديقه خالد الأحمد بالتواصل مع كبار الضباط في الجيش لإقناعهم بالاستسلام وعدم المشاركة في المعركة.
وأضافت أن الشرع وصف الأحمد أمام حشد من رجالات الدولة بأنه "أخي وحبيبي".
وقالت المجلة إن الأحمد هو من أبلغ الشرع أن الطريق إلى دمشق بات مفتوحا، بعد تلقيه معلومات دقيقة من ضباط الجيش.
يشار إلى أن لجنة السلم الأهلي التي شكلها الشرع، تناط بها مهام "التواصل المباشر مع الأهالي في الساحل السوري، للاستماع إليهم، وتقديم الدعم اللازم لهم بما يضمن حماية أمنهم واستقرارهم، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة"، وفق القرار.