كان فرانسوا إيلى رودير جنديًا وجغرافيًا فرنسيًا فى القرن التاسع عشر وهو معروف بشكل خاص بأنه كان لديه طموح لخلق بحر فى الصحراء. 
وفى الحقيقة، لاشك أن إنشاء بحر صناعى ليس بالمهمة السهلة ولكن القيام بذلك فى الصحراء من أجل إصلاح مناخ المغرب العربى هوأكثر صعوبة. ومع ذلك فقد كان هذا المشروع المجنون موجودًا بالفعل وهومشروع ضابط فرنسى يدعى فرانسوا إيلى روداير وهوصديق المهندس الشهير ديليسبس الذى كان وراء إنشاء قناة السويس.


ولد فرانسوا إيلى روديير فى ٦ أغسطس ١٨٣٦ فى Guéret in the Creuse وهو من عائلة برجوازية. ونقل والده الذى كان مديرًا لمتحف التاريخ الطبيعى فى بلدته، شغفه بالعلوم والتاريخ إلى ابنه. وفى نهاية دراسته، انتقل رودير إلى الدراسات العلمية وتخرج كملازم ثان فى مدرسة Saint-Cyr العسكرية المرموقة. عين ضابطًا علميًا لجغرافيا الأرض بهيئة الأركان العامة. وكجزء من مهامه، تم إرساله إلى الجزائر عام ١٨٦٤ لرسم خريطة للمستعمرة الفرنسية الجديدة. اكتشف هناك منطقة Chotts التى قدر أن عمقها يصل إلى ٤٠ مترًا تحت مستوى سطح البحر فى بعض الأماكن. وبحسب ما اعتقده، فإن المنخفض المالح الذى يمتد إلى خليج قابس فى تونس يظهر أن البحر الذى أصبح جافًا الآن، كان موجودًا قبل ٢٥٠٠ عام تحت اسم «خليج تريتون».


بحر داخلى فى الجزائر
ومرت السنوات ويريد روداير الذى يزداد إصرارًا من يوم لآخر ويسعى جاهدًا لنقش نتائج أبحاثه على الحجر والصخور! وفى عام ١٨٧٤، نشر مقالًا فى مجلة Revue des Deux Mondes اقترح فيه اختراق الكثبان الرملية التى تفصل بين Chotts والبحر المتوسط وجعل المياه تتدفق إلى الصحراء عبر قناة. وبحسب ما قاله، فإن ميزة هذا المشروع هى تعديل مناخ المنطقة بما يسمح بالإنتاج الزراعي. سار بعض السياسيين والمثقفين والشخصيات العامة الأخرى على خطاه، بمن فيهم فردناند ديليسيبس، الذى اكتسب شهرة دولية مع افتتاح قناة السويس قبل بضع سنوات. فى نفس العام حصل على تمويل من الجمعية الوطنية وبدعم منه، انطلق رودير مرة أخرى لإجراء أبحاثه فى الجزائر ثم فى تونس. وكانت النتائج سلبية أكثر مما كان متوقعًا من الجانب التونسى: المنخفض متقطع حتى الخليج والمناطق الصحراوية المعرضة للفيضانات ليست كلها تحت مستوى سطح البحر مما سيؤدى إلى حفر قناة أطول.
وفور الإعلان عن هذا الخبر، الذى من شأنه أن يؤدى إلى ارتفاع التكاليف، تخلت الحكومة الفرنسية عن المشروع وأوقفت تمويل الأبحاث. اتجه روداير وديليسبس، المصممان على مواصلة مشروعهما إلى التمويل الخاص. فى هذا السياق، فى عام ١٨٨٢، قاما بتأسيس جمعية دراسة البحر الداخلى الأفريقى وبفضل الأموال التى تم جمعها، قاد رودير رحلة استكشافية رابعة فى عام ١٨٨٣. وانتقده المجتمع العلمى وأنهكته إقامته فى أفريقيا، ثم عاد إلى Guéret للراحة. وتوفى العقيد فرانسوا إيلى رودير فى منزله فى ١٤ يناير ١٨٨٥ عن عمر يناهز ٤٨ عامًا بسبب مرضه الشديد. وفى الحقيقة، ألهم مشروع رودير عن البحر الداخلى الكاتب جول فيرنيس فى كتابيه: هيكتور سيرفاديك (١٨٧٧) وغزوالبحر. (١٩٠٥).

معلومات عن الكاتب: 

شارل دو بلوندان.. تخرج فى كلية إدارة الأعمال الكبرى، وعمل مستشارًا فى القضايا الاقتصادية.. بعد استكشاف الشرق الأوسط والعيش فى الأردن لدراسة اللغة العربية، قرر تأسيس شركة Billet de France الإعلامية فى عام 2019، والتى يرأس تحريرها. وكتب العديد من التقارير الرئيسية عن الأوضاع فى أرمينيا وموريتانيا وأوكرانيا وغيرها من الدول.. يكتب عن ضابط فرنسى يدعى فرانسوا إيلى رودير، أراد إنشاء بحر صناعى فى قلب الصحراء لكنه حلمه تبخر وتوفى عن عمر 48 عامًا.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فى عام

إقرأ أيضاً:

متحف آثار ملوي يشارك في يوم المخطوط العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شارك متحف آثار ملوى اليوم الجمعة في يوم المخطوط العربي الذي يوافق 4 أبريل من كل عام، والذى ينظمه معهد المخطوطات العربية بالقاهرة التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بجامعة الدول العربية ، فى دورته الثالثة عشرة تحت شعار "المخطوط العربي.. حياة أمة ورائد حضارة"، وذلك من خلال عرض مجموعة من المقتنيات الأثرية النادرة والتمائم والتماثيل التى تجسد عظمة الفنانين المصريين القدماء عبر عصور مختلفة.


كان المتحف قد اختار عرض تمثال للمعبودة سخمت، إلهة الحرب في مصر القديمة. لشهر ابريل تزامنا مع الاحتفال بيوم المخطوط العربى فى الرابع من أبريل الجاري.

 

والتمثال تم اختياره عبر مشاركة الجمهور بالتصويت الالكتروني على موقع المتحف على شبكة الانترنت ، ويجسد التمثال امرأة  برأس أنثى الأسد، وهو مصنوع من الخزف ، وتحمل المعبودة " سخمت "عدة ألقاب منها : “السيدة العظيمة” و”محبوبة بتاح” و”عين رع” و”سيدة الحرب”.  

 

تأتي المشاركة المتميزة لمتحف ملوى هذا العام فى اليوم العالمى للمخطوط العربى ، فى ظل موسم سياحى ناجح ، وزيادة ملحوظة فى أعداد السائحين للمواقع الأثرية والمزارات السياحية التى تتمتع بها المحافظة، ويضم متحف ملوى 950 قطعة أثرية، موزعة على 3 قاعات كبرى مزودة بأحدث أجهزة العرض، أبرزها تمثال مزدوج لـ«بيبى عنخ إيب» مصنوع من الحجر الجيرى الملون يرجع إلى عصر الأسرة السادسة الدولة القديمة، وتمثال لإحدى بنات الملك أخناتون تم اكتشافه فى تل العمارنة.

89400253-091a-4aea-8102-8603f127a002 481169075_1048433290662113_3223952641431462655_n 481247953_1044148261090616_4188433635305784048_n 482984922_1061071139398328_6954637795553688057_n 484067497_1061365562702219_6042693767561594086_n 484322107_1057841916387917_7653987940542437036_n 484900361_1062052389300203_592860442854892425_n 485005975_1064987449006697_1375622518298516482_n 485793014_1065423835629725_3922227722990899107_n bf7b0571-9329-47ba-bc66-1e2d2bbf8c04

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الطاعة أن تعبد الله كما يريد بعيدا عن العقل والهوى
  • رحم الله صديق أحمد وكل الذين وهبونا أجمل ساعاتنا
  • وزير الاستثمار يبحث مع الغرفة التجارية بالإسكندرية اجراءات دعم مناخ الأعمال
  • عبدالله فلاته: النصر لعب كما أراد.. والهلال بات كتابًا مفتوحًا.. فيديو
  • ميلان يحلم بالتعاقد مع مدرب "قنبلة"
  • ضبط هيروين وحشيش صناعى فى القليوبية
  • متحف آثار ملوي يشارك في يوم المخطوط العربي
  • في إستعادة القومية: ما بين صديق أحمد و صابر جرا
  • رئيسة مجلس النواب الإسباني: اتفاقيات الهجرة مع المغرب مثال على الشراكة ذات المنفعة المتبادلة
  • الاتحاد الأوروبي يرغب في تعزيز شراكته الاستراتيجية مع المغرب