لجريدة عمان:
2024-11-22@01:32:23 GMT

النساء وجوائز نوبل العلمية: ماري كوري أنموذجا

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

ترجمة: بدر بن خميـس الظّفـري -

على مدار أكثر من قرن من تاريخ جوائز نوبل، لم تحصل النساء سوى 13 جائزة في الفيزياء والكيمياء. ولكن في حين أن قضية المساواة بين الجنسين في مجال العلوم لا تزال بعيدة المنال، فإن الأمور بدأت تتحسن، فقد فازت أكثر من نصف هؤلاء النساء بالجوائز خلال السنوات الست الماضية. فكيف يمكن أن يستمر هذا الاتجاه؟ تقدم لنا سيرة حياة العالمة ماري كوري بعض الأفكار بهذا الخصوص.

كونها الشخص الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في كل من الفيزياء والكيمياء، واجهت كوري مؤسسة علمية انحصرت جوائزها على الذكور، لكنها استفادت من شبكة دعم مثالية تفتقر إليها معظم النساء العالمات اليوم.

شجعتها عائلتها، خاصة والدها، الذي أيقظ اهتمامها بالعلوم. كان يعتقد أنها تستحق التعليم، على الرغم من أن جنسها كان يمنعها من الالتحاق بالجامعة في وارسو، المكان الذي ولدت فيه ماري عام 1867. عقدت هي وأختها الكبرى، برونيا، اتفاقا، تعمل ماري بموجبه مربية، لدعم دراسات برونيا الطبية في جامعة باريس حتى تصبح برونيا طبيبة، حيث يمكنها رد الجميل.

يؤكد تقرير صادر عن الجمعية الأميركية للنساء الجامعيات حول أداء الفتيات في فصول الرياضيات والعلوم أن مواقف الآباء والمعلمين تشكل أهمية بالغة لتحقيق النجاح. ففي إحدى الدراسات، كان مجرد إخبار الفتيات في سن المدرسة الثانوية بأن "ذكائهن يمكن أن يتوسع مع الخبرة والتعلم" كافياً لرفع درجاتهن وزيادة رغبتهن في مواصلة دراسة الرياضيات.

في جامعة باريس، حصلت (ماري سكودوفسكا) آنذاك على درجتي ماجستير قبل أن تلتقي بالفيزيائي بيير كوري، الذي تزوجته في عام 1895، وساعدها في تصميم جهاز لأبحاث الدكتوراه الخاصة بها. وفي وقت لاحق، عندما أصبحت نتائجها مثيرة للاهتمام حقًا، ترك تجاربه الخاصة للعمل معها في المجال الذي أطلقت عليه اسم "النشاط الإشعاعي". لم تتمكن ماري من الاعتماد على ثبات بيير كزوج وشريك في المختبر فحسب، بل وأيضًا على مساعدة والده، الذي انتقل للعيش معهما للمساعدة في رعاية ابنتهما (إيرين).

وفي الولايات المتحدة، قد يكون من الصعب الحصول على هذا المستوى من الدعم، فأكثر من 40% من العالمات يتركن وظائفهن بدوام كامل بعد ولادة طفلهن الأول.

أنجبت ماري ابنة ثانية، إيف، في عام 1904، وعادت إلى المختبر، وكذلك إلى تدريس الفيزياء لبضعة أيام في الأسبوع في أكاديمية للمعلمات. وبصرف النظر عن والد زوجها والمساعدة الإضافية التي قدمها، فقد وظفت تلميذتها المفضلة، (أوجيني فيتيس)، كمربية أطفال دائمة. استفادت هذه الطالبة أيضًا من كوري كقدوة يحتذى بها، فقامت (فيتيس) بإجراء أبحاث الدكتوراه الخاصة بها في الفيزياء، وتزوجت من زميل فيزيائي وأصبحت فيما بعد مديرة أكاديمية التدريس.

إن القدوات مهمة. فقد أظهرت الأبحاث أن القدوة لا تحتاج إلى أن تكون حاضرة جسدياً في حياة الفتاة الصغيرة حتى تلهمها. والواقع أن هذه الدراسة حددت ماري كوري باعتبارها شخصية قادرة على تحقيق هذا الدور بالنسبة للعديد من الفتيات.

بعد وفاة بيير فجأة في حادث عام 1906، تمت دعوة ماري الحزينة، على عكس التقاليد الذكورية في جامعة باريس، لتولي مختبر الجامعة حيث عملوا معًا، كما تولت منصب أستاذيته. وباعتبارها أول امرأة على الإطلاق تلقي محاضرة في تلك المؤسسة القديمة، فقد أزعجت بعض الزملاء لكنها استمتعت بزمالة الآخرين. انضم إليها عدد قليل من زملائها الأساتذة وزوجاتهم في تكوين مدرسة تعاونية لأطفالهم، والتي صممتها ماري وفقًا للاحتياجات التعليمية لابنتها المراهقة إيرين.

إن أعضاء هيئة التدريس من النساء المنضمات حديثا للتدريس أكثر عرضة للرفض من قِبَل العميدات والأستاذات، تماما كما كان يفعل الرجال في تلك المناصب. وبدلاً من مساعدة المحاضِرة الوافدة الجديدة الأصغر سناً، قد تميل النساء في المناصب العليا إلى تركها تتخبط بمفردها، كما تخبطن هنّ من قبل.

كانت شهرة ماري كأول امرأة تفوز بجائزة نوبل سبباً في تحولها إلى منارة. فقد سافرت العشرات من النساء الباحثات عن العلم إلى باريس للعمل أو الدراسة تحت إشرافها. وعادت العديد منهن إلى أوطانهن ليصبحن بدورهن من أوائل الأستاذات الدائمات في هولندا والمجر والبرتغال وأماكن أخرى. وخلال الحرب العالمية الأولى، وبينما كانت ماري تسعى جاهدة لتوفير خدمات الأشعة السينية للجنود الجرحى، قامت بتدريب 150 امرأة فرنسية راغبة في تشغيل المعدات وقراءة صور الأشعة. وفي الوقت نفسه، حصلت ابنتها إيرين، التي كانت لا تزال في سن المراهقة، على شهادة في التمريض بالإضافة إلى دراستها الأكاديمية، وعملت في المستشفيات بالقرب من الجبهة.

حافظت إيرين على قيم والدتها من خلال الانضمام إليها في المختبر، وحصلت على درجة الدكتوراة من جامعة السوربون، وتزوجت وأنجبت طفلين، وأجرت الأبحاث التي أدت بها إلى أن تصبح في عام 1935 ثاني امرأة تحصل على جائزة نوبل في الكيمياء.

قد يكون التشجيع والتوجيه ورعاية الأطفال هي العناصر الأقل تكلفة المرتبطة بإجراء البحوث في الفيزياء أو الكيمياء، ومع ذلك فهي عوامل مهمة لنجاح النساء العالمات اليوم. كانت ماري في عصرها استثناءً من القاعدة. واليوم، لا تزال لديها نصائح لمستقبل أكثر عدالة للنساء.

*دافا سوبل هي مؤلفة كتاب "عناصر ماري كوري: كيف أضاء توهج الراديوم الطريق أمام النساء في مجال العلوم" الذي سيصدر قريباً.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مهرجان الفيوم السينمائي يكشف عن لجان تحكيم وجوائز الدورة الأولى

كشفت إدارة مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصر، عن لجان تحكيم المسابقات المختلفة، وجوائز الدورة الأولى من المهرجان، التي تقام في الفترة من 25 وحتى 30 نوفمبر الجاري.

مهرجان الفيوم السينمائي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة

وقال المخرج هاني لاشين رئيس مهرجان الفيوم السينمائي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، إن الدورة الأولى من المهرجان تضم عددًا مميزًا من الأفلام الطويلة والقصيرة وأفلام الطلبة من عدة دول حول العالم، وصل إلى 15 دولة، وتم اختيار الأفلام في المسابقات المختلفة بعناية فائقة، كما تم اختيار عدد من أهم صناع السينما في لجان التحكيم المختلفة لما لهم خبرة هائلة في المهرجانات السينمائية وصناعة السينما بشكل عام.

وتابع رئيس المهرجان، في بيان صحفي، أن المهرجان يمنح عددًا من الجوائز للأفلام والصناع في المسابقات المختلفة خلال حفل الختام، مشيرًا إلى أن إدارة المهرجان تسعى لدعم اتساع رقعة الثقافة والفنون من خلال الحدث السينمائي الأول والأضخم على أرض محافظة الفيلم إحدى المحافظات العريقة في مصر، لافتا إلى أن المهرجان يتلقى دعمًا غير محدود من قبل محافظة الفيوم ووزارتي الثقافة والبيئة وعدد من الجهات الداعمة.

لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة

يضم المهرجان لجان تحكيم متميزة تتكون من أبرز الأسماء في صناعة السينما، حيث تترأس المنتجة التونسية درة بوشوشة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، وتضم في عضويتها المخرج عمر عبدالعزيز «مصر»، المخرجة والروائية ليالي بدر «فلسطين»، الناقد خالد ربيع «المملكة العربية السعودية»، الممثلة داليا مصطفى «مصر».

لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة

يرأس الناقد المصري أحمد شوقي لجنة تحكيم الأفلام القصيرة بالدورة الأولى من مهرجان الفيوم السينمائي الدولي، وتضم اللجنة المخرج نواف الجناحي «الإمارات العربية المتحدة»، الكاتب والمنتج زين العابدين شرف الدين «المغرب».

لجنة تحكيم مسابقة أفلام الطلبة

قررت إدارة مهرجان الفيوم السينمائي تنظيم مسابقة لأفلام الطلبة، وتترأس الدكتورة غادة جبارة لجنة التحكيم، بمشاركة الدكتور وائل طوبار.

جوائز مهرجان الفيوم السينمائي

كما قررت إدارة مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، منح مجموعة من الجوائز للأعمال الفائزة في المسابقات المختلفة، وتم تحديد الجوائز كالتالي:

جوائز المسابقة الدولية للفيلم الطويل

جائزة أحسن فيلم في مهرجان الفيوم السينمائي، وهي تمثال «وجوه الفيوم» مع شهادة تُمنح للمنتج، وكذلك يتم منح نفس الجائزة لأحسن سيناريو وأحسن إخراج وأحسن ممثل وممثلة، وكذلك جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

جوائز المسابقة الدولية للفيلم القصير

كما تشمل جوائز المسابقة الدولية للفيلم القصير، جائزة أفضل فيلم روائي قصير، جائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير، جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الروائي القصير، جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم التسجيلي القصير.

جوائز مسابقة أفلام الطلبة

وتشمل جائزة أفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفلام الطلبة.

يذكر أن مهرجان الفيوم السينمائي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة تنظمه مؤسسة مسار للثقافة والفنون، ويقام تحت رعاية محافظة الفيوم والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الإقليم، ووزارة الثقافة ووزارة البيئة وجامعة الفيوم والمركز القومي للسينما وهيئة تنشيط السياحة.

مقالات مشابهة

  • العمدة صالح كوري: احرص على الموت توهب لك الحياة
  • ورشة عمل في "بنات عين شمس" عن الكتابة العلمية المتقدمة
  • مجمع الفنون والثقافة جامعة حلوان يحتضن المناقشات العلمية
  • الكيمتشي.. طعام كوري لصحة البشرة والوزن والهضم
  • مهرجان الفيوم السينمائي يكشف عن لجان تحكيم وجوائز الدورة الأولى
  • رئيس الجمهورية يشهد على أداء اليمين الدستورية للسفيرة ماري أنطوانيت روز كواتر
  • سلمى لاغرلوف أول امرأة حاصلة على نوبل .. لماذا اهتمت بالقدس؟
  • القطاعان الخاص والحكومي يشتركان في تحويل المدن العلمية إلى قاطرة للتنمية المستدامة
  • Cairo ICT’24.. كيف تعزز المدن العلمية ريادة مصر في التكنولوجيا وريادة الأعمال؟
  • حائزة على نوبل للسلام... تدهور صحة نرجس محمدي في السجون الإيرانية