أنا أبو الهول.. أتحدث إليكم من أرض الحضارة الفرعونية.. أنا هنا منذ أكثر من خمسة آلاف عام... حارس لهذه الآثار الخالدة.. رمز لعظمة الإنسان المصرى.. سر من أسرار العبقرية المصرية....
رغم كل السنين ورغم مرور الزمن ما زلتم تتحدثون عن سر وجودى وأسرار عظمة الحضارة الفرعونية.. وحينما أتحدث إليكم وأنتم تحتفلون ببداية الألفية الثالثة أو بداية القرن الحادى والعشرين من عمر الزمان يكون قد مر على وجودى هنا أمام أهرامات الجيزة خمسة آلاف عام.


إن التاريخ سيظل يذكر أن الفراعنة المصريين هم أعظم من تركوا للإنسانية حضارة تحتارون فى أسرارها حتى الآن. أنا أبو الهول.. جئت إلى هذا الوجود بعد أن كلف الملك خفرع ابن خوفو فنانيه لينحتوا جسمى من صخرة عمرها خمسون مليون سنة.. نحتوا جسمى على شكل أسد ووجهى وجه الملك خفرع.
أتعجب كثيرًا لما تسمعونه الآن حول أسرار وجودى وأسرار الفراعنة وأسرار الهرم الأكبر... يقولون إن أمامى حجرة تحتوى على كنوز وأسرار قارة أطلانتس وأن هذه الحجرة سوف تكتشف قبل نهاية القرن العشرين وأن الهرم الأكبر لم يشيده المصريون ونسبوه الى قوم هبطوا من السماء.
والحقيقة:


أود أن أقول لكم فى هذا اليوم وأنتم مقبولون على حقبة جديدة من عمر الزمن إن خفرع هو الذى أشرف على نحت تمثالى وإننى هنا أمثله وهو يتعبد إلى إله الشمس رع الذى يشرق ويغرب من المعبد المقام أمامى.. وإذا نظرت إلى من بعيد فسوف ترانی أمثل رع بين أفق هرم خوفو وخفرع وقد اعتبرونى رمزًا لمصر وللمصريين منذ حوالى ثلاثة آلاف عام.. وقد حفر بجوارى علماء الآثار وعثروا على سراديب داخل جسمى لم يعثروا داخلها على أسرار او غرائب وترك الملوك الفراعنة بجوارى معابد ولوحة الحلم الشهيرة.
وإذا تظرتم إلى وجهى فسوف ترون آثار الزمن فقد فقدت العلامات الملكية الموجودة على وجهى وما زالت البسمة الموجودة على وجهى تظهر آثار هذا الزمن.. فقد شاهدت أول هرم فى التاريخ وهو المعروف بإسم الهرم المدرج والذى بناه المهندس العبقرى إيمحوتب ويجاوره عناصر معمارية رائعة من مقاصير عيد السد ومقاصير الشمال والجنوب.
وفى دهشور جاء سنفرو وبنى أربعة أهرامات فى ميدوم ودهشور ويعتبر من أهم الفراعنة المصريين الذين شيدوا المبانى العظيمة..وهرم خوفو العظيم الذى يعتبر أعظم الأهرامات المصرية بنى بزاوية ٥١/٥٢ وعثر بداخله على أسماء العمال الذين بنوا الهرم وعثر أيضًا بداخله على حجر ذى مقبضين من النحاس.. ورغم أن العلم ما زال يتساءل عن كيفية بنائه إلا أن بعثة مصرية كشفت العام الماضى عن الطريق الذى نقل عليه أحجار الهرم وكشفوا ايضا عن أدلة جديدة لكيفية عمل قاعدة الهرم.
وما زلنا نسرد عليكم الحقائق لأول مرة فى مطلع هذا اليوم.. فقد كشف أيضا عن مقابر العمال بناة الأهرام ليثبت هذا الكشف أن بناة الأهرام هم المصريون وأن الأهرامات لم تبن بالسخرة بل بنيت بالحب.. وقد كشف عن مقابر لهؤلاء العمال وعن المخابز ومناطق تجفيف الاسماك بالإضافة إلى القرية التى عاش فيها ٢٠ ألف عامل.
وما زالت الحضارة الفرعونية تبهر العالم حتى الآن والاكتشافات العظيمة التى تهز الدنيا كلها وتتحدث عن عظمة هؤلاء الناس وخاصة اكتشاف خبيئة المومياوات وخبيئة التماثيل بمعابد الكرنك والأقصر وكشف مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون الذى تعتبر أعظم اكتشافات القرن العشرين. وطيبة عاصمة العلم القديم والمدينة ذات المائة باب وما بها من آثار عظيمة شاهدة على عظمة مصر.. وتظهر لنا مناظر مقابر الملوك والإشراف حياة المصريين القدماء وكيف عاشوا والمآدب والأفراح وحياتهم الدينية.
وفى عصرهم عرفوا لأول مرة الإله الواحد حيث استطاع إخناتون أن يقنع المصريون بأن هناك قوة كامنة خلف قرص الشمس هى آتون وأن هذا هو الإله الواحد الذى لا شريك له. ففى هذا اليوم العظيم.. اليوم الأول فى القرن الواحد والعشرين أستطيع أن أقول لكم بأن المصرى القديم قد حكم العالم القديم كله فكريا وثقافيا وهندسيا وفلكيا ومعماريا وقدم فلسفة الفكر الدينى العظيم لهذا العالم.
ونتيجة لإيمانه الشديد فقد ترجم هذا الفكر إلى اثارا وتراثًا وسجلًا يتحدث عن هؤلاء الناس العظام. وفى هذا اليوم أشير أيضا بأن هؤلاء الناس لم يكونوا قوم خارقين بل كانوا قومًا عاديين مثلكم تماما ولكن بالإيمان وبالحب استطاعوا أن يتركوا لنا أعظم حضارة فى التاريخ..... إن الحضارة المصريو كانت وما زالت رمزا للسلام.. إن كل من حكموا مصر كان هدفهم السلام.
الفراعنة عملوا من أجل السلام ورغم قوة وعظمة الامبراطورية الفرعونية فإن هدفها الأول كان السلام، ومصر الحديثة تعمل من أجل السلام ولم تعتدى مصر أبدا على أحد دائما ترد العدوان وتدعو إلى السلام وها هى الأيام بيننا تؤكد ذلك مرة فى عصر مبارك تعمل من أجل السلام... والشعب المصرى شعب محب للسلام.. وسيظل يدعو له فى كل زمان ومكان.
إننى أبو الهول أيضًا أدعوكم لأن تعملوا مع مصر من أجل السلام ورفاهية الإنسان فى كل مكان.
ونحن لا نعرف ماذا تخبىء الرمال من أسرار.. وسوف تكشف لنا الأيام القادمة فى القرن الجديد عن أسرار جديدة ومعلومات ومفاجآت عديدة بين رمال مصر سوف تظهر للعالم كله خلال القرن الواحد والعشرين لتؤكد دائما عظمة مصر والمصريين وتؤكد لكم جميعًا فى كل مكان من هذا العالم بأن الآثار المصرية وحضارتها لا تخص مصر فقط بل تخص العالم كله.
 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: من أجل السلام هذا الیوم

إقرأ أيضاً:

هشام عبدالعزيز يكتب: تغيير نحو مستقبل مستدام

يشهد المشهد السياسى المصرى تحولاً جوهرياً مع تشكيل الحكومة الجديدة، التى تميّزت باعتمادها على توصيات النسخة الأولى من الحوار الوطنى فى صياغة خطتها. هذا النهج يمثل نقلة نوعية فى آلية صنع القرار، حيث يجسّد مبدأ المشاركة الشعبية فى رسم مستقبل البلاد.

إن اعتماد الحكومة على مخرجات الحوار الوطنى يعكس التزاماً حقيقياً بتلبية تطلعات المواطنين وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

فقد شكلت هذه التوصيات خارطة طريق واضحة للعمل الحكومى، تضمن التركيز على القضايا الملحة التى تهم المجتمع المصرى.

ومن أبرز الملفات التى تحظى باهتمام كبير فى هذه المرحلة ملف الاستثمار الأجنبى المباشر، الذى برز بقوة كأحد أهم مخرجات مؤتمر الاستثمار المصرى - الأوروبى الأخير.

فقد أكد المؤتمر أن الاستثمار الأجنبى المباشر يمثل المخرج الحقيقى من الأزمة الاقتصادية الحالية والضمانة الأساسية لانطلاق الاقتصاد المصرى نحو آفاق المستقبل.

فى ضوء هذه الرؤية، تقع على عاتق الحكومة الجديدة مسئولية كبيرة فى التحرّك السريع والفعّال على هذا الملف الحيوى، فالمطلوب هو وضع استراتيجية واضحة لجذب الاستثمارات الأجنبية، تترجم إلى إجراءات عملية وقرارات ناجزة تُحفّز المستثمرين وتُذلل العقبات أمامهم.

ولعل الدرس المستفاد من نجاح مصر فى تطوير بنيتها التحتية خلال السنوات الماضية يمثل نموذجاً يُحتذى به فى التعامل مع ملف الاستثمار، فالمطلوب من الحكومة الجديدة أن تستلهم روح العزيمة والإصرار التى ميّزت تحرك الدولة المصرية فى الكثير من الملفات الحرجة، وأن تعمل على ملف الاستثمار بنفس السرعة والكفاءة والإنجاز والتحدى.

إن تحقيق نقلة نوعية فى مجال الاستثمار الأجنبى المباشر يتطلب جهوداً متكاملة على عدة محاور:

1 - تبسيط الإجراءات الإدارية وتقليص البيروقراطية لتسهيل عملية تأسيس الشركات وممارسة الأعمال.

2 - توفير حوافز ضريبية وتمويلية جاذبة للمستثمرين الأجانب.

3 - تطوير البنية التحتية اللوجيستية والرقمية لتعزيز تنافسية مصر كوجهة استثمارية.

4 - ضمان استقرار السياسات الاقتصادية والتشريعية لبناء الثقة لدى المستثمرين.

5 - تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لخلق فرص استثمارية جديدة.

إن نجاح الحكومة الجديدة فى تحقيق هذه الأهداف سيكون له أثر إيجابى كبير على الاقتصاد المصرى، حيث سيسهم فى توفير فرص عمل جديدة، وزيادة الصادرات، وتحسين ميزان المدفوعات، وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبى.

ومن المهم التأكيد على أن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل كبير على التنسيق والتكامل بين مختلف مؤسسات الدولة. فالحكومة الجديدة مطالبة بتبنى نهج تشاركى يضمن تضافر جهود الوزارات والهيئات المعنية، مع الاستفادة من خبرات القطاع الخاص والمجتمع المدنى.

فى الختام، يمكن القول إن التغيير الحكومى الأخير فى مصر، المستند إلى توصيات الحوار الوطنى، يمثل فرصة حقيقية لإحداث نقلة نوعية فى مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومع التركيز على ملف الاستثمار الأجنبى المباشر كأولوية قصوى، تتطلع مصر إلى مرحلة جديدة من النمو والازدهار، تعود بالنفع على جميع فئات المجتمع وتضع البلاد على مسار التقدّم المستدام.

مقالات مشابهة

  • د. محمد حجازي يكتب: ثورة 30 يونيو بين حاضر ومستقبل أمة
  • هشام عبدالعزيز يكتب: تغيير نحو مستقبل مستدام
  • تنظيم ملتقى الهناجر الثقافي بعنوان "أجمل ما فيكي يا مصر"
  • الأنبا ديمتريوس يكتب: 30 يونيو.. وعودة مصر لمكانتها
  • هبة عبد العزيز تكتب: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة المخرج للمرأة المصرية من الوقوع فى فخ الجهل والتجهيل الذى مارسته الجماعة المحظورة
  • المساندة الشعبية
  • «حوارات على حافة الأزمة» يكشف أسرار الحياة السياسية في مصر من 2011 حتى 2013
  • حسن شاهين يكتب: براءة الشرعية والشريعة
  • مدير تحرير «الأهرام»: الدولة حققت معجزات بعد ثورة 30 يونيو
  • في ذكرى 30 يونيو| مصطفى بكري يرصد أسرارَ أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (4).. خطاب النهاية