كلمات «الحرب» تزعج زعماء العالم
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
تصدر كتاب جديد بعنوان «الحرب» للصحفى الأمريكى الشهير بوب وودوارد عناوين الأخبار بالصحف العالمية، وخاصة بعد كشفه عن العلاقة والمحادثات السرية التى أجراها الرئيس السابق دونالد ترامب مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتن بعد مغادرة البيت الأبيض. وهو الأمر الذى أزعج المرشح الرئاسى الأمريكى لتصف حملته الكتاب الصادر منتصف الشهر الحالى بـ«ورق المرحاض».
وردا على ذلك قال ستيفن تشيونج، مدير الاتصالات فى حملة ترامب، إن وودوارد «يعانى من حالة منهكة من متلازمة اضطراب ترامب» فيما نفت الكرملين صحة الوقائع المذكورة.
وجاءت أبرز النقاط الذى تناولها الكتاب تتحدث عن اتصالات ترامب مع بوتن وإرسال اختبار كوفيد-19 واشارت فى ذلك عدة صحف عالمية على رأسها واشنطن بوست، وسى إن أن التى نشرت اجزاء من الكتاب أن مراسل ووترجيت ألمح إلى سبع مكالمات هاتفية بين بوتن وترامب، وفقًا لمساعد لترامب. ووصف وودوارد حالة فى مار إيه لاغو عندما طلب الرئيس السابق من أحد كبار مساعديه المغادرة حتى يتمكن من «إجراء ما قال إنه مكالمة هاتفية خاصة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتن».
وكتب وودوارد أنه عندما سأل جيسون ميلر، كبير مستشارى ترامب، عما إذا كان ترامب تحدث مع بوتين منذ مغادرته المكتب البيضاوى فى عام 2021، لم يمنحه ميلر إجابة محددة
وكتب صحفى ووترجيت أيضًا أنه فى عام 2020، «أرسل ترامب سرًا إلى بوتن مجموعة من أجهزة اختبار كوفيد من إنتاج شركة أبوت بوينت أوف كير لاستخدامه الشخصي». وبحسب وودوارد، طلب بوتن من الرئيس السابق ألا يخبر أحدًا بذلك. ورد ترامب قائلًا: «لا يهمنى... حسنًا».
كما رصد وودوارد توثيق الرئاسات الأمريكية لمدة 50 عامًا، وهذا هو كتابه الرابع منذ فوز ترامب فى عام 2016. بدأ تقاريره الرئاسية مع ريتشارد نيكسون، الذى هزمته فضيحة ووترجيت فى السبعينيات والتى كشف عنها وودوارد وزميله فى واشنطن بوست كارل بيرنشتاين.
وخلص وودوارد إلى أن تفاعلات ترامب، المفصلة فى الكتاب، مع رئيس يعتبرونه استبداديا فى حالة حرب مع حليف للولايات المتحدة تضعف فرصته لمنصب الرئيس من نيكسون.
وكتب وودوارد: «كان ترامب الرئيس الأكثر تهورًا واندفاعًا فى تاريخ أمريكا، ويظهر نفس الشخصية كمرشح رئاسى فى عام 2024».
*بايدن ونتيناهو
وعلى الرغم من الدعم الامريكى المعلن لاسرائيل رصد مؤلف الكتاب أن الرئيس جو بايدن تحدث بسوء عن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمام أحد مساعديه هذا العام، واصفًا إياه «بيبى إنه رجل سيئ إنه رجل سيئ للغاية! «
ووصف وودوارد العلاقة المتطورة بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث يقف الرئيس الأمريكى خلف إسرائيل علنًا لكنه يتنازع مع زعيمها فى السر بشأن العملية العسكرية التى شنتها البلاد فى قطاع غزة بعد هجوم حماس فى 7 أكتوبر 2023.
وبحسب الكتاب سأل بايدن نتنياهو فى أبريل: «ما هى استراتيجيتك يا رجل؟».رد نتنياهو «علينا أن ندخل إلى رفح» ليعلق بايدن : «بيبي، ليس لديك أى استراتيجية».
وتنازع الزعيمان أيضًا بشأن رد إسرائيل على الهجوم الصاروخى الإيرانى فى أبريل وبعد أن دخلت إسرائيل إلى مدينة رفح، الواقعة فى جنوب غزة، قال بايدن عن نتنياهو فى تصريحات خاصة: «إنه كاذب ووغد « كما صاح بايدن : «بيبي، ماذا بحق الجحيم؟» عندما اغتالت إسرائيل قائدا عسكريا لحزب الله فى بيروت فى يوليو واضاف : «أنت تعلم أن تصور إسرائيل فى جميع أنحاء العالم بشكل متزايد هو أنك دولة مارقة وممثل مارق».
وقال رئيس الوزراء إن القائد كان «أحد الإرهابيين البارزين واضاف : لقد رأينا فرصة واغتنمناها. وكلما زادت قوتك، زادت فرص نجاحك فى المفاوضات».
وبالإضافة إلى مهاجمة نتنياهو على انفراد، كان لدى بايدن أيضًا كلمات مختارة حول مساعدى رئيس الوزراء، حيث قال إن 18 من أصل 19 منهم «كاذبون»، وفى جلسة خاصة، قال بايدن لأحد مساعديه إنه كان لا ينبغى له اختيار ميريك جارلاند لتولى منصب النائب العام، معربًا عن غضبه إزاء القضايا القانونية التى تورط فيها ابنه هانتر بايدن قائلا: «لم يكن ينبغى لى أن أختار جارلاند أبدًا. لن يختفى هذا الأمر أبدًا».
ولم يسلم الرئيس السابق بارك اوباما من انتقادات بايدن لتعامله مع غزو روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014. ويعتقد بايدن أن أوباما كان بإمكانه أن يفعل المزيد لمنع بوتن من غزو شبه الجزيرة. قائلا : «لقد أفسدوا الأمور فى عام 2014. ولهذا السبب نحن هنا. لقد أفسدنا الأمر. لم يأخذ باراك بوتين على محمل الجد قط، لم نفعل شيئا. لقد منحنا بوتين ترخيصا لمواصلة ذلك!، حسنًا، سأقوم بإلغاء رخصته اللعينة!» كما وصف بايدن بوتين بأنه «تجسيد للشر»
وقال وودوارد نقلا عن تقارير استخباراتية إن الولايات المتحدة قدرت فى مرحلة ما أن هناك احتمالا بنسبة 50% لاستخدام روسيا للأسلحة النووية فى أوكرانيا فضلا عن تلميح الكتاب إلى يأس بوتين عندما رأى الخسائر التى يتكبدها جيشه فى أوكرانيا لدرجة أنه استطاع اللجوء إلى الأسلحة النووية.
وفى ذلك الوقت، طلب بايدن من مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، التواصل مع المسؤولين الروس. وذكر أن بايدن ابلغ سوليفان: «على جميع القنوات، اتصل بالروس وأخبرهم بما سنفعله ردًا على ذلك».
محادثة غاضبة بين وزيرى دفاع روسيا وامريكا
وتحدث وودوارد بالتفصيل عن مكالمة مثيرة للجدل جرت فى عام 2022 بين وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو حيث ابلغ وزير الدفاع الأمريكى نظيره الروسى : «إذا فعلت هذا، فسوف نعيد النظر فى كل القيود التى كنا نعمل بموجبها فى أوكرانيا. وهذا من شأنه أن يعزل روسيا على الساحة العالمية إلى درجة لا يمكن للروس أن يقدروها بالكامل».
ورد شويجو «لا أرحب بالتهديدات»، ليضيف أوستن قائلا «سيدى الوزير. أنا قائد أقوى جيش فى تاريخ العالم. أنا لا أطلق التهديدات».
كان أحد أهم الموضوعات فى السياسة الأمريكية خلال الفترة الماضية هو قرار بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسى لعام 2024 بعد ضغوط من ساسة الحزب الديمقراطى.
ورصد كتاب الحرب أن وزير الخارجية أنتونى بلينكن، وهو حليف مقرب من الرئيس، تحدث مع القائد الأعلى بشأن موضوع الانسحاب من السباق فى يوليو، بعد مناظرته الكارثية مع ترامب. قال بلينكين لبايدن فى الرابع من يوليو «لا أريد أن أرى إرثك معرضًا للخطر. أى شخص يُكتب عنه يحصل على جملة واحدة. هذا هو الإرث». «إذا قادك هذا القرار إلى البقاء والفوز بإعادة الانتخاب، فهذا رائع. وإذا قادك إلى البقاء وخسارة إعادة الانتخاب، فهذه هى الجملة».
وبحسب وودوارد، سأل بلينكين بايدن: «هل تستطيع أن تتخيل نفسك تستمر فى هذا المنصب لمدة أربع سنوات أخرى؟ عليك أن تجيب عن هذا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المرشح الرئاسي الأمريكي الرئيس الروسي كوفيد 19 البيت الأبيض الرئیس السابق رئیس الوزراء فى عام
إقرأ أيضاً:
(الدراما في زمن الحرب … الجزء الأول)
خلال إحدى زياراتي للخرطوم قبل الحرب اضطررت للوقوف امام ( بنشر ) علي مدخل كبري شمبات لمعالجة احد اطارات سيارتي ، اوقفت السيارة امام مدخل البنشر و نزلت ابحث عن العامل و لم اجده ، دخلت لداخل البنشر الذي كان عبارة عن دكان صغير فوجدت العامل راقدا علي سرير صغير داخل البنشر و رافعا اقدامه علي الارفف ، القيت عليه السلام و لم يتحرك بل ظل في ذات وضعه و قال لي ( مرحب ، مالها عربيتك ؟؟ ) حبنها اندهشت حقيقة من الاسلوب و قلت له ( عايز ارخصها ) .
هذا المشهد ليس بالغريب علينا ولا نستطيع ان نقول بانه سلوك فردي ، بل هي ظواهر و سلوكيات منتشرة في جميع بلادنا ، بداية من صاحب البقالة في الحي الذي يمتلك سرير داخل بقالته مرورا بالتجار الذين ينتهجون سياسة ( يفتح الله ) و انتهاءا” بموظفين الخدمة العامة الذين يخرجون جميعا في الصباح لزيارة زميلتهم التي انجبت مؤخرا” تاركين مراجعين المؤسسة بالعشرات في انتظار عودتهم ،
هذه السلوكيات و الظواهر التي اقعدت بلادنا ردحا من الزمان لا يمكن للدولة ان تعالجها بالقوانيين و اللوائح ، فالقانون لن يخدم ثقافة البيع و الشراء او يحسن في اداءها و لن يستطيع ان يسيطر علي التسيب و الكسل عند موظف الخدمة العامة .
كذلك مشاكلنا الاجتماعية التي تسيطر علي الساحة الآن من تفكك اسري و انتشار للمخدرات و جرائم الابتزاز و الاسرة و الطفل و جرائم المعلومات ، و كذلك آثار الحرب الاخلاقية و النفسية ، كلها يا سادتي لن يستطيع اي قانون علي وجه الارض ان يحد من انتشارها او يعالجها .
الحل يا سادتي في الدراما فقط ، الدراما هي وحدها القادرة علي نشر ثقافة البيع و الشراء و تثقيف المواطن بحقوقه القانونية و واجباته ، وحدها الدراما قادرة علي تثقيفنا سياسيا و اقتصاديا” و امنيا” .
مسلسل ( بيرزون بريك ) اشهر المسلسلات الامريكية لو اجريت بحثا” صغيرا حول اهم الممولين لانتاجه ستجد ان شبكة فوكس التلفزيونية الامريكية هي اكبر منتج للمسلسل و التي تملك الحكومة الامريكية اكبر اسهمها و اذا بحثت اكثر ستجد ان اكبر داعم لهذا المسلسل هي ( السجون ) الامريكية او المؤسسات الاصلاحية ، لماذا يا تري ؟
فقط لاجل تبصير المجتمع الامريكي بخطورة الدخول للسجون الامريكية التي يمكن ان تتعرض فيها للقتل بسهولة او للاغتصاب او ان تقضي فترة عقوبتك ك ( كمريرة) لاحد زعماء السجون حتي لو كانت تهمتك سرقة محفظة فقط .
دعكم من امريكا و لننظر لاخوتنا في شمال الوادي ، سنجد ان الحكومات المصرية كلها كانت تدفع بميزانية تقارب ميزانية التعليم لمجمع ( ماسبيرو ) او هيئة الاذاعة و التلفزيون المصري و لمدينة الانتاج الاعلامي ، هل كل هذه المبالغ كانت لدعم سياسات الانظمة الحاكمة هناك ؟
بالطبع لا ، بل كانت لانتاج مسلسلات تغرز في المواطن المصري حب بلاده و التضحية من اجلها مثال ( رافت الهجان ) و لاجل تثقيف المواطن باساليب البيع و الشراء و التسويق و لاجل توعية المواطن المصري من مخاطر الجريمة و لاجل تعليمه اسس و قواعد ادارة السياحة و التعامل مع السياح و لاجل توعيتهم بمخاطر الوجود الاجنبي و رفع مستوي الحس الامني للمواطن و لتعريف المواطن بحقوقه امام الشرطة و توعية الشرطة بواجباتها و حدود تعاملها مع المواطن مثال فيلم (هي فوضي ) و .. الخ .
الدراما المصرية درست اجيال كاملة تاريخ بلادهم و جسدت لهم شخصيات بلادهم الوطنية من جمال عبد الناصر الي انور السادات و شخصياتهم الفنية من ام كلثوم الي عبد الحليم و الموسيقار عبد اللوهاب .
قبل عدة سنوات تحدثت في مقال عن محمد احمد المحجوب و عمر الحاج موسي ، فسالتني احدي الصديقات في البوست قائلة ( ديل منو ؟؟ ) لا تثريب عليها بالطبع لان المناهج التعليمية لم توفيهم حقهم و الدراما السودانية عجزت عن تخليدهم باعمال درامية ، نحتاج لمسلسل درامي يوثق لمعركة الكرامة بشهداءها و لمسلسلات توثق ثورات اكتوبر و ابريل و لافلام تعيد لنا ارواح المحجوب و الازهري و كروما و خضر بشير ، افلام توثق لقواتنا المسلحة وهي تحرر الرهائن الامريكان من جبال بوما في اشهر عملية ادهشت العالم وقتها و نوثق لشرطتنا و مباحثنا التي كشفت اشهر الجرائم في ساعات قليلة و مخابراتنا التي قامت بعملية بدر الكبري في اكبر عملية مخابراتية شهدها العالم عندما خدعت القزافي .
افلام تحكي لنا قصص ابو داؤود و عظمة الحوت و تخبر العالم كله ان بالسودان كان هناك رجل اسمه محجوب عبد الحفيظ عندما اهتم بذوي الاحتياجات الخاصة و خصص لهم برنامج ( الصلات الطيبة ) بتلفزيون السودان لم يكن العالم وقتها قد قرر ان يخصص (باركنج ) للمعاقين .
نحتاج ان نوثق لفساد و عمالة احزابنا السياسية و ضلالهم في اكبر عمل درامي لنضمن ان الاجيال القادمة لن يخدعوها المعاقين فكريا” و نفسيا” من جديد .
في هذه السلسلة من المقالات سوف نحاول ان نعرف اسباب فشل ( الجقر ) في ( ديالا ) و نجاح ابوبكر الشيخ في ( اقنعة الموت ) فنحن من المؤمنين باهمية الدراما في المجتمع و نعلم جيداً بان الدراما ليست تسلية بل هي جزء من الحل ، فإهمال الدولة للدراما و تركها للتجار هو إهمال لا يقل خطورة عن إهمال الأمن القومي للبلاد .
نزار العقيلي