بوابة الوفد:
2025-02-19@07:49:23 GMT

اقتصاد «اللاحرب»

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

تحتاج الشعوب إلى من يطمئنها، لا من يزرع الهلع فى قلوبها، ولعل قسوة تصريح الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، عن أنه «لو حدثت تطورات حرب إقليمية سندخل فيما يسمى اقتصاد حرب»، كانت كافية بإثارة موجة من الرفض لهذا التصريح غير السياسى وغير الاقتصادى أيضا.
لم يعد لدى القاعدة العريضة من الشعب ما يسمح لها بشراء ما فوق سلع اقتصاد الحرب.


فالناس منهكون فى تدبير قوت يومهم، ويعيشون فى اقتصاد حرب فعلا، ويقدرون أن الحرب على مصر هى حرب صامتة، لاتحتاج إلى إعلان.. لكنها أيضا لا تحتاج إلى مزيد من تعميق الجرح.
مهمة الدكتور مدبولى ليست بث الذعر فى الأسواق، أو تأكيد الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها الناس، وإخبارهم أنهم ربما مقبلون على أوضاع أصعب بينما هم يعيشون الصعب فعلا كل يوم.
وإذا كان الدكتور مدبولى يقصد من اقتصاد الحرب اتخاذ «إجراءات ترشيدية»، فإن غالبية الشعب يعيش إجراءات ترشيدية منذ أن قفز التضخم لمعدلات غير مسبوقة كان أكثرها هدوءا فوق 25% أغسطس الماضى وفوق 39 % أغسطس 2023، وبالطبع الجميع يعرف إلى أين وصلت الأسعار؟ وأين كان الدولار وإلى أين وصل؟
وإذا كان الدكتور مدبولى يقصد تأثر سلاسل الإمداد، فسلاسل الإمداد لم تتعافى حتى الآن من تبعات «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، والمواجهات الاقتصادية بين الصين وأمريكا.. ولينظر إلى حركة الحبوب والزيوت والرقائق الالكترونية حول العالم.
لماذا نركز على أسعار النفط؟
النفط الآن بسعر 77,5 دولار لبرميل برنت، بعد أن كان يلامس 120 دولارا مطلع الحرب الروسية الأوكرانية.. أليس ذلك مؤشرا جيدا؟
إجمالى إيرادات الدولة، حققت نموا تجاوز 42 ٪ خلال أول شهرين من العام المالى الحالى أى يوليو وأغسطس، بقيمة نمو 70 مليار جنيه وإجمالى 294 مليار جنيه، غالبيتها من الضرائب.. أليس ذلك مؤشرا جيدا؟
أما إذا كان رئيس الوزراء يقصد تطبيق إجراءات ترشيدية على الحكومة ووضع رؤية شاملة لاستغلال موارد الدولة المتاحة، فليفعل وأهلا به.
غالبية الناس يعيشون حقا اقتصاد حرب، وهم صابرون مكتفون بقوت يومهم، وبعضهم لا يذوق اللحم إلا مرة فى الشهر وربما لا يأكله إلا فى موائد الأفراح، وآخرون منعوا أولادهم من الانتظام فى المدارس لتوفير ثمن الساندويتشات، وتوقفوا عن شراء ملابس جديدة إلا فى الأعياد.
هناك آخرون مرضى، أثقلهم البحث عن الدواء الناقص، أو أثقلهم أسعار الدواء الحاضر.. فكلاهما يعيش المر.
مر المرض، ومر نقص الدواء، ومر أسعار الدواء، ومر الشكوى.
الناس تتألم، وتحتاج إلى من يحقق لها انفراجة معيشية، لا من ينذرها بمزيد من الضغوط ومزيد من الألم.
والأسواق أكثر حساسية لتصريحات رجال الدولة، ولذلك فالصمت غالبا من ذهب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيس الوزراء اقتصاد حرب الأوضاع الاقتصادية الصعبة أسعار النفط الحرب الروسية الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

مفكر: الاقتصاد الرقمي طوق النجاة لمستقبل مصر وتحقيق التحول نحو اقتصاد المعرفة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور منجي علي بدر، المفكر الاقتصادي، أن الاقتصاد الرقمي يمثل طوق النجاة للدول في العصر الحديث، لكنه في الوقت ذاته يحمل فرصًا وتحديات، مشيرًا إلى ضرورة الاستعداد الجيد لضمان تحقيق أقصى استفادة منه.
وأوضح "بدر" أن العالم يشهد تحولًا من اقتصاد الموارد الطبيعية إلى اقتصاد المعرفة، حيث لم تعد الثروات الطبيعية وحدها كافية لتحقيق الازدهار، بل أصبحت الدول الغنية هي التي تمتلك شبابًا قادرًا على التعامل مع الذكاء الاقتصادي والشمول المالي. 
ونوه بأن مصر تمتلك ميزة ديموغرافية كبيرة، حيث يشكل الشباب 65% من إجمالي السكان، مما يمنحها فرصة تاريخية غير مسبوقة لتحقيق التقدم الاقتصادي.
وأشار إلى أن مصر استثمرت بشكل كبير في البنية التحتية الرقمية، مشددًا على ضرورة مواصلة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات جديدة وتحسين الأطر التشريعية لمواكبة التطورات العالمية.
 

مقالات مشابهة

  • حزب المصريين الأحرار ناعيًا الدكتور القس ثروت قادس: فقدنا سفيرًا شعبيًا في قلب أوروبا
  • أسباب تجعل مسكنات الألم غير فعالة
  • اقتصاد غزة بين النهوض والانهيار
  • عقار روسي جديد لإنقاص الوزن بفعالية
  • خبيرة اقتصاد: مصر بوابة رئيسية لمستقبل الطاقة ومركز جاذب للاستثمارات
  • كم هي كلفة الحرب وكيف تؤثر على اقتصاد الاحتلال؟.. 88 مليون دولار يوميا
  • ما هي كلفة الحرب وكيف تؤثر على اقتصاد الاحتلال؟.. 88 مليون دولار يوميا
  • نمو اقتصاد إسرائيل دون المتوقع تحت ضغط الحرب على غزة
  • أستاذ اقتصاد: مصر أصبحت مركزا إقليميا لتبادل الطاقة
  • مفكر: الاقتصاد الرقمي طوق النجاة لمستقبل مصر وتحقيق التحول نحو اقتصاد المعرفة