بوابة الوفد:
2024-10-14@20:27:10 GMT

اقتصاد «اللاحرب»

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

تحتاج الشعوب إلى من يطمئنها، لا من يزرع الهلع فى قلوبها، ولعل قسوة تصريح الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، عن أنه «لو حدثت تطورات حرب إقليمية سندخل فيما يسمى اقتصاد حرب»، كانت كافية بإثارة موجة من الرفض لهذا التصريح غير السياسى وغير الاقتصادى أيضا.
لم يعد لدى القاعدة العريضة من الشعب ما يسمح لها بشراء ما فوق سلع اقتصاد الحرب.


فالناس منهكون فى تدبير قوت يومهم، ويعيشون فى اقتصاد حرب فعلا، ويقدرون أن الحرب على مصر هى حرب صامتة، لاتحتاج إلى إعلان.. لكنها أيضا لا تحتاج إلى مزيد من تعميق الجرح.
مهمة الدكتور مدبولى ليست بث الذعر فى الأسواق، أو تأكيد الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها الناس، وإخبارهم أنهم ربما مقبلون على أوضاع أصعب بينما هم يعيشون الصعب فعلا كل يوم.
وإذا كان الدكتور مدبولى يقصد من اقتصاد الحرب اتخاذ «إجراءات ترشيدية»، فإن غالبية الشعب يعيش إجراءات ترشيدية منذ أن قفز التضخم لمعدلات غير مسبوقة كان أكثرها هدوءا فوق 25% أغسطس الماضى وفوق 39 % أغسطس 2023، وبالطبع الجميع يعرف إلى أين وصلت الأسعار؟ وأين كان الدولار وإلى أين وصل؟
وإذا كان الدكتور مدبولى يقصد تأثر سلاسل الإمداد، فسلاسل الإمداد لم تتعافى حتى الآن من تبعات «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، والمواجهات الاقتصادية بين الصين وأمريكا.. ولينظر إلى حركة الحبوب والزيوت والرقائق الالكترونية حول العالم.
لماذا نركز على أسعار النفط؟
النفط الآن بسعر 77,5 دولار لبرميل برنت، بعد أن كان يلامس 120 دولارا مطلع الحرب الروسية الأوكرانية.. أليس ذلك مؤشرا جيدا؟
إجمالى إيرادات الدولة، حققت نموا تجاوز 42 ٪ خلال أول شهرين من العام المالى الحالى أى يوليو وأغسطس، بقيمة نمو 70 مليار جنيه وإجمالى 294 مليار جنيه، غالبيتها من الضرائب.. أليس ذلك مؤشرا جيدا؟
أما إذا كان رئيس الوزراء يقصد تطبيق إجراءات ترشيدية على الحكومة ووضع رؤية شاملة لاستغلال موارد الدولة المتاحة، فليفعل وأهلا به.
غالبية الناس يعيشون حقا اقتصاد حرب، وهم صابرون مكتفون بقوت يومهم، وبعضهم لا يذوق اللحم إلا مرة فى الشهر وربما لا يأكله إلا فى موائد الأفراح، وآخرون منعوا أولادهم من الانتظام فى المدارس لتوفير ثمن الساندويتشات، وتوقفوا عن شراء ملابس جديدة إلا فى الأعياد.
هناك آخرون مرضى، أثقلهم البحث عن الدواء الناقص، أو أثقلهم أسعار الدواء الحاضر.. فكلاهما يعيش المر.
مر المرض، ومر نقص الدواء، ومر أسعار الدواء، ومر الشكوى.
الناس تتألم، وتحتاج إلى من يحقق لها انفراجة معيشية، لا من ينذرها بمزيد من الضغوط ومزيد من الألم.
والأسواق أكثر حساسية لتصريحات رجال الدولة، ولذلك فالصمت غالبا من ذهب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيس الوزراء اقتصاد حرب الأوضاع الاقتصادية الصعبة أسعار النفط الحرب الروسية الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

مدبولى: 2.4 مليار شخص فى 2022 يواجهون انعدام الأمن الغذائى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين المياه وتغير المناخ، حيث يؤثر الأخير على موارد المياه بطرق متعددة ومعقدة.

 وأوضح خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة السابع للمياه أن تغير المناخ يؤدي إلى تقلبات في أنماط سقوط الأمطار وارتفاع مستويات سطح البحر، مما يزيد من حدة شح المياه ويعزز المخاطر المرتبطة بالظواهر الجوية مثل الفيضانات والجفاف.

وأشار مدبولي إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يعطل دورة المياه، مما يسبب تداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة على المجتمعات.

 ولفت إلى أن عدد الأشخاص الذين واجهوا انعدام الأمن الغذائي من المعتدل إلى الشديد بلغ 391 مليون شخص في عام 2019، وارتفع بشكل مقلق ليصل إلى 2.4 مليار شخص في عام 2022، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • مصر.. خسائر 1.2 مليار دولار في البورصة بعد تصريحات عن اقتصاد الحرب وتوترات المنطقة
  • لوفيغارو: اقتصاد إسرائيل يعاني بسبب حرب غزة
  • ‏صحيفة لندنية: مصر تهيّئ المواطنين لاقتصاد الحرب تحسبًا لانفلات إقليمي
  • عاجل| تخوفات الدخول في اقتصاد الحرب يكبد البورصة المصرية خسائر 47 مليار جنيه
  • مدبولى: 2.4 مليار شخص فى 2022 يواجهون انعدام الأمن الغذائى
  • زياد بهاء الدين: استخدام مصطلح اقتصاد الحرب في مصر ليس موفقًا
  • ماذا يعني حديث رئيس وزراء مصر عن اقتصاد الحرب؟.. رصد للإجراءات والنتائج والتبعات
  • فوربس: استمرار الحرب يدفع اقتصاد إسرائيل لمزيد من الخسائر
  • هل سيتغير سعر الصرف حال اتخاذ الحكومة إجراءات اقتصاد الحرب؟