تحتاج الشعوب إلى من يطمئنها، لا من يزرع الهلع فى قلوبها، ولعل قسوة تصريح الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، عن أنه «لو حدثت تطورات حرب إقليمية سندخل فيما يسمى اقتصاد حرب»، كانت كافية بإثارة موجة من الرفض لهذا التصريح غير السياسى وغير الاقتصادى أيضا.
لم يعد لدى القاعدة العريضة من الشعب ما يسمح لها بشراء ما فوق سلع اقتصاد الحرب.
فالناس منهكون فى تدبير قوت يومهم، ويعيشون فى اقتصاد حرب فعلا، ويقدرون أن الحرب على مصر هى حرب صامتة، لاتحتاج إلى إعلان.. لكنها أيضا لا تحتاج إلى مزيد من تعميق الجرح.
مهمة الدكتور مدبولى ليست بث الذعر فى الأسواق، أو تأكيد الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها الناس، وإخبارهم أنهم ربما مقبلون على أوضاع أصعب بينما هم يعيشون الصعب فعلا كل يوم.
وإذا كان الدكتور مدبولى يقصد من اقتصاد الحرب اتخاذ «إجراءات ترشيدية»، فإن غالبية الشعب يعيش إجراءات ترشيدية منذ أن قفز التضخم لمعدلات غير مسبوقة كان أكثرها هدوءا فوق 25% أغسطس الماضى وفوق 39 % أغسطس 2023، وبالطبع الجميع يعرف إلى أين وصلت الأسعار؟ وأين كان الدولار وإلى أين وصل؟
وإذا كان الدكتور مدبولى يقصد تأثر سلاسل الإمداد، فسلاسل الإمداد لم تتعافى حتى الآن من تبعات «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، والمواجهات الاقتصادية بين الصين وأمريكا.. ولينظر إلى حركة الحبوب والزيوت والرقائق الالكترونية حول العالم.
لماذا نركز على أسعار النفط؟
النفط الآن بسعر 77,5 دولار لبرميل برنت، بعد أن كان يلامس 120 دولارا مطلع الحرب الروسية الأوكرانية.. أليس ذلك مؤشرا جيدا؟
إجمالى إيرادات الدولة، حققت نموا تجاوز 42 ٪ خلال أول شهرين من العام المالى الحالى أى يوليو وأغسطس، بقيمة نمو 70 مليار جنيه وإجمالى 294 مليار جنيه، غالبيتها من الضرائب.. أليس ذلك مؤشرا جيدا؟
أما إذا كان رئيس الوزراء يقصد تطبيق إجراءات ترشيدية على الحكومة ووضع رؤية شاملة لاستغلال موارد الدولة المتاحة، فليفعل وأهلا به.
غالبية الناس يعيشون حقا اقتصاد حرب، وهم صابرون مكتفون بقوت يومهم، وبعضهم لا يذوق اللحم إلا مرة فى الشهر وربما لا يأكله إلا فى موائد الأفراح، وآخرون منعوا أولادهم من الانتظام فى المدارس لتوفير ثمن الساندويتشات، وتوقفوا عن شراء ملابس جديدة إلا فى الأعياد.
هناك آخرون مرضى، أثقلهم البحث عن الدواء الناقص، أو أثقلهم أسعار الدواء الحاضر.. فكلاهما يعيش المر.
مر المرض، ومر نقص الدواء، ومر أسعار الدواء، ومر الشكوى.
الناس تتألم، وتحتاج إلى من يحقق لها انفراجة معيشية، لا من ينذرها بمزيد من الضغوط ومزيد من الألم.
والأسواق أكثر حساسية لتصريحات رجال الدولة، ولذلك فالصمت غالبا من ذهب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء اقتصاد حرب الأوضاع الاقتصادية الصعبة أسعار النفط الحرب الروسية الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
رؤساء تنفيذيون: قفزات كبيرة في نمو اقتصاد المبدعين
دبي: «الخليج»
سلطت جلسة «إطلاق منتجات المبدعين بمليارات الدولارات»، ضمن فعاليات قمة المليار متابع، الضوء على التحولات الكبرى في اقتصاد المبدعين، حيث ناقش رؤساء تنفيذيون أبرز الاتجاهات في تجارة المبدعين وبناء أعمال مستدامة ومستقلة.
وتحدثت جين بلاندوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشبكة «فيميل فيوجن»، عن دور النساء في ريادة الأعمال ضمن اقتصاد المبدعين، وقالت: «نشهد اليوم عصراً جديداً تبرز فيه النساء كمبدعات ورائدات في بناء أعمال مستقلة تعتمد على المجتمعات والتواصل الفعّال».
وأشارت إلى أن رحلتها مع شبكة «فيميل فيوجن» بدأت كمجموعة على فيسبوك تقدم النصائح والمشورة المجانية لرائدات الأعمال حول العالم، ومع تزايد الطلبات، قررت تحويل المبادرة إلى نموذج مدفوع يعتمد على الاشتراكات الشهرية والسنوية، ما أسهم في جعل المشروع أكثر استدامة وفاعلية.
وقالت: إن المنتجات الرقمية، مثل: الدورات التدريبية والمحتوى المدفوع، توفر فرصاً كبيرة لتحقيق الأرباح بهوامش عالية نظراً لعدم وجود تكاليف للمخزون أو الشحن.
من جهته، تحدث مارك فينز المؤسس والرئيس التنفيذي لقناة «بريف ويلدرنيس»، عن اللحظة التي أدرك فيها أن دور المبدع يمكن أن يتحول إلى مشروع تجاري متكامل، وقال: إن التفاعل المباشر مع الجمهور وإنشاء روابط مستدامة هما المحرك الرئيسي لاقتصاد المبدعين. وأشار فينز إلى أن المصداقية هي الأساس لنجاح أي منتج، ما دفعه إلى التوقف عن بيع منتجات لا تتماشى مع قيم علامته التجارية.
بدوره، أوضح أحد خان الرئيس التنفيذي لشركة «كاجابي»، أن تنويع مصادر الدخل هو المفتاح لتحقيق الاستدامة الاقتصادية للمبدعين، وقال: إن الاعتماد على منصة واحدة لم يعد كافياً، وأن المبدعين الناجحين هم من يوسعون نطاق دخلهم ليشمل التجارة الرقمية، والشراكات المتعددة.
وأشار إلى أن الاقتصاد الإبداعي ينمو بوتيرة سريعة، حيث أصبح المبدعون أكثر احترافية في إدارة أعمالهم، وشدد على أهمية المزج بين المنتجات الرقمية والمادية لتحقيق تنويع واستقرار مالي أكبر.