بوابة الوفد:
2024-10-14@20:27:49 GMT

جائحة طائفية

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

الواقع المرير الذي نعيشه ـ منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى الآن ـ حيث حرب الإبادة «الإسرائيلية»، في غزة، ثم انتقالها بكل وحشية إلى لبنان، ربما لم تكن آثاره الهمجية والكارثية المدمرة كافية، حتى يستفيق العرب والمسلمون ـ قادة وشعوبًا ـ على قلب رجل واحد، نُصرة للإنسانية والحق والعدل.
بالطبع لا يمكننا توصيف ما يحدث من قصف وحشي ودمار هائل، أو رصد دقيق لأعداد الشهداء والجرحى والمفقودين، لأن آلة القتل «الصهيونية» مستمرة في الإبادة، بدعم «أمريكي ـ غربي» استثنائي، وصمت عربي وإسلامي مخزٍ، فاق حدود سياسة النَّفَس الطويل، والصبر الاستراتيجي، والعقلانية!
اللافت أن هذا الوضع البائس والكارثي، خلق جائحة جديدة من حالة تفشي التطرف والغباء والجهل، لبعض المؤلفة مواقفهم من السفهاء «أدعياء الدين»، الذين يقدمون «خدمات مجانية» لـ«الصهاينة»، بإشعال النَّعرات المذهبية والطائفية، وتأجيج العداوة والبغضاء بين المسلمين!
هذا «المِزاج» الطائفي البغيض، الذي ظهر فجأة، بعد سبات عميق ـ استمر عامًا كاملًا ـ وعندما استفاق، استلَّ سَيْفَ العداوة والبغضاء لتشتيت الوِحدة والكلمة، وإحداث الفوضى والفتنة، ليس «انتصارًا لدين الله»، أو دفع الظلم والظالمين، أو نُصرةً للمستضعفين، وإنما إفساد في الأرض وتفريق للأمة، وإحداث اختراق في صفوفها.


هؤلاء الطائفيون، الذين تحكمهم نوازعهم الخبيثة وأيديولوجيتهم العقيمة، بـ«شطحاتهم العقائدية»، في معارك مصيرية، يعبرون عن خللٍ فكريٍّ يتنافى مع الفِطرة السَّوِيَّة، لتغييب الوعي وتسطيح العقول، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالموروثات التاريخية، ليجتهدوا في سلب ما لدى الناس من فضائل فِطرية، ومنحِهم مزيدًا من الغباء والجدل وسوء الظن.
يقينًا، ربما لا يُدرك هؤلاء «التكفيريون» أن المبادئ لا تتجزأ، وأن الإنسانية لها مدلول واحد، أمَّا تصنيف «المقاومين» بحسب معتقدِهم أو انتماءاتهم أو حتى أيديولوجياتهم، فهو عار وحماقة وجهل ونفاق، لا يليق بإنسان.. وبالطبع المسلم.
نعتقد أنه آن الأوان لتجريم ما ينطق به هؤلاء الظلاميون ـ الذين يستهدفون وحدة الأوطان، بعد أن نُزِعَ الإيمان من قلوبهم ـ حتى لا تختلط الأوراق، وتشيع الفتنة بين الناس، كما يجب استبعاد «عقلية التخاصم» و«حُمَّى التاريخ» في ثقافتنا العربية والإسلامية، لأن المسألة ـ برأينا ـ ليست عقائدية أو تعبدية، بقدر ما هي قضية سياسة وذاكرة تاريخية.. ووجود اختلافات في بعض التفاصيل الفرعية بين السنة والشيعة، لا يجب أن يكون مدعاة لإثارة النِّزاع الطائفي وتأليبًا للأحقاد.
أخيرًا.. نقول لـ«مانحي» صكوك الجنة والنار: كفاكم أحقادًا، يجب ألا يتحول الاختلاف الديني «المشروع» إلى «فتنة مقدسة»، لأنها ستحوِّل الصراع بين ظالمٍ ومظلومٍ إلى قتال بين ظالمَيْن، فلا تخافوا من فقدان أماكنكم في الجنة إذا زاد عدد ساكنيها، ففيها بقدرة الله ورحمته متسعٌ لجميع المسلمين.
فصل الخطاب:
العقول الفارغة والهَشَّة تنساقُ وراء أيديولوجيات عقيمة، تستسيغ تصدير الجهل والكراهية والتحريم.. والتكفير.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التيار السلفي الشيعة والسنة محمود زاهر الفتنة الطائفية المذاهب الإسلامية طوفان الأقصى الإبادة الإسرائيلية جنوب لبنان الضاحية الجنوبية المقاومة حزب الله بنيامينا قصف حيفا الغزو البري لجنوب لبنان

إقرأ أيضاً:

تدريب طلاب الجامعات حول الإعاقات النمائية والتعريف باضطراب طيف التوحد

بدأت جمعية التقدم بتنظيم زيارات دراسية عملية موجهة لطلاب الكليات المختلفة، لتوفير منصة تعريفية شاملة لطلاب الجامعات حول احتياجات الأفراد المشخصين بهذه الإعاقات، مما يساعدهم في تعلم كيفية التعامل معهم بفعالية في مساراتهم المهنية المستقبلية، وقد استقبل المركز مؤخراً أول مجموعة من طلاب كلية الطب بجامعة نيو جيزة لهذا العام الدراسي.
وتُعَدُّ هذه المعرفة ضرورية في مجالات متعددة، حيث يواجه الطلاب تحديات في فهم طبيعة هذه الإعاقات وطرق الدعم المطلوبة.

وانضم هؤلاء الطلاب إلى برنامج تدريبي مخصص لطلاب الصف الثاني، والذي يهدف إلى تعزيز معرفتهم باضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى تزويدهم بالمعرفة اللازمة حول كيفية التعامل مع الأفراد الذين تم تشخيصهم بهذا الاضطراب.

ويعمل البرنامج على تعزيز المهارات الأكاديمية والعملية للطلاب، مما يسهم في إعداد جيل جديد من الأطباء المتخصصين القادرين على تقديم الدعم اللازم للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد في المستقبل.

علاوة على ذلك، تواصل الجمعية التعاون الفعال مع كلية العلوم الإنسانية بالجامعة البريطانية في مصر، حيث بدأ طلاب الصف الرابع بقسم علم النفس في حضور تدريبات عملية بمركز التقدم. تركّز هذه التدريبات على فهم التدخلات التأهيلية المختلفة المرتبطة باضطراب طيف التوحد والإعاقات النمائية المشابهة.

ويهدف هذا التدريب إلى تزويد الطلاب بفهم عميق لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك اضطراب طيف التوحد، والإعاقات النمائية الأخرى، والإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم.

ويعد  استمرار التعاون بين جمعية التقدم والجامعات المصرية استثماراً أساسياً في إعداد جيل مؤهل من المتخصصين في مجالاتهم المختلفة. سيعمل هؤلاء المتخصصون على تقديم الدعم المطلوب للأشخاص ذوي الإعاقة، مما يعزز من قدرة هؤلاء الأفراد على التفاعل والمشاركة الفعالة في المجتمع. من خلال هذه الجهود البارزة، تسعى الجمعية إلى خلق مجتمع أكثر شمولاً ودمجاً، ويؤكد ذلك على التزامها العميق بمسؤوليتها الاجتماعية في دعم وتمكين الأفراد ذوي الإعاقة.

مقالات مشابهة

  • تدريب طلاب الجامعات حول الإعاقات النمائية والتعريف باضطراب طيف التوحد
  • نوايه بتسند الزير
  • حسبو البيلي: السجمانيين
  • تنفيذي بحري يوفر إحتياجات المواطنين الذين تم إجلاءهم من الحلفايا الى أم القرى
  • مقتدى الطائفي يرحب بـ”ضيوف العراق”من أسر منتسبي حزب الله اللبناني
  • ‏البكيري: سالم الدوسري من اللاعبين الذين يُضرب بهم المثل .. فيديو
  • تعرف على المسؤولين الأمريكيين الذين تخطط إيران لاغتيالهم
  • أجمل الأدعية: هدايا من القلب للأحباء الذين رحلوا
  • ‏السابعُ من أُكتوبر.. علامةٌ فارقةٌ بين أهل الإيمان والكفر