حكايات لا تعرفها عن الشيخ حسن نصرالله
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
أبوه قال له: مهنة الشيخ مابتوكلش عيش!!
غيابه عن الساحة اللبنانية بعدما نجح العدو الإسرائيلى فى اغتياله مع غيره من قادة حزب الله له آثاره البعيدة المدى ليس على لبنان وحده بل وعلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها..
وهذا ما يؤكده الجميع سواء المتعاطفون معه أو الكارهون له!!
وعشرات ومئات المقالات تحدثت عن الشيخ «حسن نصرالله» بعد اغتياله مع رفاقه رحمهم الله جميعًا، وأردت البحث عن جديد لأقدمه لحضرتك فلم أجد غير الرجوع إلى أقواله القديمة خاصة وهو يتحدث عن نشأته،
وقد وجدت بالفعل أكثر من مفاجأة.
وأولى هذه المفاجآت كما قال ذات مرة: نشأت فى أسرة متدينة ولكن ليس فى بيتنا شيخ!!
ولم يكن عندى أى أقارب سلكوا هذا المسلك حتى أتأثر بهم.
وعن موقف والده من اتجاهه الدينى قال بصراحة لم يكن موافقًا!!
وحجته كما قال: «الشيخ مابيوكلش عيش».. يعنى هذه المهنة لن يتكسب منها، والأفضل أن يبحث له عن عمل آخر.. وتمنى والدى أن أصبح طبيبًا.. ولا أنسى أبدًا عندما كان عمرى لا يتجاوز عشر سنوات ووالدى يحملنى على ظهره ويطوف بى على الأطباء لأننى كنت مريضًا ولا أحد يعلم السبب.
والحمد لله ربنا شفانى بعد تشخيص الداء بطريقة صحيحة ورعاية أهلى.
وعندما سألوه عن أسرته أجاب: نحن أصلًا من جنوب لبنان بالقرب من مدينة «صور»، وأهل والدى ينتمون إلى قرية هناك تدعى «البازورية» وهى مثل غيرها من القرى يسودها الإهمال فاضطرت أسرة أبى إلى النزوح للعاصمة «بيروت» وسكنوا بمنطقة «الكارنتينا».. وامتلك والدى واسمه «عبدالكريم» محلًا للبقالة يعمل فيه منذ الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من الليل ليعول أسرته الصغيرة.. الكبيرة فى العدد فنحن عشرة إخوة وأنا أكبرهم.
وكانت أمى تساعده أحيانًا خاصة فى المواسم والأعياد، وأمى رحمها الله أسمها «نهدية» -تنطق بالنون- وهى من الأسماء النادرة فى لبنان.
(ملحوظة من عندي) توفيت خلال العام الحالى قبل استشهاد ابنها بوقت قصير.
ويلفت «رحمه الله» النظر إلى المنطقة التى أقام فيها أيام طفولته وشبابه وهى «الكارنتينا» جنوب بيروت كانت تضم كل الطوائف اللبنانية من مسلمين ومسيحيين وأكراد وأرمن وحتى البدو الذين يسمونهم عرب المسلخ.. لكن جاءت الحرب الأهلية اللبنانية وفرقت هذا الجمع، وانغلقت كل طائفة على نفسها وهذا أمر يؤسف له جدًا.
وسأله أحد الصحفيين مرة سؤالًا غريبًا: وكيف استطاع والدك السيطرة على هذا الجيش من أبنائه العشرة.. هل كان يضربهم؟
أجاب: كان طويل البال علينا جدًا، وصبور.. وتوجيهاته فى تربيتنا صارمة، فإذا لم تفلح لجأ إلى الضرب فى آخر المطاف، وعندما يضربك لا يمكنك أن تنسى العلقة التى تناولتها منه!! فهى بمثابة تجميع لكل أخطائك السابقة فى علقة واحدة!!
وكان فى بيتنا تقاليد..
أذكر أبى وأعمامى يقفون أمام جدى عندما كان يؤنبهم، ولا يتجرأ أحد أن يرد عليه، وكان أبى يحرص على تقبيل يد جدى كلما التقى به ولو قابله عدة مرات فى اليوم فلا بد أن يتناول يده ويقبلها.
وعندما سألوه عن أسباب تسمية أبنائه الذكور باسم «محمد»، أجاب: هذا رد عملى على من يحاول دق إسفين بين أهل السنة والشيعة نقول لهم كل أبناء الشيخ «حسن نصرالله» أسماؤهم «محمد».
وفى الحلقة القادمة بإذن الله علماء الشيعة الذين تأثر بهم، وكذلك رحلته المثيرة إلى العراق، وكان هدفها الدراسة لكنها انتهت بهروبه من هناك!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد عبدالقدوس الساحة اللبنانية
إقرأ أيضاً:
بين دفتين كتاب حكايات شعبية كورية.. نافذة على التراث والثقافة الكورية
تُعد الحكايات الشعبية جزءًا لا يتجزأ من تراث أي أمة، إذ تعكس قيمها ومعتقداتها وطريقة تفكير شعبها عبر العصور. ومن بين الثقافات الغنية بالقصص والأساطير، تبرز الحكايات الكورية التي تحكي قصصًا عن الحكمة، الخير، الشر، والصراع بين الإنسان والطبيعة. في هذا السياق، يأتي كتاب "حكايات شعبية كورية"، الذي يقدّم مجموعة من القصص الكورية التقليدية مترجمة إلى العربية، ليكون جسرًا ثقافيًا ممتعًا بين الثقافة الكورية والقارئ العربي.
صدر هذا الكتاب عن منشورات ذات السلاسل، وهي دار نشر كويتية معروفة بإصداراتها المتميزة في مختلف المجالات الأدبية والثقافية. وقامت بترجمته إلى العربية فضة عبد العزيز المعيل، حيث عملت على نقل هذه القصص بأسلوب سلس يراعي روح النص الأصلي، مما يتيح للقارئ العربي فرصة الاستمتاع بالحكايات الكورية بطابعها الأصيل.
يضم الكتاب مجموعة من القصص الشعبية القصيرة التي تعكس روح الثقافة الكورية وتقاليدها العريقة. بعض هذه الحكايات تدور حول العلاقات الاجتماعية، بينما تركز أخرى على العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وبعضها يحمل طابعًا أسطوريًا يرتبط بالمعتقدات القديمة في كوريا. تتنوع الشخصيات في هذه القصص بين البشر والحيوانات والكائنات الخارقة للطبيعة، مما يجعلها ممتعة وغنية بالخيال. الحكايات الشعبية ليست مجرد قصص تروى للتسلية، بل تحمل في طياتها رسائل تربوية وأخلاقية تهدف إلى غرس القيم في نفوس الأجيال الجديدة. من خلال هذه الحكايات، يتعرف القارئ على المبادئ الأساسية التي يؤمن بها المجتمع الكوري، مثل احترام الكبار، أهمية العائلة، الإخلاص، والعمل الجاد. كما أن بعض الحكايات تقدم نقدًا اجتماعيًا ذكيًا يعكس التحولات التي مرت بها المجتمعات الكورية عبر التاريخ.
إن أردنا المقارنة بين الحكايات الشعبية الكورية والعمانية فتمثل الحكايات الشعبية الكورية والعمانية تراثًا غنيًا يعكس تقاليد ومعتقدات كل مجتمع. ومع ذلك، هناك بعض الفروقات والسمات المشتركة بينهما، حيث اذا تحدثنا عن الطابع الأخلاقي والتعليمي فالحكايات الكورية غالبًا ما تركز على أهمية الذكاء، الصبر، والعمل الجاد، بينما تتناول الحكايات العمانية دروسًا حول الشجاعة، الأمانة، والإيثار، مع ارتباط قوي بالموروث الديني والتقاليد العمانية. و عند وصف البيئة والسياق، تعكس الحكايات الكورية بيئة الغابات والجبال والعلاقات بين الإنسان والطبيعة، بينما تميل الحكايات العمانية إلى تصوير حياة البحر والصحراء، مما يعكس طبيعة الجغرافيا العمانية. أما بالنسبة للعناصر الأسطورية في الحكايات الكورية، فتلعب الكائنات الخارقة للطبيعة مثل الثعالب ذات الذيل التسعة (Gumiho) والتنانين أدوارًا بارزة، بينما في الحكايات العمانية، يظهر الجن، السحر، والحيوانات المتكلمة بشكل متكرر. واخيراً تشترك الحكايات في تقديم رسائل أخلاقية وتعليمية، لكن الحكايات العمانية غالبًا ما تعكس المجتمع القبلي وقيم الكرم والشجاعة، في حين تسلط الحكايات الكورية الضوء على احترام التقاليد والعلاقات الاجتماعية.
يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة إلى المكتبة العربية، إذ يفتح نافذة جديدة على الأدب الشعبي الآسيوي، الذي لا يحظى بالكثير من التغطية في العالم العربي مقارنة بالأدب الأوروبي أو الأمريكي. من خلال هذه الحكايات، يستطيع القارئ العربي فهم الجوانب الثقافية والفكرية للمجتمع الكوري، مما يسهم في تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب.
إضافةً إلى ذلك، فإن ترجمة هذا الكتاب إلى العربية تسهم في نشر الثقافة الكورية وتعريف العرب بها بعيدًا عن الصورة النمطية التي قد تقدمها وسائل الإعلام. فالقصص الشعبية تعكس الحياة اليومية والمعتقدات الحقيقية للمجتمع الكوري، مما يجعلها مصدرًا قيمًا لفهم هذه الثقافة بعمق. إذا كنت من محبي القصص الشعبية والأساطير، فإن هذا الكتاب سيأخذك في رحلة ممتعة عبر الزمن، حيث ستتعرف على شخصيات مثيرة وأحداث مشوقة تحمل معاني عميقة. كما أن أسلوب الترجمة البسيط والممتع يجعله مناسبًا للقراء من مختلف الأعمار، سواء كانوا باحثين عن المتعة الأدبية أو الراغبين في التعرف على الثقافة الكورية بطريقة غير تقليدية.
يمثل كتاب "حكايات شعبية كورية" إضافةً نوعيةً إلى مجال الترجمة الأدبية، حيث يتيح للقارئ العربي فرصة لاستكشاف عالم جديد من القصص والأساطير التي تعكس جوهر الثقافة الكورية. إنه ليس مجرد كتاب للقراءة، بل هو جسر يربط بين حضارتين، ويدعو القارئ إلى الغوص في عالم الخيال الشعبي الكوري الغني بالدروس والعبر. لذا، إذا كنت تبحث عن قراءة ممتعة تحمل في طياتها قيمًا إنسانية وثقافية، فإن هذا الكتاب هو الخيار الأمثل لك.