ماذا يعني بناء حي استيطاني مكان أونروا بالقدس؟
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
القدس المحتلة- بدأ استهداف ومحاولة إنهاء وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عام 2017 عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن القدس بشطريها الغربي والشرقي عاصمة موحدة لإسرائيل، لكن حملة التحريض الإسرائيلية على الوكالة الدولية تكثفت منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووصل الحال الآن إلى مصادقة لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، قبل أيام، على مشروع قانون قطع العلاقات بين إسرائيل وأونروا، وعلى اتخاذ "سلطة أراضي إسرائيل" خطوة ببناء 1440 وحدة سكنية مكان مقر الوكالة في حي الشيخ جرّاح بالقدس، وفق ما أعلنته وسائل إعلام عربي الخميس الماضي.
وحاولت الجزيرة نت الحصول على تعقيب من الوكالة على قرار الاستيلاء على مقرها والأرض المقام عليها، فجاءت الإجابة أنها سمعت عن القرار من وسائل الإعلام.
في حين قد بادر إلى قانون قطع العلاقة مجموعة من أعضاء الكنيست وهم يوليا مالينوفسكي من حزب "إسرائيل بيتنا" ودان إيلوز وحانوخ ميليبتزكي من حزب "الليكود"، ورون كاتس من حزب "هناك مستقبل".
وبمجرد المصادقة على القانون بالقراءتين الثانية والثالثة في الكنيست فإن إسرائيل ستلغي الوضع الدبلوماسي للوكالة وموظفيها وهذا سيلغي بدوره الحصانة والمزايا الضريبية، كما سيقطع قنوات التواصل بين مسؤولي أونروا والمسؤولين الإسرائيليين.
ويقع مقر أونروا الرئيسي والذي من المقرر إقامة مستوطنة مكانه في حي الشيخ جراح المقدسي، وبُني على أرض تقدر مساحتها بعدة دونمات (الدونم يساوي ألف متر مربع).
ويتبع الوكالة الدولية في محافظة القدس مخيمان للاجئين هما مخيم شعفاط شرقي المدينة وتأسس عام 1965 ويضم ما يقارب 16 ألفا و419 لاجئا مسجلا في سجلات الوكالة، ومخيم قلنديا للاجئين شمالي المدينة والذي تأسس عام 1949، ويضم نحو 16 ألفا و344 لاجئا مسجلا وفقا لبيانات موقع أونروا الإلكتروني.
كما يدرس نحو 1800 طالب مقدسي على مقاعد 6 مدارس تتبع أونروا في المدينة المقدسة، بالإضافة إلى أن عددا كبيرا من اللاجئين المسجلين يتلقون الخدمات الطبية المجانية في عيادة الوكالة في البلدة القديمة بالقدس.
خبير الخرائط والاستيطان خليل التفكجي قال في مستهل حديثه للجزيرة نت إن مقر الوكالة في الشيخ جرّاح يقع مباشرة على خط الهدنة المعروف بالخط الأخضر الفاصل بين حدود عامي 1948 و1967.
وأوضح أن الأرض صُدرت إبان الانتداب البريطاني من عائلة الجاعوني "للمصلحة العامة"، واستخدمت كمركز للشرطة آنذاك، وعندما أصبحت المنطقة تحت السيادة الأردنية ظلّت مصنفة كأملاك دولة وتديرها خزينة المملكة الهاشمية، وتسلمتها أونروا عام 1950.
وحول خطوة بناء 1440 وحدة استيطانية مكان المقر الواقع في الشيخ جراح، قال التفكجي إن ذلك يندرج ضمن سياسة إسرائيلية واضحة لحسم الديمغرافيا في القدس بحيث تصبح مدينة ذات أغلبية يهودية وأقلية عربية.
"الاستيلاء على الأرض وبناء مستوطنة هو استكمال للمستوطنات القريبة الموجودة أصلا بدءا من معالوت دفنا مرورا برامات أشكول وليس انتهاء بجفعات همفتار" يضيف التفكجي.
ومن أهداف البناء الاستيطاني على خط الهدنة -وفقا للخبير المقدسي- هو إنهاء هذا الخط بهدف الدمج بين شطري المدينة الغربي والشرقي باعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وهكذا تصبح إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية من المستحيلات.
لكن التفكجي يرى أن الأخطر من ذلك كلّه هو إنهاء قضية اللاجئين وحق العودة بشكل كامل من خلال إنهاء وجود الأونروا كوكالة دولية أُنشئت من أجل ملايين اللاجئين، فهي الجهة التي تُعلم وتعالج وتُشغل ومسؤولة عن كل ما يتعلق بحياة اللاجئين داخل فلسطين وخارجها.
"ضرب الأونروا يعني ضرب أساس القضية الفلسطينية من خلال وصمها بالإرهاب وشطب وجودها الذي لا يختلف على أهميته أحد"، ولا بد من الالتفات إلى أن شبح الاستيطان لا يلاحق المقر الرئيسي في الشيخ جراح بل يطال أيضا مركز التدريب المهني التابع لأونروا والمقام على أراضي بلدة قلنديا شمال القدس.
وفي الرابع عشر من شهر يناير/كانون الثاني الماضي طلب من أونروا دفع دَين بأثر رجعي بقيمة 17 مليون شيكل (نحو 4.5 ملايين دولار) بادعاء إنشاء مبان واستخدامها دون تصريح أو موافقة من سلطة أراضي إسرائيل.
وقال مصدر مطلع في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للجزيرة نت إن كلية تدريب قلنديا هي أول كلية أنشأتها أونروا في فلسطين وكان ذلك عام 1953، على مساحة 88 دونما.
وتقع الكلية شمال القدس مقابل مخيم قلنديا للاجئين، ويقدر عدد طلبتها حاليا بـ270 طالبا، يتوزعون على 14 تخصصا، وتقدم لهم خدمات إضافية كالسكن الداخلي والتمريض والإرشاد والتوعية، وتضم الكلية قسم توجيه وإرشاد مهني لتوجيه الطلبة ومساعدتهم في مجالي التدريب وسوق العمل، ويتراوح عدد الخريجين سنويا بين 250 و300 خريج في كافة التخصصات.
ويعتبر نائب رئيس بلدية الاحتلال أرييه كينغ من أبرز المحرضين على مقر أونروا وموظفيها في القدس، ووصف المقر بـ"قنبلة موقوتة في القدس"، وبمجرد المصادقة قبل أيام على مشروع القانون ضد الوكالة كتب على صفحته في فيسبوك "قريبا حي سكني بدلا من المقر النازي للعدو أونروا".
يذكر أن عشرات المظاهرات نظمها مستوطنون منذ اندلاع الحرب على غزة أمام مقر أونروا في حي الشيخ جراح، كما شاركوا في الاعتداء على هذا المقر من خلال إشعال الحرائق أمامه ومحاولة خلع بوابته الخارجية، وبإطلاق هتافات ورفع لافتات تحريضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات مقر أونروا الشیخ جراح
إقرأ أيضاً:
شكر وتقدير من اللجنة التنفيذية لمبادرة مناصرة اللاجئين السودانيين في مصر للمساهمين والمساهمات في حملة بطاطين الشتاء للسودانيين
شكر وتقدير
الإخوة والأخوات الكرام
المساهمين والمساهمات في حملة بطاطين الشتاء للسودانيين في مصر، التي أطلقتها مبادرة مناصرة اللاجئين السودانيين في مصر.
كل عام وأنتم. وأحبائكم بألف خير
نهدي إليكم خالص آيات التقدير والمحبة والاحترام لكم جميعا فردا فردا، على الدور العظيم الذي قمتم به في دعم المبادرة ماديا ومعنويا، وهذا العطاء الكريم الذي غمرتمونا به، وهو ما يعبر عن الأصالة والاخوة والقيم الإنسانية الرفيعة التي تتمتعون بها.
إن مساهماتكم العظيمة مدت يد العون لألاف من أبناء وطننا وأشاعت الدفء في بيوتهم، فكنتم لهم خير معين، وسنبقى فخورون بكم على الدوام، نرفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالي أن يحفظكم ويبارك فيكم ويفتح لكم أبواب الخير والسعادة، وأن يجعل مساهماتكم في ميزان حسناتكم.
ويسعدنا أن نخبركم أن حملتنا التي استمرت على مدار شهور الشتاء الأربعة في مصر، قد وصلت قرابة عشرة ألاف بطانية لأكثر من ٥ ألاف أسرة، بواقع بطانيتين لكل أسرة في الأغلب الأعم.
وقد قامت المبادرة بالوصول إلى المستفيدين في كل أنحاء مصر، من الإسكندرية وحتى أسوان، وإلى تجمعات السودانيين في كل أنحاء القاهرة والمدن المحيطة بها، وقد راعينا في التوزيع الوصول إلى كل التعدد والتنوع السوداني وإلى كل فئات المجتمع السوداني، ولم نستثن أحدا، وجعلنا الجميع شركاء لنا في المبادرة، التي أشاعت أجواء إيجابية، ونأمل أن تكون نواة لعمل أكبر يوحد شمل السودانيين وكلمتهم في قضايا أكبر.
كما تشرفت المبادرة بالمساهمة بألف دولار كانت النواة لتدشين مبادرة مماثلة لأشقائنا من السودانيين اللاجئين في تشاد.
كما قامت المبادرة بصورة استثنائية بمعالجة أمور بعض الحالات الإنسانية الملحة، وعلى وجه الخصوص تقديم الطعام والدواء والاحتياجات الضرورية للسودانيين الذين تقطعت بهم السبل في أسوان خلال فصل الشتاء.
وإذ نوجه إليكم أيها الكرام والكريمات خالص الامتنان والتقدير، فإننا نعاهدكم على بذل مزيد من الجهد والعمل بجد من أجل كفكفة دموع شعبنا وتضميد جراحه وتكاتف أبنائه معا لعبور هذه المرحلة العصيبة علينا جميعا، والأهم بعث الأمل من أجل غد أفضل أن شاء الله.
اللجنة التنفيذية لمبادرة مناصرة اللاجئين السودانيين في مصر
٢١ فبراير ٢٠٢٥م