أعلنت الحكومة السودانية استعدادها للتفاوض والجلوس مع أي جهة سعياً للسلام العادل، مشترطة في ذلك «الالتزام بأحكام منبر جدة، وتكوين حكومة مدنية متوافق عليها من الطيف السياسي كافة»، ونفت مجدداً قصف مقر سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الخرطوم، وقالت إنها تملك «أدلة» على عدم تعرض المقر لاعتداء من قبلها.



وفي الأثناء، كثف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غاراته وطلعاته الجوية، ملحقاً خسائر فادحة بالمدنيين، بينما ازدادت هجمات قوات «الدعم السريع» في عدد من المناطق.

وقال وزير الخارجية المكلف حسين عوض في مؤتمر صحافي عقد بمدينة بورتسودان الاثنين: «إننا مستعدون للجلوس من أجل السلام، لكن شرطنا الوحيد، هو استصحاب ما توصلنا إليه في منبر جدة».

وأوضح الوزير أن حكومته «تملك الاستعداد للتواصل مع الشعب السوداني بأطيافه وأحزابه كافة، للوصول إلى رؤية واضحة تهيئ الأوضاع للمرحلة المقبلة، وتكوين حكومة مدنية برئاسة رئيس وزراء». وقال: «الحكومة راغبة في ذلك، وصولاً إلى تلاقي الأطراف السودانية السياسية والفئوية والقاعدة الجماهيرية كافة، على أن تكون الحكومة المؤقتة بر أمان يوصل إلى انتخابات تشريعية قومية، يختار فيها الشعب من يمثله، وستكون المؤسسة العسكرية هي الضامن لذلك».

وقال عوض: «سفارة الإمارات هي الوحيدة من بين المقرات الدبلوماسية التي لم تتعرض لها ميليشيا (الدعم السريع)، ولم يطالها تخريب ولا سرقة، كما حدث لبقية المقار الدبلوماسية على يد الميليشيا».

وتعهد الوزير بحماية بعثة دولة الإمارات العربية المتحدة الدبلوماسية في بورتسودان.

ميدانياً، ذكر شهود عيان أن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، شن صباح الاثنين، غارة جوية على بلدة أبو حجار بولاية سنار، أدت لـ«مجزرة جديدة»، حصدت أرواح عشرات الأطفال والنساء وكبار السن، وفي الوقت ذاته، تواصلت هجمات قوات «الدعم السريع» على منطقة حجر العسل بولاية نهر النيل. واتهمت «لجان مقاومة حجر العسل»، قوات «الدعم السريع»، بارتكاب «سلسلة انتهاكات ضد المواطنين، بما في ذلك القتل والنهب».

ودعت المواطنين لإخلاء المنطقة، وقالت في نشرة على منصة «فيسبوك»: «بكل أسف وغصة وألم، ندعو مواطني وسط حجر العسل بالنزوح وإخلاء المنطقة فوراً».

وفي الخرطوم، تواصلت الاشتباكات في محور منطقة المقرن، دون أن يحقق أي من الطرفين اختراقاً كبيراً، وشهدت الحلفايا بمدينة بحري اشتباكات متقطعة يوم الأحد، تخللها قصف مدفعي متبادل، وحافظت قوات الطرفين على مواقعها دون تقدم يذكر.

ونقلت منصات على «فيسبوك»، أبرزها منصة «محمد خليفة» التي تتابع بدقة الأوضاع الميدانية، أن قوات سلاح المدرعات واستمراراً لتقدمها الأيام الماضية، وسعت مناطق سيطرتها في منطقة اللاماب جنوب الخرطوم.

ولم تحدث مواجهات كبيرة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بيد أن قوات «الدعم السريع» واصلت قصف معسكرات الفرقة السادسة التابعة للجيش، بينما واصل الطيران استهداف تجمعات «الدعم السريع» في أطراف المدينة، وعدد من المناطق في العاصمة والولايات.

وعادة يزعم كل من الجيش وقوات «الدعم السريع» استهداف تمركزات بعضهم، لكن «في الغالب» تسقط القنابل والمقذوفات على المواطنين المدنيين، وتحدث خسائر كبيرة في الأرواح والبنى المدنية.

الشرق الأوسط:  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

عضو بمجلس السيادة السوداني: الدعم السريع يتراجع والجيش يسيطر على خطوط الإمداد

قال عضو مجلس السيادة السوداني الفريق إبراهيم جابر إن خطوط إمداد قوات الدعم السريع أصبحت في متناول القوات المسلحة التي تتقدم بنجاح في الخرطوم ودارفور وسنار، بينما يتراجع الدعم السريع على جميع الأصعدة بعد اقتناعهم بخسارتهم.

وجاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها جابر للجزيرة نت، حيث قلل من قدرة قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) على نقل الصراع إلى مناطق جديدة.

وأضاف جابر -وهو مساعد القائد العام للقوات المسلحة- أن العمليات العسكرية تسير على ما يرام، مشيرا إلى قرب التحام القوات المسلحة جنوب بحري مع قوات الجيش القادمة من كرري والكدرو، مع تسجيل انتصارات شمال وغرب دارفور.

وأوضح أن التغيرات القادمة ستشمل استعادة المناطق التي "لا يتوقع المتمردون عودتها إلى سيطرة الدولة" كما ستحدث تطورات داخلية وخارجية ستؤدي إلى "زعزعة أركان المتمردين".

ووصف جابر تصريحات قائد الدعم السريع بأنها تدل على فقدان الوعي، واعتبر حديثه عن تجهيز مليون جندي بأنه مجرد دعاية لا تستند إلى الواقع.

الفريق جابر مساعد قائد الجيش السُّوداني (الجزيرة)

وأكد مساعد قائد الجيش السوداني أن الجيش وأجهزة الأمن كافة على دراية بـ"مخططات المتمردين ولن تسمح لهم بالتصعيد في المناطق الآمنة". وتساءل "كيف له أن ينقل الصراع إلى مناطق جديدة وقواته وخطوط إمداده أصبحت في متناول الجيش؟".

وأضاف "نحن ندرك جيدا واقع التمرد، إذ لا يوجد ألف شخص يحترم التمرد في السودان عمومًا أو في دارفور خصوصا، ناهيك عن الاستجابة له أو القتال من أجله. حتى استقدام مرتزقة من الدول المجاورة أصبح مستحيلا، وذلك بسبب وعي متزايد بين شعوب المنطقة وقياداتها بخطورة التمرد على مستقبلها ووحدتها".

وقال جابر للجزيرة نت إن قوات الدعم السريع "لم تعد تستوعب التغيرات على الأرض فبعد هزيمتهم الأخلاقية يتجرعون الآن هزيمتهم العسكرية".

مشاركة مصر في الحرب

وردا على اتهام حميدتي لمصر بمشاركتها في الحرب، قال جابر إن هذا الادعاء مجرد محاولة منه أمام المتمردين لتبرير هزيمته، مضيفا أن "في زمن الفضاء المفتوح والأقمار الصناعية، حتى هواة مراقبة الطيران يمكنهم فضحه".

وأضاف "الطريقة التي أدار بها الجيش السوداني عملياته الهجومية أدهشت النخب العسكرية في العالم، وبعضهم كتب مشيدا بقدرات الجيش التكتيكية والعسكرية".

واعتبر جابر أن اتهام الدعم السريع لمصر بالمشاركة مع الجيش محاولة للتقليل من قدرات القوات المسلحة السودانية وصرف الانتباه عن انتصاراتها، ويُظهر أن حميدتي يؤجر مواقفه لخدمة أجندات خارجية، ساعيًا لاختلاق فتنة إقليمية بعد أن أشعل الحرب بين السودانيين.

عضو مجلس السيادة الفريق جابر (الجزيرة)

وتابع قائلا "العالم يعرف قدرات مصر العسكرية والجوية، ولو كانت مصر تشارك في القتال لانتهى التمرد في أيام وليس أشهر". وأكد أن "الجيش المصري من أعرق وأقوى جيوش إفريقيا، بما يملكه من قدرات جوية قادرة على هزيمة دول، لكنها دولة مؤسسات".

ويرى مساعد قائد الجيش السوداني أن هدف اتهام قوات الدعم السريع لمصر في هذا التوقيت هو التغطية على الهزائم التي منيت بها تلك القوات وابتزاز الإقليم بإثارة الفوضى.

وأضاف "هناك تغيرات وتقاطع في المشهد الإقليمي، وحميدتي ومن معه يسعون بطيش لاستغلال هذه التغيرات، خاصة في ظل النشاط المصري في المنطقة، سواء عبر مبادرتها لعقد مؤتمر دول الجوار أو مشاركتها الفعالة في جنيف والقاهرة إلى جانب الولايات المتحدة. كما أن تولي مصر رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي يدفع الاتحاد الأفريقي لإعادة النظر في موقفه، مما قد يؤدي لتغير موقفه تجاه التمرد الذي أصبح تهديدا فعليا للأمن الأفريقي".

وأردف قائلا "هناك من يسعى الآن للتصعيد من أجل تبرير التدخل الدولي في السودان بحجة حماية المدنيين، ولكننا نقول لهم أن يتوقفوا عن هذه المحاولات، فالدولة ستنتصر على هذا المخطط كما دحرت ادعاء المجاعة، وستحاسب كل من يعبث بأمن البلاد، خاصة مع ظهور بوادر النصر ميدانيا ودبلوماسيا".

وفي ختام حديثه للجزيرة نت، أكد جابر سعي السودان لتطوير علاقاته مع مصر على كافة الأصعدة، سواء عسكريا أو دبلوماسيا، مشيرا إلى أن هذه العلاقة تمثل مصيرا وأمنا قوميا مشتركا، وأن السودان يسعى لتعزيز هذه العلاقة خدمة لأمن الشعبين، خاصة في ظل التغيرات العالمية والإقليمية المتوقعة. وأضاف "نثق أن العلاقة مع مصر لن تتأثر بمحاولات التمرد" لاختلاق تصعيد معها.

مقالات مشابهة

  • مرصد مشاد يدين قتل الدعم السريع لمدنيين في منطقة حجر العسل
  • قوات الدفاع المدنى بولاية الخرطوم تنجح فى إخماد حريق إندلع بالمجلس الوطنى بعد استهدافه من قبل مليشيا الدعم السريع
  • شهود: عشرات القتلى جراء قصف طيران الجيش السوداني لمنطقة أبو حجار بولاية سنار
  • شبكة أطباء السودان: مقتل 2 من المواطنين وإصابة 5 آخرين بإصابات خطرة جراء دخول قوة مسلحة من الدعم السريع إلى منطقة حجر العسل
  • شبكة أطباء السودان: الدعم السريع يقتل ويصيب «7» أشخاص بمنطقة «حجر العسل»
  • هجوم جديد للدعم السريع على قرية “أم شانق” بشرق الجزيرة
  • تكتم شديد على المعارك في وسط العاصمة الخرطوم .. البرهان يزور جنوده على خطوط الجبهة الأمامية في «جبل موية»
  • 23 قتيلا في قصف منسوب لـالجيش السوداني على سوق بالخرطوم
  • عضو بمجلس السيادة السوداني: الدعم السريع يتراجع والجيش يسيطر على خطوط الإمداد