لجريدة عمان:
2024-10-15@06:19:08 GMT

إسرائيل ووهم تحرير لبنان

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

إسرائيل ووهم تحرير لبنان

كانت إسرائيل تعلم جيدا أن حزب الله لن يكون صيدا سهلا لعمليتها العسكرية الواسعة جنوب لبنان، ولكنها اعتقدت أن القضاء على قيادات حزب الله من شأنه أن يضعف الحزب ويشتت قراراته الحاسمة. ولذلك اغتالت حسن نصر الله وكبار القادة السياسيين والعسكريين رغم الآراء التي كانت تحاجج أن عملية الاغتيال كانت أقرب إلى الغباء الاستراتيجي خاصة أن إسرائيل تعرف جيدا القدرات الصاروخية للحزب.

لعبت إسرائيل كثيرا على وتر المواقف المتباينة في الداخل اللبناني من الحزب، ولذلك طرحت نظرية "تحرير" لبنان من سطوة حزب الله، وهذا الخطاب كان متداولا في الداخل اللبناني في الكثير من الأوقات كما كان متداولا في وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي والمبني في الكثير منه على مواقف أيديولوجية والقليل منه مبني على رفض قيام دولة داخل الدولة.

لم تقدر إسرائيل الموقف جيدا، ولم تعلم، ربما، أن الخلافات الداخلية والمواقف من حزب الله في الداخل اللبناني لا تعني بأي حال من الأحوال أن يلاقي اللبنانيون جيش الاحتلال بالورود. يتذكر اللبنانيون جيدا ما حدث في ساحة الفردوس في 9 إبريل 2003 عندما نثرت الورود فوق الدبابات الأمريكية وخرجت مجاميع من الناس قيل أنهم عراقيون يحيون ويلوحون للجيش الأمريكي الذي كان يسقط تمثال صدام حسين في إشارة رمزية إلى سقوط العاصمة بغداد في أيدي الأمريكيين. كانت تلك مسرحية تنتمي إلى هوليود والدليل ما واجهته القوات الأمريكية في الكثير من المدن العراقية وبشكل خاص في الفلوجة. يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلية الآن نفس الجحيم الذي لقيته أمريكا في الفلوجة. ورغم الفارق الكبير بين قدرات الجيش الإسرائيلي وقدرات المقاومة إلا أن المقاومة في جنوب لبنان أو في قطاع غزة لا خيار لها إلا المقاومة بينما هناك خيارات كثيرة أمام الاحتلال أبسطها وقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات سلام تفضي إلى إعلان دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

كان الجيش الأمريكي في العراق يملك إمكانيات عسكرية أضعاف ما تملكه إسرائيل ولم يكن المدني الأمريكي يذهب إلى الملاجئ في اليوم الواحد عشرات المرات لكن الجيش الأمريكي الذي ضاق الأمرين انسحب في نهاية المطاف من العراق.. صحيح أنه حول البلد إلى خراب كامل إلا أنه انحسب. وإسرائيل نفسها انسحب من جنوب لبنان في عام 2000 وبدأت بعد ذلك مرحلة الصعود والبناء الحقيقي في قوة حزب الله.

وستفشل الحملة العسكرية الإسرائيلية على لبنان، وسيساهم فشلها في بناء قوة حزب الله مرة ثانية، ولن تصنع لبنان الذي تعتقد أنها تصنعه بموجب هذه الحرب.. لكن إسرائيل، أيضا، ستخرج منهزمة ومنكسرة من لبنان ومن قطاع غزة وقد تتحول موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط.. بنفس القدر الذي سيتحول فيه الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية وستتكرس السردية الفلسطينية في الوعي العالمي تجاه إسرائيل التي ستكون في نظر العالم دولة احتلال وفصل عنصري مقيت.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

وكيل "المخابرات العامة" الأسبق: زرع الجواسيس داخل إسرائيل كانت واحدة من معارك الظل في حرب أكتوبر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد  اللواء محمد عبد المقصود الوكيل الأسبق لجهاز المخابرات العامة المصرية ورئيس ‏مركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم الوطنية  على الأهمية البالغة لدراسات الآدب العبري التي يقدمها قسم اللغة العبرية وآدابها ، وأن إطلاعه على ‏هذه الدراسات يؤكد أن ما تحقق في ٦ اكتوبر هو نصر عظيم للجيش المصري وهزيمة ساحقة للجانب ‏الإسرائيلي. ‏

وأضاف اللواء عبد المقصود  أن مصر التي استردت سيناء حتى آخر شبر فيها، لم ولن تفرط في أي ‏قطعة أرض من تراب سيناء لغير المصريين. 

كما أوضح اليوم  خلال ندوة  قسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الاداب جامعة عين شمس  والتى جائت بعنوان  بعنوان"ملحمه أكتوبر" أن وثائق حرب أكتوبر التي ‏ترجمها فريق من كتيبة مترجمي اللغة العبرية تحت إشراف الراحل إبراهيم البحراوي أثبتت على وقائع ‏الانتصار المصري على لسان الإسرائيليين أنفسهم.

معارك الظل بين المخابرات المصرية والإسرائيلية

وأشار  إلى أن إسرائيل أقالت بعد الحرب القيادات السياسية والعسكرية ‏والاستخباراتية في دليل قاطع على تلقيهم هزيمة فادحة على أيدي أبطال القوات المسلحة المصرية. ‏

وشرح اللواء عبد المقصود للطلاب طرفا من معارك الظل بين المخابرات المصرية والإسرائيلية والتي ‏انتصرت فيها المخابرات المصرية انتصارا ساحقا خاصة في تنفيذ خطة الخداع الاستراتيجي، وتجنيد ‏وزرع العملاء المصريين في الداخل الإسرائيلي، وحرمان الموساد من القدرة على اختراق الداخل المصري.‏

وألقى  محمد صالح أستاذ الدراسات العبرية بجامعة القاهرة ومدير مركز الدراسات ‏الشرقية بجامعة القاهرة كلمة مهمة أوضح فيها أن ذكرى ملحمة حرب اكتوبر هى ذكرى عظيمة تثير ‏المشاعر الوطنية داخل كل مصري. واستطاع الجيش المصري في هذه الحرب استعادة السيطرة على سيناء ‏ورد كرامتنا في ٦ ساعات فقط. وشرح الدكتور صالح صعوبة وحجم الإنجاز الذي تحقق بدابة من عبور ‏قناة السويس وإذابة الساتر الترابي وتدمير خط بارليف وكيف تم كل ذلك في ظل الإمكانيات العسكرية ‏المتاحة لدينا في ذلك الوقت.‏

وتطرق  صالح لجوانب من خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها مؤسسات الدولة الإسرائيلية ‏ونجحت من خلالها في خداع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وتحقيق عنصر المفاجأة في حرب أكتوبر. ‏تلك المفاجأة التي شلت الجيش الإسرائيلي وجعلته عاجزا عن مواجهة الجيش المصري.‏

وفي نهاية اللقاء حرص اللواء محمد عبد المقصود وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق على تكريم حنان كامل عميدة كلية الآداب، وإهدائها درع مركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية ‏القيم تقديرا لدورها الوطني الفعال. وكذلك على تكريم روح  إبراهيم البحراوي، وتسليم ‏درع البحراوي للدكتور محمد عبود مدير وحدة اللغات والترجمة بالكلية.‏

مقالات مشابهة

  • تصعيد غير مسبوق بالمنطقة.. إسرائيل تحت تهديد الطائرات المسيرة والتدخل الأمريكي يشعل الصراع
  • معركة تحقيق الذات.. عندما أصبحت المرأة الرجلَ الذي كانت تريد أن تتزوجه
  • ‏حزب الله يعلن استهداف قوة إسرائيلية كانت تحاول التسلل إلى أطراف بلدة مركبا جنوبي لبنان بالمدفعية
  • لو امتلكت إيران أسلحة نووية هل كانت إسرائيل لتُهاجم لبنان؟ هذا ما كشفه خبير
  • وكيل "المخابرات العامة" الأسبق: زرع الجواسيس داخل إسرائيل كانت واحدة من معارك الظل في حرب أكتوبر
  • بالأرقام.. حجم الضرر الذي خلفته ضربة إيران على إسرائيل
  • لبنان الذي تريده أمريكا وإسرائيل
  • وزير دفاع الإحتلال: حزب الله يمتلك أقل من ثلث الصواريخ التي كانت بحوزته
  • ‏المبعوث الأمريكي إلى لبنان: نعمل "دون توقف" من أجل وقف إطلاق النار في لبنان