لجريدة عمان:
2024-12-19@22:55:02 GMT

إسرائيل ووهم تحرير لبنان

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

إسرائيل ووهم تحرير لبنان

كانت إسرائيل تعلم جيدا أن حزب الله لن يكون صيدا سهلا لعمليتها العسكرية الواسعة جنوب لبنان، ولكنها اعتقدت أن القضاء على قيادات حزب الله من شأنه أن يضعف الحزب ويشتت قراراته الحاسمة. ولذلك اغتالت حسن نصر الله وكبار القادة السياسيين والعسكريين رغم الآراء التي كانت تحاجج أن عملية الاغتيال كانت أقرب إلى الغباء الاستراتيجي خاصة أن إسرائيل تعرف جيدا القدرات الصاروخية للحزب.

لعبت إسرائيل كثيرا على وتر المواقف المتباينة في الداخل اللبناني من الحزب، ولذلك طرحت نظرية "تحرير" لبنان من سطوة حزب الله، وهذا الخطاب كان متداولا في الداخل اللبناني في الكثير من الأوقات كما كان متداولا في وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي والمبني في الكثير منه على مواقف أيديولوجية والقليل منه مبني على رفض قيام دولة داخل الدولة.

لم تقدر إسرائيل الموقف جيدا، ولم تعلم، ربما، أن الخلافات الداخلية والمواقف من حزب الله في الداخل اللبناني لا تعني بأي حال من الأحوال أن يلاقي اللبنانيون جيش الاحتلال بالورود. يتذكر اللبنانيون جيدا ما حدث في ساحة الفردوس في 9 إبريل 2003 عندما نثرت الورود فوق الدبابات الأمريكية وخرجت مجاميع من الناس قيل أنهم عراقيون يحيون ويلوحون للجيش الأمريكي الذي كان يسقط تمثال صدام حسين في إشارة رمزية إلى سقوط العاصمة بغداد في أيدي الأمريكيين. كانت تلك مسرحية تنتمي إلى هوليود والدليل ما واجهته القوات الأمريكية في الكثير من المدن العراقية وبشكل خاص في الفلوجة. يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلية الآن نفس الجحيم الذي لقيته أمريكا في الفلوجة. ورغم الفارق الكبير بين قدرات الجيش الإسرائيلي وقدرات المقاومة إلا أن المقاومة في جنوب لبنان أو في قطاع غزة لا خيار لها إلا المقاومة بينما هناك خيارات كثيرة أمام الاحتلال أبسطها وقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات سلام تفضي إلى إعلان دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

كان الجيش الأمريكي في العراق يملك إمكانيات عسكرية أضعاف ما تملكه إسرائيل ولم يكن المدني الأمريكي يذهب إلى الملاجئ في اليوم الواحد عشرات المرات لكن الجيش الأمريكي الذي ضاق الأمرين انسحب في نهاية المطاف من العراق.. صحيح أنه حول البلد إلى خراب كامل إلا أنه انحسب. وإسرائيل نفسها انسحب من جنوب لبنان في عام 2000 وبدأت بعد ذلك مرحلة الصعود والبناء الحقيقي في قوة حزب الله.

وستفشل الحملة العسكرية الإسرائيلية على لبنان، وسيساهم فشلها في بناء قوة حزب الله مرة ثانية، ولن تصنع لبنان الذي تعتقد أنها تصنعه بموجب هذه الحرب.. لكن إسرائيل، أيضا، ستخرج منهزمة ومنكسرة من لبنان ومن قطاع غزة وقد تتحول موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط.. بنفس القدر الذي سيتحول فيه الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية وستتكرس السردية الفلسطينية في الوعي العالمي تجاه إسرائيل التي ستكون في نظر العالم دولة احتلال وفصل عنصري مقيت.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

إبنة نصرالله تكشف معلومات عن والدها... هكذا كانت حياته

نفت زينب نصرالله، ابنة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، مزاعم بأن والدها عاش في مخابئ تحت الأرض، ووصفتها بأنها "كاذبة تمامًا" في مقابلة مع قناة "برس تي في" الإيرانية.

وتابعت بأنه "لم يستخدم المساحات المبنية تحت الأرض أبدًا في حياته اليومية. لقد تم بناؤها للاستخدام في زمن الحرب، وحتى بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان في أيلول، كان يقيم في شقق عادية بطوابق مختلفة".

وأضافت: "عاش والدي مثل أي شخص آخر، في شقق عادية، رغم ذلك كان الاحتلال الإسرائيلي يروج إلى أنه عاش حياته تحت الأرض".

وبحسب زينب، فإن أسلوب حياة والدها كان عادياً رغم التهديدات الإسرائيلية. وأوضحت: "كان يقود سيارته برفقة رفاقه لمراقبة الوضع في الخارج. لم يكن مختبئاً أبداً. كان يقوم بجولات في الضاحية الجنوبية لبيروت للاطمئنان على الناس والمستشفيات والمساجد والمحلات التجارية، ويتأكد من أن كل شيء على ما يرام".

ومع ذلك، كشفت زينب نصرالله أن "المسؤوليات الهائلة والمخاوف الأمنية، التي كانت تثقل كاهل والدها حدت من لقاءات الأسرة".

وقالت: "كنا نراه بضع مرات في السنة فقط لكن هذه اللحظات كانت ثمينة".

وتابعت: "كنا نجتمع كعائلة أطفال وأحفاد ونقضي لحظات رائعة معًا. كان يسأل عن كل واحد منا ويتأكد من أننا بخير كان الأحفاد يتشاجرون أحيانًا على من يجلس بجانبه".

وفقًا لابنة زعيم حزب الله السابق، كانت مناقشات الأسرة تركز بشكل أساسي على الأمور الدينية، مما يترك مجالًا ضئيلًا للسياسة، ما لم تنشأ قضايا عاجلة وتسعى الأسرة إلى "فهم أفضل" لأحداث معينة.

وعند وصفه، أشارت زينب نصر الله إلى والدها كان "أبًا محبًا، ورجلًا متعلمًا جيدًا، وإنسانًا حنونًا للغاية".

وأضافت أنه عندما عُيِّن والدها أميناً عاماً لحزب الله بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي في شباط 1992، شعرت الأسرة "بإحساس متزايد بالمسؤولية" لأنه أصبح الآن "زعيماً عابراً للحدود يتبعه ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم". (عربي 21)

مقالات مشابهة

  • شنيكر تعليقًا على سقوط النظام السوري: تمّ تحرير لبنان
  • 60 دقيقة الأمريكي يستضيف عملاء الموساد المخططين لهجوم البيجر في لبنان
  • كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟
  • ضياء رشوان: إسرائيل كانت الطرف الرئيسي الذي بادر بالتدخل في سوريا (فيديو)
  • بالفيديو... إسرائيل تزعم تدمير مقرّ قيادة لـحزب الله في الجنوب
  • يخصُّ لبنان.. هدف يجمع إسرائيل وسوريا الجديدة!
  • لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله تعقد اجتماعها الثاني اليوم
  • إبنة نصرالله تكشف معلومات عن والدها... هكذا كانت حياته
  • ابنة نصر الله: والدي لم يختبئ تحت الأرض.. هكذا كانت حياته
  • وزير دفاع إسرائيل: سنفرض السيطرة الأمنية على غزة مع حرية العمل هناك بعد هزيمة حماس