لجريدة عمان:
2024-10-14@19:15:12 GMT

استهداف اسرائيل لقوات اليونيفيل في لبنان !!

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

انشئت قوات حفظ السلام الدولية التابعة لللأمم المتحدة في المرة الأولى بعد الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 للقيام بمهمة الفصل ومراقبة الوضع بين القوات العربية والاسرائيلية ومتابعة وتسجيل اية انتهاكات يقوم بها اي من الجانبين وابلاغ ذلك في تقارير رسمية يتم ابلاغها الى مجلس الامن والامين العام للأمم المتحدة الذي يتولى الاشراف عليها وتلبية احتياجاتها الادارية واللوجستية من اجل ضمان قيامها بمهامها على خير وجه وبحياد تام بين الجانبين المتنازعين ضمانا لنجاح المهمة واسهاما في تحقيقها لأهدافها التي تقوم بها ممثلة للمجتمع الدولي ككل وسعيه لتحقيق السلام والاستقرار بين الدول قدر الامكان .

وبينما تقوم عملية تشكيل قوات حفظ السلام الدولية او قوات المراقبة والفصل بين القوات على مبدأ التطوع من جانب الدول التي تشارك فيها وبالتعاون والاتفاق التامين بين الدول التي تحدد حجم مساهماتها في القوة الدولية في ضوء القواعد المنظمة لعمل هذه القوات ووفق القواعد المنظمة لها والحاكمة ايضا لعملها الميداني وفي ضوء امكانات كل دولة كذلك كما تعتمد القوات الدولية ايضا على المساعدات وعناصر الدعم التي تقدمها دول واطراف دولية اخرى، من منطلق الايمان بدور الامم المتحدة وبالطبع دور هذه القوات في دعم السلام والامن الدوليين والحد من عوامل الصدام وتعكير السلم والامن الدوليين والحد ايضا من اسباب التوتر وعوامل نشوب النزاعات وهي عديدة ومتنوعة في المناطق القابلة لذلك لأسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية متعددة. والمؤسف ان المنطقة العربية هي من اكثر مناطق العالم التي ينوء بها بها كاهل الامم المتحدة وامينها العام، تعاني من هذه النزاعات ومن ثم نشوء هذه القوات الدولية بأحجامها وأدوارها ومهامها المختلفة التي تختلف وتتوقف على نوعية وطبيعة النزاع ومواقف الاطراف المباشرة ورؤية الاطراف الدولية له ولمصالحها المرتبطة به بالطبع والامثلة في هذا المجال واضحة ومتعددة من حولنا في المنطقة وخارجها. جدير بالذكر ان الدول التي تتطوع بالمساهمة في تشكيل القوات الدولية انما تقوم بذلك لتعزيز صورتها ومساهماتها الدولية في خدمة السلام والقضايا الدولية ومن ثم خدمة علاقاتها مع الدول الاخرى وكسب صداقات يمكن ان تفيدها في المستقبل اذا تعرضت لمشكلة تحتاج فيها دعم اصدقائه بشكل او بآخر. وذلك برغم ان ظروفها المادية قد تكون محدودة نسبيا أو متواضعة بشكل او بآخر ولكن حقيقة الأمر تتعلق في النهاية بالأولوية والايمان بدور ايجابي دولي تريد قيادة الدولة القيام به .

وبالنظر الى أن القوات الدولية تحرص على القيام بدورها ومهامها بأكبر قدر من الحيادية والشفافية والعمل على كسب ثقة واحترام الدول والشعوب التي تعمل على اراضيها فانه يتم عادة تدريبها على اعمال – الى جانب المهارات العسكرية على نحو يجنبها الوقوع في اخطاء أو ممارسات تثير الشبهات في اوساط الشعوب التي تعمل فيها - و لذا فانه من المعروف ان الشائعات والاتهامات المضللة هي من الوسائل التي تستخدمها بعض الدول لمحاربة اوالتشكيك في نزاهة القوات الدولية اذا ارادت احدى الدول الضغط على القوات الدولية في حالة وقوع مشكلات معها لسبب أو لآخر والمثال الواضح والشائع هو أن اسرائيل التي تدعي ان الامم المتحدة تناصبها العداء بسبب موقفها المناصر للحق الفلسطيني والذي تدعي اسرائيل انه منحاز للفلسطينيين ومن الوقائع المؤسفة ان اسرائيل اعتادت ولا تزال تعتاد مناهضة الامم المتحدة ومنظماتها المتخصصة مثل اليونسكو، ومحكمة العدل الدولية، والاونروا، واليونوفيل ، وحتى كبار موظفي الامم المتحدة بسبب موضوعية مواقفهم وتقاريرهم التي يقدمونها حول القضية الفلسطينية، واذا كانت اسرائيل قد اغتالت رالف بانش مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة ووسيط الأمم المتحدة في الاربعينيات بسبب موقفه من قرار تقسيم فلسطين في عام 1947 ومعارضة اسحق شامير له ـ فإن نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل منع جوتيريش سكرتير عام الامم المتحدة من دخول اسرائيل مؤخرا بحجة انه شخص غير مرغوب فيه لأنه لم يسارع الى انتقاد قصف ايران لاسرائيل بالصواريخ بعد اغتيالها حسن نصر الله امين عام حزب الله في 27 سبتمبر الماضي وذلك برغم ان جوتيريش تدارك الموقف بعد ذلك ولكن ذلك لم يرض نتانياهو مع ان جوتيريش من الشخصْيات ذات الاحترام والتقدير على الصعيد الدولي. وانتقد الكثيرون موقف اسرائيل المتعنت حيال السكرتير العام للأمم المتحدة .

على صعيد آخر فإن اسرائيل التي ناصبت " الأونروا " العداء ولا تزال، وحاولت بوسائل مختلفة الإساءة اليها بما في ذلك الاستيلاء على الارض المقامة عليها المقر الدائم للأونروا في القدس المحتلة في محاولة للقضاء العملي على وجودها في القدس تمهيدا للتخلص منها. وبالنسبة لمنظمة "اليونيفيل" التي تقوم بدور بالغ الاهمية في لبنان في مساعدة المواطنين واللاجئين وخاصة في ظروف الحرب بين اسرائيل وحزب الله بعد اغتيال حسن نصر الله، فإنه يمكن القول ان اسرائيل قامت بالفعل باستهداف اليونيفيل ليس فقط بشكل مباشر بقصف مقارها وعناصرها بمقتل عنصرين وجرح نحو عشرين عنصرا آخرين ، في الاسبوع الماضي ، فضلا عن اقتحام دبابتين اسرائيليتين للبوابة الرئيسية لمقر " اليونيفيل ، عنوة فجر الاحد الماضي وهو ما انتقدته الكثير من الدول، ولكن نتنياهو طلب من جوتيريش سحب عناصر اليونيفيل من مواقعهم فى جنوب لبنان الى مواقع اخرى اكثر أمانا حفاطا على حياتهم برغم ان مصدر التهديد الرئيسي للقوات الدولية في جنوب لبنان هي القوات الاسرائيلية ذاتها والتي تصعد من تحرشها بها في انتهاك صارخ للقانون والشرعية الدولية. وتجدر الاشارة الى ان نتنياهو اتهم الامين العام للأمم المتحدة بأن رفضه سحب عناصر القوات الدولية من مواقعها يجعلها رهينىة في ايدي حزب الله "على حد زعمه" وهي مزاعم لا أساس لها وتعود في الواقع الى ان اسرائيل تريد بتقاريرها الدورية ان تكون بمثابة اساس او سبب للتمهيد للتخلص من اي وجود لمؤسسات تابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لأن هذه المؤسسات وتقاريرها الدورية هى بمثابة العين التي تتابع من خلالها ما يجري على الارض رغم وجودها في مقرها في نيويورك ولا تريد اسرائيل ان يطلع العالم على سياساتها وممارساتها الهمجية على الأرض بشكل دائم ومباشر .

جدير بالذكر ان " اليونيفيل " تأسست في مارس عام 1978 من أجل ضمان انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان، بعد الغزو الاسرائيلي له ويتجدد التكليف لها كل عام وقد طلبت اسرائيل من القوات الدولية التحرك لمسافة خمسة كيلومترات بعيدا من نهر اللييطاني حتى لا ترصد القوات الدولية الانتهاكات التي تقوم بها القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان خاصة وانها تريد تغيير جغرافبة المنطقة حسبما اعلن نتانياهو نفسه من قبل. غير انه لا يحق لرئيس وزراء اسرائيل ان يطلب ذلك لأن ذلك ليس من اختصاصه ولكن من اختصاص جوتيريش الامين العام للأمم المتحدة والمشرف عليها وفقا لميثاق الأمم المتحدة. وفي ظل الخلافات المتعددة بين اسرائيل واليونيفيل وهي خلافات تعود الى اعتراض اسرائيل على مواقف وسياسات الامم المتحدة حيال فلسطين وغزة ورفح ولبنان وافتضاح السياسة والهمجية الاسرائيلية وانتهاكاتها ضد القانون والشرعية الدولية فان التصعيد الاسرائيلي ضد اليونيفيل سيزداد عدوانية في الفترة القادمة. صحيح ان عددا غير قليل من دول العالم قد انتقد اسرائيل وندد بسياساتها وعدوانيتها خاصة ضد الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها ولكن ذلك لن يجدي نفعا لتغيير تلك السياسات ووقفها ويمكن القول ان نتائج المواجهات الجارية الآن في المنطقة قد تجلب بعض التغيير في الفترة القادمة ولكن ذلك سيستغرق بالضرورة وقتا غير قليل قبل ان يعطي ثماره .

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العام للأمم المتحدة القوات الدولیة الامم المتحدة الدولیة فی جنوب لبنان

إقرأ أيضاً:

تحذيرات لاذعة لإسرائيل بعد استهداف قوات "اليونيفيل" في لبنان

قالت وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة، إن وزير الدفاع لويد أوستن ضغط على نظيره الإسرائيلي لاتخاذ خطوات لمنع جنود جيش الدفاع الإسرائيلي من إطلاق النار على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، حيث تزامن ذلك مع أصدار 3 زعماء أوروبيين بياناً مشتركاً يدين الهجمات الإسرائيلية.

بالعودة قليلاً إلى الوزراء أصابت القوات الإسرائيلية 4 أفراد من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) في حادثين منفصلين يومي الخميس والجمعة، مما أثار ردود فعل دولية عنيفة وأثار التدقيق الإضافي في عمليتها البرية في المنطقة التي تشهد توترات كبيرة ربما تفضي لحرب شاملة، بحسب ما ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري.

Israel firing on UN peacekeepers in Lebanon raises international alarm. Secretary of Defense Austin pressed his Israeli counterpart to prevent such incidents while three European leaders issued a joint statement condemning Israel. My report on @axioshttps://t.co/fljhSS2f5d

— Barak Ravid (@BarakRavid) October 11, 2024 استهدافات متتالية

يوم الخميس أطلقت دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا الأمريكي النار على موقع لقوات حفظ السلام أُصيب على إثر ذلك اثنان من قوات "اليونيفيل" بينما أصيب اثنان آخران يوم الجمعة في انفجارات بالقرب من برج مراقبة على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل.

وفي الوقت نفسه، لحقت أضرار بمقر اليونيفيل نتيجة للانفجارات وتضرر موقع آخر لليونيفيل بالقرب من الحدود بواسطة مركبة عسكرية إسرائيلية.

ووقعت هذه الحوادث بعد أن طلبت إسرائيل من اليونيفيل (التي تأسست عام 1978 والمكلفة بالمساعدة في الحفاظ على الأمن بالقرب من حدود لبنان مع إسرائيل) سحب قواتها إلى مسافة 5 كيلومترات على الأقل من الحدود.

وقال مسؤول إسرائيلي: "رفضت اليونيفيل الطلب" فيما أشار المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، لـ"أكسيوس" إن قرار البقاء اتخذ بالتشاور مع الدول المساهمة بقوات حفظ السلام.

وقال تيننتي "تظل قوات حفظ السلام في جميع المواقع في جنوب لبنان ويستمر علم الأمم المتحدة في الرفع. وعلى الرغم من التحديات فإننا نواصل المراقبة بأفضل ما نستطيع".

قوات "اليونيفيل" من جتنبها اعتبرت في بيان إن مهاجمة قواتها المعنية بحفظ السلام يعد "انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي".

ألمانيا وإيرلندا تطالبان بحماية اليونيفيل من "عدوانية إسرائيل" - موقع 24انتقدت الحكومة الألمانية القصف الإسرائيلي لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) ودعت إسرائيل إلى التوضيح. تحذيرات دولية لإسرائيل

وخلال كتابة هذا التقرير أصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بياناً مشتركاً، الجمعة، أعربوا فيه عن "الغضب" إزاء الهجمات الإسرائيلية "غير المبررة" ووصفوها بأنها "انتهاك خطير" للقانون الدولي.

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن الجيش الإسرائيلي (العدواني) كان يستهدف قوات حفظ السلام عمداً واستدعت السفير الإسرائيلي لطلب توضيح كما استدعت إيطاليا سفير إسرائيل وهو إجراء مماثل لما قامت به إسبانيا.

ووصف وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن الهجمات الإسرائيلية بأنها "غير مقبولة على الإطلاق" فضلاً عن كونها "متهورة ومرعبة" وتعد فرنسا وإيطاليا وأيرلندا وإسبانيا من بين الدول الـ50 التي تساهم بقوة "اليونيفيل" التي يبلغ قوامها 10 آلاف جندي.

في ذات السياق، أعرب البنتاغون عن قلقه، دون اتهام إسرائيل باستهداف قوات حفظ السلام عمداً وقال البيان إن أوستن "أكد على أهمية ضمان سلامة قوات اليونيفيل" وحث إسرائيل على البحث عن "مسار دبلوماسي" في لبنان "في أقرب وقت ممكن".

إصابات جديدة.. القوات الإسرائيلية تطلق النار على "اليونيفيل" - موقع 24قال مصدر من الأمم المتحدة إن قوات إسرائيلية أطلقت النار على موقع مراقبة بالقاعدة الرئيسية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في الناقورة بجنوب لبنان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن إصابة فردين. الرواية الأخرى

على الجانب الآخر من الرواية، زعم المتحدث الدولي باسم الجيش الإسرائيلي المقدم ناداف شوشاني، أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "أصيبت عن غير قصد أثناء قتال جيش الإسرائيلي ضد حزب الله" موضحاً أن مسلحي حزب الله يستخدمون مناطق ومواقع قريبة من أماكن وجود قوات حفظ السلام الدولية لتنفيذ هجماتهم وهو ما استوجب الرد على مصادر النيران.

The IDF has been notified that two @UN peacekeepers were inadvertently hurt during IDF combat against Hezbollah in southern Lebanon. The IDF expresses deep concern over incidents of this kind and is currently conducting a thorough review at the highest levels of command to…

— LTC Nadav Shoshani (@LTC_Shoshani) October 11, 2024

كم أكدت تل أبيب أكد أن جيشها "يعرب عن قلقه العميق" إزاء هذه الحوادث، وأنه يجري "مراجعة شاملة على أعلى مستويات القيادة لتحديد التفاصيل" والأسباب التي أدت لاستهداف مواقع قوات حفظ السلام.

وأكد جيش الإسرائيلي على انه يتخذ كل الاحتياطات اللازمة لتقليل الأذى الذي يلحق بالمدنيين وقوات حفظ السلام على حد سواء وأضاف "نحن ملتزمون بإجراء فحص دقيق لهذه الحوادث والانخراط في حوار مستمر مع اليونيفيل والدول المشاركة في مهمة حفظ السلام".

وتعيد إسرائيل التأكيد على أنها تهدف من عملياتها البرية والعسكرية في جنوب لبنان إلى اقتلاع حزب الله والسماح للمواطنين الإسرائيليين بالعودة بأمان إلى منازلهم بالقرب من الحدود في أقرب وقت.

في هذه الأثناء ذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن أكثر من 2000 شخص قتلوا في لبنان نتيجة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على مدى الأسبوعين الماضيين.

مقالات مشابهة

  • تركيا تدين استهداف الجيش الإسرائيلي لقوات الـ "يونيفيل"
  • صحيفتان قطريتان: استهداف اليونيفيل بلبنان جزء من انتهاكات القوانين والأعراف الدولية
  • غضب دولي واسع إثر استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقوات اليونيفيل في لبنان
  • أوستن يعبر لغالانت عن قلقه من استهداف قوات اليونيفيل في لبنان
  • غضب دولي بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان
  • إدانات وغضب دولي بعد استهداف إسرائيل لقوات "اليونيفيل" في لبنان
  • بايدن يطلب من إسرائيل عدم استهداف اليونيفيل.. وتنديد أوروبي بالهجوم
  • تنديد غربي واسع باستهداف إسرائيل لقوات اليونيفيل
  • تحذيرات لاذعة لإسرائيل بعد استهداف قوات "اليونيفيل" في لبنان