show الفصائل يضع بغداد أمام مسار صعب.. القرار لم يعد عراقياً
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
show الفصائل يضع بغداد أمام مسار صعب.. القرار لم يعد عراقياً.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي الحكومة العراقية إسرائيل إيران الفصائل العراقية توترات الشرق الاوسط حرب لبنان
إقرأ أيضاً:
بارزاني أمام إصرار بغداد على النزعة الديكتاتورية!
يبدو أن سياسة الحصار والتجويع التي فرضها رئيس الحكومة لدورتين متتاليتين (2006 ـ 2014) نوري المالكي قد سارت عليها الحكومات العراقية من بعده وتحولت لديها إلى عادة متبعة، بهدف إذلال الشعب الكردي واستسلامه من خلال تقويض كيان إقليم كردستان شبه المستقل الذي تشكل بعد اندحار القوات العراقية الغازية من الكويت وانسحابها من الإقليم عام 1991! ..
ومازالت استراتيجية الحصار وقطع الرواتب والتلاعب بقوت الشعب الكردي من أولى أولويات البرنامج الحكومي لـ "محمد شياع السوداني".. ويبدو أنه سوف لن يتخلى عنها أبدا رغم كل الاتفاقات والتعهدات التي أبرمتها مع سلطات الإقليم التي ابدت مرونة وتنازلات كبيرة لبغداد من أجل رفع تلك العقوبات الجائرة على كاهل الشعب وحل أزمة تمويل رواتب موظفيه، ولكن دون جدوى. والحقيقة أن بغداد لن تتخلى عن هذا السيف المسلط على رقاب الكرد أبدا، تشهره بوجهه كلما دعت الحاجة إليه! وأي حراك سياسي يقوم بها قادة الكرد ولا تتناغم مع سياسات بغداد الطائفية، تستعمله دون تردد لإجبارهم على الخضوع والاستسلام!.
ما يضطر الإقليم إلى إرسال وفد سياسي رفيع أو إداري إلى بغداد لإقناع المسؤولين بإعادة إرسال الرواتب المقطوعة إلى موظفي الإقليم أسوة بباقي المحافظات العراقية، وتستمر العلاقة بين إربيل وبغداد بهذا الشكل الشاذ، بغداد تمتنع عن إرسال الرواتب والإقليم يرسل وفدا إلى بغداد وهكذا دواليك!
رغم حنكة نيجيرفان بارزاني الدبلوماسية ونجاحه في تخفيف حدة الأزمات بين الأحزاب الكردية المتصارعة داخل الإقليم والتوسط بين الدول (تركيا والإمارات العربية المتحدة) و(تركيا وفرنسا) بطلب من الرئيس الفرنسي "ماكرون"، لكن يبدو وفق تحليلات المراقبين، أنه لم يتلقى من حكام بغداد الاستجابة المناسبة في زيارته الأخيرة إلى العاصمة العراقية لرفع الحصار على الشعب الكردي وإطلاق رواتب الموظفين، ورجع كما ذهب بسيل من الكلام المطاطي الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع! ولو أحصينا عدد الوفود الكردية التي زارت بغداد لهذا الهدف، فإنها لا تعد ولا تحصى! وآخر هذه الوفود الدبلوماسية الرفيعة التي زارت بغداد كانت برئاسة رئيس إقليم كردستان "نيجيرفان بارزاني" الذي يمتاز بشخصية سياسية مرموقة لدى بغداد بمختلف أحزابها الشيعية والسنية! التقى "بارزاني" كالعادة برئيس الحكومة وقادة إدارة الدولة والاطار التنسيقي، لوضع النقاط على الأحرف، وإنهاء أزمة الرواتب من جذورها ولكن كعادتهم دائما في المراوغة والتلاعب بالكلمات وتوزيع الوعود السخية والعهود المجانية، وشد وجذب و.. في النهاية لن تصل معهم إلى أي نتيجة!
وكل المواد المفصلية سواء كانت مادة دستورية كالمادة 140 أو قانونية مثل قانون النفط والغاز معلقة ولم تنفذ أي واحدة منها، رغم اللقاءات الكثيرة والوعود الزائفة، هكذا هم منذ أن استولوا على الحكم ولن يتغيروا! ولقد عانى منهم رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الأمرين من خلال زياراته المكوكية الكثيرة إلى بغداد والتقائه بقادة الأحزاب الشيعية والإطار التنسيقي وإدارة الدولة ورؤساء الحكومة والبرلمان والمحكمة لحل المشاكل العالقة ولكن دون طائل!
المشكلة انه لا توجد أرضية مشتركة بين أربيل وبغداد التي تسعى الى إخضاع أربيل إلى إرادتها الطائفية وسلطتها "المركزية" الشديدة الشبيهة بسلطة صدام حسين البائدة والكرد يرفضون هذا التوجه الديكتاتوري البغيض الذي حاربوه لسنوات طويلة وتجرعوا مرارة الذل والهوان على يديه، ومن الطبيعي وفق هذه النظرة المتباينة أن لا يلتقي الطرفان ولو عقدوا ألف اتفاقية سياسية واجتمعوا ألف مرة!
الفرق شاسع بين الطرفين غير المتناغمين؛ طرف يدعو إلى تفعيل الدستور وتكريس الديمقراطية وطرف يسعى إلى تكريس الديكتاتورية ونسف كيان الإقليم وإعادته إلى العبودية المركزية!
يبدو أن محاولات "بارزاني" لم تؤت ثمارها كما كان التوقع، لم يستطع نزع ورقة الرواتب التي يهددون بها الإقليم دائما من يدهم، بل واجه إصرارهم على استعمالها متى ماشاؤوا وكيفما حتى يرضخ الإقليم والشعب الكردي لسياستهم القمعية!
رغم حنكة نيجيرفان بارزاني الدبلوماسية ونجاحه في تخفيف حدة الأزمات بين الأحزاب الكردية المتصارعة داخل الإقليم والتوسط بين الدول (تركيا والإمارات العربية المتحدة) و(تركيا وفرنسا) بطلب من الرئيس الفرنسي "ماكرون"، لكن يبدو وفق تحليلات المراقبين، أنه لم يتلقى من حكام بغداد الاستجابة المناسبة في زيارته الأخيرة إلى العاصمة العراقية لرفع الحصار على الشعب الكردي وإطلاق رواتب الموظفين، ورجع كما ذهب بسيل من الكلام المطاطي الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!