إذا كان الإعلام هو صانع نجوم الرياضة، وبدونه يبقى أهم حدث رياضي محبوسًا داخل صحن الملاعب والصالات ومدرجاته، فمن يصنع نجوم الإعلام الرياضي..؟

خطر السؤال على بالي، ثم أخذ ينتف شاربي ويهز أذني وأنا أتذكر إعلاميين كبارًا بحِسبة العطاء وحسبة الأسبقية والتأسيس، لكن ذاكرتنا السمكية الضعيفة أدخلتهم قسرًا في عالم النسيان، وعلينا من اليوم أن نتذكرهم، ليس من أجلهم،  ولكن من أجلنا عندما نصير إلى ما صاروا إليه، فضلاً عن أن ذلك من مكارم الوفاء الذي لا يتحقق دون تجنُّب نسيانهم.

* وسأقفز على الخصوصية اليمنية المكابرة التي يدّعي فيها الواحد منَّا أنه أحسن واحد في “الحارة” وفي “القارة”، وأعترف بتقصيري تجاه شخصيات محترمة، هم في الحقيقة قامات وهامات، لكنني ما زلتُ أسيرَ عادةٍ سيئة هي التعايش مع أشكال من التقصير الذي يجعلني لا أعرف أين يعيش رياضيون وإعلاميون كبار، ولا كيف يتدبرون أمورهم في زمن يمني أغبر.. مع أن الواجب يقتضي التعرف على نظرتهم للمشهد الرياضي العام بعد أن اعتزلوا القيادة  والرياضة وقاعدة الرأي الحر والخبر المقدَّس..؟

ومن هؤلاء الكبار الصديق عبده جحيش، الإعلامي والقيادي الذي كان شعلة ثراء، ثم قرر التوقف، رغم أن الإبداع وتراكم الخبرة لا يستسلمان للتقاعد.

* والآن، وفي لحظات الحنين للالتقاء بزملاء الزمن الرياضي والإعلامي المحترم، وجدتُ نفسي متعلقًا بقشة القول: أن تأتي متأخرًا خير من مواصلة “الدعممة”، أو الارتزاح على القول، وما أنساني روح المبادرة والسؤال إلا الشيطان.

وعند هذه النقطة أستأذن وأكشف عن رسالة قصيرة من الرياضي والإعلامي المؤسس عبده جحيش قال فيها ما يلي: “أتمنى عليك يا عبدالله أن تطلب عبر صفحتك من الزملاء في الوسط الصحفي بشكل عام والإعلام الرياضي بشكل خاص، المسامحة عن أيّ خطأ وقعتُ فيه خلال مسيرتي السابقة”.

وها أنا أتأخر في توجيه الطلب كعادتي مع أمور كثيرة أتمنى لو أتعافى منها ولو من باب الاحترام لقول حكيم: ليس أسوأ من عجز القادرين.

* وهنا أثق أن جميع زملاء زميلنا الكبير، ممن يقرأون هذه التناولة، سامحوه عن أيّ خطأ أو هفوة توقعها الرجل مدفوعًا بامتلاكه الروح النقية والقلب الصافي اللذين يجعلانه يعتذر وهو الذي لم نرَ منه إلا قلمًا جريئًا منحازًا لقناعات رسمها لنفسه، منها أنه كان وراء صدور قرار حكومي يمنع المسؤولين من رئاسة الأندية الرياضية حتى لا ينقلون إليها أوجاعهم وفسادهم.

وأيامها كان معه كل الحق، ليس لأن الحال بلغ بشيخ قبلي أن يكسر كأسًا رياضيًّا وشرْخه إلى نصفين حتى يجبر خواطر الخلاف على نتيجة.. ومعروف ما أحدثته الوجاهات والمشيخات من العوار بعد عودتها الغريبة إلى الهيئات الرياضية.

ولأن عبده جحيش انقطع عن الكتابة، حتى لا أقول اعتزلها، ثمة ما يدعو للتذكير به ليعرف من لا يعرف كيف أن الكبار وحدهم يعتذرون ليس عن أخطاء واضحة، وإنما لدرء الشك، وطلبًا للنقاء والصفاء.

بطل هذا المقال ليس إنسانًا عاديًّا، وإنما رمزًا من رموز الحركة الرياضية، صحفيًّا وكاتبًا، قياديًّا وصاحب إنجازات.

* إذا تناولنا موضوع تأسيس نقابة الصحفيين، ستجد اسم عبده جحيش، كما ستجد اسمه رئيسًا لأول اتحاد للإعلام الرياضي في شمال الوطن.

وإذا كنت من المهتمين بحدث الاعتراف الآسيوي بعضوية الاتحاد اليمني لكرة القدم، سيكون هو من رأس وفد اتحاد كرة القدم في الشمال إلى اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي عام 1980 في هونج كونج، وكذلك حضور اجتماع الاتحاد الدولي الذي تم فيه الاعتراف بالكرة اليمنية في سويسرا في نفس العام.

* وامتدادًا لذات توجهه لإدخال الرياضة والإعلام الرياضي اليمني في شمال البلاد ما يندرج تحت رغبته في مغادرتنا لذلك الحال المجهول، فكان عبده جحيش رافعة حصول الإعلام الرياضي في صنعاء على عضوية الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في اجتماع أثينا عام 1982.

* ثم ماذا يا عبده جحيش وأنت تطلب السماح والعفو من زملائك..؟

عندما كنت طالبًا في التعليم الأساسي في مدينة الحديدة، ويتجاذبني الفضول المبكر لمهنة الصحافة، أتذكر أن فترة الراحة في يومي الدراسي كانت فرصة طالب رياضي شغوف مستعجل لقراءة ما نقلته صحيفة “الجماهير” من أخبار وآراء عن الرياضة وكرة القدم اليمنية، ونجومها على وجه الخصوص.. ولم تكن “الجماهير” التي أصدرها عبده جحيش إلا باكورة الإصدارات والكتب الرياضية التي بدون اقتنائها آنذاك لا بد أن تشعر بأن شيئًا مهمًّا ينقصك.

الأستاذ عبده جحيش.. شكرًا لأنك صاحب سجل رياضي وقيادي وإعلامي محترم.

والمعذرة لأننا ما نزال في بلد الحكمة أسرى الذاكرة الضعيفة أو المغيّبة تجاه نجوم الأمس بثنائية ضغوط ضيق الحال، ونسيان ما ينتظرنا من الإهمال، وسوء المآل..

 

المصدر: “صحيفة اليمني الأميركي”

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

ناقد رياضي : محمد رمضان صاحب شخصية قوية

أكد الناقد الرياضي وليد الحديدي، أن جماهير الأبيض تحتفل جيدًا بالفوز بأي بطولة، عكس ما يحدث في الأهلي، مشيرا إلى أن جمهور الفريق الأحمر شن انتقادات واسعة بعد خسارة السوبر الإفريقي بدءًا من رئيس النادي محمود الخطيب ثم الجهاز الفني واللاعبين. 
 

الأحد المقبل .. الأهلي يبدأ الاستعداد للسوبر المصري والأفرآسيوية


وقال في تصريحات إعلامية اليوم الأربعاء : "إدارة النادي الأهلي شعرت بغضب الجماهير حاليًا، وتحركت بتعيين محمد رمضان وهو شخصية قيادية وجدير بهذا المنب، وسعيد بوجود مدير رياضي في القلعة الحمراء، هذا المسمى مطلوب جدًا في نادي كبير مثل الأهلي".
وأضاف: "اختيار قائمة منتخب مصر حق اصيل لحسام حسن، واتفق معه بشأن استبعاد امام عاشور في ظل تراجع مستواه، ولا يجب أن يتواجد أحمد نبيل كوكا في مركز الظهير الايسر وهو لا يُشارك في المركز مع الأهلي، وكان يجب استدعاء لاعبين تُشارك بصفة أساسية منهم كريم حافظ مع بيراميدز، وحسن علي وحسين السيد ثنائي المصري". 
وأكمل: "محمد شحاتة الأفضل يلعب في الوسط ولا يجوز ضمه كلاعب ظهير أيمن في صفوف منتخب مصر، وهناك بعض اللاعبين معروف سبب استبعادهم، ومحمد النني لاعب جاهز ولا يفتعل أي مشكلة مطلقا حتى لو جلس بديل". 
وأشار إلى أن النجم المصري محمد صلاح لم يرفض مطلقا اللعب في موريتانيا كما تردد مؤخرا، والأخبار التي انتشرت على السوشيال ميديا غير صحيحة مطلقا.

مقالات مشابهة

  • الحفل التنكري.. حكاية الملك الذي عاش صراعا بين الحب والسلطة
  • ناقد رياضي : الهلال هو النادي السعودي الأكثر جماهيرية في مصر .. فيديو
  • تميم عبده والد صبا مبارك في "وتر حساس"
  • رئيس جامعة عين شمس يشهد ماراثون رياضي 
  • جوميز يطلب رحيل 4 لاعبين من الزمالك بعد حصد السوبر الأفريقي
  • حلف قبائل حضرموت يحصل على دعم قبيلة جديدة في خطواته التصعيدية
  • ناقد رياضي : محمد رمضان صاحب شخصية قوية
  • لصوص نزلة كعابيش.. سرقوا أموال «الصعيدي» وأنهوا حياته بطعنة غادرة
  • مشاهدة دماء وقتل أم تشجيع لألعاب رياضيّة
  • مد قرار السماح بخفض إنتاجية شركات الأسمنت البورتلاندي حتى نهاية 2025