القاهرة - ردا على انتقادات وجهت إلى الدولة بسبب إبرام العديد من صفقات الأسلحة للجيش خلال السنوات العشر الماضية، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه لن يجيب على ذلك.

وأعلن السيسي في كلمته بالندوة التثقيفية الـ 40 للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى 51 لنصر أكتوبر، اليوم الاثنين 14-10-2024، أن هناك أحاديث دارت وأسئلة طرحت حول أسباب تسليح الجيش خلال العشر سنوات الماضية، وعلق: "لن أجيب على هذا السؤال".

وأضاف: "تسليح الجيش ليس بسبب الحرب الدائرة الآن، لكن من المهم أن يعلم الجميع أن الحفاظ على قوة الدولة الشاملة بكل معانيها، القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة الثقافية، أمر مهم وضروري".

وتابع السيسي: "لابد أن يبقى الجيش والشرطة في أعلى جاهزية وقدرة لحماية الدولة المصرية ومقدراتها"، مشيرا إلى "ضرورة أن يقتنع الجميع بذلك ويعي المواطنون هذا الأمر".

وأكد أن "مصر قوية وبخير، وقدرات الجيش كافية للدفاع عنها".

وقال الرئيس المصري إن "إيجاد حل للقضية الفلسطينية سيكون له أثر كبير على كل شعوب المنطقة".

وأوضح أن "إعطاء أمل للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس سيكون له أثر كبير في أن تعيش كل شعوب المنطقة، بلا استثناء، في أمن وأمان وسلام".

ولأهميتها نعيد نشر كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الندوة التثقيفية بمناسبة الذكرى الـ 51 لنصر حرب أكتوبر المجيدة


بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور،
نجتمع اليوم، في تقليد سنوي متجدد، للاحتفاء بانتصار - كان وسيظل - علامة فارقة في تاريخ وطننا العزيز معبرًا عن إرادة أمة، حولت الهزيمة إلى نصر، ورفعت أعلام مصر على أرض سيناء في ملحمة سطرها الجيش والشعب، ليحفروا في ذاكرة هذا الوطن بطولات النصر، الذي نفخر به جيلًا بعد جيل.

ورغم مرور واحد وخمسين عامًا، فمازال معين نصر أكتوبر، يفيض بالعبر والدروس والتجارب، التي نستلهم منها رؤيتنا لحاضرنا ومستقبلنا، وتؤكد لنا أن التخطيط العلمي والتنفيذ الدقيق والتكاتف أمام التحديات هو السبيل المضمون لتحقيق الأهداف، وهذه رسالة متكررة من الشعب المصري على مدار السنوات باختلاف الصعاب والتحديات.

الحضور الكريم،
لقد سجل التاريخ العسكري بحروف من نور، عظمة انتصار أكتوبر، إلا أنني أود التركيز اليوم، على دور الشعب المصري بأكمله، في تحقيق هذا الانتصار حيث قدم بجميع فئاته، مثالًا يحتذى به، في مساندة جيشه، ماديًا ومعنويًا وأثبت أن النصر لا يتحقق فقط على جبهات القتال، وإنما يتحقق أولًا بوحدة الشعب، وصموده ووعيه وإيمانه، وإرادته في التحدي والنصر.

فقد كان نصر أكتوبر حقًا حكاية شعب، حكاية آباء وأمهات، قدموا أبناءهم فداء لهذا الوطن، حكاية زوجات وأبناء وبنات، عانوا مرارة الفراق، حكاية كل مواطن؛ من شمال مصر لجنوبها، ومن شرقها لغربها، تحمل وصبر من أجل بلده، حكاية تجلت فيها الشخصية المصرية بكل عبقريتها، فصنعت ما كان يعتقده البعض أنه المستحيل لتؤكد أن هذا الشعب، يبذل الغالي والنفيس لحماية أمنه وسلامة أرضه، ضد أي تهديد أو اعتداء، وأن القوات المسلحة، هي الدرع الحصين الذي يحمي مقدرات هذا الوطن، مدعومة بوحدة شعبها وصلابته وإرادته.

السيدات والسادة،
يحل علينا هذا العام نصر أكتوبر، في ظل أحداث متلاحقة وأوضاع مضطربة، يشهدها محيطنا الإقليمي تؤكد لنا من جديد، أن خيارنا للسلام العادل والمستدام، يفرض علينا الاستمرار في بناء قدرات القوة الشاملة لهذا الوطن، كونها السبيل الوحيد لصون وحماية السـلام، وردع أي محاولة للتفكير في الاعتـداء عليــه.

ومن هذا المنطلق، فإن مساعي مصر الدائمة، للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، تنبع من موقع القدرة والقوة، والقناعة بأن السلام العادل والشامل، يجب أن يراعي حقوق الشعب الفلسطيني وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، والتخلي عن أوهام التوسع وسياسات العداء؛ لضمان التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، وتجنيب الأجيال القادمة ويلات الصراع.

واسمحوا لي في ختام كلمتي، بأن أتقدم بأسمى آيات التقدير، إلى أبطال مصر من شهداء القوات المسلحة، في حرب أكتوبر وجميع الحروب، وأقول لأسرهم وذويهم: " إن شعب مصر أصيل، لا ينسى من ضحوا من أجله، وأن مصر ستظل بارة بكم، كما كان أبناؤكم بارين بها ".

كما أتوجه بالتهنئة، إلى قيادات وأبناء القوات المسلحة المصرية في عيد النصر فقد كنتم على مدار التاريخ، حصن الوطن، ويده الضاربة في حماية أرضه وحفظ كرامته.

وتحية من القلب إلى المواطن المصري صاحب الإرادة والقرار، في معادلة مواجهة التحديات وتنمية القدرات، وأؤكد أنه بتلاحمنا وإخلاصنا ووعينا، قادرون على تجاوز الظروف الصعبة، كما تجاوزناها من قبل مهما كانت صعوبتها، وفي ذات الوقت نحرص على الاستمرار في التنمية، لتحسين ظروف المعيشة، ولبناء مستقبل أفضل، تحظى فيه مصر، بالمكانة اللائقة، التي تستحقها بين الأمم.

أشكركم، وكل عام وأنتم بخير.
ودائمًا وأبدًا، وبالله العظيم: تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: نصر أکتوبر هذا الوطن

إقرأ أيضاً:

اللواء ابراهيم: الحوار الوطني الآلية الوحيدة لحماية سيادتنا وشعبنا ومؤسساتنا

اعاد اللواء عباس ابراهيم نشر موقف عبر منصة "اكس" أدلى به في أيلول الفائت إبان لقاء عن حوار الاديان وقضايا الساعة، وكتب:" إن إعادة تسليط الضوء عليه في الأيام الأخيرة من سنة تمضي حفلت بالكوارث والحروب في لبنان، يعدّ مصدر الهام لإنطلاقة متجددة بأفكار نضرة تؤمن بأن "الحوار الوطني يبقى الآلية الوحيدة التي تحمي سيادتنا وشعبنا ومؤسساتنا، فبالتكاتف والتضامن تبنى الاوطان ويجب ان يكون شعارنا الدائم: إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، وان نجتمع من اجل مصلحة الوطن لا ان نتفرق من اجل المحاصصة على حساب الوطن وابنائه".

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: الشعب المصري ساهم في بناء الدولة دون مقابل
  • خالد الجندي: وعي الشباب قوة لحماية الأوطان
  • تونس: نشيد بجهود القيادة السياسية المصرية في دعم القضية الفلسطينية
  • إبراهيم عيسى: الجيش المصري سينحاز للشعب.. مش جيش الرئيس (شاهد)
  • بعد موافقة مجلس الشيوخ.. المصري الديمقراطي يرفض مشروع قانون المسؤولية الطبية
  • رئيس «مصر أكتوبر»: قرار العفو الرئاسي يعكس حكمة السيسي ودعمه لأبناء سيناء
  • «الجمعية المصرية للحساسية»: الدولة تسعى لاكتشاف الأمراض المؤدية للإعاقة لحماية الأطفال
  • إبراهيم عيسى: الجيش المصري هو العمود الفقري لحماية الوطن واستقراره
  • حماة الوطن: الرئيس السيسي وضع ذوي الهمم في قلب أولويات الدولة
  • اللواء ابراهيم: الحوار الوطني الآلية الوحيدة لحماية سيادتنا وشعبنا ومؤسساتنا