"البريد" يستضيف ورشة "بناء قدرات المؤسسات البريدية العربية" بالتعاون مع المكتب الدولي لاتحاد البريد العالمي
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
بحضور ١٢ دولة عربية يستضيف البريد المصري ورشة بناء القدرات تحت عنوان "الأحكام والتكاليف ونظم تراخيص الخدمة الشمولية ونماذج التمويل القائمة"، بالتعاون مع المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي واللجنة العربية الدائمة للبريد، بهدف توضيح الاطر التنظيمية لقطاع البريد ؛ بما يساهم في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك خلال الفترة من ١٤ إلى ١٧ أكتوبر الجاري بمركز التدريب الإقليمي بالقاهرة.
قالت داليا الباز، رئيس مجلس إدارة البريد المصري: "إن هذا البرنامج التدريبي يأتي في إطار دعم البريد المصري لإستراتيجية التنمية الإقليمية للاتحاد البريدي العالمي، والتي تهدف إلى بناء القدرات لدى المؤسسات البريدية العربية بالتعاون مع اتحاد البريد العالمي واللجنة العربية الدائمة للبريد، بما يساهم في دعم تنفيذ المشروع الإقليمي الذي أعده المكتب الدولي لاتحاد البريد العالمي، لبناء القدرات وتقديم الدعم اللازم للأجهزة التنظيمية بالمنطقة العربية، فيما يتعلق بفهم الأحكام والتكاليف ونظم التراخيص الخاصة بالتزام الخدمة الشمولية".
وأوضحت داليا الباز، رئيس مجلس إدارة البريد المصري أن برنامج بناء القدرات البريدية في دورته الحالية يحمل أهمية كبيرة، حيث إنه سيتناول العديد من الموضوعات الهامة التي تهدف إلى تقديم إطار تنظيمي يعكس ظروف واتجاهات السوق البريدي الإقليمي، إلى جانب عرض أفضل الممارسات الدولية في هذا الشأن ومنها، التعريف بسياسة القطاع البريدي والعناصر الرئيسية الحالية من أجل تسهيل وضع وتشكيل السياسات البريدية الوطنية، بالإضافة إلى طرق تسعير الدخل وحساب صافي الأرباح من حيث التكلفة ونماذج الشبكة وتوزيع التكاليف حسب كل نشاط، وكيفية وضع الأسعار المطبقة على الخدمات.
وأضافت داليا الباز رئيس مجلس إدارة البريد المصري، أن هذا البرنامج التدريبي سيساهم بشكل كبير في بناء قدرات المؤسسات البريدية المشاركة، بالاعتماد على نخبة من الخبراء الدوليين على رأسهم Mr. Graeme LEE، وهاشم الحاج منسق المنطقة العربية وإدارة المخاطر بالمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي، ومختار الشاذلي المستشار الإقليمي المكلف بالمنطقة العربية.
جدير بالذكر أن برنامج عمل "بناء القدرات بشأن الأحكام والتكاليف ونظم الترخيص الخاصة بالتزام الخدمة الشمولية ونماذج التمويل القائمة"؛ يأتي بمشاركة ٢٩ متدربًا من ١٢ دولة عربية وهم (مصر – السعودية - قطر - الجزائر - فلسطين - السودان - سلطنة عمان - تونس - اليمن - الإمارات - المغرب - الصومال).
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البرید المصری بناء القدرات
إقرأ أيضاً:
ما حدث في المكتب البيضاوي رسالة أخرى للحكام العرب
كشفت المناوشة التي حصلت داخل المكتب البيضاوي بين ترامب وزيلنسكي والتي غادر هذا الأخير أمريكا مطرودا، عن أن العالم دخل مرحلة مختلفة عما سبقها. فكل من يفكر في الذهاب إلى واشنطن عليه أن يهيئ نفسه لكل الاحتمالات، لأنه سيلتقي هناك بشخصية استثنائية لا تعترف بالعديد من القيم وتقاليد العمل الدبلوماسي التي استقرت بعد هزيمة أدولف هتلر.
فالرئيس الأوكراني كان الأضعف بكل المقاييس، ولم تكن بين يديه أوراق مهمة يمكن أن يغري بها مضيفه وتجعله يتعامل معه بندية. حتى الثروات المعدنية المدفونة في تراب بلاده فرض عليه أن يتنازل عن نصفها مقابل الحرب المجنونة التي لا يزال يخوضها ضد روسيا، ولم يبق له في رصيده سوى تعاطف أوروبا مع بلاده، وهو تعاطف لن يمكنه من الصمود طويلا أمام القوة الروسية الزاحفة، فلولا الدعم الأمريكي الواسع لانهار الجيش الأوكراني في وقت سريع. والجميع يدركون الحاجة الأكيدة لاستمرار هذا الدعم، خاصة مع قرب انطلاق المفاوضات لإنهاء هذا النزاع غير المسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
أصبح مطلوبا من العالم العربي تدقيق النظر في المسار الذي يجب اختياره مستقبلا. ليس من المصلحة أن يعادي أمريكا، إلى جانب أنه غير قادر على ذلك نظرا لتشابك اقتصاديات معظم الدول العربية مع الاقتصاد الأمريكي، لكن يمكن للعرب أن يستفيدوا من الأزمة القائمة حاليا بين المحاور الكبرى للرأسمالية العالمية المتنافسة بشدة فيما بينها دون القطع مع أي طرف من أطرافها
لقد انهارت بلاده، وتضاعفت ديونها، وتقلص جيشها، وضعفت حيلتها، مما جعلها تحت رحمة الدائنين، وفي مقدمتهم أمريكا. وإذا توقفت واشنطن عن دعمها، أصبحت أوروبا مطالبة بوضع 300 ألف جندي لمواجهة روسيا حتى لا تبتلع أوكرانيا. وهو السيناريو الذي يتجنبه القادة الأوربيون نظرا لكون النتيجة المتوقعة من وراء الحرب غير المضمونة، وقد تؤدي إلى انهيار القارة العجوز.
في ظل هذا التحول الكبير في السياسة الأمريكية التي تمضي بشكل متسارع نحو الدوران في فلك بعيد عن بقية الأفلاك، وبالأخص الفلك الأوروبي، حيث يعتقد ترامب بأن الاتحاد الأوروبي تأسس للنيل من أمريكا، وهو ما جعل إيلون ماسك يدعو صراحة إلى انسحاب الولايات المتحدة ليس فقط من حلف الناتو، بل أيضا من منظمة الأمم المتحدة.. أصبح مطلوبا من العالم العربي تدقيق النظر في المسار الذي يجب اختياره مستقبلا. ليس من المصلحة أن يعادي أمريكا، إلى جانب أنه غير قادر على ذلك نظرا لتشابك اقتصاديات معظم الدول العربية مع الاقتصاد الأمريكي، لكن يمكن للعرب أن يستفيدوا من الأزمة القائمة حاليا بين المحاور الكبرى للرأسمالية العالمية المتنافسة بشدة فيما بينها دون القطع مع أي طرف من أطرافها.
ما حدث مع الرئيس الأوكراني يمكن أن يتكرر مع أي رئيس أو ملك عربي ينوي القيام بزيارة إلى واشنطن، وكلما كانت بلاده في حاجة للمساعدات الأمريكية عليه أن يتوقع كل أشكال الضغط والابتزاز والإهانة. ترامب لا يرحم أحدا، ولا يحترم إلا الأقوياء، وهو مستعد أن يلعب بمصائر الضعفاء سواء أكانوا أفرادا أم شعوبا، فيعمل على استغلال نقاط الضعف فيهم من أجل إشعارهم بكونه الأقوى والأقدر والأحق بأن يحقق أعلى المكاسب في لعبة القمار الدولية.
أمريكا وإسرائيل تقذفان بكرات النار واحدة تلو الأخرى داخل المجال العربي، وعلى الحكام العرب تلقف هذه الحمم المتساقطة هنا وهناك، والبحث عن التصدي لها، وما سيصدر عن القمة العربية سيحدد مؤشرات المستقبل ويكشف ضيق الهامش الذي بقي للعرب
أصبح تكتيكه مكشوفا لدى الجميع، وتتمثل استراتيجيته في رفع السقف عاليا، وانتظار ما يعرضه الطرف المقابل، فإن رآه مناسبا قبله، أو زاد في التصعيد حتى يحصل على ما يرضيه، إنها إستراتيجية كبار المحتكرين في السوق السوداء.
يمكن للحكام العرب التصرف فيما هو خاضع لصلاحياتهم، لكن عليهم الابتعاد كل البعد عما هو ليس تابعا لهم. هذا ما يراد لهم أن يفعلوه، فالتلويح بمصادرة غزة هو بمثابة رفع السقف إلى الأعلى، والمطلوب من الحكام العرب أن يقدموا البديل حتى لا يتم تهديدهم والإطاحة بعروشهم. وحتى لا يتيهوا في الصحراء، قُدمت لهم بعض البدائل، من بينها تجريد حماس من سلاحها وإخراجها من غزة مقابل الإبقاء على المدنيين لكي يتم وضعهم في أتعس الظروف والأوضاع. كما طرح عليهم أيضا أن تتولى مصر من جديد الإشراف على غزة لبضع سنوات حتى يستتب الأمر لإسرائيل. وهو لغم آخر من بين ألغام عديدة ستكون مهيأة للانفجار في كل لحظة.
فأمريكا وإسرائيل تقذفان بكرات النار واحدة تلو الأخرى داخل المجال العربي، وعلى الحكام العرب تلقف هذه الحمم المتساقطة هنا وهناك، والبحث عن التصدي لها، وما سيصدر عن القمة العربية سيحدد مؤشرات المستقبل ويكشف ضيق الهامش الذي بقي للعرب. ليست حماس هي المستهدفة فقط، وإنما ما تبقى من فلسطين، إلى جانب الدول المجاورة لها. فما يجري حاليا هو الخطوة الأخيرة قبل الإعلان عن قيام إسرائيل الكبرى، فلا تساهموا في بنائها.