الهدف الحقيقي لتركيا: هل تسعى أنقرة للسيطرة على الموصل؟
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
14 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: تصاعدت تركيا من عملياتها العسكرية داخل العراق بشكل لافت للنظر، حيث نفذت عدة عمليات إنزال جوي وأقامت نقاطًا أمنية بعد توغل قواتها البرية في مناطق دهوك ونينوى.
وهذا التصعيد يأتي ضمن مخططاتها لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة العراق على حماية سيادته.
وغياب رد فعل رسمي قوي من الحكومة العراقية، رغم استمرار الهجمات التركية على شمال البلاد، يضعف موقف العراق أمام التدخلات الخارجية ويعطي إشارات مقلقة حول التفريط في السيادة.
تركيا تبرر تدخلها بوجود حزب العمال الكردستاني، معتبرة أنه يمثل تهديدًا أمنيًا لها.
إلا أن العديد من الخبراء يرون في هذه التبريرات تغطية لأهداف أخرى.
المحلل العسكري عبد الكريم خلف يؤكد أن الهدف الحقيقي لتركيا قد يكون السعي للسيطرة على الموصل، مشيرًا إلى أن العديد من المناطق التي توغلت فيها القوات التركية لا تشهد أي نشاط لحزب العمال الكردستاني، ما يعزز الشكوك حول نوايا تركيا الفعلية.
من الواضح أن إنشاء تركيا لنقاط عسكرية جديدة داخل الأراضي العراقية، وتواجد حوالي 300 إلى 400 دبابة في مناطق لا توجد فيها نشاطات لحزب العمال، يطرح العديد من التساؤلات.
يرى خلف أن ملف حزب العمال هو شأن داخلي تركي، وينبغي على أنقرة إجراء مباحثات لحله دون أن تكون الأراضي العراقية ساحة لتصفية الحسابات. تواجد قوات حزب العمال في سوريا والدعم الذي تتلقاه من قوات سوريا الديمقراطية يزيد الأمور تعقيدًا، مما يجعل من محاولات تركيا للقضاء عليه عبر التدخل العسكري في العراق غير مجدية على المدى الطويل، ويثير الشكوك حول النوايا الحقيقية لتركيا تجاه شمال العراق.
في هذا السياق، انتقد النائب السابق غالب محمد صمت الحكومة العراقية إزاء استمرار القصف التركي للمناطق الشمالية، معربًا عن استيائه من تجاهل السلطات العراقية لهذه الهجمات التي تضعف هيبتها وتضر بمصالح الشعب.
و قضية الموصل تعود جذورها إلى فترة انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى. كانت الموصل جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، ولكن بعد هزيمتها في الحرب، دخلت المدينة ضمن حدود العراق الذي تم وضعه تحت الانتداب البريطاني. تركيا، التي خلفت الإمبراطورية العثمانية، طالبت بضم الموصل إليها نظرًا لأهميتها الاقتصادية والاستراتيجية، خاصة لاحتوائها على احتياطيات نفطية كبيرة.
في عام 1926، توصلت بريطانيا وتركيا إلى اتفاقية عُرفت باتفاقية أنقرة، تم فيها الاعتراف بالموصل كجزء من العراق مقابل تعويض مالي الى تركيا. ورغم أن هذه الاتفاقية أنهت النزاع الرسمي، لا تزال تركيا حتى اليوم تعتبر الموصل جزءًا من “تراثها التاريخي”، مما يعزز من دوافعها للتدخل في شمال العراق تحت ذرائع مختلفة، ومنها ملاحقة حزب العمال الكردستاني.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: حزب العمال
إقرأ أيضاً:
عراقجي: نحن إلى جانب إخواننا في المقاومة العراقية
بغداد اليوم - طهران
ثمن رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، فالح الفياض، اليوم الثلاثاءء (18 شباط 2025) التضحيات التي قدمها الحشد الشعبي وفصائل المقاومة وفي مقدمتهم قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مساندة العراق وترسيخ أمنه واستقراره.
وقال بيان للخارجية الإيرانية تلقت "بغداد اليوم" نسخة منه، إن الفياض بحث مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في طهران، العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات الإقليمية، حيث أعرب الفياض عن تقديره لدعم إيران المستمر للعراق حكومةً وشعبًا.
ووفقًا للبيان أكد عراقجي على العلاقات الاستراتيجية بين العراق وإيران، مشددًا على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين لمواجهة التحديات الإقليمية. كما أثنى على دور الحشد الشعبي والمقاومة في ترسيخ الأمن والاستقرار في العراق، خصوصًا خلال مواجهة الإرهاب، مؤكدًا التزام بلاده بدعم المقاومة في العراق والمنطقة.
من جهته، أعرب الفياض عن امتنانه للدعم الإيراني، مستذكرًا جهود وتضحيات الشهداء، وعلى رأسهم قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، وسيد حسن نصر الله، مشيدًا بدور إيران في مساندة العراق خلال فترات الأزمات.
كما ناقش الجانبان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين لحماية المصالح المشتركة.
وأشاد وزير الخارجية الإيراني اليوم خلال اللقاء بدور قوات الحشد الشعبي والمقاومة في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، خاصة خلال فترة محاربة إرهاب تنظيم داعش، وأثر ذلك الإيجابي على الأمن المستدام في المنطقة.
وأكد عراقجي: "نحن دائمًا إلى جانب إخواننا في المقاومة العراقية وفي عموم المنطقة."