جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-15@20:03:30 GMT

نصيب العالم من "طوفان الأقصى"

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

نصيب العالم من 'طوفان الأقصى'

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

التقليد والمُحَاكَاة من سمات البشر وصفاتهم اللازبة منذ فجر الخليقة، لهذا كانت "الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها"، بقطع النظر عن مصدرها وجغرافيتها، لهذا رأينا الكثير من الأفكار العابرة للحدود والأجيال بطابعها الانساني الصرف تنتقل وتستقر في جغرافيات وعقول ووجدان أقوام شتى حول العالم، والقاسم المشترك بينهم في تلقيها هو مردُّها الانساني الفطري المُجرّد من أي بصمة خصوصية.

حين تولّى المناضل أحمد الشقيري مهمة إنشاء وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في مطلع ستينيات القرن الماضي، قام بجولة حول العالم للتعريف بقضية فلسطين، وكانت الصين وفيتنام من ضمن تلك الجولة. وحين جلس بجوار الزعيم الصيني ماو تسي تونج، أبدى الشقيري إعجابه بحنكة الزعيم ماو وواقعيته حين أقام نواة مشروعه الثقافي الثوري للصين في مدينة صينية كبديل عن بكين، والتي استعصى عليه ورفاقه حينها السيطرة عليها، وبقيت بأيدي المناوئين من مناصري الإمبراطور، فكان رد ماو على إعجاب الشقيري: "لقد تعلمت هذا التكتيك من نبيكم محمد، حين أقام نواة دولته بالمدينة المنورة حين استعصت عليه مكة".

غادر الشقيري ورفاقه بكين الى فيتنام؛ حيث قابلوا الزعيم المناضل هوشي منه؛ حيث أبدى الشقيري إعجابه بتكتيك حرب العصابات التي انتهجها هوشي منه في مواجهة جيوش الغُزاة لبلاده، فتلقى الشقيري الرد الصادم الثاني حين قال له الزعيم الفيتنامي: "لقد تعلَّمتُ هذا التكتيك من القائد العربي المغربي عبدالكريم الخطابي في مواجهاته مع الإسبان بالريف المغربي، فيما عُرف تاريخيًا بـ"ثورة الريف".

وقد عرف العالم كذلك وعايش الثورة الفرنسية وفلاسفتها وعبرت الحدود دون وسطاء، وتناقل العالم فصولها ومراحلها في زمن بدائية التواصل بين جغرافيات العالم، وكذلك الحال بالنسبة للثورة البلشفية الشيوعية في روسيا بقيادة لينين ورفاقه، والثورة الكوبية بقيادة الزعيم المناضل فيدل كاسترو ورفيق دربه الأبرز تشي جيفارا.

"طوفان الأقصى" اليوم ليس حدثًا عربيًا طارئًا على أرض عربية مُحتلة تسمى فلسطين؛ بل قيمة إنسانية أخلاقية تحرُّرية تَعني العالم الحر بأسره، وهذا ما تجلّى في التعاطف العالمي التصاعدي غير المسبوق مع القضية الفلسطينية منذ الطوفان المبارك.

في ضجيج طوفان الأقصى، رسائل انسانية كثيرة تتسلل بهدوء نحو وجدان المواطن العربي والعالم في سياق نظرية التقليد والمحاكاة العابرة للأجيال والحدود.

فلسطين آخر احتلال في العالم المُتشدِّق بالحريات والسيادة للشعوب، وفلسطين فسيفساء من الديانات تجعل منها قيمة روحية وأخلاقية غير موصوفة، وفلسطين غُبنٌ تاريخي غير مسبوق وبتوافق دولي لا مثيل له، واحتلال فلسطين ليس للاستيطان؛ بل قاعدة مشروع غربي إمبريالي احتلالي للسيطرة على العالم الحُر.

"طوفان الأقصى" في حقيقته وعمق رسالته ومقاصده، ليس تحرير فلسطين فحسب؛ بل تحرير عقل عربي وعالمي أسرَته سرديات مُضلِّلة، قَلَبت الاباطيل الى حقائق، وزينتها للمغفلين والغافلين، وسكبتها قسرًا في عقولهم فغيَّبت وعيهم.

سيدخل "طوفان الاقصى" التاريخ العربي والانساني من أوسع أبوابه، وسيخرج الزيف الصهيوني من التاريخ إلى مزبلته الواسعة، لتطويه الذاكرة ويحتضنه النسيان الخالد.

قبل اللقاء: ستبقى فلسطين نبضَ العالم وقِبلة أحراره حتى مطلع الفجر الصادق.

وبالشكر تدوم النعم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

“طوفان الأقصى” والعمليات المُساندة لها تُكبد اقتصاد العدو الصهيوني خسائر فادحة

يمانيون/ تقارير تؤكد التقارير الاقتصادية الرسمية وغير الرسمية أنّ الاقتصاد الصهيوني يتكبد خسائر فادحة، حيث بلغ عجز المالية العمومية في كيان العدو إلى مستويات قياسية خلال العام المنصرم 2024، وتضاعفت موازنة “جيش” الاحتلال عشر مرات، مقابل الهبوط الحاد للموارد الجبائية في ظل الانكماش الاقتصادي.

وفي هذا السياق.. كشفت وكالة أنباء “رويترز” نقلاً عن ما يسمى بوزير المالية الصهيوني المتطرف بتسئليل سموتريتش، بأن خسائر الكيان الغاصب التي تكبدها خلال الحرب على غزة بلغت 34 مليار دولار.

وقال سموتريتش: “إن الخسائر التي تكبدتها “إسرائيل” منذ بداية الحرب في قطاع غزة بلغت 34 مليار دولار.

لكن يبدو أن هذه الأرقام يُكذبها تقرير لصحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الصهيونية، نشرته الجمعة الماضية، قالت فيه: إن تكلفة الحرب على قطاع غزة بلغت نحو 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024.

وأفادت الصحيفة، بأن تقديرات “بنك إسرائيل” تُشير إلى أن تكلفة الحرب على قطاع غزة، بلغت حتى الآن نحو 250 مليار شيكل.

وقالت صحيفة “كالكاليست”: إن تكلفة الحرب على قطاع غزة بلغت نحو 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024.

واستندت الصحيفة إلى تقديرات “بنك إسرائيل”.. مبينة أن المبلغ يشمل “التكاليف الأمنية المباشرة، والنفقات المدنية الكبيرة والخسائر في الإيرادات، وليس كل شيء”.

ووصفت الصحيفة هذه التكلفة بالـ”ثقيلة” وبكونها تعكس الـ”فشل” في الحرب على القطاع.. مؤكدة أن ذلك يتطلب “الحاجة إلى زيادة كبيرة في ميزانية وزارة الحرب الصهيونية خلال العقد المقبل”.

وقالت: إن “تلك الميزانية (المستقبلية) تتمثل في شراء مزيد من الطائرات والمروحيات وناقلات الجنود المدرعة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، فضلا عن الاستثمار في البشر أو الجندي الصهيوني نفسه”.

وشددت الصحيفة على أن “فشل جيش الاحتلال في الحرب على غزة لم يقف عند هذا الرقم، فقد سبقه عدد من الخسائر البشرية والمصابين، إضافة إلى عائلات وأُسر المصابين الذين تضرروا معنويا وبعضهم عقليا أيضا”.

ولفتت إلى أن “الحديث عن أرقام الحرب ونتائجها يأتي على خلفية الحديث عن لجنة فحص ميزانية الأمن والدفاع”، المعروفة صهيونياً بـ”لجنة ناجل” على اسم رئيسها يعكوف ناجل.

وفي 30 مايو 2024، نشرت “كالكاليست” تقريرا توقعت فيه بلوغ تكاليف الحرب على غزة 250 مليار شيكل بحلول عام 2025، وهو الرقم نفسه الذي كشفت عنه الأسبوع الماضي.

ولفتت الصحيفة إلى أن “العوائد الخاصة بالغاز الطبيعي في البحر المتوسط كان يفترض أن تذهب إلى وزارتي الصحة والتعليم، لكن يبدو أنها ستذهب إلى وزارة الحرب الصهيونية”.

وبينت أن لجنة “ناجل” أوصت بأن الإضافة المطلوبة لوزارة الحرب خلال السنوات العشر المقبلة ستكون 275 مليار شيكل (74 مليار دولار)، بمعنى إضافة 27.5 مليار شيكل (سبعة مليارات دولار) في العام الواحد.

وفي السابع من يناير الجاري، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية عن تقرير اللجنة “اقتراح زيادة ميزانية الدفاع بما يصل إلى 15 مليار شيكل سنويا (4.1 مليارات دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وفي شهر نوفمبر من العام 2023 أعلن اليمن بداية عمليَّاته العسكرية المساندة لغزة بمنع السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني، وُصُـولًا إلى استهدافِ العُمق الصهيوني بالطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية، والفرط صوتية التي باتت تشكِّلُ التهديدَ الأكبرَ للصهاينة وتقوض شعورهم بالأمن، ما شكل كابوساً كَبيرًا على الصهاينة.

واعتبرت أوساط الصهاينة أن صيرورة العمليَّات اليمنية هي التهديد الأكبر على الاقتصاد الصهيوني؛ بسَببِ الأزمات الكبيرة التي أحدثتها في مفاصلِ العدوّ الاقتصادية والحيوية، ووصل تأثيرها حَــدّ تعطيل الحركة الملاحية المرتبطة بالكيان الصهيوني.

وبحسب موقع “ورلد كارجو” المختص بأخبار الشحن العالمي، أَدَّى التأثير الاقتصادي لعمليات القوات المسلحة اليمنية على الشحن في البحر الأحمر إلى انخفاض حجم الشحن بنسبة 85 في المائة، ما يعني إصابة الاقتصاد الصهيوني بالشلل، في حين يترتب على هذه التراجعات الكثير من التبعات الاقتصادية على العدوّ وقطاعاته الإنتاجية.

ونشرت وسائل إعلام العدو الصهيوني العديد من التقارير، التي تشير إلى إفرازات الحصار البحري اليمني، حَيثُ تعطلت قطاعات الصادرات والواردات بشكل كبير، وهذا أسهَمَ في إرباك آلات الإنتاج الصهيوني، وعطَّل أهم قطاعاته، والمتمثل في قطاع التكنولوجيا.

وتؤكّـد وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن إطلاق الصواريخ من اليمن يشكل تهديداً للاقتصاد الصهيوني، حَيثُ يمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى الكيان، ويمنعه من إنعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة، كما أَدَّى إلى إغلاق ميناء إيلات، ودفع السفن المتجهة إليه إلى اتِّخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا.

وللمرة الأولى منذ عدة عقود، أظهر تقرير هجرة الثروات الخَاصَّة لعام 2024 الصادر عن شركة “هنلي أند بارتنرز” أن المهاجرين الأثرياء المغادرين من الكيان أكثر من أُولئك المصرين على البقاء؛ الأمر الذي جعل الكيان الصهيوني يعاني من أزمات استثمارية كبيرة، وهجرة جماعية لأصحاب رؤوس الأموال.

ونقلت منصة “غلوبس” الصهيونية عن التقرير، التأكيد على خروج “إسرائيل” من قائمة “هنلي أند بارتنرز” للدول الـ20 المستقطبة للثروات الخَاصَّة، وهو خروج يؤكّـد حالة الذعر والهبوط التي تطال كافة مفاصل العدوّ الصهيوني.

ومع استمرار العمليات اليمنية، يعاني العدوّ الصهيوني من أزمات اقتصادية متلاحقة، تمثلت في تراجع قيمة عملة العدوّ “الشيكل”، وسقوط أسهم البورصة للشركات والبنوك الصهيونية وإغلاق أكثر من 60 ألف شركة، وهروب جماعي للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، فضلًا عن تعطل قطاع السياحة بنسبة تصل إلى 80 في المائة وفق تقارير صهيونية متخصصة.

ومن خلال التقارير التي أقر بها العدوّ الصهيوني، وتحدث فيها عن العجز المالي غير المسبوق، والانهيار الكبير في الاستثمار والسياحة والإنتاج، فَــإنَّ كلفة الإجرام على العدوّ الصهيوني في تصاعد مُستمرّ؛ ما يزيد سُمعة العدوّ الاقتصادية سوءًا في نظر المستثمرين.

مقالات مشابهة

  • مسير لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في أفلح اليمن بحجة
  • مشروع قناة “بن غـوريون” ما بعد طـوفان الأقـصى
  • عـبدالله علي صبري : مشروع قناة بن غـوريون ما بعد طـوفان الأقـصى
  • “طوفان الأقصى” والعمليات المُساندة لها تُكبد اقتصاد العدو الصهيوني خسائر فادحة
  • وزير العدل وحقوق الإنسان يشارك مع موظفي الوزارة في تدريبات عسكرية
  • مسيران ووقفتان لخريجي دورات طوفان الأقصى في مديرية الطيال بصنعاء
  • المقاومة في بيت حانون تقضي على طاقم ‏Z1‎‏ بالكامل من لواء ناحال‏ (شاهد)
  • مسيران ووقفتان لخريجي دورات طوفان الأقصى في الطيال بمحافظة صنعاء
  • مسير لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية الزهرة بالحديدة
  • أستاذ علوم سياسية: طوفان الأقصى نقلة نوعية في المقاومة الفلسطينية