فقدان الحياء السياسي!!
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
رشا عوض
عندما يتجرد الشخص من الحدود الدنيا لاحترام نفسه يردد الببغائيات السمجة لمجرد قبض الثمن!
أهم هذه الببغائيات حكاية ربط كارثة الحرب بالقوى السياسية المدنية المعارضة للكيزان!
عذرا للكلام في البداهات مجددا:
من أراد أن يشعل حربا يجب أن يكون لديه جيش يأتمر بأمره؟ فهل من حزب سياسي في السودان يمتلك جيشا سوى الكيزان؟
عندما بدأ المدنيون مجرد الحديث عن الشركات الأمنية والعسكرية وضرورة خضوعها لولاية وزارة المالية انقلب عليهم العسكر (جيش ود.
كيف يشعل حربا من كان عاجزا عن حماية نفسه من الاعتقال؟
أما الزعم بأن المدنيين حرضوا الدعم السريع على الحرب فنفذ أوامرهم فهو حديث مضحك، وتافه لا يليق بشخص يحترم عقله أن يردده!!
ما هي سلطة القوى المدنية على قوات الدعم السريع، حتى تأمرها فتطيع بهذه البساطة والسذاجة؟
قوات الد. عم السر. يع استعلت على من صنعوها وقاتلتهم على السلطة فما الذي يجعلها تنفذ أوامر قوى مدنية تدعو لإصلاح أمني وعسكري يجرد هذه القوات من ميزة الجيش الموازي القائم بذاته، وإلى إصلاح اقتصادي يجردها هي والجيش من السيطرة على ٨٠٪ من إيرادات النشاط الاقتصادي؟
أبواق الضلال والنفاق التي ترغب في إعادة تسويق مشروع الاستبداد والفساد الكيزاني مجددا تجتهد في إلصاق المسؤولية عن جريمة إشعال الحرب في القوى المدنية التي لا تحمل عكازا، وفي ذات الوقت تبرئ الكيزان الذين توعدوا الشعب بالحرب في إفطارات رمضانية موثقة بالصوت والصورة، وبعد أن اشتعلت هم الطرف الوحيد الذي ظل متمسكا باستمرارها وإفشال أي مساعي للسلام، بل تجريم وتخوين دعاة السلام! وهؤلاء الكيزان يملكون الأدوات العملية لإشعال الحرب وهي الجيش الذي يسيطرون على مفاصله القيادية، بالإضافة إلى هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن وكتائب الظل مثل البراء بن مالك وغيرها، وهم في الأساس تنظيم عسكري يتوسل السلطة بالقوة، وقد حكم البلاد بانقلاب عسكري منذ ١٩٨٩، وعندما أطاحت به الثورة أشعل هذه الحرب ليعود إلى السلطة بالقوة! ويا لها من مسخرة أن تكون أبواق الكيزان هي من يصدر أحكام الإعدام السياسي على الآخرين بتهمة إشعال الحرب!
مثلت الحرب هو الكيزان، الجيش، الد. عم السر. مع، المسؤولية عنها لا يمكن أن تخرج من هذا المثلث الذي لدى أضلاعه الثلاثة المقدرة العملية على اتخاذ قرار إشعال الحرب وأدوات تنفيذ هذا القرار عمليا، أي كلام غير كدا كذب، فاجر وتضليل مقرف.
والأكثر فجورا هو تأسيس سردية سياسية كاملة على أكذوبة أن الساسة المدنيين هم الذين أشعلوا الحرب، فيأتي أحد متعهدي “توزيع العلف” ويقول بالفم المليان: بعد هذه الحرب لا يمكن أن يقبل الشعب السوداني بالأحزاب السياسية! وكأنما هذه الحرب يجب أن تكون سببا لكراهية ورفض الأحزاب السياسية!! رغم أن هذه الأحزاب سعت سعيا حثيثا لتفادي هذه الحرب قبل اشتعالها، وظلت ترفع رايات السلام وضرورة إنهاء الحرب بالتفاوض منذ الطلقة الأولى! فما هو المنطق في أن تكون الحرب سببا في عداء شعبي شرس ضد الأحزاب، وفي ذات الوقت تكون الحرب سببا في تمجيد العسكر، وفي محبتهم والهيام في عشقهم ونظم القصائد الغزلية فيهم في أثناء سقوط الدانات وقذائف الطيران والمدفعية والرصاص على رؤوس المواطنين!
الحقيقة التاريخية التي لا تقبل المغالطة هي أن سلطة الأمر والنهي في هذه البلاد المنكوبة ظلت في يد العسكر لمدة ٥٤ عاما من عمر الاستقلال ال ٦٨!!
هناك فرق كبير بين الموقف النقدي الناضج من الأحزاب السياسية في إطار تقييم أدائها وقياس جدواها في تحقيق المصالح الوطنية السياسية والاقتصادية والتنموية، وبين الموقف الضلالي التضليلي الذي يطلق الرصاص العشوائي على الأحزاب في إطار تلميع البوت العسكري لاستدامة سيطرته على البلاد، أو في إطار تزكية عصابة حزبية إجرامية ترغب في إعدام الأحزاب كلهم لصالح بقاء حزب واحد يحكم بالقوة العسكرية.
إلى متى يستمر فقدان الحياء السياسي وكسر عنق المنطق بالصورة السافرة التي نراها؟
الوسومرشا عوضالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: رشا عوض هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
جماعة المديدة حرقتني..قلوبهم مع البرهان وسيوفهم مع الكيزان
جماعة المديدة حرقتني..قلوبهم مع البرهان وسيوفهم مع الكيزان
حيدر المكاشفي
أحد أقربائي مُكنى عندنا بـ(أبو الشبك بكسر الشين)، لولعه بالشبك والمشاكل وأخبارها، ولهذا كان يتابع باهتمام بالغ ما اشتجر من خلاف وصراع بين البرهان والكيزان، جرت بعض وقائعه على المواقع الاسفيرية وبعض صفحات الصحف، وبعضه الآخر مكتوم لا يعلمه الا علام الغيوب والعالمين ببواطن الطرفين (البرهان والكيزان)، قال لي (أبو الشبك)، مالي أراك لا تخوض في هذا الخلاف والصراع، لم يطل تأملي في سؤاله إذ سرعان ما أدركت حقيقة الحكمة التي تقول الدخول في الشبكات هين ولكن المشكلة في الخروج، مالي أنا والشبك والاشتباك والشربكة في الشبكات، هذه لعبة لا أجيدها ولا أملك أدواتها، بل أني نذرت للرحمن أن لا اقترب من أية (شبكة) وأفر منها فرار السليم من الأجرب منذ أن تشربكت قدماي ذات مباراة في كرة القدم داخل شباك المرمى الذي كنت أحرسه، وكانت تلك الحادثة التي كبدتني جملة خسائر بدنية سببا لهجري لعبة كرة القدم منذ ذلك الوقت الباكر، ولولاها لكان لي شأن وشنة ورنة ورنين ليس أقل مما يجده الآن حراس المرمى في فريقي القمة الهلال والمريخ وحتى اتفادى الشبك أقول المريخ والهلال وحراس مرمى فريقنا القومي، ولكن رغم ذلك فإن داء الشباك وفوبيا الشبك الذي أصابني، لم يمنعني من التمايل طربا مع أغنية سيف الجامعة المليئة بالشبك والشباك والاشتباك، والمحتشدة بالغموض والاشكالات والاشتباكات، فاسمعوه يصدح
يا ريح الصباح الجيتينا من أبو سالف
كيف سبيلا خيولا سيدا عابد وكالف
الخلاّني فوق نيران جهنم خالف
حار بالحيل فراق الزول بعد ما يوالف
شبكتينا يا آمنة وشبكتي الناس معانا
في شباك شبك شبكت شبايكو معانا
لبست توب شبك في شبايكا وشابكانا
والداير الشبك يجدع شبكتو معانا
في عينيها عالم تاني ما شفتوها يا خلاني..
والعسكر والكيزان عندي عالم غميس لن يستطيع أمثالي رغم أن شقيقي كان من زمرة العسكر أن يغمسوا أقلامهم فيه، دعك من ان يشتبكوا فيما بينهم، والحكمة تقول عندما تتصارع أفيال الحرب القذرة المنتنة فان المواطنين العزل (الساكت) لا هم عسكر ولا كيزان ولا براؤون ولا براقون ومن لف لفهم ولا فلول ولا ارزقية هم اللذين يموتون سمبلا (لا ايدم لا كراعم).. هذا ملعب تجيد اللعب والاصطياد فيه انت يا (أبو الشبك) ومن هم أمثالك من الشمشارين وجماعة (المديدة حرقتني) الذين يفطرون مع البرهان ويتعشون مع الكيزان (صنف مثل المنشار طالع ماكل نازل ماكل)، فأنتم الان تعملون على حفز الخصوم من الطرفين وتحميسهم وتحميشهم حتى يخرج كل طرف غاية ما عنده وما يختزنه ضد الآخر حتى تنجلي الحقيقة كاملة، ودوركم في هذا الخلاف للأسف هو دور المحرش والمحرش كما يقول الأهل ما بكاتل وانما يهمه ان تكون هناك (كتلة)، لم تكاتلوا قط رغم انكم من مشعلي الحرب وضاربي دلاليكها (حكامات يعني)، وأنتم أيضا لاتستنكفون من أن تصرخوا(أديلو في زمبيلو) إذا ما وجه أحدهم لطمة قوية لخصمه الآخر لتستحثوه على المزيد ولتغيظوا الطرف (الملطوم) لكي يستجمع قواه ويرد الصاع صاعين، وهكذا إلى أن تمضي المباراة إلى نهاياتها لا أن تكون مجرد صراع أفيال يتأذى منه فقط المواطنون المدنيون تحت أقدام الفيلة، تحملون حفنة التراب في ايديكم وتبسطونها بين الخصمين مرددين (المديدة حرقتني) آملين في احتدام الصراع واشتعاله..هذه جماعة نشطة جدا هذه الايام تستثمر في الخلافات السياسية والعسكرية وتعمل على اشعالها لاشعال البلد على شعللتها فانتبهوا لها واحذروا دسائسها..
الوسومالبرهان الكيزان المشاكل حيد المكاشفي