يتساءل العديد من الناس عن حكم الأموال المكتسبة من مصادر محرمة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إنه في حال كانت هذه الأموال ناتجة عن اعتداء على حقوق أشخاص محددين، كسرقة أو غصب، يجب إعادتها إليهم إذا كانوا معروفين ولا يزالون على قيد الحياة، وإذا توفوا تُعاد الأموال إلى ورثتهم.

 

وأضاف أنه إذا تعذر التعرف على أصحاب هذه الأموال، فيجب إخراجها لله تعالى باسم أصحابها المجهولين.

حكم من اكتسب مالا حراما ثم تابحكم الأموال المكتسبة بطرق غير شرعية

أوضح جمعة أنه إذا كانت الأموال قد جُمعت من معاملات محرمة كبيع الخمر أو الربا في ديار المسلمين، وكان الطرفان على علم بحرمة هذه الأفعال، فلا يجوز لهما الاحتفاظ بهذه الأموال. 

وتابع: وفي هذه الحالة، يجب أن تُخرج هذه الأموال للفقراء والمحتاجين، ويمكن أن تُنفق على أنفسهم إذا كانوا هم أنفسهم فقراء. 

واستطرد: أما إذا كانا غير مدركين لحرمة هذه الأفعال وكانا بعيدين عن أهل العلم بالشريعة، فإنهما معذوران ولا حرج عليهما في الاحتفاظ بالأموال.

دعاء للمريض في يوم الجمعة: طلب الرحمة والشفاء في يوم البركة دعاء للأم المتوفية في يوم الجمعة: هدية من القلب للروح الطيبة الجهل بالتحريم وأثره

تابع جمعة بأن الشريعة الإسلامية تقرر أن الشخص لا يُحاسب على فعل محرم إلا إذا كان على علم بتحريمه، لافتًا إلى أنه إذا جهل الإنسان بأن الفعل محرم لا تقع عليه المسؤولية.

وأكد أن الإنسان يُعتبر عالمًا بالتحريم إذا توفرت له الوسائل للوصول إلى معرفة الحكم الشرعي، سواء بقراءة النصوص أو بسؤال أهل العلم. لذا لا يُعذر بالجهل إلا من كان يعيش في بيئة بعيدة عن المسلمين أو حديث عهد بالإسلام.

كيفية التصرف في المال الحرام

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن المسلم إذا اكتسب مالًا حرامًا، يجب التخلص منه ولا يجوز الاحتفاظ به، وأورد في ذلك حديثًا عن "مصنف ابن أبي شيبة"، حيث ذكر أن رد المال إلى أصحابه واجب، وإذا لم يُعرفوا يجب التصدق به. 

وأشار إلى أقوال بعض السلف والعلماء الذين أكدوا على ضرورة إخراج المال الحرام في حال عدم معرفة أصحابه.

حكم التصرف في المال الحرام عند الحنفيين

وأشار جمعة نقلًا عن الغزالي، إلى أن الشخص الذي يمتلك مالًا حرامًا ويرغب في التوبة يجب أن يرده إلى أصحابه إن عُرفوا، وإذا تعذر ذلك يصرفه في مصالح المسلمين العامة. 

وبيّن أنه يجوز للفقراء استخدامه لأنفسهم ولأسرهم إذا لم يكن لديهم مصدر آخر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حكم المال الحرام السرقة حكم الربا علي جمعة هذه الأموال

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض.. لمن يدفع أكثر!

 

د. أحمد بن علي العمري

 

لم يبقَ سوى ثلاثة أسابيع على الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية المسيطرة على العالم والمتزعمة للنفوذ العالمي، ويتزامن ذلك بعد أفول بريق الدب الروسي وإن كان بدأ يستعيد هيبته ومكانته المعهودين في ظل تنامي وصعود دول أخرى للزعامة العالمية في خطى متسارعة يتصدرها التنين الصيني تليه الهند التي تمسكنت حتى تمكنت.

المهم نبقى عند حديثنا وموضوعنا وهو الولايات المتحدة الأمريكية فقد انشغلت كل قنوات العالم التلفزيونية والإعلامية في العالم بالانتخابات الأمريكية التي سوف تجرى في الخامس من نوفمبر 2024 على أن يحل ساكن البيت الأبيض مقره في يناير من عام 2025 لمدة أربعة أعوام.

نعم انشغلت القنوات الفضائية في العالم بالكامل بكل شاردة وواردة عن الانتخابات الأمريكية وهناك من خصص برامج أو أوقات معينة في ساعات بثه  اليومي  للحديث عن هذه الانتخابات، لقد صدعونا الأمريكان بالديمقراطية والحرية وخصوصية التعبير عن الرأي وصدقناهم واتبعناهم ونحن مغمضين دون أن نسأل ولا نفهم ولا نعلم ولا ندري.

ومن هنا يبدأ السؤال: هل يقدر أي فرد من العامة في الولايات المتحدة الأمريكية أو أي مواطن عادي في الولايات المتحدة الأمريكية أن يصل إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟ الجواب: طبعاً لا وبكل وضوح وصراحة وواقعية ومنطقية.

إذن.. أين هي الحرية والديمقراطية المزعومة والمضللة ولن أكون قاسياً إذا قلت الكذبة العالمية في الحقيقة يسيطر على قمة التربع السياسي  في أمريكا حزبين هما الديمقراطي والجمهوري، ولابُد لمن يُريد أن يصل للبيت الأبيض أن يسلك أحد المسلكين؛ سواءً اقتنع به أو لم يقتنع  بفكره ومحتواه وسواءً آمن بمبادئ الحزب أو رفضها.

طبعًا لكل حزب مموليه، وهناك المتبرعون والداعمون، وطبعاً هؤلاء الداعمين والمتبرعين لا بُد أن يكون لهم ما يريدون من ساكن البيت الأبيض؛ لأنهم هم من صرفوا الأموال الطائلة على الرئيس المُرشَّح، وعندما يفوز لابد أن يكون لهم نصيبهم من الكعكة فيبقى الرئيس مثل الريموت كنترول (جهاز التحكم عن بعد) يوجهه من صرف عليه في الاتجاه الذي يراه ويتناسب مع مصالحه ورغباته وتوجهاته ومقاصده.

الدراسات  تثبت أن الذين لديهم جوازات سفر في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتجاوزون 11 بالمئة فقط، وهذا يعني أن غالبية الأمريكيين لم يسافروا ولم يعرفوا ماذا يحدث في الدول الأخرى ولم يختلطوا ببقية البشر في أنحاء العالم أي أنهم يجهلون تماماً ما يحصل في بقية أنحاء العالم؛ أي أنه إذا كان سكان الولايات المتحدة الأمريكية 335 مليون نسمة فإن 70 أو حتى 80 مليون  منهم هم من يتحكمون في السياسة والمقادير، أما البقية فهم لا حول لهم ولا قوة، وهنا يبان الهشاشة لديهم.

فكيف من يبني على هشاشة يقوى ومن يبني على قوة يضعف.. وعجبي!

 

ومن هنا يمكن أن نحل اللغز الذي طالما حيرنا لماذا الرئيس الأمريكي لا يعصي للصهاينة واليهود أمرا؛لأن السبب واضح وجلي فاللوبي اليهودي مسيطر على المال والأعمال في آمريكا  وحتى الإعلام بقوة ماله على الرغم إن نسبة اليهود في أمريكا لاتصل إلى 2 بالمئة وحتى في اشتراطات البنك الدولي على الدول وفرضه شروطه المعقولة منها وغير المعقولة فهي بإيحاء وتوجيه من النظام الصهيوني العالمي. لكن المال هو من يحكم ولا ديمقراطية ولا حرية ولا تعبير شخصي ولا هم يحزنون.

بالتأكيد هناك أحزاب أخرى صغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحمل الشعارات البراقة ولكن ينقصها المال، إذن المال هو العامل والفاعل الرئيسي في العملية وهو المهيمن والمسيطر. وإلّا كيف لبنيامين نتنياهو وبن غفير وسموتيرش أن يتحكموا ويفعلوا ما يريدون  بكل وقاحة وقلة أدب لو كان لديهم أدنى شك بأن ساكن البيت الأبيض لن يعصي لهم أمراً، وبالتأكيد لن يرفض لهم طلبا؛ لأنهم أصحاب السلطة والنفوذ وداعميهم من أبناء جلدتهم في الولايات المتحدة الأمريكية معهم حقا وباطلا وخيراً وشرًا ومن هنا تبدأ أفكارهم واستقواؤهم وعناوينهم وإلا فإنهم أجبن خلق الله على الأرض. والأحزاب هي آلة التنفيذ لهذا المال.

لقد لاحظنا وشاهدنا واقتنعنا وحكمنا بما رأيناه في فترة ما يسمى بالربيع العربي فقد انهارت الجمهوريات الشكلية ولم يبقَ سوى الأنظمة الملكية.

ونحمد الله في دول مجلس التعاون أننا في هذا الإطار نعرف حكامنا ونحبهم وهم يعرفوننا ويحبونا ويقدمون لنا كل ما يستطعيون؛ لأجل كذا عشنا ولله الحمد والفضل والمنة في أمن وأمان واستقرار ورفاهية ونعيم بلا حروب ولا مشاكل ولا فتن، والله لا يُغير علينا.

نخلص من هذا كله أنه لا توجد ديمقراطية ولا حرية في العالم، وإنما مصالح ومكاسب ورغبات وأمزجة وكل من يده له.

حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • هل يجوز البيع الإلكتروني أثناء خطبة الجمعة؟.. اعرف آراء الفقهاء
  • هل الصدقة تطهر المال الحرام ؟.. علي جمعة يجيب
  • بعد تصريحاته الأخيرة.. عمر كمال مطلوب على جوجل
  • البيت الأبيض.. لمن يدفع أكثر!
  • علي جمعة: النبي حي في قبره
  • جنايات الانبار: السجن سبع سنوات بحق مدان عن جريمـــة غســـل الأموال
  • تعرف على أهم أحكام زكاة المال في الإسلام
  • ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها رسول الله؟.. اعرف الطريقة
  • وائل جمعة ينتقد حسام حسن