واشنطن بوست: قلوب الحلفاء ستنفطر إذا انتُخب ترامب رئيسا
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
في الدانمارك، هناك أغلبية ساحقة تتمنى فوز مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس بانتخابات الرئاسة الأميركية المزمع إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، هكذا أوعز كاتب العمود الأسبوعي في صحيفة واشنطن بوست، إي جيه ديون جونيور.
يقول الكاتب إنه كان من بين الذين حضروا مؤتمرا نظمته جامعة جنوب الدانمارك في أودينسه، ثالث أكبر مدن الدولة الإسكندنافية.
ومع أنه أقر بأن ما قام به لم يكن استطلاعا علميا للرأي، فإنه أظهر مدى قلق الأوروبيين من المرشح الذي سيختاره الأميركيون في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأوضح أنه من بين 40 شخصا تقريبا ممن حضروا المؤتمر، اختاروا جميعهم، ما عدا 5 منهم، نائبة الرئيس كامالا هاريس. وأضاف أن هؤلاء الخمسة رأوا أن الانتخابات ليست من شأنهم، ولم تُرفع يد واحدة تأييدا للرئيس السابق دونالد ترامب.
مشاعرهم الحقيقيةوأعرب ديون جونيور -وهو أستاذ في كلية ماك كورت للسياسة العامة في جامعة جورج تاون، وباحث أول في معهد بروكينغز، عن اعتقاده بأن نتائج استطلاعه غير الرسمي يعكس المشاعر الأوروبية بدقة تامة. فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "ميغافون" الدانماركي لأبحاث السوق في يوليو/تموز أن 85% من الدانماركيين أرادوا الفوز لهاريس، بينما اختار 8% فقط ترامب.
وفي ألمانيا، منح استطلاع للرأي أجرته مؤسسة دويتشلاند تريند في أغسطس/آب هاريس 77% مقابل 10% لترامب. غير أن الفجوة كانت أضيق في بريطانيا، ويُرجع كاتب المقال أحد أسباب ذلك إلى أن ترامب يحظى بتأييد جيد بين مؤيدي حزب الإصلاح اليميني المناهض للمهاجرين. ومع ذلك، في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إبسوس في يوليو/تموز، نالت هاريس 50% من أصوات المستطلعة آراؤهم مقابل 21% لترامب.
ماذا يقولون للعالم؟
وفي تعليقه على نتائج تلك الاستطلاعات، شدد الكاتب على ضرورة أن يفكر الأميركيون فيما سيقولونه للعالم إذا انتخبوا رجلا يرفض الحقيقة، والتحلي باللباقة، والديمقراطية. وأضاف أن هناك أيضا دروسا في كيفية تصدي الأوروبيين لصعود أقصى اليمين وصراعاتهم السياسية حول الهجرة، التي تتشابه إلى حد كبير مع ما يواجهه الأميركيون.
وقال إن أكثر ما استرعى انتباهه أثناء زياراته العديدة لأوروبا هذا العام، هو ما قد يثيره فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية من فزع للأوروبيين.
ولتعزيز وجهة نظره هذه، نقل عن نيلز بيير بولسن، الأستاذ في جامعة جنوب الدانمارك الذي يدرّس التاريخ الأميركي منذ 37 عاما، القول: "إن معظم الدانماركيين مذعورون من احتمال أن يصبح ترامب رئيسا"، مضيفا أنه "في معظم فترة تدريسه الطويلة تلك، كان يركز كثيرا على عبقرية النظام الأميركي والرأي القديم الذي كان يرى أنه آلة تعمل من تلقاء نفسها، أما الآن، ينصب جل تركيزه على عيوب النظام وطبيعته المعادية للأغلبية".
إرث شعبوي يميني أوروبيوبدوره، قدّم يورن بروندال، رئيس مركز الدراسات الأميركية في الدانمارك، وجهة نظر يرى ديون جونيور أنها تقلب شعار "أميركا أولا" -الذي يتبناه ترامب- رأسا على عقب.
وقال بروندال "لطالما كنت أنظر إلى ترامب على أنه وارد من أوروبا. فهو من خارج التيار الأميركي السائد، وينحدر من إرث شعبوي يميني في أوروبا، التي تُظهر بعضا من الميول نفسه".
ومهما اختلف الأوروبيون بين يمين متطرف صاعد ويسار، إلا أنهم متحدون على نطاق واسع في الإعراب عن قلقهم بشأن ما قد تعنيه ولاية ثانية لترامب بالنسبة لتحالف الديمقراطيات وقصة النجاح الأميركية التي يعجبون بها، وفق مقال واشنطن بوست.
وذكر ديون جونيور إن المؤرخ الدانماركي بجير بولسن، أخبره أن الأوروبيين لا يضمرون العداء لأميركا، بل شعور بالأسى إذا ما فاز ترامب.
وختم مقاله بتحذير الأميركيين من فوز ترامب، لأنهم بذلك قد "يحطمون قلوب شعوب العالم أجمع، الذين يقدروننا أكثر من غيرنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
تشديد الإجراءات الأمنية استعدادا لتنصيب ترامب
تستعد واشنطن لحفل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، بعد حملة انتخابية شابها العنف.
وسيكون حفل التنصيب، الاثنين، ثالث "حدث وطني بإجراءات أمنية خاصة" خلال أسبوعين فقط، بعد التصديق على نتائج الانتخابات، وجنازة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الرسمية.
تشهد واشنطن عادة أحداثا بارزة تحظى بتغطية إعلامية واسعة وتحمل مخاطر عالية، لكنها نادرا ما شهدت مثل هذا العدد الكبير منها في فترة قصيرة كهذه.
وتتوقع المدينة استقبال عدد أقل من الزوار مقارنة بحفل تولي ترامب ولايته الأولى قبل ثماني سنوات، عندما قدر مسؤولون عدد الحاضرين بنحو مليون شخص.
واستعدادا لمناسبة الاثنين، أقيمت تحصينات حول البيت الأبيض، ومبنى الكابيتول (الكونغرس الأميركي)، وجزء من مسار العرض. ووضع سياج يمنع الدخول والتسلق ويمتد على مساحة تبلغ 48 كيلومترا حول المنطقة المشمولة بالإجراءات الأمنية في تدبير غير مسبوق.
وأفاد مات ماكول العضو في جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية الشخصيات السياسية، بأن نحو 25 ألف عنصر من الشرطة والجيش سيتولون حماية المدينة.
وقال هذا الأسبوع "لدينا خطة أمنية أكثر حزما إلى حد ما" مقارنة بالسنوات السابقة، مضيفا أنه تم اعتماد "مجموعة من التدابير الأمنية المرئية وغير المرئية" وأن المدعوين إلى الحفل سيخضعون لتفتيش دقيق.
وسيتمركز قناصة على أسطح الأبنية، وستنتشر فرق على الأرض وستجوب مسيّرات السماء.
وأشار ماكول إلى أن "ما تغيّر هو أننا في بيئة أكثر تهديدا".
اتسمت حملة الانتخابات الرئاسية بالعنف. ونجا دونالد ترامب من محاولة اغتيال في يوليو أثناء تجمّع جماهيري في ولاية بنسلفانيا قُتل جراءها أحد الحاضرين.
بعد شهرين، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية في ملعب للغولف في فلوريدا. ووجهت انتقادات شديدة لجهاز الاستخبارات.
كما شهدت الولايات المتحدة هجومين وقعا في الأول من يناير أحدهما عملية دهس خلّفت 14 قتيلا على الأقل في نيو أورلينز، والثاني حصل بتفجير شاحنة خارج "فندق ترامب" في لاس فيغاس، ما زاد قلق السلطات.
وقال توماس مانجر رئيس شرطة الكابيتول إن نحو 250 ألف شخص سيحضرون حفل التنصيب.
وأضاف "إن التهديد الأكبر الذي يواجهنا جميعا يبقى الذئب المنفرد".
لكن ترى السلطات أنه لا يوجد تهديد معروف أو حقيقي للاحتفال المقرر ظهر الاثنين.