لجريدة عمان:
2024-12-22@05:10:58 GMT

المؤتمرات الدولية ودورها في التنمية المستدامة

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

تسترجع الذاكرة بعض الأفكار المكتوبة في مقالات أو تدوينات في منصات التواصل الاجتماعي، فينجم عنها مراجعة فكرية أكثر نضجا وإقناعا لاسيما بعد تحقُّق الأمنيات وتجسيدها على أرض الواقع. من الأفكار التي كتبتُ عنها في السابق، فكرة إقامة الجامعات في المحافظات لإيجاد تنمية مستدامة في تلك الجهات (الوسطى خير مكان لجامعة عُمان، صحيفة الرؤية: يونيو 2012)، كاقتراح بإقامة جامعة عُمان في مدينة هيما لتوفير المزيد من الفرص وتنشيط الولاية ثقافيا واقتصاديا، كما كتبتُ مقالا آخر بعنوان (نصيب العُماني من التنمية الثقافية، صحيفة الرؤية: يناير 2012)، مُذكرا بالعديد من المؤسسات التي نتطلع إلى قيامها بالأنشطة الثقافية في العديد من محافظات السلطنة، وقد أشرت حينها إلى «عدم وجود خطة ثقافية وطنية للنهوض بالشأن الثقافي أسوة بالخطط التنموية والاقتصادية، إذ لا يمكن الفصل بين النشاط الاقتصادي والعمل الثقافي، فالأخير مقدمة لتطور الأول، ولا أعلم عن وجود تنسيق مشترك بين هذه الجهات حول العمل الثقافي الوطني.

كل ما نلاحظه لدى بعض المؤسسات تركيزها على الأنشطة الخارجية وإقامة فعاليات ثقافية خارج الوطن، بينما تخلو المدن والقرى في السلطنة من هذه الأنشطة وهي في الحقيقة في أمسّ الحاجة إليها، وهنا أطرح عدة تساؤلات، لماذا التركيز على النشاط الثقافي الخارجي بينما الساحة الداخلية متعطشة لمثل هذه الفعاليات؟!، وماذا سيستفيد المواطن العُماني من الفعاليات الثقافية العمانية في الخارج؟!، ثم ما نصيب المواطن والمواطنة في مختلف محافظات السلطنة من الأنشطة الثقافية وكيف تتوزع هذه الأنشطة؟!، وعلى من يجد الجواب عليه أن يخبرني بآخر فعالية ثقافية أقيمت في هيماء أو في بخاء أو في دماء والطائيين أو في المزيونة، وأقصد بالفعالية الثقافية إقامة معرض تشكيلي أو حفلة موسيقية أو محاضرة أدبية أو إقامة مسرحية»

بعد ما يقارب عقد ونيف على تلك الأفكار، أود القول: إن الواقع قد اختلف اختلافا جذريا، إذ تعمل المؤسسات في كافة القطاعات وفق خطط واستراتيجيات وطنية انبثقت عن رؤية «عُمان 2040»، التي بلورت الاستراتيجية الثقافية (2021-2040)، والاستراتيجية العمرانية وغيرها. كما أقيمت فعاليات ومؤتمرات ومهرجانات ثقافية في مناطق السلطنة آخرها ملتقى النادي الثقافي في ولاية شليم وجزر الحلانيات الجاري تنفيذه خلال كتابة هذه الكلمات. وقد شاركت مؤخرا في مؤتمر دولي يُقام لأول مرة في محافظة شمال الشرقية، احتضنته جامعة الشرقية التي ساهم وجودها في تنمية الولاية ناهيك عن الأنشطة الثقافية التي تقيمها لجنة الكتاب والأدباء بشمال الشرقية، كان آخرها تنظيم المؤتمر الدولي الأول توظيف التراث في الأدب العُماني، الذي شارك فيه عدة باحثين وأكاديميين من المغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، وفلسطين، ولبنان، والإمارات، والهند، وأذربيجان. وقد ساهمت محافظة شمال الشرقية في دعم تنظيم المؤتمر، إضافة إلى رعاية من الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال. وبصرف النظر عن قيمة المؤتمر كحدث ثقافي وعلمي، إلا أن الأثر الإيجابي الملموس هو النشاط الثقافي والسياحي والترويج لمحافظات السلطنة كوجهة سياحية وإطلاع المشاركين على المقومات السياحية والاقتصادية في محافظة شمال الباطنة.

إن تنظيم المؤتمرات العلمية ودعمها وإقامة المهرجانات الثقافية كمهرجانات السينما والمسرح والفنون بمختلف أنواعها، تُفعّل أنشطة اقتصادية وسياحية واجتماعية موازية، وتتكامل فيما بينها لتحقيق الأهداف التنموية في المحافظات والمناطق النائية، بالإضافة إلى تطبيق اللامركزية في الإدارة والتنفيذ التي تسعى إليها الجهات المعنية في ترسيخها على أرض الواقع. ومع الإصرار على العمل برؤية «عمان 2040» وتحقيق أهدافها يتعين تهيئة البُنى السياحية في مراكز المحافظات، مثل إقامة الفنادق والمنتجعات المؤهلة لاستضافة المؤتمرات الدولية والفعاليات الرياضية والثقافية، الأمر الذي يُسرّع من نشاط سياحة المؤتمرات وإيجاد تنمية مستدامة في العديد من مناطق سلطنة عمان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تقرير دولي: ليبيا بحاجة إلى تنويع اقتصادها وتجاوز التحديات لتحقيق التنمية المستدامة

ليبيا – أصدر “البنك الدولي” تقريراً حول مؤشرات استقرار النمو المستدام وتعزيز الإنتاجية في الاقتصاد الليبي وآفاق تطوره خلال عام 2024.

التوقعات الاقتصادية واستقرار الإنتاج النفطي
أشار التقرير، الذي تابعت صحيفة “المرصد” ملخصه، إلى توقعات بتحقق استقرار اقتصادي في ليبيا بعد التوصل إلى اتفاق لإنهاء أزمة إدارة المصرف المركزي، ما ساهم في انتعاش كبير في إنتاج النفط. ومع ذلك، أفاد التقرير بتسجيل انكماش في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.7% خلال عام 2024.

وأضاف التقرير أن إنتاج النفط الليبي اليومي انخفض من مليون و170 ألف برميل إلى 540 ألف برميل في سبتمبر الماضي، قبل أن ينتعش لاحقاً إلى مليون و300 ألف برميل يومياً بحلول نهاية أكتوبر، وذلك بعد معالجة أزمة المصرف المركزي. وأشار إلى أن أسعار النفط ظلت مستقرة عند حوالي 80 دولاراً للبرميل، مشابهة لمستويات عام 2023.

تحديات التنوع الاقتصادي والخسائر الناتجة عن عدم الاستقرار
أوضح التقرير أن التوقعات الاقتصادية تعتمد بشكل كبير على تحقيق استقرار سياسي مستدام وتنويع الاقتصاد الليبي بما يتجاوز قطاع النفط والغاز. كما أفاد بأن الاقتصاد الليبي تكبّد خسائر تقدّر بحوالي 600 مليار دولار على مدار العقد الماضي، نتيجة عدم الاستقرار المستمر. وأشار إلى تحديات رئيسية أخرى تشمل الاعتماد المفرط على النفط، ضعف التنوع الاقتصادي، انخفاض الإنتاجية، وتدهور جودة الصحة والتعليم.

التحديات والفرص المستقبلية
ونقل التقرير عن “أحمدو مصطفى ندياي”، مدير منطقة المغرب العربي ومالطا في “البنك الدولي”، قوله: “في الأمد المتوسط، تواجه ليبيا تحدي تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على الهيدروكربونات. الاستقرار وتحسين الحوكمة سيكونان أمراً أساسياً للتعافي الاقتصادي”. كما شدد ندياي على أهمية معالجة المخاطر المرتبطة بالأحداث المناخية المتطرفة لحماية البنية التحتية وضمان الاستقرار المالي، ما يمهد الطريق لمستقبل أكثر ازدهاراً.

التوقعات الاقتصادية المستقبلية
توقّع التقرير أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي في ليبيا ارتفاعاً بنسبة 9.6% في عام 2025، و8.4% في عام 2026، مع نمو الجانب غير النفطي بنسبة 1.8% في عام 2024، مدفوعاً بالاستهلاك. كما أشار إلى إمكانية تحقيق فوائض في الميزان المالي والخارجي بنسبة 1.7% و4.1% من الناتج المحلي الإجمالي على التوالي، نتيجة انخفاض الإنفاق والواردات.

أولوية القطاعات غير النفطية وتحفيز القطاع الخاص
اختتم التقرير بالتأكيد على أن ليبيا، بصفتها دولة ذات دخل متوسط مرتفع، بحاجة إلى إعطاء الأولوية للقطاعات غير النفطية وتشجيع النمو بقيادة القطاع الخاص. ذلك من شأنه خلق فرص عمل عالية القيمة، تحسين مؤشرات التنمية، وتعزيز انتقال البلاد نحو الطاقة النظيفة بما يواكب التحركات العالمية.

ترجمة المرصد – خاص

 

مقالات مشابهة

  • غرفة سوهاج التجارية: تمكين المرأة اقتصاديا ركيزة التنمية المستدامة
  • أيمن قرة: دعم التحول للطاقة الخضراء يعزز إستراتيجية التنمية المستدامة
  • 4 محطات مياه شرب تستوفى متطلبات شهادة التنمية الفنية المستدامة TSM بسوهاج
  • الأمين العام للأمم المتحدة: الاستثمار في الشباب يعد محورًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة
  • تنمية المشروعات يقدم خدمات فنية لأصحاب الأنشطة بالتعاون مع الجهات الدولية
  • وزارة الثقافة تُطلق برنامج المنح الثقافية البحثية والأولويات البحثية للقطاع الثقافي
  • محافظ مطروح يفتتح مشروعات خدمية وتعليمية لتعزيز التنمية المستدامة
  • إعلان القاهرة.. قادة الدول الثماني يلتزمون بتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • الحرس البلدي بنغازي ينفذ حملة تفتيشية على الأنشطة التي تدار من العنصر النسائي
  • تقرير دولي: ليبيا بحاجة إلى تنويع اقتصادها وتجاوز التحديات لتحقيق التنمية المستدامة