الروسي بيتربييف بطل العالم بالملاكمة.. عندما تقود والدتك طريقك نحو المجد
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
من رحم المعاناة تولد قصص النجاح، وملحمة بطل العالم في الملاكمة الروسي آرتور بيتربييف الملقب بـ"الأرنب" هي مثال ساطع على ذلك وخاصة عندما تكون الوالدة ملهمة وقائدة الطريق نحو المجد.
وواجه بيتربييف مواطنه دميتري بيفول السبت 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في نزال مدرج ضمن فعاليات افتتاح موسم الرياض في حلبة "المملكة أرينا" وفاز عليه ليتوج بطل العالم بلا منازع في وزن "خفيف الثقيل"، ولكن رحلة صعوده إلى القمة فيها جوانب إنسانية وعاطفية كثيرة.
فبعد وفاة والده المأساوية، كانت والدة آرتور هي التي دفعته ليصبح ملاكما عظيما كما هو اليوم.
https://twitter.com/HFC420/status/1845240636628168956
الحياة المبكرة والخلفية العائليةولد آرتور بيتربييف في 21 يناير/كانون الثاني 1985 في خاسافيورت، بجمهورية داغستان في روسيا. ونشأ في عائلة كبيرة باعتباره الأصغر بين 5 إخوة.
عاش آل بيتيربييف أوقاتا عصيبة، حيث نجوا من 3 حروب في أعقاب تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991.
ولا شك في أن هذه التجارب ساهمت في تشكيل شخصية آرثر وتصميمه طوال مسيرته في الملاكمة.
والده غاسانعمل والد آرتور، غاسان بيتيربييف، سائق حافلة لدعم أسرته الكبيرة، وكان هو المعيل الرئيسي للأسرة، حيث حاول أن يؤمن حياة كريمة لأطفاله على الرغم من الظروف الصعبة.
وكان غاسان في البداية ضد ممارسة آرتور للملاكمة، لكن أبناءه الآخرين دعموا شغف شقيقهم الأصغر.
وعندما كان آرتور في عمر الـ16 فقد والده في حادث سيارة عام 2001، مما ترك تأثيرا عميقا على الملاكم الشاب وعائلته.
الأم والأشقاءعملت والدته ممرضة لتعيل 6 أطفال في منطقة مزقتها الحرب، وواجهت تحديات هائلة. ولعبت هذه الصعوبات دورا حاسما في تشكيل مستقبل آرتور.
وعندما تلقى دعوة من كلية الملاكمة الأولمبية في موسكو بعد عام من وفاة والده، كانت والدته هي التي أصرت على ذهابه.
وأدرك أن الفرصة التي توفرها له والدته على بعد أكثر من 1200 ميل من المنزل تضعه على سكة الأبطال.
وخلال مسيرة آرتور المهنية للهواة، دعمته والدته من خلال إعداد أنظمة غذائية صارمة أثناء معسكرات التدريب وضمان الحفاظ على لياقته البدنية.
وتولى أشقاؤه الأربعة مسؤولية دعم الأسرة ماليا، كما لعبوا دورا مهما في تشجيع مسيرة آرتور في الملاكمة، وتجنب مخاطر الشوارع والتركيز على شغفه.
وعندما تحول بيتربييف إلى محترف عام 2013، ترك عائلته وأصدقاءه، وانتقل إلى مدينة مونتريال الكندية لمطاردة هدفه في أن يصبح بطل العالم.
وأصبح بيتربييف واحدا من أكثر الملاكمين رعبا في عالم "الفن النبيل"، إذ حصل على ألقاب عالمية متعددة في وزن "خفيف الثقيل" فهو حامل ألقاب المجلس العالمي للملاكمة والاتحاد الدولي للملاكمة ومنظمة الملاكمة العالمية.
وآرتور متزوج وأب لـ4 أطفال، ويقيم حاليا في مونتريال، كندا، حيث انتقل بيتيربييف عام 2013 لمتابعة مسيرته المهنية في الملاكمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الملاکمة بطل العالم
إقرأ أيضاً:
الشيخ عبود هبود بن قمصيت.. شخصية مثالية تنسج خيوط المجد القادم لمحافظة المهرة
شمسان بوست / كتب _صديق الطيار
في الوقت الذي تشتد فيه أزمات الوطن ويزداد الغموض وتكثر الاجتهادات ويكثر الرجم بالغيب، نقف على تطلعات هنا وآمال هناك، نلملم فيها أفكارنا ونجمع معطيات استشرافنا للمستقبل ولو على المدى القريب..
وفي ظل هكذا واقع، فإن صياغة العمل لتجاوز الظروف الاستثنائية والتغلب على صعوباتها وتحدياتها أمر يحتاج إلى رجال يمتلكون الكثير من النضج والحكمة والولاء الوطني الفريد.. وبلادنا تزخر بشخصيات بارزة لديها كل هذه المقومات قادرة على انتشالها من مستنقع الحروب والصراعات والضياع والنهوض بها من جديد.. شخصيات كتب الله لها القبول والتمكين لما تحمله في قلوبها من حب لهذا الوطن الذي كرست من أجله كل وقتها وجهدها لإرساء دعائم الأمن والسلام، فاستحقت منا أن نفتخر بها ونرفع من قدرها لما نلمسه فيها من إخلاص ووفاء للوطن وقدمت ومازالت من أجله الغالي والنفيس..
ويأتي ابن محافظة المهرة الشيخ عبود هبود بن قمصيت في مقدمة هذه الشخصيات الاعتبارية التي يحتاجها الوطن في وقتنا الحالي، لإخراجه من الظلمات التي يرزح فيها منذ سنوات إلى النور، باعتباره رجل المرحلة المقبلة التي يعول عليها لعمل الكثير لهذا الوطن الجريح وتطبيب جراحه، فهو قامة يمنية مهرية شامخة بلا حدود، يصنع من العجز قوة، ويخلق من الهمس صخباً، رجل لا يعترف بالصعوبات والتحديات بل يتجاوزها بكل حنكة وحكمة وصلابة لما يمتلكه من خبرة في إدارة الأزمات، منها ما ورثه من تاريخ عائلته العريقة، ومنها ما اكتسبه جهداً واجتهاداً ومثابرة..
اليوم محافظة المهرة بحاجة ماسة لهذا الرجل الحكيم صاحب الفكر المستنير، الذي يعي ما تحتاج إليه المهرة لتحافظ على أمنها واستقرارها، وإحداث طفرة واسعة في الجوانب التنموية والاقتصادية والاستثمارية، وكل ما من شأنه يعود بالنفع والخير للمحافظة وأبنائها.
يعتبر الشيخ عبود بن قمصيت واحداً من رجالات هذا الزمان الذين يعملون بصدق وإخلاص وبعيداً عن أضواء الكاميرات والشاشات والبهرجة الإعلامية لتقريب الرؤى والحفاظ على النسيج الاجتماعي لأبناء المهرة وإعادة الاعتبار لتاريخهم المجيد، وتعزيز قيمة الافتخار والاعتزاز في أنفسهم بانتمائهم لمجتمعهم المهري المثالي.. يفعل كل ذلك تجسيداً لما يحمله في قلبه وعقله وضميره من حب وإجلال لمجتمعه وأبناء مجتمعه بكل انتماءاتهم وأطيافهم، ليؤكد أن ذلك يأتي في إطار واجبه الديني والوطني والأخلاقي.
لقد ساهم الشيخ عبود بن هبود منذ ظهوره على الساحة على حماية المجتمع المهري من براثن الشر والظواهر السلبية، واستنهض في أبناء المحافظة قيم ومبادئ الخير والفضيلة والشهامة والأصالة الكامنة فيهم، وكرس جهده ووقته لحشد طاقاتهم المبعثرة وتوحيدها للذود عن سيادة مجتمعهم الأصيل من المتربصين بهم في هذا الزمن المليء بالتحديات الكبيرة والمؤامرات المتمادية.
شخصية مثالية مفعمة بالحب والتواضع والحكمة والنبل والفكر العالي، شخصية مثالية تعيد إلينا الأمل بأن نشاهد وجوهاً في هذا الزمن تخدم مصالح الوطن وتساهم في نهضة المجتمعات المنهكة بالخراب والفساد والانهيار على كل المستويات، وهذه هي الحقيقة والشهادة التي أعطاها إياه كل من التقى به أو سمع عنه وعن جهوده ومبادراته الإنسانية الطيبة في محافظة المهرة.. لا ينتظر من أحد جزاءً ولا شكوراً على جهوده ومساعيه نحو الإصلاح المجتمعي، بل فُطِر على بذل الخير فوجد القبول والاحترام من أبناء المهرة خصوصاً وأبناء الوطن بشكل عام.
لعب الشيخ عبود أدواراً كبيرة في التاريخ النهضوي للمجتمع المهري، وكان حاضراً بقوة خلال كل المنعطفات التي مرت بها محافظة المهرة، يقود وجهاءها ويشد من أزر قادتها لينسج معهم خيوط الفجر القادم لأبناء المهرة، ويزرع الأمل فيهم ويشحذ من هممهم لرفض الظواهر السيئة في مجتمعهم المسالم، ويسهم بفاعلية في توعيتهم وتوحيدهم لمجابهة ونبذ قوى الشر والظلام.
لقد جسد الشيخ عبود بن هبود أروع معاني الإنسانية والشهامة، حيث تجده دائماً سباقاً لفعل الخير وإصلاح ذات البين، وبصماته في هذا الجانب حاضرة بقوة ويعرف أبناء المهرة جهوده في هذا المضمار، وسعيه الدائم لرأب الصدع ووأد الفتن والاختلافات والنزاعات.
إن في شهادتنا في الشيخ عبود بن قمصيت المهري مجروحة، وبديهي أنها لا تزيده شهرة و لا تكسبه سمعة أكثر من سمعته الطيبة المتداولة على كل الألسن.. لكن رأينا أنه من واجبنا أن نشيد بهذا الرجل الإنسان الذي يفتخر به أبناء محافظة المهرة خاصة وأبناء الشعب اليمني بصفة عامة.