نعم للتشغيل.. لا للتسريح
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
ربما لم يأخذ موضوع أكثر جدلًا وتداولا ونقاشًا وكثر عنه الكلام بين الألسن والمنتديات وأعمدة الرأي في أرجاء عُمان من أقصاها إلى أقصاها كما أخذ موضوع قضية التسريح والباحثين عن عمل لا غرابة فهو يتعلق بلقمة العيش والحياة السعيدة الهنية.
التسريح ذلك الوباء الفتاك الذي فتك بأبناء عُمان من العاملين في القطاع الخاص وكان حجة الشركات انتهاء العقود وركود السوق وهي حجج واهية زائفة باطلة؛ بل إن من الشركات من كانت تسرح العُمانيين وتأتي بأفواج الوافدين عبر مكاتب التوظيف التي انتشرت سابقًا في بعض الدول المصدرة للعاملة، كانتشار النار في الهشيم، ضاربة بالوعود والمناشدات من قبل المسؤولين عرض الحائط.
أفمن المعقول أن يبقى على العامل الوافد ويُسرح العُماني ابن البلد؟! "مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ"، وهل من المعقول أن يمنح العُماني راتبًا زهيدًا يكاد لا يُغطي المتطلبات الأساسية لفرد واحد فما بالك بمن يملك عائلة يصرف عليها من الاحتياجات والالتزامات لاسيما في هذا العصر الملتهب الأسعار.
وعلى الرغم من أن قضيتي التسريح والباحثين عن عمل لقيتا اهتمامًا واسعًا من قبل الرأي العام، في المقابل نجد تجاوبًا ضعيفًا للغاية من الجهات ذات العلاقة باستثناء ربما مجلس الشورى الذي ناقش الموضوع مرارًا وتكرارًا عبر لجنة الشباب والموارد البشرية وحاول جاهدًا على حسب الاختصاصات الممنوحة له وفى حدود إمكانياته كجهة تشريعية برلمانية.
وضمن اختصاصه الرقابي، قام جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة كذلك بمتابعة واقع مؤشرات التوطين في القطاع الخاص وأداء سياسة التوطين وخطط الإحلال. وبعد التقرير الذي قُدِّمَ من قبل جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة لعاهل البلاد المفدى، فإن وزارة العمل مطالبة بتنفيذ مقترحات جهاز الرقابة و"بشكل عاجل" وهذه نضع تحتها عدة خطوط؛ كون أن الموضوع هو قضية وطنية بحتة، ويحتاج لعلاج جذري وفعّال وسريع لوضع حد لتجاوزات الشركات وتهربها من تطبيق سياسات تشغيل وإحلال العُمانيين والعمل على تصحيح الوضع القائم حاليا في شركات القطاع الخاص والقطاع الحكومي.
وجاء تدخل جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة هنا، أشبه بمثابة ترياق الحياة وعودة الروح بعدما تعذرت سائر الحلول وازدياد ضحايا التسريح بين مديون ومهموم ومسجون.
ومن الطيب في هذا السياق متابعة الجهاز للوضع بصفته صاحب المقترحات التي رأت النور بناءً على تكليف سلطاني سامٍ للجهاز بدارسة الموضوع، وذلك حتى لا يتكرر ما فات من تهاون وتكاسل وتبيان الإجراءات المتخذة والنتائج المتحققة على الميدان والسعي الى تكثيف الجهود نحو تشغيل الباحثين في كافة المستويات التعليمية باختلاف الشهادات الدراسية والتخصصات، لا سيما حملة شهادة الدبلوم العام وما يعادلها في ضوء توفر الوظائف المخصصة التي طالما كانت يشغلها الوافدون، مع سرعة الانتهاء من موضوع دراسة موضوع الأجور المتدنية ورفع الرواتب لتتوافق مع متطلبات الحياة المناسبة للمواطنين؛ لكي لا تلعب الشركات على وتر الراتب المحدد سابقًا 325 ريالًا، ذاك الراتب الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، مع الأخذ في الاعتبار الفئات العمرية للباحثين عن عمل للاستفادة من الفرص الوظيفية في ظل عدم قبول بعض الجهات لتشغيلهم.
من أبرز المقترحات التي وردت في التقرير الذي رُفِع لعاهل البلاد المفدى، وقف استقدام العمالة غير العُمانية في المهن التي تمَّ توطينها، مع مراعاة إصدار تراخيص استقدام القوى العاملة غير العُمانية بالتوازن مع التخصصات المتوفرة لدى الباحثين عن العمل، وجاء هذا المقترح لكي يمنع تكدس الباحثين عن عمل في تخصص مُعين، كما اشتمل التقرير على ضرورة تضمين الاستقرار الوظيفي للعمالة العُمانية ضمن سياسات التشغيل بوزارة العمل وفق مميزات واشتراطات معينة، تكفل لهم الاستمرارية وعدم وضع شروط مجحفة من قبل الشركات، كما إن من الأهمية بما كان تطابق وتصحيح المسميات الوظيفية للعمالة غير العُمانية بين سجلات الشركات وزارة العمل لسد الثغرات التي كانت تستغلها الشركات للتهرب من التوطين. ولم تغفل المقترحات اتخاذ الإجراءات القانونية بالاستغناء ضد الكثير من العمالة الوافدة ممن تجاوزوا السن القانونية 60 سنة بحجة مُسمى الخبير والمستشار، والتزام جميع الشركات الحكومية بالإحلال وفق برامج زمنية مُعينة تتناسب مع خطة جهاز الاستثمار العُماني. وأتمنى أن نجد هذه المراعاة عندما يحال العُماني بأي مسمى وظيفي للتقاعد في أي جهة حكومية أخرى.
شكرًا للمقام السامي القريب من أبناء شعبه من خلال المتابعة السلطانية السامية لهذا الملف الحيوي، والتي جاءت لتحيي الأمل لكل باحث عن عمل ومُسرَّح، وتؤكد أنَّ القادم أجمل بما يحمله من توجيهات وقرارات سلطانية كلها تصب في صالح عُمان وشعبها البار.
وشكرًا لجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة الذي جاء تدخله في وقته، في حين استنزفت جميع الحلول السابقة التي لم ترَ النور إلى يومنا هذا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قطاع الأعمال العام: نعمل على تجهيز عدد من الشركات للطرح في البورصة
أكد المهندس محمد الشيمي، وزير قطاع الأعمال العام، إنه يتم العمل وفق استراتيجية واضحة بالتنسيق مع مجلس الوزراء، لضمان تحقيق الاستغلال الأمثل للأصول وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، في إطار برنامج الطروحات الحكومية الذي تنفذه الدولة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وقال المهندس محمد شيمي خلال اللقاء الصحفي الذي نظمته الوزارة مساء الإثنين، عدم دقة الحديث عن دخول مستثمر استراتيجي إلى شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير في الوقت الحالي، موضحا أن الشركة مستمرة في تنفيذ خطتها وفق الأطر المحددة سلفًا.
الطروحات الحكومية
ومن جانبه قال سعيد عرفة، المستشار القانوني لوزارة قطاع الأعمال العام، إن برنامج الطروحات الحكومية لا يقتصر على شركات قطاع الأعمال فقط، بل يشمل عددًا من الكيانات الاقتصادية التي ترى الدولة أنها مؤهلة لجذب استثمارات جديدة وتعزيز الإنتاجية من خلال شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص.
وأوضح أن الوزارة تعمل حاليًا على تجهيز عدد من الشركات للطرح خلال الفترة المقبلة، ومن بينها شركات تابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، مثل زجاج والبلور، حيث يتم العمل على تهيئة الشركة للدخول في شراكة مع القطاع الخاص بهدف زيادة الطاقة الإنتاجية والتوسع في المنتجات.
وذكر عرفة أن الوزارة تسعى أيضًا إلى تنفيذ خطة توسعية لشركة “مصر للألومنيوم”، تتضمن مشروعًا لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 600 ألف طن، إلى جانب مشروع توسعي إضافي بطاقة 200 ألف طن.
وذكر أن الوزارة تجري حاليًا مفاوضات مع بنوك الاستثمار لدراسة أفضل الآليات الممكنة لتنفيذ عملية الطرح من خلال زيادة رأس المال لشركة مصر للألومنيوم، أو من خلال شراكة منفصلة .
ونوه عرفة بأن هناك مشروعات إضافية يجري إعدادها لإبرام شراكات مع القطاع الخاص، تشمل شركات تطوير عقاري تابعة للشركة القابضة للتشييد والتعمير، بالإضافة إلى التعاون مع الشركة القابضة للسياحة وشركات التجارة الداخلية، مشيرا إلى أنه يتم حاليًا دراسة طرح إحدى الشركات في إطار خطة الوزارة لتعظيم العوائد على الأصول المملوكة للدولة.
ولفت إلى أن قرار طرح أي شركة، سواء عبر البورصة أو من خلال مستثمر استراتيجي، يخضع لدراسات دقيقة تُجريها بنوك الاستثمار المتخصصة، لضمان تحقيق أفضل عائد مالي للدولة، مع مراعاة الاعتبارات الاقتصادية والاستثمارية للسوق.