جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-14@17:26:29 GMT

نعم للتشغيل.. لا للتسريح

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

نعم للتشغيل.. لا للتسريح

 

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

ربما لم يأخذ موضوع أكثر جدلًا وتداولا ونقاشًا وكثر عنه الكلام بين الألسن والمنتديات وأعمدة الرأي في أرجاء عُمان من أقصاها إلى أقصاها كما أخذ موضوع قضية التسريح والباحثين عن عمل لا غرابة فهو يتعلق بلقمة العيش والحياة السعيدة الهنية.

التسريح ذلك الوباء الفتاك الذي فتك بأبناء عُمان من العاملين في القطاع الخاص وكان حجة الشركات انتهاء العقود وركود السوق وهي حجج واهية زائفة باطلة؛ بل إن من الشركات من كانت تسرح العُمانيين وتأتي بأفواج الوافدين عبر مكاتب التوظيف التي انتشرت سابقًا في بعض الدول المصدرة للعاملة، كانتشار النار في الهشيم، ضاربة بالوعود والمناشدات من قبل المسؤولين عرض الحائط.

وكم من ضحايا وقعوا في براثن أخطبوط التسريح الممنهج الذي أصبح عادة واعتيادا لكل شركة رغبت في التخلص من موظفيها العُمانيين فقط!

أفمن المعقول أن يبقى على العامل الوافد ويُسرح العُماني ابن البلد؟! "مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ"، وهل من المعقول أن يمنح العُماني راتبًا زهيدًا يكاد لا يُغطي المتطلبات الأساسية لفرد واحد فما بالك بمن يملك عائلة يصرف عليها من الاحتياجات والالتزامات لاسيما في هذا العصر الملتهب الأسعار.

وعلى الرغم من أن قضيتي التسريح والباحثين عن عمل لقيتا اهتمامًا واسعًا من قبل الرأي العام، في المقابل نجد تجاوبًا ضعيفًا للغاية من الجهات ذات العلاقة باستثناء ربما مجلس الشورى الذي ناقش الموضوع مرارًا وتكرارًا عبر لجنة الشباب والموارد البشرية وحاول جاهدًا على حسب الاختصاصات الممنوحة له وفى حدود إمكانياته كجهة تشريعية برلمانية.

وضمن اختصاصه الرقابي، قام جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة كذلك بمتابعة واقع مؤشرات التوطين في القطاع الخاص وأداء سياسة التوطين وخطط الإحلال. وبعد التقرير الذي قُدِّمَ من قبل جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة لعاهل البلاد المفدى، فإن وزارة العمل مطالبة بتنفيذ مقترحات جهاز الرقابة و"بشكل عاجل" وهذه نضع تحتها عدة خطوط؛ كون أن الموضوع هو قضية وطنية بحتة، ويحتاج لعلاج جذري وفعّال وسريع لوضع حد لتجاوزات الشركات وتهربها من تطبيق سياسات تشغيل وإحلال العُمانيين والعمل على تصحيح الوضع القائم حاليا في شركات القطاع الخاص والقطاع الحكومي.

وجاء تدخل جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة هنا، أشبه بمثابة ترياق الحياة وعودة الروح بعدما تعذرت سائر الحلول وازدياد ضحايا التسريح بين مديون ومهموم ومسجون.

ومن الطيب في هذا السياق متابعة الجهاز للوضع بصفته صاحب المقترحات التي رأت النور بناءً على تكليف سلطاني سامٍ للجهاز بدارسة الموضوع، وذلك حتى لا يتكرر ما فات من تهاون وتكاسل وتبيان الإجراءات المتخذة والنتائج المتحققة على الميدان والسعي الى تكثيف الجهود نحو تشغيل الباحثين في كافة المستويات التعليمية باختلاف الشهادات الدراسية والتخصصات، لا سيما حملة شهادة الدبلوم العام وما يعادلها في ضوء توفر الوظائف المخصصة التي طالما كانت يشغلها الوافدون، مع سرعة الانتهاء من موضوع دراسة موضوع الأجور المتدنية ورفع الرواتب لتتوافق مع متطلبات الحياة المناسبة للمواطنين؛ لكي لا تلعب الشركات على وتر الراتب المحدد سابقًا 325 ريالًا، ذاك الراتب الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، مع الأخذ في الاعتبار الفئات العمرية للباحثين عن عمل للاستفادة من الفرص الوظيفية في ظل عدم قبول بعض الجهات لتشغيلهم.

من أبرز المقترحات التي وردت في التقرير الذي رُفِع لعاهل البلاد المفدى، وقف استقدام العمالة غير العُمانية في المهن التي تمَّ توطينها، مع مراعاة إصدار تراخيص استقدام القوى العاملة غير العُمانية بالتوازن مع التخصصات المتوفرة لدى الباحثين عن العمل، وجاء هذا المقترح لكي يمنع تكدس الباحثين عن عمل في تخصص مُعين، كما اشتمل التقرير على ضرورة تضمين الاستقرار الوظيفي للعمالة العُمانية ضمن سياسات التشغيل بوزارة العمل وفق مميزات واشتراطات معينة، تكفل لهم الاستمرارية وعدم وضع شروط مجحفة من قبل الشركات، كما إن من الأهمية بما كان تطابق وتصحيح المسميات الوظيفية للعمالة غير العُمانية بين سجلات الشركات وزارة العمل لسد الثغرات التي كانت تستغلها الشركات للتهرب من التوطين. ولم تغفل المقترحات اتخاذ الإجراءات القانونية بالاستغناء ضد الكثير من العمالة الوافدة ممن تجاوزوا السن القانونية 60 سنة بحجة مُسمى الخبير والمستشار، والتزام جميع الشركات الحكومية بالإحلال وفق برامج زمنية مُعينة تتناسب مع خطة جهاز الاستثمار العُماني. وأتمنى أن نجد هذه المراعاة عندما يحال العُماني بأي مسمى وظيفي للتقاعد في أي جهة حكومية أخرى.

شكرًا للمقام السامي القريب من أبناء شعبه من خلال المتابعة السلطانية السامية لهذا الملف الحيوي، والتي جاءت لتحيي الأمل لكل باحث عن عمل ومُسرَّح، وتؤكد أنَّ القادم أجمل بما يحمله من توجيهات وقرارات سلطانية كلها تصب في صالح عُمان وشعبها البار.

وشكرًا لجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة الذي جاء تدخله في وقته، في حين استنزفت جميع الحلول السابقة التي لم ترَ النور إلى يومنا هذا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدينة عربية تتصدر أغنى مدن العالم من حيث رأس المال الذي تديره صناديق الثروة السيادية.. ما هي؟

الاقتصاد نيوز - متابعة

تعد أبوظبي أغنى مدينة في العالم من حيث رأس المال الذي تديره صناديق الثروة السيادية، بواقع 1.7 تريليون دولار اعتباراً من تشرين الأول 2024.

تشمل هذه القيمة أصول صناديق أبوظبي السيادية مثل جهاز أبوظبي للاستثمار، ومبادلة وشركة أبوظبي التنموية القابضة وصندوق أبوظبي للتنمية، وتوازن والصندوق الاتحادي، بحسب تقرير صادر عن منصة Global Swf.

صناديق الثروة السيادية

وتدير صناديق الثروة السيادية العالمية أصولاً  تُقدر بنحو 12.5 تريليون دولار حتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024، وتشكّل أكبر ست مدن ثلثي هذه الثروة وتأتي بالصدارة مدينة أبوظبي تليها أوسلو( موطن أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم) ثم بكين وسنغافورة ثم الرياض وفي المرتبة السادسة هونغ كونغ التي تدير منها الصين صندوقها السيادي الثاني.

بالإضافة إلى رأس المال، تتصدر العاصمة الإماراتية أيضاً في مجال رأس المال البشري، أي عدد الموظفين العاملين في صناديق الثروة السيادية التابعة لها، حيث يبلغ عدد الموظفين 3107 شخصاً في الصناديق المذكورة سابقاً.

تأتي بعد أبوظبي كل من سنغافورة، والرياض، وكوالالمبور، ودبي وكل منها لديها أكثر من ألف موظف.

جهاز أبوظبي للاستثمار

اُكتشف النفط في إمارة أبوظبي لأول مرة عام 1958، وبعد بضع سنوات، أنشأت الحكومة مجلساً استثمارياً (الذي يُعرف اليوم بجهاز أبوظبي للاستثمار) لإدارة الفوائض المالية من الميزانية واستثمارها في الأسواق العالمية عبر مديري الصناديق في لندن.

وبعد مرور 60 عاماً، أصبحت العاصمة الإماراتية واحدة من أكثر المدن ثراءً في العالم. والجدير بالذكر أن العلاقة بين الداخل والخارج تظل قوية؛ فبينما لا تزال هناك فوائض كبيرة تُستثمر في الخارج، يتزايد التركيز على جذب المؤسسات الأجنبية، مما يضمن استدامة الثروة على المدى الطويل.

واليوم، لم تعد صناديق الثروة السيادية في أبوظبي هي الأكبر حجماً فحسب، بل الأكثر نشاطاً في المنطقة والعالم. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024، استثمر كل من جهاز أبوظبي للاستثمار، ومبادلة، والقابضة (إيه دي كيو) 36 مليار دولار  في صفقات في جميع أنحاء العالم، أي ثلثي ما استثمرته جميع صناديق الثروة السيادية الخليجية، و26% مما استثمرته جميع صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم في تلك الفترة.

مقالات مشابهة

  • من تقرير جهاز الرقابة..
  • رئيس الرقابة المالية يستعرض جهود التحول الرقمي ودعم الشركات بقمة التكنولوجيا وريادة الأعمال في دبي
  • الرقابة المالية: الرقمنة ودعم الشركات الناشئة على رأس أولويات عمل الهيئة
  • مدينة عربية تتصدر أغنى مدن العالم من حيث رأس المال الذي تديره صناديق الثروة السيادية.. ما هي؟
  • جهاز الرقابة.. دور أكبر من مجرد محاربة الفساد
  • الرقابة المالية تتوقف عن تلقي طلبات تأسيس الشركات لنشاطين بالطرق التقليدية
  • مسؤول بـ"البرنامج الوطني للتشغيل" لـ"الرؤية": عدم التوازن بين العرض والطلب أكبر مشكلات سوق العمل العُماني
  • مسؤول بـ"البرنامج الوطني للتشغيل" لـ"الرؤية": المشكلة الرئيسية في سوق العمل العماني هي عدم التوازن بين العرض والطلب
  • حول تقرير جهاز الرقابة الإدارية الأخير في ليبيا