تايبيه"أ.ف.ب": اختتمت الصين يوما من المناورات العسكرية في محيط تايوان اليوم الاثنين نشرت خلالها مقاتلات وسفنا حربية في إطار ما وصفته بأنه "تحذير شديد اللهجة" إلى القوى "الانفصالية" في الجزيرة التي تحظى بالحكم الذاتي.

وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت توحيدها مع البرّ الرئيسي، بالقوة إن لزم الأمر.

والمناورات الجديدة هي التدريبات الرابعة من نوعها خلال العامين الأخيرين.

واعتبرت واشنطن الداعمة لتايبيه أن هذه المناورات "غير مبررة" وتزيد خطر التصعيد، بينما دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى "ضبط النفس"، محذّرا من أي "تحرّكات أحادية" يمكن أن تغيّر الوضع القائم.

عند حوالى الساعة السادسة مساء بتوقيت الصين، بعد 13 ساعة على بدء المناورات، أعلنت بكين بأنها "أتّمتها بنجاح".

وقال المتحدث باسم الجيش لي شي في بيان إن المناورات التي أطلق عليها اسم "السيف المشترك 2024ب" اختبرت بالكامل قدرات العمليات المشتركة المتكاملة لجنودها".

وأضاف أن "القوات تبقى في حالة تأهب دائمة، وتواصل تعزيز جهوزيتها القتالية من خلال التدريب الشاق، وستحبط المحاولات الانفصالية لاستقلال تايوان ".

ومنذ توليه منصبه في مايو، يشدد الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي على تعهّده الدفاع عن سيادة تايوان، ما يثير غضب بكين التي تصفه بـ"الانفصالي".

وتعهد لاي اليوم الإثنين "حماية تايوان الديموقراطية وصون الأمن القومي"، بينما لفتت وزارة الدفاع إلى أنها وضعت "القوات المناسبة" في حالة تأهب استجابة للمناورات.

وردّت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ بالقول إن "استقلال تايوان وإرساء السلام في مضيق تايوان هما أمران متعارضان".

ورصدت تايوان 125 طائرة صينية، بينها مقاتلات ومسيّرات، في محيط الجزيرة، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة الدفاع في تايبيه، واصفا العدد بأنه "قياسي" بالنسبة ليوم واحد. كما تم رصد 17 سفينة حربية.

وذكرت وزارة الدفاع التايوانية بأنه تم إعلان "حالة تأهب مرتفعة" في الجزر المحيطة التابعة لتايوان.

وتفيد بكين بأن المناورات ترسل "تحذيرا شديد اللهجة بشأن الأعمال الانفصالية لقوى الاستقلال في تايوان ".

وقال لي في وقت سابق إن المناورات جرت "في مناطق بشمال جزيرة تايوان وبجنوبها وشرقها".

وأضاف أن المناورات ركّزت على "دوريات الاستعداد القتالي البحري والجوي وحصار الموانئ والمناطق الرئيسية" و"الهجوم على أهداف بحرية وبرية.

وأُقيمت آخر مناورات صينية واسعة النطاق في مايو، بعد ثلاثة أيام على تنصيب لاي وأطلق عليها "السيف المشترك 2024أ" وتواصلت ليومين.

كما يشارك خفر السواحل في هذه المناورات العسكرية عبر إجراء "عمليات تفتيش"، وفق مصادر رسمية.

وأظهر رسم نشره خفر السواحل الأساطيل الأربعة تحيط بتايوان وتبحر في محيطها في اتجاه عكس عقارب الساعة.

وأفاد خفر السواحل في محافظة فوجيان بشرق الصين، أقرب مناطق البرّ الرئيسي من الجزيرة، بأنهم ينفّذون "دوريات إنفاذ قانون شاملة" في المياه قرب جزر ماتسو التي تسيطر عليها تايوان.

من جهتهم أعلن خفر السواحل التايوانيون أنهم رصدوا مجموعات سفن تابعة لنظرائهم الصينيين حول تايوان.

وعززت الصين نشاطاتها العسكرية في محيط تايوان في الأعوام الأخيرة، ونشرت مقاتلات وطائرات وسفنا حربية للإبقاء على حضور شبه دائم حول مياه الجزيرة.

وأكدت وزارة الدفاع التايوانية اليوم الاثنين بأنه "في مواجهة تهديدات العدو، فإن جميع ضباط وجنود البلاد في حالة تأهّب تامة".

ودعا الرئيس لاي إلى اجتماع أمني "رفيع المستوى" ردا على المناورات، وفق ما أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي التايواني جوزف وو الذي أكد أن المناورات "تتعارض مع القانون الدولي واللوائح الدولية".

وتعهّد الرئيس التايواني في خطاب لمناسبة العيد الوطني الخميس "مقاومة ضم" الجزيرة، وشدد على أن بكين وتايبيه "غير تابعتين لبعضهما بعضا".

لطالما دافع حزب لاي "الديموقراطي التقدمي" عن سيادة وديموقراطية تايوان التي تحظى بحكومة وجيش وعملة خاصة بها.

أكدت بكين من جانبها الاثنين على أن المناورات "عملية مشروعة وضرورية من أجل حماية سيادة الدولة والوحدة الوطنية".

من جهة اخرى، شدد الباحث في الأكاديمية الصينية للدراسات العسكرية اللفتنانت كولونيل فو جنغنان في فيديو نشره الإعلام الرسمي على أن المناورات قد "تنتقل من التدريب الى القتال في أي وقت".

أضاف "في حال قام انفصاليو تايوان باستفزاز واحد، ستقدم عملية جيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) على خطوتها الأولى".

وأعلن خفر السواحل في تايوان احتجاز رجل صيني على إحدى الجزر التابعة لتايبيه بعد "اقتحام محتمل للمنطقة الرمادية"، في إشارة الى تكتيكات لا ترقى إلى مستوى أعمال حربية مباشرة.

وفي ساعات الذروة الصباحية، بدا سكان تايبيه غير مبالين بالمناورات.

وقال المهندس بنجامين هسياو (34 عاما) لفرانس برس "لن أشعر بالذعر كثيرا لأنهم غالبا ما يجرون مناورات"، موضحا "هذه ليست المرة الأولى خلال السنوات الأخيرة".

وشاهد مراسلو فرانس برس خمس مركبات عسكرية محمّلة بأسلحة رشاشة تسيّر دورية بعد ظهر اليوم الاثنين في محيط مطار سونغشان في تايبيه، علما بأنه قاعدة عسكرية جوية أيضا.

وتعود جذور الخلاف الراهن بين الصين وتايوان الى الحرب الأهلية التي هزمت فيها القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ القوى القومية بقيادة شيانغ كاي-شيك، وفرار الأخيرة الى الجزيرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة الدفاع خفر السواحل فی محیط

إقرأ أيضاً:

تايوان ستدعم الشركات للانتقال إلى الولايات المتحدة بعد رسوم ترامب الجمركية

تايوان.. قالت وزارة الاقتصاد التايوانية اليوم الاثنين الموافق 3 فبراير، إن تايوان ستدعم الشركات التي تخطط للانتقال إلى الولايات المتحدة بما في ذلك مساعدتها في العثور على شركاء، في إطار المساعدات التي ستقدمها بعد الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووفق لرويترز، كانت أوامر ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك ومعظم السلع من كندا، فضلاً عن 10% على السلع من الصين، قليلة التفاصيل، لكنها دخلت حيز التنفيذ وأحدثت هزة في الأسواق مع خشية المستثمرين من أن تؤدي حرب تجارية أوسع نطاقاً إلى إلحاق ضرر شديد بالنمو العالمي.
وتعتبر تايوان، التي تعد شركاتها من المنتجين الرئيسيين للمنتجات التقنية مثل أشباه الموصلات وأجزاء الإلكترونيات، معرضة للخطر نظرا لأن العديد منها لديها مصانع في المكسيك والصين ولأن ترامب هدد أيضا بفرض رسوم جمركية على الرقائق المستوردة.

وزارة الاقتصاد التايوانية تؤكد دعمها للشركات المتضررة من رسوم ترامب الجمركية 

وقالت وزارة الاقتصاد التايوانية في بيان يوضح بالتفصيل التدابير لمساعدة الشركات المتضررة من الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، إنها ستوفر معلومات للشركات التي تريد الانتقال، مثل الولايات الأميركية المحتملة للاستثمار والقوانين المحلية والمساعدة في العثور على شركاء.
وأضافت أن فروع معهد أبحاث التكنولوجيا الصناعية التابع للحكومة في أمريكا الشمالية ستعمل أيضًا بشكل نشط على تعزيز البحث والتطوير والتعاون في التصنيع بين الشركات التايوانية والأمريكية.
وقالت الوزارة إنها ستواصل الاهتمام بالتغيرات في التجارة الدولية والحفاظ على التواصل مع الشركات لتزويدها "بالدعم والمساعدة في الوقت المناسب لضمان إيجاد أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع التغييرات".
وتبلغ الاستثمارات الضخمة التي ضختها تايوان في الولايات المتحدة 65 مليار دولار من شركة تصنيع الرقائق TSMC، لبناء مصانع في ولاية أريزونا، وهي الخطة التي بدأت في عام 2020 في عهد إدارة ترامب الأولى.
فيما انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا التايوانية التي لديها مصانع في المكسيك بشكل كبير اليوم الاثنين، مع انخفاض أسهم شركة فوكسكون، وأغلق سهم كوانتا (2382.TW) منخفضا بنسبة 8.1%، وانخفضت أسهم Inventec (2356.TW) بنسبة 9.8%، خصم 6.7%.
وأغلقت أسواق المال في تايوان على انخفاض بنسبة 3.5% اليوم الاثنين بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة التي استمرت أسبوعا.
وتتطلع تايوان أيضًا إلى ضمان استمرار شركاتها في الابتعاد عن الصين، التي صعدت من تهديداتها العسكرية والسياسية لتأكيد مطالباتها بالسيادة على الجزيرة.
وقال الرئيس التايواني لاي تشينج تي، في حديثه في تايبيه اليوم للشركات التايوانية التي استثمرت في الصين، إن الحكومة ستحافظ على سياسات ودية لدعم تلك الشركات التي ترغب في الاستثمار في تايوان.
وأضاف أنه سيتم إبقاء أسعار الفائدة تحت السيطرة للمساعدة في إدارة تكاليف الشركة، بالإضافة إلى سعر الصرف الأجنبي والتضخم.

مقالات مشابهة

  • عملية إطلاق نار قرب حاجز تياسير توقع قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال
  • وزير الكهرباء يبحث مع سفير مصر الجديد لدى بكين تعزيز التعاون مع الشركات الصينية
  • تايوان: وفاة مفاجئة لممثلة شهيرة بسبب الإنفلونزا
  • حكومة الجزيرة: تشغيل جميع الخدمات في المناطق والمدن التي تم تحريرها
  • بعد تحذير شديد اللهجة.. تايوان تحظر استخدام منصة DeepSeek الصينية
  • رئيس تايوان يدعو للسلام مع الصين في ظل التغيرات العالمية
  • تايوان ستدعم الشركات للانتقال إلى الولايات المتحدة بعد رسوم ترامب الجمركية
  • مانيلا تعرض على بكين صفقة لتهدئة التوتر في بحر الصين الجنوبي
  • العدو الصهيوني يواصل تشديد إجراءاته العسكرية في محيط نابلس
  • الصين والمكسيك وكندا تندد بالرسوم الجمركية التي فرضها ترامب