توكل كرمان: لن ننسى الغدر بالوحدة في حرب 1994 والإخلال بشراكة دولة الوحدة والجنوب اليوم غافلون عن ثورة أكتوبر ومناضليها
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن الرابع عشر من أكتوبر هو اليوم الأغر الذي تجلت فيه إرادة الشعب اليمني، ونكست فيه رايات الاستعمار والسلطنات، وتوجت فيه نضالاته التي أنجزت التحرر والاستقلال الكامل.
وأضافت توكل كرمان في خطاب بمناسبة عيد ثورة 14 أكتوبر في ذكراها الحادية والستين، إن الرابع عشر من أكتوبر اليوم المجيد الذي رسم الطريق لأجيال اليمنيين من بعده وما يزال يلهمنا وينير لنا الطريق أمام التحديات التي تقف أمام شعبنا اليوم من قوى الارتهان للنفوذ الخارجي الساعية لإعادة شعبنا إلى عهود السلطنات وقوى الإمامة الكهنوتية التي تمثل التحدي الأكبر أمام شعبنا وحريته وكرامته وهويته الوطنية.
وأنتقدت كرمان التيارات والجهات الجنوبية التي تتجاهل ذكري ثورة الاستقلال والحرية حيث قالت " أي جنوب يتحدثون عنه وهم غافلون عن ثورة أكتوبر ومناضليها وتاريخها ومسارها الوطني الذي مضت فيه وحددته للأجيال من بعدها؟ المسار الوطني الذي يكتسب أهميته وديمومته من طبيعة القضايا التي انحاز إليها وبنى مشروعها الوطني وأنجز تحت راياتها الاستقلال الوطني وتوحيد الجنوب بعد أن جزأه الاستعمار إلى سلطنات ومشيخات بقيت لزمن طويل في خدمته تحمي أطماعه الاستعمارية ومصالحه اللامشروعة.
وتابعت كرمان: إن الميليشيات الحوثية في صنعاء وميليشيات المجلس الانتقالي في عدن تعادي احتفالاتنا بأعياد سبتمبر وأكتوبر، ويستفزها احتفال اليمنيين بثوراتهم الوطنية واستذكارهم لتاريخها ورموزها ومناضليها وإرثها النضالي والوطني.
وأردفت كرمان قائلة: في صنعاء يحتفلون بمناسباتهم الطائفية والمذهبية ويسعون لفرض ثقافتهم المتخلفة وخزعبلاتهم وأئمتهم وخرافاتهم على سكان المدن والأرياف والقرى الواقعة تحت قبضتهم وسيطرتهم.
واستدركت كرمان: وفي عدن، كم كنا نتمنى أن يدركوا أن تاريخ اليمن النضالي يتضمن ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي تمثل ركنه الركين وعماد هويته الوطنية وتاريخه المجيد.
وقالت كرمان: لقد كانت ثورة 14 أكتوبر 1963 واستقلال الجنوب في الثلاثين من نوفمبر 1967 مسارًا طبيعيًا متزامنا مع الثورة السبتمبرية المجيدة، توحدت اليمن أولًا في وجدان اليمنيين وقلوبهم وثوراتهم الوطنية قبل أن تتوحد سياسيًا بقيام الجمهورية اليمنية.
وأشارت كرمان إلى أن الأعداء يفجرون اليوم في عدائهم وخصومتهم لليمن وشعبها، ويعتقدون أن الوقت حان ليعلنوا فجورهم في وجه اليمن واليمنيين وتصفية قضيتهم وتقسيم بلدهم. وفي مواجهتهم سينهض شعبنا اليمني العظيم متمسكًا بثوابته الوطنية المتمثلة بثورتي سبتمبر وأكتوبر؛ الجمهورية والاستقلال والديمقراطية والوحدة.
وتابعت كرمان: لن ننسى أن الغدر بالوحدة في حرب صيف 1994 الظالمة والإخلال بالشراكة الوطنية في دولة الوحدة قد أسس لنهج إقصائي نقيض لقيم الوحدة ومضامينها الوطنية.
وقالت كرمان إن ثورة 11 فبراير كانت انتصارًا لقيم الوحدة وفتحت الطريق لبناء الدولة الوطنية العادلة الممثلة لجميع فئات الشعب اليمني وقواه الاجتماعية في كل مناطق اليمن دون هيمنة ودون إقصاء، موضحة أن ثورة 11 فبراير أرادت أن تطوي نهج الغلبة المدمر لليمن، وكان من نتائجها مخرجات الحوار الوطني التي أقرت النظام الفيدرالي وأنجزت مشروع الدستور الجديد، لكن الثورة المضادة وقفت حجر عثرة أمام طموحات اليمنيين للتغيير وبناء دولة القانون والمواطنة.
وشددت كرمان على أن شعبنا اليمني الذي رفض نظام الغلبة المناطقي العائلي، لن يقبل الرضوخ لغلبة العنصرية الإمامية التي تمثلها ميليشيات الحوثيين التي أذاقت شعبنا الويلات وتسببت في كل ما مرت به بلادنا من دمار وانهيار وحروب واستباحة داخلية وخارجية. لن يقبل شعبنا العودة إلى الإمامة والاستعمار؛ والتشرذم بين دويلات الميليشيات وأمراء الحرب.
وقالت توكل كرمان: وإنني على يقين تام أن طريق الانتصار على قوى الماضي الطائفية والسلاطينية وأعوانهم في الخارج لن يتم إلا بالتمسك بقضايانا الكبرى: الجمهورية والديمقراطية والوحدة اليمنية.
وتابعت كرمان: سننتصر بالمشروع الوطني الذي يوحد اليمنيين ويجمع شملهم تحت رايته، لا برايات الميليشيات والشعارات الطائفية والمناطقية والعنصرية.
وأضافت كرمان: واجبنا اليوم هو التأكيد على ما يجمع اليمنيين لا ما يفرقهم. واجبنا هو الثبات على المبادئ التي رسمها لنا جيل المؤسسين الكبار في ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
ولفتت كرمان إلى أن عشر سنوات من الحرب أذاقت شعبنا الويلات، مبينة أن الميليشيا الانقلابية الحوثية تذل سكان المدن والقرى وتنهيهم بالجباية والإتاوات. تفرض عليهم أفكارها الطائفية في المدارس والجوامع ومؤسسات الدولة التي سيطرت عليها وحولتها إلى أدوات تستخدمها لفرض سلطتها الكهنوتية الطائفية.
وأعربت كرمان عن أسفها لفشل الشرعية في بناء دولة اليمنيين في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، مضيفة: يستحق شعبنا في هذه المحافظات أن ينعم بالاستقرار والخدمات، لكن فشل المجلس القيادي الرئاسي وحكومته كان واضحًا في معاناة الناس من انهيار العملة وارتفاع الأسعار وضعف مؤسسات الدولة الخدمية والأمنية والتعليمية وعدم قدرتها على تلبية احتياجات الناس ومتطلبات حياتهم اليومية.
وقالت كرمان: عندما نتحدث عن الميليشيات الانقلابية الحوثية فنحن نتحدث عن أعداء شعبنا الذين تسببوا في مأساة بلادنا والحرب المدمرة التي طالت كل شيء؛ حياة الناس ومعيشتهم ومدنهم وكل حياتهم. أما عندما نتحدث عن حكومات الشرعية فنحن نتحدث عن خيبة أملنا فيمن يُفترض أن يكونوا مخلصين لقضيتنا وشعبنا.
واعتبرت كرمان أن الاهتمام بمعيشة الناس وإدارة حياتهم اليومية والحفاظ على استقرار العملة وتخفيض الأسعار وإدارة مؤسسات الدولة بما يخدم حياة المواطنين وتسهيل حياتهم اليومية هو مسؤولية الشرعية بكل مؤسساتها، والتقصير في هذه المسؤولية هو عمل عدائي ضد شعبنا ويقدم خدمة لأعدائه من الميليشيات الإمامية ومن يقف خلفها.
وشددت كرمان على أن تقديم نموذج ناجح في إدارة مناطق الدولة الشرعية لا يقل أهمية عن الانتصار المنتظر أمام الميليشيات الانقلابية الحوثية.
وقالت كرمان إن الانتصار لا يتحقق باستعادة المحافظات والمديريات المستباحة من قبل الحوثيين ولكنه قبل ذلك يبدأ ببناء مؤسسات الدولة في مناطق الشرعية. يبدأ بتقديم نموذج دولة تخدم مواطنيها وتحل قضاياهم وتحفظ مصالحهم وتحفظ أمنهم واستقرارهم بإدارة عادلة تحتكم للقانون والدستور والقوانين النافذة دون محاباة أو خضوع لنفوذ يتحرك خارج الدولة والدستور والقانون
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
«الدبيبة» يزور المؤسسة الوطنية للنفط ويؤكد أهمية دورها في تعزيز الاقتصاد الوطني
قام رئيس حكومة الوحدة الوطنية، المهندس عبد الحميد الدبيبة، بزيارة للمؤسسة الوطنية للنفط في إطار دعم الحكومة لقطاع النفط واستعراض آخر مستجدات العمل في هذا القطاع الحيوي.
وعقد رئيس الوزراء اجتماعا موسعا، بالمؤسسة الوطنية للنفط، بحضور رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، لبحث تعزيز الإفصاح واتخاذ تدابير جديدة لضمان الشفافية في عقود قطاع النفط، بالإضافة إلى تقليص تأثير الإنفاق الموازي على قيمة الدينار الليبي.
وخلال الزيارة، ألقى رئيس الحكومة كلمة شكر وتقدير للعاملين في المؤسسة الوطنية للنفط وكافة العاملين في قطاع النفط من موظفين في الموانئ وحقول النفط البرية والبحرية، مثمنًا جهودهم الكبيرة التي يبذلونها في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها القطاع.
وأشاد رئيس الحكومة بالتطورات الكبيرة التي شهدها قطاع النفط في السنوات الأخيرة، حيث ذكر أن “المؤسسة الوطنية للنفط نجحت في تحقيق معدلات إنتاج تجاوزت 1.4 مليون برميل يوميًا، وهو إنجاز عظيم تحقق بفضل الجهود المتواصلة للعاملين في القطاع”، وأكد أن هذا الإنجاز ساهم بشكل رئيسي في تعزيز الاقتصاد الوطني.
كما أشار إلى أن المؤسسة تقوم بدور أساسي في تزويد شبكة الغاز الساحلي لتغذية محطات الكهرباء والمصانع، وهو ما كان له أثر كبير في دعم استقرار النظام الكهربائي في البلاد.
وأكد المهندس عبد الحميد الدبيبة في كلمته، أن الحكومة تعمل على تعزيز الشفافية في عمل المؤسسة الوطنية للنفط، وأن الدولة ستظل ملتزمة بمواصلة دعم هذا القطاع الحيوي لما له من تأثير إيجابي على الاقتصاد الليبي.
وأوضح رئيس الحكومة أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية والمالية التي تمر بها البلاد، إلا أن المؤسسة الوطنية للنفط قد استطاعت تجاوز الكثير من العقبات وتحقيق تقدم كبير في تطوير وتنمية القطاع النفطي، مشيرًا إلى أن المؤسسة لا تزال تواصل العمل على تحقيق المزيد من الإنجازات، وخاصة في مجالات الإنتاج والصيانة وتطوير الحقول النفطية.
من جهته، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، على أهمية استمرار العمل على تعزيز الإنتاج والحفاظ على مستويات عالية من الأداء.
وأضاف أن المؤسسة تواجه تحديات عديدة، منها تزايد الحاجة إلى تجديد المعدات والصيانة المستمرة للحقول النفطية القديمة.
وتحدث عن أهمية التعاون مع الشركات العالمية والمحلية لتحسين مستوى الإنتاج في الحقول النفطية الهامشية مثل حقل “اللطيف” و”الطهارة”، حيث تم توقيع اتفاقيات جديدة مع شركات دولية للمساهمة في تحسين هذه الحقول، كما أشاد بشراكة جديدة مع شركة “أركو” الأمريكية التي ستمكن من ضخ مليار دولار لإعادة تأهيل الحقول النفطية المغلقة.
وفيما يتعلق بالتعاون مع الشركات الخاصة، ذكر رئيس المؤسسة الوطنية للنفط أن المؤسسة قد تمكنت من استقطاب شركات محلية ودولية للمساهمة في تطوير الحقول النفطية.
كما أشار إلى أن المؤسسة قد وقعت عدة اتفاقيات مع شركات عالمية ومحلية بهدف تحسين الأداء وزيادة الإنتاج.
وفي إطار الحديث عن التحديات التي يواجهها القطاع، تطرق إلى الحاجة الملحة لإصلاح البنية التحتية للنفط، بما في ذلك تحديث الخطوط القديمة، وإعادة تأهيل محطات الإنتاج لضمان استمرار الإنتاج بمعدلات ثابتة.
وأضاف أن المؤسسة تسعى جاهدة لتطوير القطاع بالتوازي مع التوسع في استقطاب الاستثمارات المحلية والدولية.
وفي ختام الزيارة، أكد رئيس الحكومة المهندس عبد الحميد الدبيبة على دعم الحكومة المستمر لقطاع النفط، مشيرًا إلى أن النفط يمثل مصدرًا أساسيًا للاقتصاد الليبي.
كما أشار إلى أن الحكومة ستواصل دعم كل الجهود الرامية لتحسين الأداء، وتعزيز الشفافية، وتطوير بنيتنا التحتية النفطية بما يساهم في الحفاظ على استدامة الإنتاج.
وأوضح الدبيبة أن استمرار استقرار قطاع النفط يعتبر عاملًا رئيسيًا في دعم الاقتصاد الوطني، وأن الحكومة ستظل ملتزمة بتقديم كل الدعم اللازم للمؤسسة الوطنية للنفط لضمان استمرارية العمل وتحقيق الإنجازات.