مواجهات صينية – فلبينية ساخنة
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
لجأت قوارب خفر السواحل الصينية إلى اللهو بخراطيم المياه لرش طاقم سفينة الإمداد الفلبينية التي كانت تؤدي مهامها في بحر الصين الجنوبي، وتناقلت وكالات الأنباء بعض المقاطع المصورة التي توحي بتصاعد حدة الصراع بين البحرية الصينية من جهة، والفلبينية والفيتنامية والماليزية والتايوانية من جهة أخرى.
وقد تمادت الصين في أعمالها الاستفزازية لبسط سيادتها على بحر الصين الجنوبي بأكمله، وهو المسطح المائي الذي يعج بسفن الصيد، ويشهد ازدحاماً في حركة السفن التجارية المترددة على موانئ بلدان المنطقة. .
يأتي التوسع الصيني في المنطقة على الرغم من قرار المحكمة الدولية (المدعومة من الأمم المتحدة) برفض مزاعم الصين. فالمحكمة ترى ان إدعاءات الصين باطلة وتتقاطع مع القوانين الدولية المعمول بها بين البلدان المتشاطئة. .
وقعت المواجهة الأخيرة بالقرب من منطقة ضحلة تدعى (Thomas Shoal) المعروفة بشعابها المرجانية، وفيها محطة لسفينة فلبينية قديمة ترجع إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، وعلى متنها جنود من الفلبين. يتلقون ما يحتاجونه من مؤن عن طريق سفن الامداد. لكنهم فوجئوا باقتراب سفينة خفر السواحل الصينية، التي تعمدت رشهم بالمياه من فوهات الخراطيم القوية، بقصد إهانتهم ومضايقتهم وطردهم من المنطقة بالقوة. ثم منعت وصول الامدادات إليهم وفرضت عليهم الحصار. من دون ان تكترث بسلامة الجنود الفلبينيين المتواجدين على متن المحطة. .
تقول الصين انها تتمتع بسيادة مطلقة على جزر سبراتلي (Spratly Islands) وعلى المياه المجاورة لها، بما في ذلك منطقة (Thomas Shoal)، وطالبت الفلبين بالانسحاب الفوري منها ومغادرتها إلى غير رجعة. ثم واصلت تحركاتها المسلحة لطرد قوارب الصيد والسفن الفلبينية، ومنع طائراتها من التحليق والاقتراب. في حين أبدت شركات خطوط الشحن البحري تخوفها من كثافة التواجد الحربي الصيني الذي بات يهدد حرية الملاحة، ويهدد التحليق الجوي. ويهدد إتفاق الدفاع المشترك المبرم منذ عام 2014 بين الفلبين والولايات المتحدة الامريكية. وبالتالي فان التحركات الصينية الأخيرة كانت تستهدف منع إقامة قواعد امريكية داخل المياه الفلبينية بموجب بنود الاتفاق المبرم بين الطرفين. .
لقد تصاعدت الخلافات بين الصين والفلبين حول جزر بحر الصين الجنوبي منذ شهرين تقريباً، بعدما قالت مانيلا إن سفناً حربية صينية اخترقت مياهها الإقليمية هناك. فيما يمتد الخلاف حول هذه الجزر لعقود، وتدعي البلدان المتاخمة للبحر سيادتها عليها. .
وبالنسبة للصين فإن المنطقة مهمة لحماية أمنها القومي، ولتأكيد ما تدعيه من سيادة على جزيرة تايوان. وتعمل الصين على بناء جزر صناعية في مياه هذا البحر، حيث اكتملت أول جزيرة صناعية صينية سنة 2013، وبحلول 2016 بلغ العدد سبع جزر اصطناعية. .
لقد اصبح بحر الصين بحراً اقليمياً يخضع برمته للقوة الصينية المتنامية في المنطقة، ولم يعد بحراً دولياً مثلما كان عليه في السنوات السابقة. وهذا هو واقع الحال. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات بحر الصین
إقرأ أيضاً:
الرئيس الكوري الجنوبي يرفض اتهامه بالتمرد وينتظر قرار المحكمة الدستورية
أفاد فريق الدفاع القانوني عن الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول، بحسب وكالة يونهاب، فإن فرض "يون" للأحكام العرفية لفترة قصيرة لا يرقى إلى مستوى اتهامات التمرد، وفق ما ذكرت وسائل إعلام.
وذكروا إن الرئيس سيعلن موقفه في المحكمة إذا عقدت جلسة استماع عامة في محاكمة عزله.
وقال سوك دونج-هيون، أحد المحامين في الفريق، للصحفيين إن يون ينفي اتهامات التمرد الموجهة إليه لإعلانه الأحكام العرفية في 3 ديسمبر.
ومن المقرر أن تبدأ جلسة في المحكمة الدستورية لاتخاذ قرار بشأن إعادة تعيين "يون" أو إقالته من منصبه بعد أن صوتت الجمعية الوطنية يوم السبت على عزله بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية لفترة قصيرة.
وقال سوك "سيعلن الرئيس يون موقفه في المحكمة بثقة ووفقًا لقناعاته الخاصة".
وأضاف "لا يفكر الرئيس أبدا في اتهامات التمرد بمفهومها القانوني"، لكن من الناحية الواقعية، بما أن وكالات التحقيق تتصرف بهذه الطريقة، سيكون هناك رد على التحقيق.
ويواجه "يون" تحقيقات موازية من قبل النيابة العامة وفريق مكون من الشرطة ومكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين ووحدة التحقيق بوزارة الدفاع.
وذكر المحامي أن فريق الدفاع القانوني يخطط لتقسيم عمله إلى 3 مجالات وهي التعامل مع التحقيقات، ومحاكمة العزل، والمحاكمات الأخرى.
وأضاف أنه لم يتم استيفاء معايير التمرد، زاعما أن فرض "يون" للأحكام العرفية لم يهدف إلى الاستيلاء على الحكومة ولم يتضمن أي عناصر تتسم بالعنف.
وقال إن "يون" لا يخطط للمثول يوم الأربعاء، لكنه رفض الإدلاء بأي تصريح بشأن مثوله أمام النيابة العامة.