صرّح المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي، الاثنين، أن استهداف "حزب الله" قاعدة عسكرية جنوب حيفا (شمال) بطائرة مسيّرة مساء الأحد "يكشف عن خلل خطير في الجيش وفشل مماثل في القيادة ويطرح أسئلة صعبة".

 

وانفجرت المسيّرة في قاعدة تدريب للواء "غولاني" وهو لواء النخبة بقوة المشاة، فقتلت 4 جنود وأصابت 7 بجروح حرجة، حسب الجيش، بينما أفاد جهاز الإسعاف (نجمة داود الحمراء) بوجود 61 جريحا.

 

وقال أشكنازي في تحليل بصحيفة "معاريف" العبرية: "أربعة قتلى وأكثر من خمسين جريحا، بينهم سبعة في حالة حرجة، من الواضح أن الجيش فشل بعدة طرق".

 

وتابع: "بدءا من عدم القدرة على الرصد والاعتراض وعدم تحذير الجمهور من تسلل طائرات بدون طيار، وكذلك إجراءات لواء غولاني التي لم تمنع هذا العدد الكبير من الجنود من التجمع في مكان واحد".

 

وشدد على أنه "يجب على الجيش إجراء فحص سريع واتخاذ إجراءات تأديبية ضد القادة الذين فشلوا، هذا ليس فقط فشلا في العمليات، ولكن أيضا في القيادة".

 

وعما حدث، قال أشكنازي إن "الجيش اكتشف طائرتين بدون طيار تحلقان من لبنان إلى إسرائيل قبالة ساحل نهاريا (شمال)، فاعترضت سفينة تابعة للبحرية إحداهما".

 

واستطرد: "بينما فشل سلاح الجو في اعتراض الطائرة الثانية بواسطة طائرات مقاتلة، وفي مرحلة ما، اختفت الطائرة بدون طيار من أنظمة القوات الجوية".

 

"هنا تثار أسئلة صعبة: لماذا لم ترسل قيادة الجبهة الداخلية (تابعة للجيش) تحذيرا واسعا إلى المنطقة بأكملها؟ ولماذا لم ينجح سلاح الجو باعتراض المسيرة؟ وهل بدأت قيادة الجبهة الداخلية بتنفيذ اقتصاد الإنذار (التقليل منها)؟ وما هو منطق مثل هذه الخطوة؟"، وفق أشكنازي.

 

وأضاف أن "المسألة الثانية هي سلوك الجيش على الأرض، وخاصة في القواعد الخلفية. وهنا يبدو وجود فشل خطير في القيادة من جانب القادة في لواء غولاني".

 

وتابع: "السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم يخفض الجيش عدد الجنود في قاعدة تدريب اللواء؟".

 

أشكنازي أشار إلى أن هذا ليس الهجوم الأول من نوعه قائلا: "عشية رأس السنة اليهودية (قبل نحو 10 أيام)، قُتل جنديان من غولاني وأصيب حوالي 20 آخرين في مرتفعات الجولان في غارة بطائرة بدون طيار على قاعدة اللواء".

 

ورأى أن "قادة الألوية وقادة الجيش لم يتعلموا أي شيء من الحادث. وليس واضحا سبب تجمع هذا العدد الكبير من الجنود في غرفة الطعام".

 

وأكد أن هجوم الأحد يكشف عن "خلل خطير في الجيش الإسرائيلي في سلسلة من الأنظمة في الجو والبحر والبر والجبهة الداخلية".

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي أجرى تحقيقا أوليا مع القادة في القاعدة المستهدفة.

 

ووصف هاليفي الهجوم بأنه "صعب ونتائجه مؤلمة"، وذلك خلال زيارته مساء الأحد قاعدة لواء غولاني الذي يشارك في التوغل بجنوب لبنان.

 

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل لبنان بشن غارات جوية طالت العاصمة بيروت، بالإضافة إلى عمليات توغل بري في الجنوب.

 

وأسفرت الغارات الإسرائيلية في لبنان حتى مساء الأحد عن ألف و539 قتيلا و4 آلاف و471 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و340 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.

 

ويرد "حزب الله" يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، وتفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

 

​ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.​


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: بدون طیار

إقرأ أيضاً:

ضوابط سفر المرأة بدون محرم للعمل.. دار الإفتاء تكشف

أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه لا مانع شرعًا مِن سفر المرأة إلى الخارج للعمل إذا تَوَفَّر الأمنُ في الإقامة بِبَلَد السفر، وذلك بشرط موافقة وليِّ الأمر، ولا يُشترط اصطحاب المحرم في حلها ولا ترحالها.

وأضافت دار الإفتاء، في فتوى عبر موقعها الإلكتروني، أنَّ سفر المرأة وحْدَها عبر وسائل السفر المأمونة وطُرُقِه المأهولة ومَنافذه العامرة؛ مِن موانئ ومطاراتٍ ووسائل مواصلاتٍ عامَّة جائزٌ شرعًا، ولا حرج عليها إذا أذن لها وليُّها فيه. 

وأشارت الإفتاء إلى أن الأحاديث التي تَنهى المرأةَ عن السفر مِن غير مَحرَمٍ محمولةٌ على حالة انعدام الأمن، فإذا تَوَفَّرَ الأمنُ لَم يَشملها النهيُ عن السفر أصلًا.

وافات الإفتاء بأن جمهور الفقهاء أجازوا للمرأة في حجّ الفريضة أن تسافر من دون محرم إذا كانت مع نساء ثقاتٍ أو رفقةٍ مأمونة، واستدلوا على ذلك بخروج أمهات المؤمنين رضي الله عنهن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للحج في عهد عمر رضي الله عنه وقد أرسل معهن عثمان بن عفان ليحافظ عليهن رضي الله عنه. 

وذكرت دار الإفتاء رأي عدد من الفقهاء ومنهم : 

قال الإمام أبو الحسن بن بطال المالكي في "شرح البخاري" (4/ 532، ط. مكتبة الرشد): [قال مالك والأوزاعي والشافعي: تَخرج المرأة في حجة الفريضة مع جماعة النساء في رفقةٍ مأمونةٍ وإن لم يكن معها مَحرَم، وجمهور العلماء على جواز ذلك، وكان ابن عمر يحجُّ معه نسوةٌ مِن جيرانه، وهو قول عطاء وسعيد بن جبير وابن سيرين والحسن البصري، وقال الحسن: المسلم مَحرَمٌ، ولعلَّ بعضَ مَن ليس بمَحرَمٍ أوثقُ مِن المَحرَم] اهـ.

أمين الإفتاء يوضح سبب منع التطيب أثناء الإحرام في الحجهل التأمين على السيارات حلال أم حرام؟.. الإفتاء تكشفماذا يفعل من نسي إخراج الزكاة عن ماله لسنوات؟.. الإفتاء تجيبهل يجوز إخراج زكاة المال طعام للفقراء؟.. أمين الإفتاء يجيب

وقال الإمام الباجي المالكي في "المنتقى شرح الموطأ" (3/ 82، ط. مطبعة السعادة): ولعلَّ هذا الذي ذكره بعضُ أصحابنا -أي: عدم خروجها في حج التطوع مِن غير مَحرَم- إنما هو في حال الانفراد والعَدد اليسير، فأما القوافل العظيمة والطرق المشتركة العامرة المأمونة فإنها عندي مثل البلاد التي يكون فيها الأسواق والتجار؛ فإن الأمن يحصل لها دونَ ذي مَحرَمٍ ولا امرأة، وقد رُوِيَ هذا عن الأوزاعي] اهـ.

وقال العلَّامة الحطَّاب المالكي في "مواهب الجليل شرح مختصر خليل" (2/ 523، ط. دار الفكر): [قَيّد ذلك الباجي بالعَدد القليل، ونصه: هذا عندي في الانفراد والعَدد اليسير، فأمَّا في القوافل العظيمة فهي عندي كالبلاد، يَصِحُّ فيها سفرُها دون نساءٍ وذوي مَحارِم انتهى، ونَقَلَه عنه في "الإكمال" وقَبِلَه ولَم يَذْكُر خِلافَهُ، وذكره الزنَاتي في "شرح الرسالة" على أنه المذهب، فيقيد به كلام المصنف وغيره. ونص كلام الزنَاتي: إذا كانت في رفقةٍ مأمونةٍ ذات عَدَدٍ وعُدَدٍ أو جيشٍ مأمونٍ مِن الغَلَبة والمَحَلَّة العظيمة فلا خِلاف في جواز سفرها من غير ذي مَحرَمٍ في جميع الأسفار: الواجب منها والمندوب والمُباح، مِن قول مالك وغيره؛ إذ لا فرق بين ما تَقدَّم ذِكْرُه وبين البلد. هكذا ذَكَرَه القابسي. انتهى] اهـ.

وأشارت الإفتاء إلى أنه مِمَّا يُبَيِّن أن تَوَفُّر الأمن هو المُعَوَّل عليه عند الفقهاء في الإقدام على السفر والامتناع منه: أن الإمام مالكًا رضي الله عنه كَرِه سفر المرأة مع المَحرَم الذي يَغلِب على الظَّنِّ قِلَّةُ حِرصه وإشفاقه عليها؛ قال الإمام الباجي في "المنتقى" (3/ 82): [كَرِه مالك أن يَخرج بها ابنُ زوجها وإن كان ذا مَحرَمٍ منها، قال الإمام أبو الوليد: ووجه ذلك عندي ما ثبت للربائب مِن العداوات وقِلَّة المُراعاة في الأغلب؛ فلا يَحصُل لها مِنه الإشفاق والستر والحِرص على طيب الذِّكْر] اهـ.

واختتمت نص الفقهاء على أن صيرورة الطرق آمنةً يجعل السفرَ في حكم الحضر: قال إمام الحرمين أبو المعالي الجويني الشافعي في "نهاية المطلب في دراية المذهب" (4/ 150، ط. دار المنهاج) وهو يتحدث في اشتراط الأمن في وجوب الحج: [ليس الأمنُ الذي نذكره قطعًا، فالمسافر ومتاعه على قَلَت -أي: توقع الهلاك- إلا ما وقى الله، وإنما الحكم على غالب الظن، والنفس لا تثق بالخلاص عن الحوادث. فالذي يجب التفطن له: أنا لا نشترط في السفرِ الأمنَ الذي يغلب في الحضر؛ فإن ذلك إنما يحصل لو صار السفر في حكم الحضر، بأن تصير الطرق آهلة، ولا سبيل إلى شرط ذلك؛ فالأمن في كل مكانٍ على حسب ما يليق به] اهـ.

مقالات مشابهة

  • أمريكا.. مقتل طيار في تحطم طائرة قبل عرض جوي بولاية فيرجينيا
  • الجيش الروسي يسقط 7 طائرات أوكرانية مسيّرة فوق القرم وبيلجورود
  • عاجل. وزارة الدفاع السورية: حزب الله أطلق قذائف مدفعية من لبنان نحو نقاط الجيش في منطقة القصير
  • مصدر بوزارة الدفاع لـ سانا: أطلقت ميليشيات حزب الله اللبناني عدة قذائف مدفعية من أراضي دولة لبنان، تجاه نقاط الجيش العربي السوري في منطقة القصير غرب حمص
  • خبير عسكري إسرائيلي: الجيش فقد الاحترافية ويتحول إلى مليشيا قتل بلا أخلاق
  • الحكومة الصومالية: حركة الشباب تهاجم الجيش للسيطرة على قاعدة استراتيجية وسط البلاد
  • تحليل إسرائيلي حول سر توجه الجيش المصري نحو روسيا والصين
  • ضوابط سفر المرأة بدون محرم للعمل.. دار الإفتاء تكشف
  • الجيش الإسرائيليّ: اغتلنا هذه الشخصيّة في حزب الله اليوم
  • وسائل إعلام صهيونية تعترف بتدهور أداء الجيش الصهيوني في غزة ووقوع خسائر فادحة في صفوف لواء “جولاني”