الحرة:
2024-10-14@16:18:48 GMT

ليس قاتلا ولكن.. كبريت بغداد والحلول الممكنة

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

ليس قاتلا ولكن.. كبريت بغداد والحلول الممكنة

يقول المهندس البيئي حسام الربيعي إن الدخان الكبريتي الذي لوحظ الأيام الماضية في العاصمة العراقية بغداد "ليس قاتلاً"، لكنه يؤثر سلبياً على جودة الهواء و"تراكيزه العالية تسبب الاختناق".

ويضيف الربيعي لموقع "الحرة" أن استمرار هذه الحالة من تصاعد دخان الكبريت واستنشاقه من قبل المواطنين سيتسبب لهم بـ"مشكلات في الرؤية، وأخرى في الجهاز التنفسي".

وكانت وزارة البيئة العراقية كشفت، الأحد، خلال مؤتمر صحفي عن أسباب رائحة الكبريت التي أرقت أهالي بغداد خلال الأسبوعين الماضيين، أحدها يتمثل في "حرق الوقود الثقيل المتمثل في النفط".

وأعلنت الوزارة في المؤتمر المشترك مع لجنة الصحة والبيئة التابعة للبرلمان العراقي، أن النفط العراقي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، وعند حرقه يولد "غازات سامة".

وعن مصادر الرائحة، فهي بحسب المعلومات التي وردت في المؤتمر الصحفي ونقلتها وكالة الأنباء العراقية "مصفى الدورة ومحطة الطاقة الحرارة بالدورة ومحطة القدس في شمال بغداد والمحطات الكهربائية الأخرى، إضافة لمعامل الإسفلت والطابوق وعددها أكثر من 250، واستخدام بعض الكور لصهر منتجات النحاس وغيرها، وحرق النفايات في النهروان ومعسكر الرشيد".

ويشير الربيعي إلى أن انتشار رائحة الكبريت "ليس جديداً على أجواء العاصمة، إلا أنه كان يحدث على فترات متباعدة، وبدرجة تلوث أقل بكثير عما شهدته الأجواء العراقية" هذه المرة.

ويتابع أن الدخان الكبريتي ناتج عن عمليات تصنيعية وتكريرية للنفط وحرق مواد نفايات يدخل النفط ضمن تركيبتها وأغلب مكوناتها هي ثاني أوكسيد الكبريت.

العراق.. كشف سبب "رائحة الكبريت" المنتشرة منذ أيام أما مصدر هذه الرائحة في بغداد، فهو بحسب المعلومات التي وردت في المؤتمر الصحافي ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية (واع)، فهو مصفى الدورة ومحطة الطاقة الحرارة بالدورة ومحطة القدس في شمال بغداد والمحطات الكهربائية الأخرى، إضافة لمعامل الإسفلت والطابوق وعددها أكثر من 250، واستخدام بعض الكور لصهر منتجات النحاس وغيرها وحرق النفايات في النهروان ومعسكر الرشيد.

ارتفاع مؤشر التلوث

خبير الطقس صادق العطية، يفسّر سبب الدخان الذي رآه الكثير من العراقيين مؤخراً، وهو "وجود الغازات والجزيئات الملوثة للغلاف الجوي التي تأتي بأشكال وأحجام مختلفة، بعضها يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان، مثل أول أوكسيد الكاربون وثاني أوكسيد الكربون وأكاسيد النتروز".

البعض الآخر، بحسب ما يقول العطية لـ"الحرة" يُعتبر من العوامل المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أوكسيد الكربون والميثان وغيرها.

وما شعر به سكان بغداد خلال هو "ازدياد تراكيز الملوثات إلى مستويات عالية تسببت بانتشار رائحة أشبه بالكبريت تعني طغيان مركز ثاني أوكسيد  الكبريت في الجو"، يؤكد العطية.

ويوضح: "أظهرت صور الأقمار الصناعية أن مُعامل التلوث في الأجواء بلغ مستويات قياسية حتى أصبحت بغداد تتصدر عواصم الدول عالمياً بوصوله إلى أكثر من 200 ملغرام/متر³. هذه القيم تتجاوز بحوالي 18-24 مرة الحد الصحي المسموح تواجده في الأجواء حسب منظمة الصحة العالمية".

وعدّد العطية أسباباً مشابهة لما أعلنت عنها الجهات الرسمية، لافتاً إلى أن الجديد بناءً على مشاهدات السكان في محيط العاصمة بقيام البعض بـ"حرق منتجات لغرض الحصول على مواد للبيع من تجار الخردة مثل النحاس، وحرق الأجهزة الدقيقة التي تصدر منها انبعاثات غازية تعتبر ملوثات خطيرة، إضافة لحرق النفايات".

وبرأيه، فإن "التوسع العمراني وما رافقه من زيادة في أعداد السيارات، دون وجود بديل من النقل العام، وزيادة تلوث المياه بشكل خاص خلال الفترة الحالية بعد موسم صيفي لاهب وطويل، رافقه انخفاض لمنسوب مياه نهر دجلة" جميعها عوامل أسهمت في زيادة تلوث المياه وانبعاث غازات إضافية منها.

وما فاقم الوضع :"سكون الرياح التي كان اتجاهها إلى الشمال الغربي يبعد الملوثات عن سماء العاصمة". وهذه الأمور جميعها، بحسب العطية "ألقت بظلالها على السكان، وتسببت بحالات اختناق للأهالي".

الحلول

وحتى نتمكن من تحديد الحلول لهذه المشكلة المعقدة، كما يراها المهندس البيئي حسام الربيعي، فإن أول خطوة تتعلق بـ"مصفاة نفط الدورة التي كانت عند إنشائها خارج حدود بغداد، وتقع اليوم نتيجة التوسع العمراني في قلب بغداد". 

ومصفاة الدورة مجمع صناعي نفطي متكامل من أقدم مصافي النفط الكبيرة في العراق، بدأ الإنتاج فيه أواسط خمسينيات القرن الماضي، وتنتج مواد عديدة منها بنزين السيارات والغاز السائل والشحوم  والأسفلت ووقود الطائرات.

ورغم الفترة الزمنية الطويلة التي مرت على بناء المصفاة، يوضح الربيعي "لم تحصل أي عمليات تطوير كبيرة للمكائن، بالتالي فإن الآليات المستخدمة باتت قديمة، فلا تتم معالجة الغازات التي تنطلق منها، وحين تنعكس اتجاه الرياح نحو المدينة، تحصل غمامة سوداء يتمكن السكان من رؤيتها خصوصاً في الليل".

والحل برأيه، يكمن في "تقليل انبعاث تلك الغازات من المصفاة التي تعدّ أبرز مسببات التلوث في بغداد"، وهناك "حل أفضل"، يقول الربيعي، وهو إبعاد موقع المصفى خارج حدود بغداد، لكنّه "أمر صعب جداً إذا لم يكن مستحيلا" على حدّ تعبيره.

لذلك فإن الحلول الممكنة اليوم تطوير مكائن تكرير النفط، حتى لا يكون الناتج النهائي فيه غازات سامة تؤثر على سلامة المواطنين، كما يمكن "لاستفادة من الغازات الناتجة لإنتاج حامض الكبريتيك، حيث يخلط الغاز بالماء ويتم تحويل التلوث إلى مكسب اقتصادي جديد، بحسب الربيعي.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الكبريت يغزو سماء بغداد … هل ننتظر الكارثة؟

بقلم الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

انتشار غازات الكبريت في سماء بغداد هو ظاهرة تعكس واقعًا بيئياً وصحياً متردياً مرتبطاً بالعمليات الصناعية ومحطات الوقود التي تستخدم النفط عالي الكبريت.
هذه الظاهرة، التي تتكرر عادة في موسمي الربيع والخريف، تؤكد ما سبق أن صرحت به وحوربت عليه، وهو الخطر الذي تشكله هذه الانبعاثات على صحة الإنسان والبيئة.

مصادر الغازات الكبريتية وتأثيرها

1.الغازات المحتوية على الكبريت:
تعتبر الهيدروكربونات المحتوية على مركبات كبريتية مثل كبريتيد الهيدروجين (H₂S) من المصادر الرئيسية لهذه الغازات.
ينبعث غاز كبريتيد الهيدروجين برائحة نفاذة تشبه البيض الفاسد، ويأتي بشكل أساسي من المصافي والمصانع التي تعتمد على النفط عالي الكبريت.
2.إنتاج البنزين منخفض الأوكتان:
البنزين الواطئ الأوكتان، الذي يحتوي على نسب عالية من الشوائب بما في ذلك الكبريت، يؤدي عند احتراقه إلى إطلاق مركبات الكبريت في الجو.
هذه المركبات تنتج رائحة كريهة وتساهم في تلوث الهواء، بالإضافة إلى إضعاف كفاءة أنظمة المحفزات المستخدمة لتنقية غازات العادم في السيارات.
3.أنظمة تنقية الوقود غير الفعالة:
المصافي التي لا تقوم بمعالجة الوقود بشكل فعال لإزالة الكبريت تؤدي إلى زيادة تركيز الغازات الكبريتية في الوقود المحترق، مما يفاقم من تلوث الهواء ويزيد من انتشار الروائح الضارة.
4.تأثير الكبريت على المحفزات:
الكبريت يؤثر سلبًا على المحفزات المستخدمة في تقليل الغازات الضارة المنبعثة من السيارات، مما يزيد من انبعاثات الكبريت ويساهم في تلوث الهواء بشكل أكبر.

تأثير محطات الكهرباء وعمليات الاستخراج على انبعاثات الكبريت

محطات توليد الكهرباء التي تعتمد على الوقود الأحفوري تعتبر مصدرًا كبيرًا لانبعاثات غازات الكبريت.
حرق النفط في هذه المحطات يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكبريت (SO₂)، الذي يمكن أن يتفاعل مع الماء في الجو لتكوين الأمطار الحمضية التي تلحق أضرارًا بالنباتات والبنية التحتية.

كذلك، فإن عمليات استخراج النفط والغاز تسهم في زيادة كميات غازات الكبريت في الهواء من خلال إطلاق غاز كبريتيد الهيدروجين أثناء عملية الاستخراج، خاصة إذا لم تتم معالجة الغازات بشكل صحيح.

دور السيارات والوقود الرديء في تلوث الهواء

تزايد أعداد السيارات في المدن الكبرى مثل بغداد، واستخدام الوقود منخفض الجودة، يؤديان إلى زيادة انبعاثات غازات الكبريت.
السيارات التي تعمل على البنزين منخفض الأوكتان، أو التي تفتقر إلى أنظمة تنقية العادم الفعالة، تكون مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات الكبريت.
هذه الانبعاثات تؤدي إلى تلوث الهواء، ما يفاقم من مشاكل صحية مثل الربو وأمراض الجهاز التنفسي.

الظروف المناخية وارتفاع التلوث الكبريتي

في فترات الاستقرار المناخي، خصوصًا في بداية فصلي الربيع والخريف، تتباطأ الرياح مما يؤدي إلى حدوث ظاهرة الانقلاب الجوي .
هذه الظاهرة تحبس الغازات الملوثة، بما في ذلك الكبريت، قرب سطح الأرض، ما يجعل استشعارها أكثر وضوحًا لدى السكان.
المصادر الرئيسية لهذا التلوث تشمل المصافي، معامل الطابوق، محطات توليد الكهرباء، معامل الأسفلت والأنشطة الصناعية الأخرى.

الأضرار البيئية والصحية

التلوث الكبريتي ليس مجرد مسألة متعلقة بالروائح الكريهة، بل يمثل خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة والبيئة. التعرض المستمر لثاني أكسيد الكبريت يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي، وزيادة حالات الأمراض التنفسية والقلبية. كما أن الأمطار الحمضية الناتجة عن تفاعل غازات الكبريت مع الماء في الجو تلحق أضرارًا بالنباتات، المباني، والبنية التحتية.

موقف حذر ومحاربة على مدى السنوات

رغم التحذيرات المتكررة من تزايد انبعاثات الكبريت وتأثيرها على البيئة وصحة الإنسان التي أطلقتها مرارا وتكرارا ، لم يكترث أحد لهذه التحذيرات.
وعلى العكس، تمت محاربة كل من حاول تسليط الضوء على هذه القضايا البيئية والصحية و أنا في مقدمتهم ، وذلك بسبب مواقف وطنية أملت علينا ضرورة مواجهة هذه التهديدات بشكل صريح.

الخلاصة

تفاقم مشكلة انبعاثات الكبريت في بغداد والمدن المجاورة هو نتيجة لتراكم عدة عوامل بيئية وصناعية.
يجب أن تكون معالجة هذه المشكلة من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الرديء، تحسين تقنيات المصافي ومحطات الكهرباء، واعتماد أنظمة مراقبة بيئية صارمة.

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • هل استنشاق الكبريت في أجواء بغداد يؤدي الى الموت؟
  • البيئة تحدد سبباً رئيسياً في انتشار رائحة الكبريت ببغداد
  • الكشف عن سبب رائحة الكبريت القوية الملوثة لهواء بغداد
  • تقرير: رائحة الكبريت في بغداد ستؤدي الى خلل صحي كبير
  • شبكة بريطانية: رائحة الكبريت في بغداد ستؤدي الى خلل صحي كبير
  • الكبريت يغزو سماء بغداد … هل ننتظر الكارثة؟
  • العراق.. كشف سبب رائحة الكبريت المنتشرة منذ أيام
  • أمانة بغداد تصدر توضيحا بشأن رائحة الكبريت المنتشرة في سماء العاصمة
  • مرصد بيئي: بغداد تتنفس تلوث غير مسبوق من نفط عالي الكبريت ومحطات الكهرباء