زائر سماوي نادر.. مذنب "أطلس" يزين سماء الأرض
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
في حدث فلكي استثنائي، يزين المذنب "تسوشينشان - أطلس" سمائنا هذه الأيام، حيث يظهر بشكل بشكل لامع في سماء الليل واضح للعين المجردة هذا الزائر السماوي النادر، الذي قطع مسافات شاسعة عبر الفضاء، وتم رصد الجسم المؤلف من الصخور والجليد في مطلع عام 2023 بواسطة مرصد الجبل الأرجواني الصيني "تسوشينشان" الذي سُمي المذنّب على اسمه.
وأشار علماء الفلك، أن المذنب "اطلس"، سيكون أقرب إلى كوكبنا في هذا الأسبوع، حيث سيصل إلى مسافة 44 مليون ميل، ومع ذلك، يمكن لعشاق علم الفلك طوال هذا الأسبوع رؤية المذنب في سماء المساء كما حدد العلماء، أفضل وقت لرؤية المذنب لتكون اليوم بحلول المساء، حيث سيكون مرئيًا بشكل ملحوظ، بعدما ارتفع المذنب إلى أعلى في السماء، لذا يمكنك رؤيته حتى على الرغم من بعض التداخل من ضوء القمر.
ويستخدم العلماء المنظار لرؤية أفضل لهذه الظاهرة السماوية، بعد حوالي 40 دقيقة من غروب الشمس، خلال الأيام الماضية، وقد تم اكتشاف هذا المذنب بشكل مستقل من قبل فرق من مرصد الجبل الأرجواني الصيني ونظام التنبيه الأخير لتأثيرات الكويكبات الأرضية في جنوب إفريقيا في أوائل عام 2023. نشأت نواته، وهي جسم صلب يتكون من الجليد والغبار، من سحابة أورت البعيدة. ومع اقترابه من الشمس، تتسبب الحرارة في تبخر الجليد، مما يخلق ذيلًا مذهلاً يمكن أن يمتد لملايين الأميال، ويعتبر مذنبا سريع الحركة فهو يندفع عبر الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي بسرعة 290,664 كيلومتراً بالساعة بالنسبة للأرض.
ويتوقع العلماء أن يتلاشى المذنب ويصبح غير مرئي للعين المجردة بحلول نهاية أكتوبر، على الرغم من أن المنظار قد يستمر في الكشف عنه حتى أوائل نوفمبر، و بمجرد مغادرته المنطقة المجاورة لنا، سيواصل رحلته إلى النظام الشمسي الخارجي، ومن المحتمل ألا يعود مرة أخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مذنب أطلس سماء الأرض تسوشينشان أطلس المذنب اطلس
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر: هدم الأسوار أحد استراتيجيات تنظيم داعش لاستعادة النفوذ والتوسع الجغرافي
قال مرصد الأزهر أنه رغم حالة الضعف التي يمر بها تنظيم داعش الإرهابي في وقتنا الحالي بسبب الهزائم التي تعرض لها وفقدانه كثيرًا من قادته بفاصل زمني قصير والملاحقات الأمنية لأفراده، فإن عملية تهريب نزلاء ينتمون للتنظيم من سجن "كوتوكالي" الذي يبعد 40 كيلومترًا من العاصمة "نيامي" بالنيجر، في يوليو المنصرم وما تلاها من عمليات مشابهة، يدل على قدرة التنظيم على القيام بعمليات نوعية ضمن إستراتيجية "هدم الأسوار"، والتي تعني "اقتحام السجون وتهريب عناصر التنظيم المحتجزة فيها" وهي واحدة من الأمور المهمة التي يعوّل عليها التنظيم.
وجاء هذا في إطار سلسة مقالات وحدة رصد اللغة التركية والتي تنشرها بعنوان "ما يعول عليه داعش مستقبلاً".
وتابع المرصد أنه بنظرة تاريخية فإن اقتحام داعش للسجون وتحرير عناصره الإرهابية ليست إستراتيجية جديدة عليه، بل قديمة أطلق عليها في خطابه الإعلامي اسم "هدم الأسوار". وقد ورث داعش هذه الإستراتيجية عن سلفه تنظيم القاعدة في العراق، إذ كان "الزرقاوي" يولي اهتمامًا كبيرًا لتحرير السجناء. وقد استمر هذا الاهتمام متصاعدًا عبر مراحل تطور مختلفة، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من خطط التنظيم. ولا تكاد تخلو كلمة من كلمات متحدثيه الإعلاميين من الإشارة إلى أهمية اقتحام السجون. ويعود أول تطبيق عملي لإستراتيجية "هدم الأسوار" إلى عام 2004 بمحاولة "أبو أنس الشامي" استهداف سجن أبو غريب. ورغم أن هذه المحاولة لم تكلل بالنجاح المرجو للتنظيم، إلا أنها شكلت نقطة تحول في توجهاته.
وبالنظر إلى دوافع هدم الأسوار عند داعش فتتلخص في استعادة النفوذ وتعزيز المكانة، وذلك من خلال التعويل على الاقتحامات السابقة استلهام التنظيم من قدرته على تحرير أعداد كبيرة من عناصره القابعة في السجون، حيث يسعى التنظيم إلى تعويض الخسائر البشرية التي لحقت به في المعارك عن طريق تحرير العناصر المسجونة وضمها مرة أخرى. بناء القوة القتالية وإعادة الهيكلة.
كما يسعى التنظيم إلى تعزيز الصورة القتالية كقوة قادرة على حماية عناصره وتحرير المعتقل منهم، كما يهدف التنظيم بعلميات الاقتحام إلى إحراج التنظيمات المتطرفة الأخرى التي تتبع أساليب تفاوضية، وإظهار تفوقه عليها وتجنيد المزيد من الأنصارحيث يستخدم التنظيم قدرته على تحرير أتباعه من السجون والمعتقلات كأداة للترويج لأفكاره وجذب المزيد من الأنصار، لا سيما من عناصر التنظيمات الأخرى التي لا تسعى إلى تهريب عناصرها المسجونة.
ويستند داعش في إستراتيجية هدم الأسوار على جملة من الآليات، أهمها التنقيب عن نقاط الضعف وتكوين خلايا نائمة داخل السجون واستغلال التكنولوجيا الحديثة والتحريض وخطابات الكراهية حيث يستخدم داعش وسائل الإعلام غير التقليدي لنشر الدعاية وتوجيه رسائل تحريضية لعناصره داخل السجون، بهدف تشجيعهم على الهروب.
وتأسيسًا على ما سبق، تطرح هذه الإستراتيجية الداعشية كثيرًا من التحديات أمام الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب منها تعقيد المشهد الأمني، حيث تزيد عمليات اقتحام السجون من تعقيد المشهد الأمني، وتصعّب تتبع تحركات عناصر التنظيم وتوقيفهم. وزيادة خطر الهجمات الإرهابية حيث يزيد نجاح عمليات تهريب المسجونين من خطر تعرض الدول والمجتمعات لهجمات إرهابية جديدة وصعوبة إعادة تأهيل السجناء المحررين
وختامًا يؤكد المرصد أن اقتحام السجون بالنسبة لداعش ليس مجرد عملية إنقاذ أو تحرير لبعض عناصره، بل هو جزء من إستراتيجية تهدف لاستعادة النفوذ والتوسع الجغرافي وتعزيز مكانة التنظيم على الخريطة الأمنية في العالم. وتتسم هذه الإستراتيجية بارتفاع درجة خطورتها، نظرًا لارتباطها بعناصر إرهابية مدربة، وتخطيط مسبق، ووجود دوافع انتقامية، ما قد يشكل تهديدًا مستقبليًّا للأمن والاستقرار.