الجزيرة:
2025-01-10@22:48:51 GMT

7 نقاط تشرح لماذا تعارض مصر والسودان اتفاقية عنتيبي

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

7 نقاط تشرح لماذا تعارض مصر والسودان اتفاقية عنتيبي

الخرطوم- من جديد تطل أزمة اتفاقية الإطار التعاوني لحوض النيل (عنتيبي) برأسها مع دخولها حيز التنفيذ، اعتبارا من أمس الأحد، حيث يلقي الرفض الشديد لدولتي مصر والسودان الانضمام للمعاهدة بظلاله الكثيفة على مصيرها المشوب بالغموض.

وصادقت على الاتفاقية 5 دول هي إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا وكينيا، ثم دولة جنوب السودان في الثامن من يوليو/تموز الماضي، لتكون الدولة السادسة، وبالتالي مكملة لثلثي دول الحوض بما يمهد لتنفيذ الاتفاقية، التي ابتعدت عنها الكونغو ومصر والسودان وبوروندي وإريتريا.

وتنص المادة 43 من الاتفاقية على دخولها مضمار التنفيذ في اليوم الـ60، الذي يلي إيداع وثيقة التصديق لدى الاتحاد الأفريقي.

وزيرا الري والموارد المائية في مصر (يمين) والسودان (يسار) بحثا بالقاهرة المواضيع المتعلقة بمياه نهر النيل (الصحافة المصرية) 1/ كيف نشأت الاتفاقية؟

تم التفاوض حول اتفاقية عنتيبي تحت رعاية مبادرة حوض النيل، واعتمدها مجلس وزراء الحوض في 22 مايو/أيار 2009، وهي مستوحاة من اتفاقية الأمم المتحدة بشأن قانون استخدام المجاري المائية في الأغراض غير الملاحية، وانضمت دولة جنوب السودان، في يوليو/تموز الماضي، إليها وهي الخطوة التي مهدت دخولها حيز التنفيذ، وبالتالي تأسيس مفوضية حوض نهر النيل.

2/ ماذا يعني تسليم الاتفاقية إلى الاتحاد الأفريقي؟
في التاسع من سبتمبر/أيلول الماضي، سلمت إثيوبيا رسميا اتفاقية (عنتيبي) إلى الاتحاد الأفريقي؛ تمهيدا لدخولها حيز التنفيذ وإنشاء مفوضية حوض نهر النيل، وتم الكشف عن هذه الخطوة في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، بعث بها وزير الخارجية الإثيوبي تايي أصق سيلاسي جاء فيها: "إثيوبيا تود إبلاغ أعضاء المجلس بإيداع الاتفاقية لدى مفوضية الاتحاد، مما سيسهل دخولها حيز التنفيذ وإنشاء المفوضية التي ستتولى تنسيق تنفيذ اتفاقية الإطار الشامل"، واعتبر أن الاتفاقية أول إطار قانوني على مستوى دول الحوض، يمكن أن يعزز التعاون بين الدول المتشاطئة من أجل الرخاء المشترك لشعوب الحوض.
3/ ما أسباب معارضة السودان ومصر؟

يشرح الخبير في القانون الدولي فيصل عبد الرحمن علي طه أسباب الخلاف حول الاتفاقية قائلا إنها لم تكن تحظى بقبول دولتي أسفل النهر (مصر والسودان)، جراء تحفظهما على المادة 14 (ب) المتعلقة بالأمن المائي.

ويوضح للجزيرة نت أن مصر اقترحت صيغة بديلة لهذه المادة تنص على عدم التأثير سلبا على الأمن الغذائي والاستخدامات والحقوق المائية الأخرى لأي من دول حوض النيل.

ويضيف "المادة مثار الخلاف كانت تهدف لتأكيد الأهمية القانونية لمبدأ الأمن المائي، لكنها فجرت خلافا أعاد الجميع إلى نقطة البداية".

ووفقا للخبير القانوني، يتمحور التباين حول الوضع القانوني لاتفاقيتي 1929 و1959، والحصص التي ترتبت لمصر والسودان بمقتضاهما.

4/ ما المساعي التي بُذلت لرأب الصدع بين دول حوض النيل؟

توالت الاجتماعات خلال السنوات الماضية للوصول إلى صيغة توافقية حول هذه المادة، لكنها -حسب عبد الرحمن- لم تحرز تقدما، ليقرر الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الذي عُقد في كينشاسا في 22 مايو/ 2009 إلحاقها بالاتفاقية، على أن يتم البت فيها بواسطة مفوضية حوض النيل خلال 6 أشهر من إنشائها. ويردف "بالفعل تظهر المادة في الاتفاقية كملحق".

ولا يستبعد المتحدث أن يستعصي حل الخلاف حول المادة 14 (ب)، وتستمر الاتفاقية بدون السودان ومصر. ويتابع "إذا حدث وطال بقاؤهما خارج الاتفاقية، فلن يتحقق هدف إقامة إطار تعاوني ومؤسسي لإدارة حوض النيل على أساس مبادئ مقبولة لكل دول الحوض، لأن مصر والسودان الأكثر حاجة لمياه النيل، والأكثر استخداما لها من أي دولة أخرى مشاطئة".

5/ كيف يبدو الموقف الإثيوبي من الاتفاقية؟

تتخذ إثيوبيا موقفا مؤيدا لاتفاقية عنتيبي، يمكن قراءته مع خلافها المحتدم مع السودان ومصر حول سد النهضة، الذي تعارضه الدولتان. وطالبت الخرطوم والقاهرة منذ سنوات بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، خاصة في أوقات الجفاف، لضمان استمرار تدفق حصتهما من مياه نهر النيل.

وتظهر الخلافات بشكل قوي حول السد بين إثيوبيا ومصر، حيث تقول أديس أبابا إن القاهرة تبني مشروعات متعددة على نهر النيل دون دراسة تقييم أثر، مع تجاهل مطلق لحقوق الدول الأخرى المطلة على النهر.

في حين تتهم القاهرة أديس أبابا بتنفيذ سياسات أحادية الجانب تخالف قواعد ومبادئ القانون الدولي، في وقت يطالب فيه السودان بالتنسيق المسبق قبل البدء في عمليات الملء وفتح البوابات منعا لتضرر أراضيه وغمرها، حيث يقع سد النهضة على بعد كيلومترات من خزان الروصيرص بإقليم النيل الأزرق المحاذي لإثيوبيا.

وتعليقا على دخول اتفاقية عنتيبي حيز التنفيذ، غرد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على منصة إكس، أمس الأحد، قائلا "إن 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024 يمثل تتويجا لرحلة طويلة نحو الاستخدام العادل والمعقول لمياه النيل، سيُذكر هذا اليوم باعتباره معلما تاريخيا في جهودنا الجماعية لتعزيز التعاون الحقيقي في حوض النيل". ودعا آبي أحمد الدول غير الموقعة إلى الانضمام إلى "عائلة النيل، للتمكن معا من تحقيق أهدافنا المشتركة في التنمية والتكامل الإقليمي".

6/ ما فرص السودان ومصر في التعامل مع واقع عنتيبي الجديد وإمكانية تعديل الحصص؟

تتخوف كل من مصر والسودان من إقامة دول المنبع مشروعات تستهلك كميات كبيرة من المياه بما يؤثر على حصصهما التاريخية، حيث تغلق اتفاقية عنتيبي الباب أمام أي مفاوضات ممكنة حيال هذه الحصص، لذلك جددتا موقفهما المعارض للمعاهدة بعد اجتماعات عقدتها الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل يومي 11 و12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وفي بيان عقب الاجتماع، جددت الدولتان التأكيد أن اتفاقية عنتيبي ليست ملزمة لهما كليا، وأن مفوضية الدول الـ6 الناشئة عن الاتفاق الإطاري غير المكتمل لا تمثل حوض النيل في أي حال من الأحوال، ودعتا دول الحوض لإعادة اللحمة، وعدم اتخاذ إجراءات أحادية تسهم في الانقسام بين دول المنابع ودول المصب.

وفي حديث للجزيرة نت، يعتقد الخبير القانوني والمحامي السوداني حاتم السنهوري أن المساس باتفاقية 1959، هو ما أغضب مصر والسودان، حيث كانت الاتفاقية -التي وُقعت قبل استقلال دول مثل كينيا– تنص على حصول القاهرة على نحو 55 مليار متر مكعب، والخرطوم على 18.5 مليار متر مكعب و"هو نصيب مجحف"، برأيه.

وحسب السنهوري، فإن التكريس والتمترس خلف المسائل والحقوق التاريخية يُعد ضد القانون الدولي، وضد الاتفاقيات التي تتحدث عن الاستخدام العادل لثروات وموارد الدول ذات السيادة.

7/ هل يمكن إلزام مصر والسودان بالاتفاقية رغم امتناعهما عن الانضمام إليها؟

يرى الخبير السنهوري أن الصراع الحالي له جانب قانوني يتحدث عن سيادة الدولة في استغلال مواردها، ومن بينها ترسيم حدود النيل، ويعتقد أن السودان ومصر أمامهما الآن المفوضية التي تمثل الطرف المعني -بعد توقيع جنوب السودان- وهي ملزمة بمراجعة الاتفاقيات وحث الدول الأخرى على الانضمام إليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دخولها حیز التنفیذ اتفاقیة عنتیبی مصر والسودان السودان ومصر حوض النیل دول الحوض نهر النیل

إقرأ أيضاً:

أزمات غزة وسوريا والسودان ولبنان وليبيا تتصدر مباحثات السيسي ورئيسة البرلمان الأوروبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، "روبرتا ميتسولا"، رئيسة البرلمان الأوروبي، وذلك بحضور المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، وكذلك بحضور "أنجلينا ايخهورست" سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس وجه التهنئة لرئيسة البرلمان الأوروبي على توليها منصبها، مؤكداً استعداد مصر للعمل المشترك معها لتعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تعزيز العلاقات البرلمانية مع الجانب الأوروبي لضمان التواصل الفعال بين الشعوب.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول سبل تطوير العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث تم تناول موضوعات التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وآليات تفعيل الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الجانبين في كافة محاورها. 

كما تطرق اللقاء إلى أهمية مواصلة التعاون في قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب، حيث تم التأكيد على ضرورة دعم الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لمنع الهجرة غير الشرعية، واعتبارها خط الدفاع الأول عن أوروبا في هذا السياق، خاصة في ظل استضافتها لأكثر من تسعة ملايين أجنبي نتيجة الأزمات التي تشهدها المنطقة، في الوقت الذي تكبدت فيه الدولة خسارة تقدر بحوالي سبعة مليارات دولار من إيرادات قناة السويس في عام ٢٠٢٤ بسبب الهجمات التي قام بها الحوثيون على السفن التجارية في باب المندب نتيجة استمرار الحرب في غزة.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن اللقاء شهد كذلك تبادل الآراء حول الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، مشدداً على ضرورة تطبيق حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة، مؤكداً ضرورة العمل على تجنب تصعيد الصراع، وتعزيز الجهود لاستعادة الأمن والسلم الإقليمي، بما في ذلك تثبيت وقف إطلاق النار في لبنان وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١. 

كما تناول اللقاء الأوضاع في سوريا، حيث أكد السيد الرئيس على حرص مصر على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة ان تشمل العملية السياسية جميع الأطياف السورية، مشدداً سيادته على أن مصر سوف تقف دوماً مع الشعب السوري الشقيق.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الجانبين تباحثا أيضاً بشأن الأوضاع في ليبيا والسودان والصومال، حيث شدد الرئيس على حرص مصر على وحدة تلك الدول الشقيقة وأمنها واستقرارها. 

ومن جانبها، أكدت رئيسة البرلمان الأوروبي على تقدير الاتحاد الأوروبي ودوله الكبير لمصر، وللدور الحكيم الذي تلعبه في حماية استقرار وأمن المنطقة وشعوبها، مشددةً على حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز التنسيق والتشاور المستمر مع مصر في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.

مقالات مشابهة

  • حكومة مدنيه في اراضي الدعم السريع هي الوحيدة التي ستحفظ وحدة السودان، فمم وًلماذا تخافون ؟
  • الازمة الدستورية خانقة التي يمر بها السودان
  • المانيا تعارض مطلب ترامب بشأن الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو
  • أزمات غزة وسوريا والسودان ولبنان وليبيا تتصدر مباحثات السيسي ورئيسة البرلمان الأوروبي
  • السيسي: حريصون على وحدة ليبيا والسودان والصومال وأمنها واستقرارها
  • لماذا لم يهتم الإعلام العالمى بالسودان ؟
  • مقتل شابين برصاص حرس الحدود المصرى
  • المطلوب من أمريكا، التعامل مع مصدر الأسلحة التي تقتل الشعب السوداني
  • مصر واليونان تؤكدان ضرورة حماية أمن واستقرار ووحدة أراضي سوريا وليبيا والسودان
  • بيان لسفيرة الولايات المتحدة: الطرفان المتحاربان يتحملان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان