ناشطون للجزيرة نت: طوفان الأقصى ضربة استباقية في مسار إنهاء الاحتلال
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
في الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى، أجمع نشطاء في مجال نصرة الحق الفلسطيني من عدة أقطار عربية وإسلامية على أهمية ما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم ما خلفته الحرب -التي أعقبتها والتي لا تزال مستمرة منذ أكثر من سنة- من خسائر بشرية بأكثر من 42 ألف شهيد و100 ألف مصاب ودمار واسع في قطاع غزة.
ويرى النشطاء -في تصريحات للجزيرة نت- أن طوفان الأقصى مثّل ضربة استباقية مهمة في مسار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، حيث أكد رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة عبد الصمد فتحي أن العملية مثلت "انتصارا لكرامة شعب هُجّر من أرضه، وحوصر جوا وبحرا، فنهض للدفاع عن حقوقه ومواجهة المحتل".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غلوبس: حرب غزة لعنة على اقتصاد إسرائيل بدفعها المدخرات للهروبlist 2 of 2مصدر رزق لآلاف الفلسطينيين.. إغلاق "الكرامة" يعرقل تصدير زيت الزيتونend of listوأشار فتحي إلى أهمية الطوفان في "كسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وما كان يدّعيه من تفوق استخباراتي"، ومن ناحية أخرى، أعاد الطوفان "الأمل والعزة للأمة، من خلال تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة في العدة والعتاد"، مضيفا أن عدد الشهداء الكبير والدمار الذي طال غزة "يمثل درسا للإنسانية في الصمود والتضحية، كما أسقط القناع عن المجتمع الدولي وازدواجية ادعاءات حقوق الإنسان".
لحظة كاشفة
ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية المصري محمد عفان، في تصريحه للجزيرة نت، أن طوفان الأقصى "كشف أن المعركة أعمق من أن تكون مجرد صراع بين غزة والاحتلال الإسرائيلي، بل تتعدى إلى مستويات أكبر"، وأشار إلى أن الطوفان بيّن أن "قضية فلسطين لن يكون لها حلّ إلا بتضافر جهود كل الأمة".
وأضاف عفان أن "المشروع الصهيوني المعادي يحرّك قوى إقليمية ودولية لصالحه"، وفي المقابل فإن كثيرا من الأمم المظلومة وضحايا الحقبة الاستعمارية اكتشفوا -بفعل الحرب على غزة- أن العقلية الاستعمارية لا تزال تتحكم في النخب الحاكمة في الغرب وفي الإدارة الأميركية، مما عزز ترابطهم مع نضال أهل فلسطين على غرار ما حدث في أيرلندا وأستراليا والأميركيتين.
وبحسب أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فإن عملية طوفان الأقصى كانت "لحظة كاشفة" على مستوى الأمة وعلى مستوى النضال العالمي، من أجل عالم أكثر عدالة ومساواة.
كما أكد عاصم خليفة -الناشط السوداني وعضو مبادرة حراس الأقصى للجزيرة نت- أهمية طوفان الأقصى في تنمية وعي الأجيال الجديدة بحقيقة الصراع على أرض فلسطين، بالإضافة إلى مساهمته في "إفشال مشروع التطبيع في المنطقة، الذي عمل عليه الاحتلال الإسرائيلي وأصدقاؤه في الفترة الماضية مع بعض الحكومات".
وأشار الناشط السوداني إلى بروز سلاح مقاطعة المنتوجات الإسرائيلية وسلع الدول الداعمة لدولة الاحتلال بعد عملية طوفان الأقصى، باعتباره "سلاحا فعالا في خدمة القضية الفلسطينية ودحر الاحتلال".
الخذلان العربي
وفي السياق نفسه، أكد المدير التنفيذي لجمعية أنصار فلسطين في تونس بشير خضري للجزيرة نت التحول العميق الذي أحدثه طوفان الأقصى في المنطقة العربية، وقال "كاد الحق الفلسطيني أن ينسى ويطوى أثره تماما، بعوامل التطبيع المتسارع لدى بعض الدول العربية، والتحضير للبعض الآخر للدخول في بحر التطبيع".
وأضاف خضري أن طوفان الأقصى "أعاد للحق الفلسطيني بريقه، وللشعب الفلسطيني مكانته، وللمقاومة موقعها الريادي"، وشبهه بـ"فانوس في ليلة ظلماء، أضاء العالم العربي، بل أضاء العالم بأسره".
وحمّل منسق عام التحالف الوطني السنغالي لنصرة فلسطين مصطفى سنيان مسؤولية ما يحدث الآن في غزة إلى الحكومات العربية دون استثناء، "لتقاعسها في مساعدة الفلسطينيين"، وقال إن المتابع يلاحظ "عدم مبالاة الحكومات العربية بما يحدث في غزة من قتل وتشريد".
وشدد سنيان على ضرورة تعاضد مختلف مكونات الشعب الفلسطيني، ونبذ الفرقة بينهما، بما يساهم في تحقيق النصر والعيش تحت دولة حرة مستقلة وعاصمتها القدس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات طوفان الأقصى للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
محامية الطبيب حسام أبو صفية تصف للجزيرة وضعه داخل سجون الاحتلال
يواجه مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية ظروفا صحية قاسية خلال احتجازه في سجن عوفر الإسرائيلي، وهو ممنوع من الحصول على الرعاية اللازمة حتى الآن، كما تقول محاميته غيد قاسم.
وفي مداخلة مع الجزيرة، أكدت قاسم أن "أبو صفية" عاش فترة صعبة خلال الأيام الـ25 التي قضاها في الحبس الانفرادي، وتعرض لاضطراب في ضربات القلب، مما دفع السجن لعرضه على الأطباء 3 مرات.
وأجرت إدارة السجن عدة فحوصات طبية لـ"أبو صفية"، لكنها لم تزوده بنتائجها، ولم تقدم له العلاج اللازم حتى اللحظة، كما تقول قاسم.
ويعاني أبو صفية مشكلة في القلب وضعفا في النظر، لكن إدارة السجن رفضت تسليمه نظارة، وفق ما أكدته محاميته التي أكدت أنه تعرض لانتهاكات فجة في سجن يدي تيمان جنوبي إسرائيل إبان اعتقاله.
إهانات ومنع من النوم
وفي هذا السجن سيئ السمعة، مُنع أبو صفية من النوم لفترات طويلة، وحُرم من الفراش رغم برودة الطقس، فضلا عن تعرضه لأنواع متنوعة من الإهانة والتعذيب بما فيها التحقيق معه لساعات طويلة وسط أصوات صاخبة.
ورفض أبو صفية الانصياع لطلبات الاحتلال، مما دفعهم لمحاولة إهانته وإذلاله بعدة طرق، في مخالفة تقول المحامية غيد قاسم إنها مخالفة لكل القوانين التي تحكم أوضاع المعتقلين أو أسرى الحرب.
إعلانولم تتمكن سلطات الاحتلال من إدانة "أبو صفية" بأي تهمة من التهم المتعلقة بممارسة الإرهاب والانتماء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفق ما أكدته قاسم.
وفي فبراير/شباط الماضي، نشر الإعلام الإسرائيلي أول مقطع فيديو يظهر أبو صفية داخل المعتقل وهو مكبل اليدين والقدمين، وتبدو عليه ملامح الإرهاق والتعب.
وجاء ذلك بعد أيام قليلة من قرار سلطات الاحتلال تحويل مدير مستشفى كمال عدوان إلى الاعتقال تحت صفة "مقاتل غير شرعي"، بدلا من المحاكمة العادية، بناء على قرار أصدره ما يسمى بقائد المنطقة الجنوبية.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، جددت كل من تلالنغ موفوكينغ المقررة الأممية المعنية بالحق في الصحة، وفرانشيسكا ألبانيزي المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، دعوة إسرائيل للإفراج عن أبو صفية، وأعربتا عن قلقهما البالغ إزاء مصيره.
وشددت موفوكينغ وألبانيزي -في بيانهما- على ضرورة إنهاء هجوم إسرائيل الحالي على غزة، خاصة المنشآت الطبية من ناحية، وضمان الإفراج عن أبو صفية وجميع العاملين الصحيين المحتجزين تعسفيا من ناحية أخرى.
وأضاف البيان الأممي "نشعر بالقلق البالغ إزاء مصير أبو صفية، وهو طبيب آخر تعرّض للاختطاف والاحتجاز التعسفي من قوات الاحتلال، والسبب هذه المرة هو تحديه أوامر الإخلاء و(رفضه) ترك مرضاه وزملائه".
وتم اعتقال "أبو صفية" وهو على رأس عمله حينما كانت قوات الاحتلال تشن عملية واسعة في شمال قطاع غزة، أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأصيب أبو صفية خلال هجوم الاحتلال على مستشفى كمال عدوان، كما فقد ابنه الذي قتلته قوات الاحتلال بشكل متعمد، وقد قام بدفنه بجواره المستشفى.