مجازر وحصار وتهجير.. الجيش الإسرائيلي يكثف الضغط العسكري على شمال غزة
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
القدس المحتلة - رويترز
قال مسعفون فلسطينيون إن عشرة أشخاص على الأقل استشهدوا وأصيب 40 في شمال غزة اليوم الاثنين بسبب قذائف دبابات إسرائيلية استهدفت أشخاصا كانوا يصطفون للحصول على الطعام وسط تزايد المخاوف في القطاع من أن إسرائيل تخطط لتهجير جميع السكان من الشمال.
وذكر مسعفون أن طائرة إسرائيلية مسيرة أطلقت النار أيضا على عشرات السكان الذين تجمعوا للحصول على الطعام في جباليا أحد مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من الواقعة.
وجباليا هي محور يتركز عليه هجوم عسكري إسرائيلي منذ نحو عشرة أيام. وأكمل الجيش تطويق مخيم اللاجئين التاريخي وأرسل دبابات إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين من أجل تحقيق الهدف المعلن المتمثل في القضاء على مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذين يحاولون إعادة تجميع صفوفهم هناك.
وتشبه الأيام القليلة الماضية المراحل السابقة من الحرب في ظل مطالبة الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بالإخلاء باتجاه الجنوب مع تصعيد ضغوطه على حماس ودعوة الحركة لهم بعدم المغادرة لأنها تنطوي على مخاطر كبيرة للغاية.
وتعرض الجزء الشمالي من غزة، الذي يقطنه أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، لقصف شديد في المرحلة الأولى من الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ قبل عام.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مئات الآلاف من سكان شمال غزة تركوا منازلهم في الأشهر الأولى من الحرب مدفوعين بأوامر إخلاء إسرائيلية وهجوم بري عسكري على مناطقهم، بينما بقي حوالى 400 ألف شخص.
لكن بعد أشهر من القتال البري الشديد هناك، أعادت إسرائيل قواتها إلى جباليا للقضاء على مقاتلي حماس الذين قالت إنهم يعيدون تجميع صفوفهم لشن مزيد من الهجمات.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إن مقاتليهما ينفذون هجمات ضد القوات الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون.
ولم تكن هناك أي راحة من القصف بالنسبة للسكان.
وقالت مروة (26 عاما) التي غادرت مع عائلتها إلى مدرسة في مدينة غزة "إحنا بيتم قصفنا من السما ومن الأرض بدون توقف على مدار أسبوع.. بيعاقبونا مشان رفضنا نترك بيوتنا".
وأضافت أن الناس يخشون من أنهم قد لا يستطيعون العودة مطلقا إذا اتجهوا جنوبا.
وقالت حماس في وقت لاحق من اليوم إن إسرائيل تستهدف تهجير سكان شمال غزة بالقوة من خلال القصف المتواصل ومنع وصول المساعدات والغذاء والوقود.
وقال سامي أبو زهري القيادي الكبير في حماس لرويترز "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن يأخذ موقفا ضد جريمة الحرب هذه والتي يقوم الاحتلال من خلالها بإغلاق المنطقة ومنع وصول المواد الإغاثية والطبية".
وأضاف أبو زهري "وبذلك فهو يتسبب بالموت البطيء وأيضا القتل اليومي المباشر الذي يمارسه الاحتلال".
* مخاوف من خطط إسرائيلية لإخلاء جباليا
يخشى سكان آخرون من أن يكون هناك مخطط إسرائيلي لإخلاء جباليا وربما المناطق الشمالية بأكملها من قاطنيها، وذلك وفقا لمقترح طرحه جنرالات إسرائيليون سابقون يدعون لإخلاء شمال غزة من المدنيين وفرض حصار على المسلحين المتبقين حتى يعلنوا استسلامهم.
وتنفي إسرائيل بشكل قاطع وجود مثل هذا المخططات.
وقال المتحدث العسكري نداف شوشاني لصحفيين "لم نتلق أي مخطط من هذا القبيل... نؤكد أننا نضمن عدم إلحاق أذى بالمدنيين أثناء تنفيذ عملياتنا (العسكرية) ضد هذه الخلايا الإرهابية في جباليا".
وقال جيورا ايلاند، المقدم الرئيسي للمقترح، إن مخططه يهدف إلى الضغط على حماس لتحرير الرهائن من خلال تقليل عدد المناطق التي تسيطر عليها حماس والمساعدات الواردة إليها بدلا من إرسال قوات إسرائيلية لمحاربة مقاتلي الحركة.
وأضاف لإذاعة الجيش أمس الأحد "ما يفعله (الجيش الإسرائيلي) في جباليا في الوقت الراهن هو جزء مما يحدث عادة... وخطتي لم تُنفذ بعد".
وخطط إسرائيل لمستقبل غزة غير واضحة فيما عدا هدفها المعلن المتمثل في تفكيك حماس كقوة عسكرية وحاكمة.
ووصفت الأمم المتحدة الظروف المأساوية التي يشهدها السكان المتبقون في جباليا.
وقال مهند هادي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أمس الأحد "نزح أكثر من 50 ألف شخص من منطقة جباليا التي باتت معزولة في حين لا يزال آخرون محاصرين في منازلهم وسط تصاعد القصف والقتال".
وأضاف "أدت العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة في شمال غزة إلى إغلاق آبار المياه والمخابز والمرافق الطبية وأماكن الإيواء فضلا عن تعليق خدمات الحماية وعلاج سوء التغذية وأماكن التعلم المؤقتة. وفي الوقت ذاته، تشهد المستشفيات تدفقا كبيرا من المصابين".
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعقيب.
وبدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد الهجوم الذي شنه مسلحو حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأسفر بحسب إحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة، فيما تقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 42ألف فلسطيني قتلوا منذ ذلك الحين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بثلاث مجازر.. إسرائيل تقتل 20 فلسطينيا بقصف منزلين وخيمة بغزة
قُتل 20 فلسطينيا بقصف متفرق على قطاع غزة منذ فجر الاثنين، ارتكب خلاله الجيش الإسرائيلي 3 مجازر بحق عائلات ضمن جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ففي محافظة الشمال، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة قتل فيها 10 فلسطينيين بقصف منزل لعائلة أبو مهادي في محيط صالة الطيب غرب مخيم جباليا، وفق ما أفاد به مصدر طبي للأناضول.
كما قال المصدر إن 7 فلسطينيين قُتلوا وأصيب آخرون في مجزرة ثانية بقصف منزل لعائلة الغماري في محيط مستشفى حمد شمال غرب مدينة غزة.
وأوضح شهود عيان للأناضول أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بشكل مكثف أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية شرق وجنوب مدينة غزة.
وذكروا أن القصف المدفعي طال أيضا محيط الكلية الجامعية جنوب مدنية غزة وسط إطلاق آليات الجيش نيرانها المكثفة باتجاه المناطق الشرقية للمدينة.
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قال مصدر طبي إن 3 فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في مخيم الشافعي غرب المدينة.
وأفاد المصدر أنه تم انتشال جثماني فلسطينيين اثنين من تحت أنقاض منزل عائلة "كوارع" الذي تعرض للقصف الإسرائيلي الأحد في جورت اللوت بخان يونس.
وقال شهود عيان إن المدفعية الإسرائيلية قصفت المنطقة الجنوبية الفاصلة بين مدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع.
ووسط القطاع، أصيب فلسطينيون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في محيط دوار أبو قطوش بمخيم المغازي، بحسب المصدر الطبي.
فيما أصيب 5 فلسطينيين في قصف استهدف أرضا زراعية في شارع أبو ستة ببلدة الزوايدة، وفق ذات المصدر.
كما قال شهود عيان إن المدفعية الإسرائيلية قصفت مناطق شمال غرب مخيم البريج وسط القطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.