لعبة ميكانيكية عمرها 3000 عامًا… الشماع يطالب باستردادها ويقدم مقترحًا للمتحف الكبير
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
الحضارة المصرية القديمة صاحبة كل جديد، والتحضر ليس فقط في المباني الضخمة والمنشآت المعقدة، بل هناك تفصيلات صغيرة عندما يراعيها مجتمع ما تجد أنها ذات دلالة حضارية لا يمكن إغفالها، ومن تلك التفصيلات ألعاب الأطفال، فالترفيه عن الطفل وتعليمه من خلال الوسائل المبسطة أحد علامات التحضر ولا شك.
كلب ميكانيكيومن ناحيته كشف بسام الشماع وهو مرشد سياحي ومؤرخ في علم المصريات في تصريحات إلى الفجر، عن لعبة ميكانيكية يبدو أنها كانت تستخدم لتسلية الأطفال وكذلك لتعليمهم، فلم يكتف صانع اللعبة أن يجعل لها شكل حيوان ما، بل جعلها متحركة بإحدى أبرز خصائص ذلك الحيوان وهو الكلب.
وطالب بسام الشماع من خلال بوابة الفجر الإلكترونية بضرورة استرداد تلك التحفة والتي لها دلالات حضارية عميقة، حيث قال إن هذا الكلب الميكانيكي معروض في صالة رقم 119 في متحف المتروبوليتان بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو يرجع إلى 1390 قبل الميلاد، وهو تمثال من عاج سن الفيل، وقد يكون لعبة أو دمية تشبه إلى حد كبير العرائس المتحركة، «الماريونت»، وهي تمثل كلبًا من كلاب الصيد في وضعية القفز والاقتناص، وحركة الجري السريع النشيط.
لعبة ميكانيكية عمرها 3000 عامًا… الشماع يطالب باستردادها ويقدم مقترحًا للمتحف الكبيروأشار الشماع إلى أن الصانع زود الكلب اللعبة هنا بذراع تشغيل موجودة بأسفل صدر الكلب، وعند تحريك تلك اليد يبدأ الكلب في فتح وغلق فمه، وقد راعى الفنان المصري القديم في عمل هذا الكلب تفاصيل جسدية تشريحية مذهلة وخصيصًا أنه في حالة حركة شكلًا سواء وهو ساكن أو عندما كان يتم تشغيله وتلك اليد مؤمنة ومدعومة ومربوطة بواسطة خيط معقود ومربوط من خلال ثقب خلف رقبة الكلب وثقبين في عنقه، بعد ذلك ثم ربط اليد بمسمار تثبيت معدني في الكتف الأيمن.
وعندما كان يتم فتح فم الكلب كان يظهر جليا سِنتان من أسنانه ولسانه الأحمر اللون، مما أضاف واقعية فنية رائعة وتأثير متميز للقطعة الاستثنائية لمحاكتها الحقيقة، يرجع هذا الكلب الميكانيكي إلى زمن الملك المصري القديم إمنحتب الثالث زوج الملكة تيي ووالد أخناتون وجد توت عنخ إمن وهو مصنوع من عاج سن الفيل، بمقاسات 18.2 سم طول، و6.1 سم ارتفاع، و3.6 سم عرض.
تساؤلات ودلالاتوالسؤال الملح هنا والذي يطرحه محرر الفجر هل هذا الكلب مجرد لعبة وفقط أم وسيلة تعليمية مبتكرة كان الغرض منها تعليم الطفل مهمة كلاب الصيد في الحياة؟، لأننا مع التشريح الدقيق للجسد ومحاكاة اللسان والأسنان وكذلك لون اللسان نجد أننا أمام وسيلة تعليمية مبتكرة كتلك التي نستخدمها الآن مع أطفالنا في مراحل ما قبل التعليم الأساسي حيث يتم عمل مجسمات بشكل الحيوانات بمحاكاة دقيقة منها تسلية للطفل وتعليم له عن طبيعة حياته ومهمة ذلك الحيوان.
ويتابع نحرر الفجر التساؤل… لو كانت إجابة السؤال هي نعم هذا الكلب عبارة عن وسيلة تعليمية… فهذا يقودنا إلى كشف آخر مذهل وهو وجود التعليم التفاعلي في مصر القديمة، وهو التعليم القائم على وسائل مادية ملموسة، يستخدمها الطفل وتلك الوسائل تكون مرتبطة بمناهجه العلمية، مما يعني هنا أن الطفل في المراحل الأولى كان يدرس الحيوانات من البيئة المحيطة، وهو ما يشير من طرف خفي إلى علم الجغرافيا أو علم الأحياء أو مادة الدراسات الاجتماعية التي عرفناها حديثًا.
تعقيب من الشماعوعقب الشماع قائلًا كلمة كلب بالهيروغليفية هي «إو - IW» ولدينا كلب ملكي محنط في المتحف المصري بالتحرير بغرفة تحنيط الحيوانات تم اكتشافه بجوار مقبرة ملكية في مصر القديمة، وتم تحنيطه بشكل متقن للغاية، وأيضًا أنوبيس إله التنحيط عند قدماء المصريين وهو حيوان ابن آوي فهو أيضًا من العائلة الكلبية، فنجد أن المصري القديم كان ههتمًا بالكلاب ووظائفها ومهماتها في الحياة فلا مانع أن تكون تلك اللعبة وسيلة تعليمية.
وختم كلماته قائلًا إن هذه التحفة مكانها في مصر، ويتم عرضه في فاترينة بارزة من فتارين المتحف المصري الكبير مع تعريف كاف به، وتطبيق تلك اللعبة وإنتاج العديد من النماذج منها التي ستباع في المتحف كمستنسخ لعبة للأطفال يسعدوا به من ناحية ويرتبطوا بتاريخهم القديم من ناحية أخرى.
337ef1c3-59bb-4999-a5e9-1f3cd5da2714 b4c8751a-8312-4347-85c6-fe174de88c02 c3840fdb-5f6d-476e-99f5-ae89119d2a0c f74fa8f2-cee2-421e-9ac9-db7220e111bbالمصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وسیلة تعلیمیة هذا الکلب
إقرأ أيضاً:
محافظ بورسعيد يستقبل أسر وأبطال المقاومة الشعبية ويقدم التهنئة لهم بعيد النصر
استقبل اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد، اليوم الاثنين، أبطال وأسر شهداء المقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثي بمحافظة بورسعيد عام 1956، وذلك بالتزامن مع الاحتفالات بالذكري الثامنة والستين للعيد القومي لمحافظة بورسعيد، جاء ذلك بحضور الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، واللواء أسامة زعفان مستشار المحافظ للعلاقات العامة والإعلام.
وفى بداية اللقاء، قدم محافظ بورسعيد أسمى معاني الشكر والتقدير لأهالي بورسعيد عامة، ولأبطال وأسر شهداء المقاومة الشعبية خاصة، والذين كتبوا اسم بورسعيد فى سجل التاريخ المصري والتاريخ العالمي، وكانوا سببًا فى جعل اسم بورسعيد يذكر فى كل البلدان حول العالم، معربًا عن فخره بتواجده مع أسر وأبطال المقاومة الشعبية للعدوان الثلاثى عام 1956.
وتطرق المحافظ لدور أبناء بورسعيد البطولي والذين وقفوا صامدين فى وجه العدو وضربوا أروع الأمثلة أمام العالم فى الحفاظ على أراضي الوطن، كما تحدث مع أسر الفدائيين حول ما شهدته الدولة المصرية من حروب مختلفة على مر العصور، مشيرًا إلى أننا نواجه الٱن حربًا من نوع آخر وهى حرب الشائعات التي تستهدف التأثير على عقول الشباب خاصة من خلال وسائل الميديا المتنوعة والتي يطلق عليها حروب الجيل الرابع، مؤكدا أن هذا النوع من أصعب الحروب التي تواجهها المجتمعات، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها الساحة الاقليمية، لافتا إلى أهمية دعم جهود الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، نحو استكمال التنمية والتعمير لبناء مستقبل مشرف لأبناء مصر..
وخلال اللقاء، استمع محافظ بورسعيد لعدد من طلبات أسر ابطال المقاومة الشعبية، واختتم اللقاء بالتقاط الصور التذكارية لمحافظ بورسعيد مع أبطال وأسر المقاومة الشعبية.