الكشف عن تفاصيل صفقة المعتقلين بين واشنطن وطهران.. ماذا جرى بفنادق الدوحة؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
كشفت شبكة أمريكية، تفاصيل المفاوضات التي جرت بين الجانبين الإيراني والأمريكي، بوساطة قطرية، والتي أفضت إلى الإفراج عن معتقلين إمريكيين، مقابل رفع الحظر عن أموال إيرانية في كوريا الجنوبية.
وقالت شبكة "سي أن أن" في تقرير ترجمته "عربي21" إن المفاوضات لم تجر وجها لوجه بين الأمريكيين، والإيرانيين، على مدار أكثر من عام، وكان متقطعة في فنادق العاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت عن مسؤول أمريكي مطلع قوله، إن القطريين، نقلوا الرسائل ذهابا وإيابا، بين الطرفين، مع لجوئهم إلى بعض الأعمال اللوجستية بأكثر الطرق سرية، عبر سلسلة نصية بين المشاركين في المفاوضات.
وأشارت الشبكة إلى أن العملية برمتها استغرقت قرابة عامين، وأدت إلى الاتفاق الذي أعلن عنه هذا الأسبوع، والذي يعد اختراقا دبلوماسيا لخصمين لدودين لا يتحدثان مع بعض بعضهما.
ولفتت إلى أن الخطوط العامة لخارطة طريق الاتفاق، بدأت تتبلور منذ نحو 6 أشهر من المناقشات غير المباشرة، وكان أولى بوادر نجاحها، الإفراج عن 4 أمريكيين من سجن إيفين ووضعهم قيد الإقامة الجبرية.
وأوضح المسؤول الأمريكي أن الخطوة كانت إيجابية بنقلهم للاحتجاز في منزل، في حين قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن هذه مجرد بداية، ونتوقع أن تؤدي المباحثات لعودتهم إلى الولايات المتحدة.
ووفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات، فإن واشنطن رفضت المبادرات العلنية للتعامل مع مباشرة مع طهران، فيما يتعلق بهذه القضية.
وقالت إن الولايات المتحدة، اتبعت طرقا غير مباشرة، بالاعتماد على شركاء في الشرق الأوسط وأوروبا، ومن ضمنهم قطر وعمان والمملكة المتحدة وسويسرا، وعملوا جميعا كمحاورين للجانبين، على مدار العامين ونصف الماضيين.
وانطلق الأمريكيون في المفاوضات من أساس، أنه لا ضمانات مع الإيرانيين، وفقا لمصدر مطلع على المفاوضات، لكن حين سارت الأمور بصورة جيدة في المباحثات، بدأت واشنطن تتواصل مع الكونغرس وأفراد أسر المحتجزين.
وقالت الشبكة، إن الجانب الأمريكي لم يدرك أن الخطة كانت قيد التنفيذ إلا قبل يومين من نقل المعتقلين إلى الإقامة الجبرية، وعددهم أربعة، وكان هناك أمريكي خامس قيد الإقامة الجبرية بالفعل.
وكشفت عن أن الولايات المتحدة، حصلت على معلومات ملموسة، الأربعاء الماضي، بأن الخطوة الأولى، هي نقل الأمريكيين الأربعة من سجن إيفين، إلى إقامة جبرية منزلية، وسيتم الأمر يوم الخميس، وفقا للمصدر المطلع على المفاوضات.
وشددت على أن المسؤولين الأمريكيين، كانوا حذرين في هذه الخطوة، وقال المصدر إن هناك بالتأكيد عناصر في النظام الإيراني، لا تريد أن يحدث ذلك.
وقال المسؤول الأمريكي المطلع، إنهم كانوا على اتصال مباشر بالسفير السويسري في إيران، للاطلاع على آخر المستجدات، بشأن ما يجري على الأرض، لافتا إلى أن السويسريين، يعملون كقوة حامية، وعيون وآذان على الأرض للولايات المتحدة في طهران.
وبعد حدوث التطورات، خرجت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ومجلس الأمن القومي أدريان واتسون، وأعلنت أن البيت الأبيض، تلقى تأكيدا من إيران، بالإفراج عن 5 أمريكيين كانوا محتجزين ووضعهم رهم الإقامة الجبرية.
ووصف المسار إلى الأمام الآن بأنه عملية تدريجية، ويشدد المسؤولون الأمريكيون على أن المفاوضات غير المباشرة مستمرة وحساسة.
ويعد موضوع المعتقلين الأمريكيين واحدا من بنود الصفقة، والآخر يتضمن جعل مبلغ 6 مليارات دولار، من الأموال الإيرانية التي كانت مجمدة، في حساب مقيد بكوريا الجنوبية، متاحة لتجارة غير خاضعة للعقوبات، كالسلع الغذائية والمواد الطبية، ونقلها إلى حسابات مقيدة في قطر.
وقالت مصادر للشبكة، إن الأموال جاءت من مبيعات نفط إيرانية، سمح بها ووضعت في حسابات أنشئت في عهد إدارة دونالد ترامب.
وقال مصدر مطلع على الاتفاق إن عملية تحويل الأموال إلى قطر من المرجح أن تستغرق ما بين 30 و 45 يوما، وقال مصدران إن الأموال ستنقل عبر سويسرا قبل أن تصل إلى قطر.
وأشارت مصادر إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية، ستشارك بشدة في عملية التنفيذ، وقد يستغرق التحويل إلى قطر بعض الأسابيع، خاصة أن واشنطن لن ترفع أي عقوبات من أجل تسهيل التحويل.
وشارك في المفاوضات غير المباشرة، مسؤولين من كافة القطاعات بإدارة بايدن، وكشف مصدر أمريكي، إن تدخل وزارة الخزانة الأمريكية، جعل العملية أكثر صعوبة في بعض الأحياء، لكن كان ذلك ضروريا للتأكد من أن أي اتفاق سيحافظ على رقابة صارمة على الأموال الإيرانية.
يشار إلى أن الأمريكيين المعروفين علنا في الصفقة، هم سياماك نمازي ومراد طهباز، وعماد شرقي، وكانوا معتقلين منذ سنوات، قبل تولي بايدن منصبه، فضلا عن أن نمازي، كان مدار حديث عن صفقة إبان رئاسة باراك أوباما، حين كان بايدن نائبا للرئيس حينها، لكن لم تنجح محاولات إطلاق سراحه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات المفاوضات الإيراني قطرية إيران امريكا قطر مفاوضات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإقامة الجبریة إلى أن
إقرأ أيضاً:
صفقة أم هدايا متبادلة بين نتنياهو وترامب؟
جرت العادة في الولايات المتحدة الأمريكية على تقييم أداء الإدارة الأمريكية الجديدة فور مرور 100 يوم على تسلمها صلاحياتها، الأمر الذي يجعل من الأشهر الثلاثة الأخيرة من عمر إدارة بايدن مجرد أيام وأسابيع يمضيها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في ترتيب أولوياته ورسم استراتيجياته للأشهر الثلاث الأولى من عمر إدارته التي تبدأ يوم تتويجه في 25 من كانون الثاني/ يناير 2025.
أولويات ترامب واستراتيجيته تكشفها اختياراته لأعضاء إدارته التي تحولت إلى محط اهتمام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته الائتلافية، التي احتفت بفوز دونالد ترامب ولم تخف ذلك في العلن والسر، إلى حد إطلاق مسؤول كبير في حكومة نتنياهو، يُعتقد أنه وزير الشؤون الاستراتيجية "رون دريمر"، تصريحات ادعى فيها لصحيفة واشنطن بوست أن إسرائيل ستقدم هدية لترامب بمجرد وصوله إلى السلطة، تتمثل بوقف الحرب في لبنان، دون أن يحدد دريمر الشروط التي سيتم بموجبها وقف إطلاق النار، أو إن كان حزب الله سيقبل بها أم أنها هدية مجانية سيقابلها دونالد ترامب بهدية الاعتراف بسيادة كيان الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية، أو على أجزاء منها تشمل التجمع الاستيطاني في غوش عتصيون جنوب غرب القدس ومعاليه أدوميم شمال شرق القدس إلى جانب غور الأردن كحد أدنى.
هدايا متبادلة عبرت عنها التعينات المتبادلة للسفراء، إذ اختار نتنياهو الكاهاني المتطرف "يحيئيل ليتر" سفيرا للاحتلال في أمريكا، وهو صديق مقرب من باروخ غولدشتاين مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994 ومستوطن مقيم في غوش عتصيون، مقابل ترشيح ترامب الإنجيلي المتطرف "مايك هكابي"، أبرز دعاة ضم الضفة الغربية للاحتلال، كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في الكيان الإسرائيلي.
التفاؤل المتولد عن نزعة الرئيس ترامب لإنهاء الحروب في أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي وجزيرة تايوان والمشرق العربي بما فيها غرب آسيا وإيران؛ قابلها نتنياهو بتوجيه وزيره المقرب للشوؤون الاستراتيجية "رون دريمر" لزيارة موسكو، أتبعها بزيارة إلى واشنطن ليلعب دور الوسيط وناقل الرسائل، لا بين الكيان والمقاومة، بل وبين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأرجح، وهو انخراط مباشر وعميق في استراتيجية ترامب الهادفة للبحث في صفقة تنهي الحرب الأوكرانية وتحييد العناصر المناهضة لهذا التوجه في أوروبا والناتو والدولة العميقة في أمريكا، التي يتقن دريمر ونتنياهو التعامل معها بزعم نفوذهم الكبير على الرئيس الأوكراني زيلنسكي والدولة العميقة في أوروبا وأمريكا.
نتنياهو نشط ويحاول أن يضع نفسه في صلب عملية تشكيل وصياغة استراتيجية دونالد ترامب للسنوات الربع المقبلة كونه من أكبر الداعمين له في الانتخابات، والتي لعب فيها المستوطنون وعلى رأسهم رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية في رام الله "يوسي داغان" دورا مهما فيها، من خلال جولته في الولايات المتحدة قبيل أيام من اختتام عمليات التصويت.
صفقة ترامب نتنياهو تم إنجازها قبيل الانتخابات الأمريكية، واليوم هي قيد التنفيذ، تعكسها التعيينات التي قدمها ترامب في وزارة الخارجية (مارك روبيو) والدفاع (بيت هيجسيث) وفي كالة المخابرات المركزية CIA (مايك راتكليف)، فضلا عن مستشاره للامن القومي (مايك والتز) ومندوبه في الامم المتحدة (اليز ستفيانيك) ومبعوثه الرئاسي للشرق الأوسط (ستيف ويتكوف)، كلهم بلا استثناء مناصرون للكيان الإسرائيلي في حربه على غزة وفي ضمه للضفة وفي عدائه لإيران ولبنان والعراق واليمن.
صفقة ترامب نتنياهو لن تقتصر على المشرق العربي وغرب آسيا، بل ستمتد آثارها عميقا باتجاه أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي والداخل الأمريكي، حيث يعد ترامب نفسه لمعركة أشد وأعنف مع خصومه في الدولة العميقة، أعلنها بترشيحه "مات غايتس" لمنصب وزير العدل، وهو يناظر "ياريف ليفين" وزير العدل الإسرائيلي الذي قاد ما سمي بالإصلاحات القضائية لتصفية نفوذ التيار القومي العلماني، وتكريس نفوذ نتنياهو والتيار الديني الحريدي القومي الصهيوني بقياة بتسلائيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
ختاما.. ما اعتقده الكثيرون بأنه صفقة تحول إلى هدايا متبادلة للرجلين، فكلاهما ترامب ونتنياهو؛ مدين للآخر بالبقاء في السلطة والاحتفاظ بها لاطول فترة ممكنة، ومن الممكن أن يمتد الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك نحو تطهير الدولة العميقة وتمديد رئاسة ترامب بمنحة فرصة ثالثة للترشح، عودةً عن التعديلات الدستورية للمادة الثانية والعشرين في العام 1945 التي قصرت الفترة الرئاسية على دورتين فقط في حينها، ما يعني أن منطقتنا العربية ستواجه محنة طويلة لن تغيب عنها الحرب في ظل صفقات وهدايا ترامب ونتنياهو المتبادلة، فالسلام وإن ساد في أوكرانيا وجزيرة تايوان فإنه أبعد ما يكون عن منطقتنا العربية ومحيطها الإسلامي المباشر الذي سيعاني من ويلات الهدايا المتبادلة بين نتنياهو ورفيقه ترامب.
x.com/hma36